محاولات التفاوض مع النظام من أجل الهدنة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:13:06:03
منذ أن بدأت هدنة معضمية الشام وبدأت المواد الغذائية تدخل إلى المعضمية يوجد جزء كبير من الناس كانت تصلهم رسائل من جهات لديها علاقات مع النظام خارج داريا، ويوجد منهم من يتواصل معهم النظام بشكل مباشر، يعني ضباط من النظام يتواصلون مع قادة مجموعات بحكم أن الجبهة متقاربة ويوجد تماسّ بين جبهات النظام والجيش الحر وكان يوجد حراك شعبي من أجل المطالبة بهدنة، وفي الوقت نفسه كان يوجد حراك شعبي آخر يطالب ويقول إن النظام لا تنفع معه الهدنة وهذا اسمه استسلام وإن معضمية الشام فقط أدخلوا (أدخل النظام) مواد غذائية ولم يخرجوا معتقلين ولم يتراجع الجيش عن الأماكن التي استولى عليها ولم يدخل جميع المدنيين إلى المعضمية والحواجز لم تتوقف عن الاعتقالات، وهذه لا تسمّى هدنة وفي هذا الوقت كان هناك حراكان أحدهما مع الهدنة والآخر ضدّها، وكاد أن يصبح في المدينة فتنة بنفس هذا الموضوع، وأذكر وقتها كان يوجد ناشطون منهم من المجلس المحلي ومنهم من خارج المجلس كانوا ناشطين ضد المجلس ولكنهم كانوا يقولون: لا نريد أن تكون هدنة وهذا اسمه استسلام، وخرجت مظاهرة تندّد بالمطالبة بالهدنة وفي الوقت نفسه الحراك المطالب بالهدنة لم يتوقف وانتقل الحراك إلى مجموعات الجيش الحر وحدثت اجتماعات على مستوى عالٍ وتكرر أكثر من مرة اجتماع اسمه 33، وهذا الاجتماع كان يحضره قادة المجموعات من الجيش الحر بالإضافة لمدراء المكاتب وجهات مدنية يمثلون المدنيين، لأنه هنا يوجد ثغرة حيث كان المدنيون لهم تمثيل في المجلس المحلي بعد تعديل النظام الداخلي أصبح لديهم لجان للمدنيين يتم انتخابها وتكون صلتها مباشرة مع رئاسة المجلس، وهم ليس لهم علاقة بالمجلس ولكنهم يمثّلون المدنيين غير الموجودين ضمن الجيش الحر والناشطين ولا بالجهات الثورية وهم مدنيون واجتماع الـ 33 كان به مطالبات في شهر نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو وتكرر أكثر من مرة أو في أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو وانتهى هذا الاجتماع بالاتفاق على لجنة من أجل المفاوضات. وكان النظام يرسل مجموعة من الوسطاء منهم من داريا ومنهم من خارج داريا وأهل داريا كانوا رضوان الزردة وهو رئيس شعبة الأوقاف وبعد أن خرجنا من داريا هو الآن لاجئ في ألمانيا، وكان هناك شخص من آل سقا وهو محامٍ كان في المكتب القضائي في تأسيس المجلس عندما بدأت المعركة ذهب إلى الشام (دمشق) وانتقل إلى الطريق الثالث يعني ليس مع النظام ولا مع الثورة ولكن كانت علاقته جيدة مع الضباط حتى يرسل رسائل لداخل داريا، ومن خارج داريا كان يمثلهم عدنان الأفيوني وهو كان عراب المصالحات في ريف دمشق وتم تشكيل وفد من ثلاثة أشخاص وفي وقتها كان يوجد مطالبات بالتفاوض وفي الوقت نفسه لا أحد مستعدّ أن يذهب إلى المفاوضات ويوجد ناس وضعوا أنفسهم يعني كبش فداء لأن الذهاب إلى الشام يشكل