مرحلة مابعد مجزرة داريا الكبرى ومحاولات التوحد
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:51:11
أحد قيادات الجيش الحر القدامى الذي ليس محسوبًا على أبي تيسير ولا على الشخص الثاني (كتيبة الفيحاء)، كان لديه مجموعة، كان لوحده تقريبًا (مستقل) فالذي حصل أنه بعد المجزرة بفترة قصيرة، كان المجلس قد تشكل، ظهرت صفحة على "الفيسبوك" اسمها "كتيبة عمر بن عبد العزيزفي داريا” فسألنا عن [الموضوع] فكان هذا الرجل الكبير في العمر قليلًا، قام بتفعيل كتيبته، فقمنا بدعوته إلى الاجتماع مع هؤلاء الثمانية، وكان هناك آخرون، وحصل تقريع شديد، وأننا لم نتربَ (نتعلم) من الذي حصل في المجزرة؟ فقال لنا أن الكتيبة موجودة من قبل، ولكننا أسسنا الصفحة، وفي وقتها اتفقنا مع الشباب بشكل عام على إخراج مظاهرة ضد كل من يريد أن يشق الصف ولافتات، فكان ضغطًا معنويًا إعلاميًا وضغطًا من المجلس، لتغلق الصفحة، لكن هذه كانت بدايات محاولة لأن يكون هناك قيادة لها كلمة، طبعًا هذا المجلس لم يكن معلنًا وبدون ظهور رسمي.
بعد أقل من شهر من تأسيسه، ربما بعد أسبوعين من تأسيسه، دخل على الخط مجموعة من خمسة أشخاص لاحقًا أسميناهم "لجنة الحكماء" أغلبهم دكاترة، معهم دكتوراه في الحقوق أو الشريعة ومن بينهم طبيب، دخلوا على الخط، بمعنى أنه في رأيهم يجب أن يتشكل مجلس موحد، حتى لو كنتم قد بدأتم بشيء مختلف، ولكن ذلك المجلس (مجلس قيادة الثورة في داريا) كان موجودًا، ويجب أن يتوحد، وإلا سيحلّ بنا ما حصل قبل ذلك، وكانت هناك تنسيقيتان، والآن يوجد مجلسان، وكل مجلس يصبح له كتيبة خاصة به، ويرجع الخلاف نفسه.
سوف أتكلم في الجلسة القادمة كيف تعاملنا مع الموضوع، وكيف فيما بعد نتج عن المجلسين والآلية، والمجلس الذي سميناه لاحقًا "المجلس المحلي" هذا الأمر يحتاج إلى تفصيل، أريد أن أذكر أمرًا أخيرًا بعد المجزرة، أن الشيء الذي تعلمته من جهود توحيد التنسيقية و المكتب الإعلامي وما شابه شيء يشبه أو صار وسطًا بين العمل الذي كنت أعمله سابقًا وبين كلام وائل حمادة: أن التنسيقية إلى حد ما يوجد لديها التزاماتها، فعندما تقول تنسيقية داريا فهناك حدود معينة يجب أن تلتزم بها، فتعالوا حتى نؤسس جسمًا توافقيًا، بمعنى الأشخاص الموجودون يشبهون بعضهم، كما يقول رفيقي: "اللي متلنا تعوا لعنا" فعرضت الفكرة على أكثر من شخص، وعمليًا الأمر صعب بصراحة، فهناك تنسيقية اللجان والقريبون منها، وتوجد دائرة كبيرة في المنتصف ليست مع أي توجه، وتواصلت مع أغلبهم خلال الأشهر السابقة، أصبحت أعرف مع من سأتكلم، فاستثنيت فقط الأشخاص من نواة تنسيقية الإسقاط الذين كان واضحًا أنهم ليسوا مستعدين (للتعاون) فعرضت الفكرة على أكثر من شخص لتأسيس تجمع أساسه هو الحفاظ على العمل المدني، وهناك توافق في الأفكار. [فسألوا:] هل هي تنسيقية أم مجلس؟ فقلت لهم: بغض النظر عن الاسم، المهم لدينا أن يتشكل من أشخاص متوافقين على الرؤية، وأن لاتكون بناء على محاصصة وتوازنات، وفي سياق الكلام قلت إن شاء الله نسميه أبو عبدو (يعني أي اسم) وفعلًا فيما بعد سميناه "تجمع أبو عبدو" تأسس في آخر الشهر التاسع (أيلول/ سبتمبر) بعد المجزرة بفترة قصيرة، أرجع وأقول إنني كنت أعتبر هذا المجلس للقيادة المدنية مثل جهد موازٍ مؤقت؛ حتى يكون هناك من يستلم قيادة الجيش الحر من جهة مدنية، ونحن نركز على عملنا في المجال المدني، فبدأنا في هذا التجمع، وبدأ بين 20 و 30 شخصًا، وكان من المفروض أن يتوسع فيما بعد، ولكن عندما تأسس المجلس المحلي توقف، فكنا نجتمع بشكل أسبوعي، والفكرة كانت عبارة عن مبادرات مدنية، و يمكن أن نقيم نشاطًا ثقافيًا وتوعويًا ونقاشات سياسية وتنسيقًا، لم يكن هناك هوية واضحة، ولكن كانت الفكرة أنه هناك كتلة [من الأشخاص] اكتشفنا خلال الأشهر السابقة أننا نشبه بعضنا بغض النظر عن التسميات، فلماذا لا نتعاون؟ ولا توجد مشكلة، وحتى إنه في النهاية إما في صفحة تنسيقية داريا تصبح منبر لهذا التجمع، أو يبقى دور التنسيقية إعلاميًا فقط، يعني دورها محدد نتفق عليه [فيما بعد]، ويبقى هنا نشاط مختلف، يعني يكون هناك تقاطع بين الأمرين. وبصراحة كانت مرحلة جميلة جدًا كانت لمدة أسبوع، كانت نوعًا من الدعم النفسي بعد المجزرة والذي حصل، كنا نلتقي فيكون واللقاء كان بعضه ترفيهيًا وبعضه ثوري، ونحاول أن نضع ملامحًا عامة، وأن نختار الذين ندعوهم، و استمر كمجموعة "فيسبوك" فترة جيدة، ولكن عندما تم تأسيس المجلس فإن جزءًا كبيرًا منهم، وليس جميعهم، كان جزء كبير منهم ضمن المجلس، ونحن اتفقنا أنه يبقى كمساحة للتواصل بيننا، ولا يستطيع الشخص البقاء هنا وهناك، والأشخاص الذين تمت إضافتهم إلى المجلس كان دورهم كدور إداري دور رسمي ضمن المجلس، ولكن لو لم يتم تأسيس المجلس كان توجهي أنه سيكون لدينا شيء هو تجمع مدني، لا يحمل صفة داريا؛ حتى لا يكون ملزمًا أن تمثلوا داريا، وتكونوا مسؤولين، ولكنه يسعى للحفاظ على المساحة المدنية داخل داريا، والتواصل أيضًا مع مناطق أخرى وتعزيز النقاش السياسي.
بصراحة لا أذكر كلمه “حكماء” من أين خرجت، ولكن شخصًا ذكرها وتوافقنا عليها، وهم للأمانة قاموا بدور جيد جدًا، يوجد جزء من الموضوع أن هناك مسافة معينة بينهم وبين البقية، يعني بطريقة ما شخص مثلي أو بعض الأشخاص الآخرين هم جزء من الديناميات، كان من الصعب أن يقوم بهذا الدور، وأحد الأسباب أن أربعة أشخاص منهم دكاترة، وأحدهم طبيب بشري، وثلاثة منهم دكاترة حقوق وشريعة، وشخص [يحمل شهادة] ماجستير، كانوا اثنان من داريا، و اثنان متزوجان من داريا، و شخص يعيش في داريا، وبصراحة أنا لا أعرف كيف تجمعوا، وأنا لا أريد أن أذكر الأسماء؛ لأن البعض منهم ما يزال موجودًا في مناطق النظام، لا أعرف كيف أصبحوا لجنة مع بعضهم هم الخمسة، ولكن أنا أعرف أربعة منهم من قبل، بعضهم أثناء الثورة، وبعضهم قبلها،[أعرفهم] معرفة جيدة، و منهم الذين ساهموا في محاولة الوساطة بين الكتيبتين سابقًا، وهم متواصلون مع جهات ثورية في مناطق أخرى، والبعض منهم أيضًا متحدثون ولديهم أسلوب، فمجموعة هذه العوامل ساعدت في نجاح دورهم كوسيط محايد، حتى لو أن لهم رأيهم الشخصي، وأحيانًا يشاركون معنا، وأحيانًا