بداية الثورة، والمنع من الصعود على المنبر
صيغة الشهادة:
مدة المقطع:
تحدثنا قبيل الثورة كيف كان الوضع؟ وهناك نقطة ندخل منها على ثورات الربيع العربي وبدايتها، وأن النظام في سورية حريص على شغلة مهمة ونجح بها إلى جزء مقبول أن يُصور نفسه رمزًا للصمود والتصدي رمزًا للمقاومة حامي للقضية الفلسطينية، وقبل أن أبدأ بنقض هذا الكلام، مثلًا حزب الله و وبطولاته المزعومة ضد إسرائيل، وكل مواقف الدول العربية كانت من وجهة نظر المقاومين العرب خاذلة إلا الموقف السوري هو كان العون الأساسي لحزب الله، فكانت الناس تُحب النظام بناءً على حبها لحزب الله، وكان له شعبية كبيرة في سورية، ولو لم تقم "الثورة السورية" لرأيت نصف السوريين منتمين لحزب الله والنصف الثاني موالين، وكان لا يتجرأ أحد أن يحكي عن حزب الله خاصة بعد أحداث 2006 .
المقاومة الفلسطينية حماس كان متبنيها، وكل العالم طردت حماس إلا النظام السوري كان يحتضن حماس، أنا لا أعذر حماس ولكن حماس الواقع كل الناس طردتها و لا أحد احتضنها غير سورية النظام السوري وما دعمها غير إيران، وكل الدول العربية تخلت عن حماس.
هو رمز للمقاومة لمقاومة إسرائيل وحتى هناك ناس خاصة الأجيال صارت أن هذا كلام مقنع، ومن يُقاوم إسرائيل؟ حتى صرت تجد ناس في اليمن وتونس مقتنعة بهذا الكلام، وأنه رمز المقاومة، وحتى شخصيات ثقافية وفكرية وفنية مقتنعة ببشار الأسد أنه رمز للصمود وللتصدي، ومقتنعين بالوقت نفسه أن حسني مبارك هو رمز للعمالة والخيانة مقتنعين أن حكام الخليج كذا..، ومثلًا بن علي هو نظام بوليسي.
وهنا بدأ الحلم فعلًا حلم عربي ربيع هو حلم عربي، وبدأ في تونس وتحركت الأمور، والناس شاهدت طاغية يُدمر، وكم هي فرحة المسلمين بصنم يتكسر هكذا كان فرح أظن كل الأحرار العرب بهروب بن علي، كلمة [بن علي هرب] أنا من الأشخاص كنت اتمتع فيها كنغمة أحب أن أسمعها على مدار اليوم [بن علي هرب] كلمة ممتعة مثل أغنية أعجبتك مثلا أو أنشودة تصير كلما تطلع السيارة تُشغلها، فصارت بن علي هرب ممتعة ممتعة جدًا كلمة حتى نذكرها في السهرة عشر مرات دائمًا نتغنى بهذه الكلمة كلمة رائعة جدًا.
بدأت في مصر يا سلام، وتونس تظل الدولة محترمة وعلى العين والرأس وكل الاحترام لأهل تونس، لكن تظل هامشية إذا ما قِيست بمصر، ومصر هي احتياط تونس لاعب أساسي، ورأس الأمة العربية الحقيقة مصر لا ننكر هي أهم دولة عربية ومعها العراق وسورية والسعودية وهذه الدول الركائز الأساسية، والحقيقة مصر صاحبة ثقل أكثر من الكل من كل ما ذكرته.
فبدأت في مصر وهل سنخلص من الطاغية في مصر يا سلام ! شيء جميل جدًا، وكُللت ثورة مصر بنجاح اعتبرناه يومها نجاحًا باهرًا وأنه لا عودة للطغيان بعدها، وقال مذيع "الجزيرة" يومها كلمة أكثر من رائعة بعد ذلك ما اهتمينا فيها، وهي رنة على الموبايل يجمع الكل رنة على الموبايل على "الفيسبوك" وأحضر الكل حتى "الفيسبوك" هو الذي جمع الناس كلها في هذه الساحات وفعلًا أزالوا الطاغية، وكان فرح كبير بزواله، والنظام انظر لمن وقع اتفاقية كامب ديفيد أو من أبطال اتفاقية كامب ديفيد، ونحن نعرف أن من وقعها هو أنور السادات لأنه مع الرغم أنه وقعها الله يرحمه إذا ما قِيس بحافظ الأسد وما قِيس بالأنجاس أقلها ما كان على هذا المبدأ من الخيانة ومن العمالة.