خطرًا وممكن يكون هناك اعتقال، فقال معتز مراد: أنا سأذهب، وأحمد القرح وأبو نضال العليان الأب أيضًا قال: أنا سأذهب، وأحمد القرح هو لم يكن في بداية الثورة ولكنه كان معنا في الحصار وهو إنسان جيد ولديه شهادة بالاقتصاد وخبرة في العمل المحاسبي وأثناء الانتخابات فاز في الانتخابات وأصبح مدير المكتب المالي، كان معتز في المجلس المحلي وأحمد كان قد ترك الإدارة ونضال عليان محسوب على المدنيين ولكن ابنه لديه كتيبة وذهبوا إلى الفرقة الرابعة وجهزوا أوراقًا ومخططات، وكانت المطالب هي الإفراج عن المعتقلين وجهّزوا قائمة بكل المعتقلين وجهّزوا مخططات للأماكن التي تقدم بها النظام حتى ينسحب منها، وكانت المطالبات بدخول المساعدات الإنسانية والنظام كان يقول إن المعتقلين لا يمكن إخراجهم وهذا الكلام كان يقوله غسان بلال وهو مدير مكتب الفرقة الرابعة مدير مكتب ماهر الأسد، فكان يقول: إذا أخرجتُ معتقلي داريا فماذا سأقول لمعتقلي الزبداني؟ وملف المعتقلين هو ملف على مستوى سورية ولا يقرر بهذه الطريقة، وبالنسبة لانسحاب الجيش قال: لا تقولوا انسحاب وإنما إعادة انتشار، فقال الشباب ليس لدينا مشكلة ولكن المهم أن يخرج من الأراضي التي سيطر عليها حتى تعود الناس والهدنة تعني لا حرب في داريا وليس هدنة مؤقتة ولكن بشرط أن تعود الناس إلى منازلها ويرجع الأمان إلى داريا ونخرج السلاح من الثورة ليس لدينا مشكلة.
تسليم السلاح يكون على مراحل، يعني مثلًا نسلّمكم دبابة ولكن لا يوجد ثقة بين الطرفين: النظام والجيش الحر، ويبقى السلاح موجودًا ولكن يتم اتفاق عام على إيقاف العمل المسلح تجاه النظام ولكن بشرط أن يعيد الجيش انتشاره ويعود الناس إلى منازلهم ويسمح للمصابين الذين يريدون المعالجة من داريا إلى خارج سورية، يعني كانت شروط بالحد الأدنى مشرّفة ولكن حتى هذه الشروط لم يقبل بها النظام وقال إن إعادة الانتشار هو ليس من صلاحياتي وإنما من صلاحيات القصر الجمهوري، والمعتقلون أيضًا ليس من صلاحياتي وإذا لم تتحقق هذه الأمور فماذا نريد من إدخال المساعدات؟ فعادت اللجنة من الفرقة الرابعة ودخلوا إلى البلد.
صلح المعضمية كان يقول لا يخرج الجيش والمعتقلون سيخرجون ونعمل على خروجهم، ولم يكن يوجد اتفاق واضح على خروجهم والمعضمية كان جزء كبير منها أكثر من 90 بالمئة غير مدمّر، دليل على ذلك أن أهل داريا ذهبوا وجلسوا في منازل المعضمية يعني أنا صديقي ذهب وتزوج في المعضمية دخلت زوجته من الشام إلى المعضمية وتزوجوا هناك والمنزل لم يصبه أي شيء حتى الزجاج كما هو، ويوجد بعض الأحياء تعرضت للقصف وكان يتم إصلاحها وأما بقية المنازل فلا يوجد بها دمار، يعني نستطيع أن نقول شباب معضمية الشام عندما شاركوا في معركة داريا كانوا يحمون أنفسهم وكانت المعركة تحدث على أرض داريا بحيث لا تحدث على المعضمية يعني المعركة ستحدث مهما كان لأنهم يحملون سلاحًا ولكنها ستحدث في مكان معيّن، يعني لو حدثت في المعضمية سيذهب شباب داريا [إلى المعضمية] وتبقى داريا.