لا يشاركون، ولكنهم ساهموا في هذا الدور، والعمر إلى حد ما… ويحملون شهادة الدكتوراه والعمر حيث كان أغلبهم في الأربعينات، وهذا أيضًا له دور وكل شخص لدية امتداداته ومعارفه، وبصراحة يوجد جزء أساسي هو التعاون من طرفنا، يعني عندما هم عرضوا الفكرة كان هناك تعاون مطلق من طرف [الأشخاص] الثمانية، وأنا أزعم أن الطرف الثاني أيضًا فيه جزء متعاون، ويوجد جزء يشعر أنه لم يستطع أن يأخذ دوره، ومن الأفضل أن يكون جزءًا من كيان أكبر، فقد جاء الأمر في توقيت معين، كان هناك رغبة عامة لدى الناس أن ينشأ شيء موحد، ويوجد تعاون من الطرفين (من المجلسين) وتوجد هذه اللجنة التي لديها القدرة على إدارة الموضوع ونجحت بهذا الشكل.
المجزرة بشكل أساسي كسرت وهرة الجيش الحر والانبهار المبالغ به في موضوع قوة السلاح، وكانت صدمة لدى الفاعلين، أذكر بعد المجزرة أن أكثر من شخص جاء، واعتذر إما اعتذارًا صريحًا وواضحًا أو اعتذارًا غير مباشر على الخلافات التي حصلت قبل المجزرة، فموضوع التنسيقية وموضوع ...، الكل اضطر أن يتواضع أمام الدماء والنكسة التي حصلت، وهناك أشخاص كما ذكرت كانوا مشاركين، ولكن على استحياء، وشعر أنه كان من الممكن أن يموت في هذه المجزرة مثل أي شخص ناشط جدًا، فلماذا لا يشارك؟ وأنا أعرف أكثر من شخص، الجيش الحر انكسرت شوكته حتى لو كان مؤقتًا، و كان مضطرًا أن يتعاون، فالمجزرة هي التي خلقت المناخ الأساسي، و يوجد أشخاص في مواقع مختلفة أغلبهم كان له نشاط سابق، ولكن بأشكال مختلفة، والتقوا لاأعرف كيف جمعتهم الأقدار مع بعضهم، بعضهم على رأس هذا المجلس، والبعض عضو في المجلس الثاني، والبعض في لجنة الحكماء، والبعض كان طالب علم من قبل، ولم يقترب من هذه القصة كلها، والآن هو مستعد أن يتحمل المسؤولية، فاجتمعوا مع بعضهم، ولكن لولا أن المجزرة حصلت -والله أعلم- لم يكن سيتم توحيد الجهود، وينطلق المجلس المحلي على الأقل في تلك المرحلة، وأتوقع لو أن الأمر طال أكثر لكان الأمر تشكيله أصعب.
حصلت مظاهرة قبل إعلان المجلس في الشهر 9 (أيلول/ سبتمبر) مظاهرة أو مظاهرتين، بمعنى أنه حتى الحراك السلمي تراجع كثيرًا، ولكن بعد فترة عادت المظاهرات.
بغض النظر عن السبب المباشر وغير المباشر لمجزرة داريا، كان هذا هو الأسلوب الجديد للنظام، وقد يكون هناك أسباب سرعت أو زادت الاحتمال، ولكن حصل في "التل" و"جديدة الفضل" ومناطق مختلفة شيء مشابه، وحصل حصار واقتحام وقصف وشهداء، أنا أتكلم عن ريف دمشق، وأما في مناطق أخرى حصل عدد من المجازر الأخرى.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/08/28
الموضوع الرئیس
مجزرة داريا الكبرىكود الشهادة
SMI/OH/34-32/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
أيلول 2012
updatedAt
2024/03/16
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-مدينة دارياشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
كتيبة الفيحاء في داريا
المجلس المحلي لمدينة داريا
تنسيقية مدينة داريا - الشعب يريد إسقاط النظام
تنسيقية داريا - لجان التنسيق المحلية