علق النظام على سقوط رمز من رموز الخيانة والعمالة والراعي لاتفاقية كامب ديفيد يعني نحن فرحين بهذا السقوط، والشعب السوري كنا نتهامس بين بعضنا طبعًا الشباب الصغار أكثر شجاعة من الكبار، والسبب الكبير دائمًا أول شيء مربى مروض لكن الصغير لديه حماسة وشجاعة أكثر لا شك في ذلك، والصغير ما شاهد الإرهاب الذي شاهده الكبير قولًا واحدًا، ومن أسباب ضعف الكبير عائلته ارتباطه الاقتصادي ولسنا أشخاصًا مثاليين أنت إذا لديك أولاد تكون ضعيفًا، ومن أسباب جبن الإنسان عائلته وأموره الاقتصادية وهي من الأسباب التي تضغط عليه، وكلنا خائفين يعني معقول يصير في سورية، فمثلًا أنا وأنت في مناسبة لا أحكي أمام العالم إنما همسًا بيني وبينك برأيك هل يصير عندنا، وهذا الكلام كنا دائمًا نُكرره بين بعضنا، فتقول لي: يا أخي والله لا أعرف، وتسأل حتى الحكماء الذين تثق برأيهم يقول لك: لا أعرف، وهذا أمر معقول في سورية لا أدري، يا أخي في تونس نظام أمني 100% ومعروف بن علي كيف كان وبورقيبة كيف كان؟ ومع ذلك فجأة سقط سقوطًا مدويًا، ومعقول في سورية!!؟؟ يا أخي سورية غير الوضع مختلف، وأنا كان لدي قناعة تامة بنسبة 100% إذا خرج هذا الشعب - وطبعًا هذه القناعة شفتها على أرض الواقع - إذا خرج هذا الشعب وقال كلمة "الشعب يريد إسقاط النظام" مثل ما سمعنا في مصر قولًا واحدًا، وأنا خدمت عسكرية نحنا ليس لدينا في الجيش أو في الشرطة أو في حفظ الأمن شيء اسمه رصاص مطاطي أو شيء اسمه غازات مسيلة للدموع، كانت تصير مباراة مثلًا أو حفلة تأتي الشرطة العسكرية وحفظ الأمن لينظموها، وأنا رأيت بأم عيني مثلا في اللاذقية كيف كانوا بأحد الملاعب في دورة المتوسط ملعب الباسل كيف كانوا يضربون العالم يعني بنات رقيقات والله الضرب بالحزام العسكري يوسعوهم ضربًا فقط لأنه ما التزم بالدور، ولا يوجد شي اسمه رصاص مطاطي.
والله كان لدي هذه القناعة منذ البداية أنه إذا هذا الشعب خرج في الطريق وقال:" الشعب يريد إسقاط النظام" فحتمًا المقابل سيكون الرصاص الحي ولا شيء آخر، فالحقيقة أنا من الناس ولأكون صريحًا معك كنت خائفًا جدًا من هذا الأمر إذا صار في سورية ستكون مجازر في سورية، ومن البداية كان هذا التصور وكنت أنقله للآخرين ليس من البداية في البداية ما كنا نتجرأ أن نحكي كنت أنقله بعد ما بدأ الحراك في سورية.
صارت تأتينا أخبار مثلًا في جسر في حمص مكتوب عليه "إجاك الدور يا دكتور" ومُسح، وفي الحريقة صار مثلا موقف كذا وكذا وجاء ضابط وحل المشكلة بين الشرطة وبين التجار، وفي درعا أولاد كتبوا، وصارت هذه القصص وتتسرب الأخبار بين مثبت لها وبين منكر وبين خائف منها هو سمع فيها لكن لا يُريد أن يُصدقها، لا يريد أن يصير في سورية لأنه خائف ويعرف هذا النظام المجرم كيف هو؟
طبعًا فُلتت الأمور من عقالها صارت القصة المعروفة في درعا، وكنت أُحضر خطبة الجمعة، وأكثر شيء يوم الاثنين تخيل أنا كنت أُحضر خطبة الجمعة من يوم السبت أضع رؤوس الأقلام وكل يوم أُضيف، ويوم الأربعاء تكون كاملة ثم أُعدل فيها بحيث أخطب خطبة جمعة 20 دقيقة فقط لا غير، ولدي هذا الانضباط ودخلة وعرض وطلعة يعني فيها المقدمة والعرض والخاتمة وأطلع بنتيجة بخلاصة دائمًا من خطبة الجمعة، وعندما أكون مشغولًا أُكلف آخر بخطبة الجمعة، فأنا حضرت الموضوع لخطبة الجمعة لا أذكر التاريخ تمامًا، ولكن بدأ الحراك في سورية فعلًا صار في سورية حركة وصار موضوع القصر العدلي والحرق، والموضوع حمي كثيرًا وصار في سورية مظاهرات، وطبعًا كلنا نعرف أن المظاهرات طلعت في البداية "الله سوريا حرية" ما قال أحد: "للشعب يريد إسقاط النظام" أبدًا "الله سوريا حرية" هذا ما يقوله الناس، وكانت مثلا "الشعب يريد إسقاط المحافظ" فيما بعد في حمص.