عاد وفد المفاوضات وأخبر الناس وأخبر قادة المجموعات والمجلس المحلي بأن ردّ النظام كذا كذا، وفي هذه اللحظة هدأ الناس وعرفوا أنه لا يوجد حل إلا بحل خارجي، وفي ذلك الوقت أثناء خروج وفد المفاوضات كان يوجد أخبار دائمًا تنشرها صفحة "دمشق الآن"، وهي صفحة مؤيدة، هذه الأخبار كان بعضها سرية وليس المقصود [بكلمة] سرية أنها خطرة، خطرة ولكن يوجد تفاصيل لا يعرفها أحد إلا الموجود داخل الحصار، يعني مثلًا: اليوم دخل 10 جرحى إلى المشفى الميداني والطبيب رأى فلانًا وقال له فلان وإن الدواء كذا، يعني أمور عادية ولكنه حدث فعلًا ويُنقل إلى صفحة "دمشق الآن"، يعني يوجد شخص ما ينقل الأخبار وغير معروف وبعد خروج لجنة المفاوضات تسرّبت صورة كنت أنا موجودًا أثناء خروج اللجنة تسربت صورة أن لجنة المفاوضات خرجت إلى الفرقة الرابعة، كانت الصورة من داخل داريا تسربت ونُشرت على صفحة "دمشق الآن" والموجودون 10 أو 15 شخصًا ونعرف بعضنا جميعًا وأصبحنا نشك ببعضنا، هل يوجد جاسوس بيننا؟ هل من المعقول أننا وصلنا إلى هذه الدرجة؟ وبعد يومين اكتشفنا أن أحد الشباب من الذين كانوا موجودين هو شاب عسكري في الجيش الحر أخبرنا أنه كان ذاهبًا إلى المنزل ورأى شخصًا اسمه فؤاد اللحام، هذا شخص مسيحي، وسألني: ماذا حدث مع اللجنة؟ فقلت له إنهم ذهبوا، فقال لي: أرسل لي صورًا حتى أراها وأرسل له صورة، ونفس الصورة التي أرسلها له نُشرت على صفحة "دمشق الآن" وأخبرنا المخفر واعتقل المخفر فؤاد وبدأ التحقيق معه، فقال إنه أرسل الصورة إلى أخيه في ألمانيا وأعتقد أنه هو من أرسل الصورة وأنا ليس لي علاقة، وكان المخفر يحاول أن يحقّق ويبحث في الموضوع ولكن من دون نتيجة، فقرر المخفر أن يبقى لمدة أسبوع تحت ذمة التحقيق ثم يخرج وخلال هذا الأسبوع كانت الهواتف في المكتب الإعلامي، وكان أحد شباب المكتب اسمه شادي يبحث في الهواتف وشاهد ملفًا مكتوبًا عليه كلمة سر واسم مستخدم ووضعهم على "فيسبوك" فكان حساب "فيسبوك"، ودخلوا عليه وهنا بدأت تأتي التهم، يعني كان يوجد تواصلات بينه وبين ضباط في المخابرات والجيش ويوجد تحديد مواقع وإخباريات عن المواقع التي بها كثافة سكانية حتى يتم قصفها وأماكن المشفى الميداني والمكاتب، حتى إنه يوجد تصحيح إحداثيات يعني بعد أن تقصف الطيارة وتُخطئ في الهدف فهو يصحّح لها مكان المشفى بدقة ويحدّده بدقة وهنا تمت مواجهته بالأدلة واعترف ولكن أبدى ندمه وتاب ووعد أن يتوقف عن هذا العمل وأعلن إسلامه أيضًا وبقي موجودًا لمدة أشهر في المخفر.
المجلس المحلي لم يتدخل في الأمر لأن الموضوع لدى المخفر، حسابه الرسمي كان يوجد تواصلات مع ضباط من الجيش والمخابرات ويزوّدهم ببيانات وإحداثيات لأماكن تجمع والأماكن الحيوية التي بها مدنيون وغير المدنيين، يعني حتى المشفى الميداني الذي كان يتم به معالجة جميع الناس العسكري والمدني سوية.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/09/19
الموضوع الرئیس
حصار دارياكود الشهادة
SMI/OH/15-15/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2013
updatedAt
2024/09/26
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-معضمية الشاممحافظة ريف دمشق-مدينة دارياشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش العربي السوري - نظام
الجيش السوري الحر
الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام
المجلس المحلي لمدينة داريا
مخفر داريا