فأردت أن أخطب الجمعة، وبالحرف الواحد قلت في خطبة الجمعة: أنا بالعادة أُحضر قبل فترة ولكن هذه المرة الخطبة مختلفة في مرة لا سابق لها وأتمنى ألا يكون لها لاحق أول مرة هذا الكلام، فأنا طلعت طبعًا أنا إن شاء الله أحكي الذي علي وأحكي كلام صريح جدًا أنا من الأشخاص المؤمنين بالدكتور البوطي كنت وقتها، فلا أعرف ماذا سأحكي؟ وكان كلام على التلفزيون هو أنه لا يجوز ولا يصير وحرق و....... فطلعت ثاني يوم خطبت الجمعة فحكيت كلام ما أعجب الناس التي تتظاهر إطلاقًا، وأنا ما حكيت أي كلمة ضد الثوار أو ضد النظام، يا أخي نحن لسنا مع الظلم والاعتقال وهذا كلام مرفوض لكن بنفس الوقت يا أخي لسنا مع الفوضى أو حرق سجلات العدل، وكانت الناس طرفين طرف متحمس جدًا ليقلع هذا النظام ويُقيمه من شروشه، وطرف خائف.
وأنا ليس لدي مجال ألا أنتمي، ووضع محير وبماذا سأحكي أي كلام سأحكيه ممكن أن يأخذوني وأنا أعرف الفروع وزرتها بشكل دائم، وطبعًا كان هناك قناعة مثلًا نحن لا نُريد في سورية القتل أو موت لأنها سورية ليست مصر، فحكيت هذا الكلام وطبعًا هذا الكلام كان غير مرضٍ لكثير من الذين كانوا ثوارًا فيما بعد وكانوا أكثر حماسًا حقيقة.
وكان الأمر محير ناس أيدت الكلام لآخر درجة أنت حكيت كلام عاقل، وهم طبعًا كلهم صاروا ثوار فيما بعد وأيدوني، وناس قالت: أنت غلط وأنت كنت محابي للنظام، وانتهت المسألة، وصار شد وجذب كثير بهذا الموضوع ما بعد خطبة الجمعة خاصة البلد كانت بلدنا قارة متحمسة جدًا للقيام ضد النظام، وخرجت مظاهرة وقتها خفيفة.
وهنا نقطة تأثرت جدًا بكلام الدكتور البوطي وتبنيتها، وصارت المشاكل مع الأمن في درعا لا أذكر التواريخ تمامًا لكن عند خطبة الجمعة الثانية وكان مطلوب منا أن نرفع أخي إذا تًريدون شيئًا تعال أقول لك أنت واعي وعاقل، وارفع ما تُريده لقادة الأمن من مطالب ارفعها، فكتبت ورقة ورفعتها على أساس على الفروع الأمنية وبعد ذلك تطلع على القصر الجمهوري، وما كتبت فيها شيء مطالب أنه نحن مع عدم الاعتقال و معاملة الناس باحترام وحريات الناس، وخطبت الجمعة بالكلام الذي كتبته، وقلت لهم: أنا رفعت هذا وكانت خطبة الجمعة على مستوى عالي رفعت فيها الوتيرة كثيرًا يعني رفعت الوتيرة لدرجة عالية جدًا جدًا بحيث ألهبت مشاعر الناس، فالجمعة الثانية طلعت مظاهرة كبيرة من الجامع وأجهزة الأمن حملتني مسؤوليتها لي مع أني أنا ما طلعت في المظاهرة، وقلت لهم في الخطبة الثانية لأزيدك من الشعر بيت، أنا لست مع الفوضى وخروج للشارع، ولكن أنت حمست الدنيا كلها وجئت تقول لي: عجزت، كمن صنع له أكلة طيبة وقلت له: لا تأكل هذا فيه كولسترول وفيه شحوم ثلاثية، وهو رأى الشوي وسيأكل، فهو تحمس كثيرًا فطلعت المظاهرة.
صار في هذه الخطبة أو التي بعدها لا أذكر صارت مظاهرة في درعا، وذهبت الناس باتجاه تمثال حافظ الأسد أو بشار في داعل فالأمن العسكري أطلق عليهم الرصاص وقتل أظن عشرة أو 15 شخصًا، فأنا رفعت الوتيرة في الخطبة كله إلا الدم كله إلا أن يصير دم في سورية، فهذا كلام غير مقبول وخيانة، ورفعت الوتيرة جدًا جدًا بخطبة الجمعة، وطبعا يمكن تستغرب أنا أتأثر بخطب الجمعة بكثير أشياء مثلًا أنشودة سميح الشقير "ياحيف" هذه أنا خطبت خطبة جمعة من هذه الأنشودة خطبت خطبة الجمعة وعلى مستوى عالي جدًا من التهجم على النظام وتخوينه من وراء هذه الأنشودة، لأنه صار قتل في سورية.
وصار النظام نحن منطقة حساسة منطقة تهريب ممتزجة فيها مصالح ضباط الأمن مع مصالح المهربين، فلها حساسية كبيرة، وضباط الأمن من مصلحتهم ألا يصير أي شيء وتظل البلد هادئة، ونحن في منطقة على الطريق العام ممكن تقطع الطريق العام بين دمشق وحلب، فمن مصلحة النظام وضباط النظام كأشخاص من مصلحتهم ألا يصير شيء والنظام من مصلحته هذه المنطقة لا يصير فيها شيء، فالنظام هو بمرحلة المجاملة، ونحن لا نجرؤ أن نقول له: لا، لأنهم بأي لحظة يأخذوك من فراشك من بيتك، وأقصد أنه مع الخطباء والوعاظ يأخذ ويعطي معنا بكل حسنى يلتقي ويجتمع معنا وسنهدي وهي مؤامرة خارجية، ونحن صراحة مضطرين لاتباع مبدأ التقية ليس عقديًا نحن ليس لدبنا تقية، ولكن غصب لا نجرؤ أن نقول: نحن ضد هذا النظام، ونحن مضطرين أن نقول له: نعم، ويتصل بك يا أخي مظاهرة وأوقفوا لنا إياها، والله لا يطلع بيدنا شيء، وهؤلاء يطردونا ويصرخون علينا، وهنا لا تتجرأ الحقيقة أن تأخذ موقفًا صريحًا وواضحًا أنه أنا ضد النظام، ولكن تهجم على أن قتل الإنسان خيانة، وأنت لا تقول له: أنت خائن أنت تقول: من يقتل إنسان متظاهر خائن؟ من يقمع الناس بالرصاص خائن؟ وهذا قتل وهذه جريمة، ومن يقوم بهذه الأشياء هو خائن لوطنه ولدينه ولشعبه، وبعض الناس يقول لك: هذا الكلام الذي تحكيه أنت أنا أتجرأ أحكيه أينما كان، أنت تحكيه لا أحد يحاسبك، فأنا أُحاسب على شيء لا يُحاسب عليه غيري أنت بموقع أو كذا تتحاسب على شيء يجوز ناس تعمل هذا الشيء أو أكثر منه عشر مرات بمواقف ثانية لا أحد يُحاسبها أما أنت تتحاسب تأتمر بأمرك أو تسمع كلامك، فصار في بعض الأحيان أن أُوكل شخصًا بخطبة الجمعة لأنه صار علي ضغوطات شديدة جدًا، استُدعيت مرتين وثلاثة وأربعة وخمسة على فرع المنطقة التابع للأمن العسكري الأمن السياسي أمن الدولة صارت الزيارات أسبوعية لعندهم بشكل دائم، ولا تتجرأ ترفض أن تذهب لعندهم لأنهم يأخذوك من بيتك، وصارت وتيرة الخطب ترتفع كثيرًا حتى في أيار/ مايو صارت فوق الحد وما اقتنعوا أن هذا الشخص وما عادوا صدقوني بأي شكل، وهذا الشخص يضحك علينا ويكذب علينا، وصارت نقمة شديدة من القيادات الحزبية ومن فروع الأمن، وفي الحقيقة صار عندي خوف شديد، وبعض المرات أن أتوقف أُمنع من خطبة الجمعة.
صارت معي قصة النقمة التي صارت اتصلوا بي من فرقة الحزب، خير؟ هل يمكن أن تأتي لعندنا؟ قلت: سيسألني عن الشعبة لا يوجد شيء يُخيف هم فرقة، فذهبت لعندهم فبلغوني أنت شخص بسبب مواقفك شخص مطرود من حزب البعث العربي الاشتراكي، وهذا لو لم يحصل كانت ظلت حسرة بقلبي طول العمر، والحمد لله رب العالمين أنني ما خرجت انسحابًا أو فصلًا وإنما طُردت طردًا بسبب: مواقفه لا تتوافق مع مبادئ الحزب، وهذه شهادة أعتز فيها والله وسررت من داخلي يعني مثل إذا شغلة مصدية ولا تتوقع بحياتك أن تعود نظيفة ونظفت، عار لحقك بدون أن يكون لك يد فيه والله طهرك منه، وطُردت طردًا الحمد لله.
بعدي ذلك اتصلوا وقالوا: بأمر من مديرية أوقاف ريف دمشق لا تطلع على الخطبة ممنوع تخطب الجمعة، قلنالهم تمام وكلفوا شخصًا آخر، والثوار بمرحلة متمكنين عنا صح الثورة ما زالت سلمية ومظاهرات لكن كانوا مخيفين، على فكرة المظاهرات السلمية الثورة السلمية كانت في أقوى صورها أيام ما كانت سلمية مع أنه كان يُضرب رصاص على الناس في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو، و لا أذكر هذا الحديث بأي شهر تمامًا ولكن مُنعت من خطبة الجمعة، قلت: الحمد لله بيني وبينك الله أراحني أن أطلع على المنبر لأحكي بهذه الظروف وكلفوا شخصًا آخر، فالثوار في البلد رفضوا رفضًا قاطعًا أن يطلع أي شخص يخطب الجمعة مكاني، ولدينا ستة مساجد فيه صح لكن كانت المظاهرات تطلع من المسجد من عندنا، فرفضوا رفضًا قاطعًا مسجد الإيمان بدايات بعدها صارت من الجامع الكبير كلها لكن البدايات كانت من جامع الإيمان، طبعا تطلع من كل المساجد لكن القسم الأكبر يطلع من عندنا، وتطلع من كل المساجد وتلتقي في مكان ما وتمشي مع بعضها، والمساجد بكل سورية كانت هي مركز الانطلاق، فأنا لأني كنت أخطب هذه الخطب كان يحضر عندي قسم كبير من الناس والذين ما كانوا راضيين عن أول خطبة معناه مثلما كان أملنا فيه إن شاء الله وإن شاء الله تعالى ما كان الأمر إرضاء لأحد إلا إرضاء لله سبحانه وتعالى، فمنعت من الخطبة وكان وقتها مدير أوقاف ريف دمشق اسمه خضر شحرور معروف بالنسبة للدمشقيين لأهل الريف كلهم المركز بدوما معروف مركز مديرية الأوقاف، ومُنعت من قبله من الخروج إلى خطبة الجمعة، وهذا الكلام مستعد أن أواجه فيه بما حصل تمامًا يومها.
كان اثنين من الثوار الله يرحمهم من الشهداء تبنوا الموضوع إذا لا يطلع هذا الرجل يخطب سنقطع الطريق العام، وأنتم الطريق العام عندكم خط أحمر اليوم سنقطع لكم إياه، فعضو مجلس شعب في البلد كان موجود عندنا أظن كانت ولايته منتهية ولكن اتصالاته خافوا كثيرًا فسخروه حتى يحل هذه المشكلة، وجاؤوا وطلبوا مني أن أطلع قلت: لا أطلع لأنني مُنعت و فيه إهانة هذا المنع، فتدللت كثيرًا وقتها، ولن أطلع لأنه منعني مدير الأوقاف هو يحكي معي، فتحدث معي رئيس شعبة الأوقاف في النبك، فقلت له: أستاذ أنت على رأسي وأنا أحترمك وأحبك لكن أنت لم تمنعني، وقال: يعني كلامي غير مقبول، فقلت: مقبول وعلى عيني ورأسي لكن أنا منعي جاء من مدير أوقاف ريف دمشق هو من منعني، فهو سيقول لي اطلع حتى أطلع ويعتذر مني.
صدق أو لا تًصدق يعني هذا الرجل أنا أحكي شهادة وهي أمام الله هذا رجل متكبر بكل ما للكلمة من معنى، وكل من تعامل مع خضر شحرور يعرفون أنه متكبر جدًا، وهو من أزلام النظام وحتى الآن يطلع على القنوات الفضائية للنظام ومن شبيحة النظام المعروفين، فاتصل على هاتف عضو مجلس الشعب وأنا كنت معه وتكلم معي، ويا سيدنا ويا أستاذنا بعبارات التعظيم وعبارات التدليس التي لا أحبها أبدًا سيدنا وتاج رأسنا وإذا تكرمتم وغيرها من عبارات التفخيم التي بلا طعمة التي يضحكون فيها على الناس، فهنا تم الاعتذار، فطلعت ثاني يوم خطبت الجمعة وكان الفرح عند الشباب أنني طلعت خطبت الجمعة ورجعت على الوتيرة مثلما كانت وأعلى وظليت مستمر بهذه الوتيرة حتى أذكر 12 آب/ أغسطس وكان 12 رمضان يمكن لا أذكر يعني في شهر رمضان 2011 خطبت آخر خطبة جمعة كانت الوتيرة فوق الحد صارت الناس تقول لي حتى ثوارنا أنت تُزودها أنت تذكر بالاسم لا يصير أنت تقول عنه فرعون، وقتها كان الجيش لا يدخل كان عناصر الأمن أي عنصر أمن يأخذك يعني يأتون لعندك على البيت في الليل ويأخذوك، فأنا بعد هذه الخطبة اتصلوا بي مباشرة أنه لا تطلع على المنبر وليقطعوا الطريق العام لا تطلع المنبر أنت ممنوع منعًا باتًا أن تطلع المنبر مهما صار، ومن يومها أنا مُنعت بالكامل من الصعود إلى المنبر اختفيت تمامًا عن هذه الحركة، وصارت حركات شغل مساءً، وأنا في الحقيقة لا أتجرء أطلع في المظاهرات إلا قليلًا أو متخفيًا.
مرة من المرات طلعت صارت بي مثل النكتة أنا أحب المظاهرة يفرح قلبي فيها من الداخل ويرقص قلبي، فالمظاهرة قادمة ونحن خارجين من صلاة التراويح، فأحد الشباب قال: ارجع، وقلت له: سأطلع، فطلعت، وكانوا سيقدمونني للأمام، فقلت: أنا مثلي مثل العالم طالع، ويعرفوني عن قرب كنت متخفي كيف طلعت؟؟ كيف إذا شب مراهق رأى فتاة ولم يرده أحد عنها أنا هكذا صار معي الهوى ساقني وليس شيء آخر، ولم أستطع التحكم بنفسي، وأنا سأطلع سأطلع ، كعاشق لا يتحكم فيه شيء آخر يمنعه عن الوصول لمحبوبه وأنا المظاهرة أقصى شيء ممكن أصل إليه وطلعت، وكانت شيء فعلًا ما أجمل أيام 2011 ما أجملها، ولعنة الله على كل من وقف في وجه أن يقطف الشعب السوري ثمرة نضاله لعنة الله عليه لأنه فعلًا الشعب السوري كان لازم يقطف الثمرة 2011 بالذي وصل له، و لا يوجد ثورة في العالم بقدر الكمية التي طلع فيها الشعب السوري، وصرت أُشارك بإعداد الكلمات والأدعية سرًا دون أن أخرج أكتب كلمة وأُكلف فلان بإلقائها، وطبعًا هذا الكلام لا يعرفه إلا قلة قليلة جدًا من منظمي المظاهرات، والعامة لا تعرفه لأننا شعب لا تبتل الفولة بفمنا، فأنا لا أحكي و لا أتجرأ أظل من تحت لتحت، وصرت معروفًا عندهم أن هذا معروف هذا كذا كذا، فظل هذا الكلام مستمر حتى أول حملة على البلد بآخر يوم من شهر رمضان عام 2011 الحملة الأولى على البلد حملة الجيش وكان يومًا صادمًا ويومًا عنيفًا ومحزنًا وفاجعة بكل ما للكلمة من معنى.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/02/01
الموضوع الرئیس
إرهاصات الثورة السوريةكود الشهادة
SMI/OH/113-27/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
النصف الأول 2011
updatedAt
2024/09/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-قارةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
وزارة الأوقاف السورية (نظام)
حزب البعث العربي الاشتراكي