أحداث "جمعة حماة الديار" والتنسيق لـ"جمعة أطفال الحرية" في مدينة حماة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:54:18
على الرغم من مواجهة الأمن لنا بالرصاص فإننا [نعتقد أنه] كلما زاد العدد نستطيع أن نحقق أهداف وصولنا إلى ساحة العاصي، ونفرض وجودنا أكثر، ونفشل كل مخططات النظام في مواجهة الحراك الشعبي، وهذا الذي وصل إلى الأهالي والناس والحاضن الاجتماعي بشكل عام بأنَّ العدد الكبير هو الذي يستطيع أن يحقق حضوراً أكثر في الشارع، وبالنسبة للنظام أدرك استحالة السيطرة على الحراك الشعبي من خلال الأساليب التقليدية كقوات مكافحة الشغب والعناصر الأمنية وضرب الرصاص بشكل أو بآخر، ووصل لهذه النتيجة بسبب الوقائع على الأرض، وفشلت المجموعات الأمنية كلها بأن توقف تدفق السيل البشري، وهنا ظهرت نتائج تلك القناعة لدى النظام؛ لأنَّه لم يواجهنا نهائياً، وانكفأت القوات الأمنية إلى داخل مبنى الحزب، وابتعدت عن طريق ساحة العاصي؛ وبالتالي كان الناس قد جهزوا أنفسهم لمواجهات تشبه مواجهات الجمعة السابقة (جمعة آزادي) في 20 أيار/ مايو ، وجهزت أمورها، وخرجنا، وتجمعنا في "المناخ" و"الحميدية" وتلك الأحياء، وذهبنا باتجاه ساحة العاصي، ولم يكن هناك أي عائق، ووصلنا بكل سلاسة، وتظاهرنا هناك، وهتفنا، وأذكر مشهداً هناك عند بداية وصول الناس إلى ساحة العاصي، ورأت أن الأمن لم يتدخل، كانوا قد جمعوا في جيوبهم الدحاحل(لعبة أطفال)، فصاروا يفرغونهم في ساحة العاصي، ووقفنا بمشهد جميل، وصرنا نهتف، ونغني في ساحة العاصي.
وكالعادة انتهت صلاة الجمعة في المساجد، وخرج الناس والشباب المتظاهرون، وتوجهوا إلى حي "المناخ" و"الحميدية"، تجمعنا، وأخرجنا اللافتات والأعلام، وخرجنا من الحميدية باتجاه مبنى الصحة، ونزلنا من شارع ذي قار على مبنى الهجرة والجوازات ودوار الملح، وتوجهنا جنوباً باتجاه ساحة العاصي، ومشينا، وكان الناس يتجمعون أكثر حول المظاهرة، في آخر شارع سعيد العاص تقريباً عند مبنى الحزب الجديد، كان هناك عناصر الأمن يقفون داخل أسوار المبنى وعند الباب، هناك شباب توقفوا وأمسكوا أيدي بعضهم البعض، ووقفوا أمام السور من أجل ألا يستفزّ أي أحد من المتظاهرين القوى الأمنية؛ لأنها لم تكن غايتنا، كانت غايتنا الأساسية أن نصل إلى ساحة العاصي، ونعبر عن صوتنا وأهدافنا التي نريدها، ونوصل صوتنا إلى العالم ومطالبنا كشعب سوري. وهذه كانت رسالة إلى الأمن؛ لأن الاشتباكات في الجمعة السابقة كانت قوية جداً مع الأمن، وفي هذه الجمعة، أثبتنا للأمن أننا ليس لدينا مشاكل مع عناصر الأمن، وليس لدينا موقف منهم إذا سمحوا لنا أن ننزل إلى ساحة العاصي، وغايتنا النزول إلى ساحة العاصي والتجمع والتظاهر وإيصال صوتنا، وليست لدينا أي مشكلة، وهذا كان التعبير، وهذه مجموعات الشباب الذين أمسكوا بأيدي بعضهم، ووقفوا مثل جدار أو سور بشري بين المتظاهرين أو رجال الأمن، هي رسالة وضبط لشارعنا؛ حتى لا يخرج أحد ربما لديه هدف لإثارة شغب أو غيره بأن يخرب المبادرة الجميلة وهذه المظاهرة. وبعد أن وصلنا إلى ساحة العاصي، كان رأي بعض الناس نظراً للأعداد الكبيرة التي لدينا أن يتوجهوا إلى مبنى الحزب كرمز من رموز السلطة، وهو خارج كل أجهزة الدولة ومتسلط على الدولة- هكذا كانت مباني حزب البعث دائماً- أن يتوجهوا عليه، ويحرقوه، ولكن تم إقناعهم من باقي المتظاهرين أنَّ هذا العمل لا يهمنا، ولا يحقق أي هدف مرحلي للثورة، ونحن وصلنا إلى الغاية، وهي ساحة العاصي والتجمع فيها والهتاف دون أن يتعرض لنا أحد.
هي مجموعات انتصارات صغيرة تتراكم وهذه الانتصارات تعزّز الثقة بالنفس أكثر لدينا نحن كثوار بأنَّ لدينا قدرة إذا تجمعنا وإذا كان صوتنا واحداً أن نصل لما نريده وأهدافنا، وهي رسالة أيضاً لحاضننا الاجتماعي في حماة أنَّه بالإصرار وعندما نكون يداً واحدة فإننا قادرون أن نفرض الذي نريده، وإرادة الشعب قابلة للفرض حين يكون الشعب كله يداً واحدة بأعداد كبيرة، ونحن استطعنا أن نصل بعد انقطاع طويل عن ساحة العاصي بدون سلاح و بأجسادنا العارية، و بمقاومة الأمن والرصاص، استطعنا أن نصل إلى ساحة العاصي بعد كل هذا الانقطاع، وكانت هناك فرحة غامرة في قلوبنا أننا وصلنا إلى ساحة العاصي برمزيتها وبما تمثله كساحة كبيرة تستطيع أن تستوعب أعدادنا والشيء الذي يصل إلى خارج المدينة من خلال الإعلام إلى باقي المحافظات السورية وللخارج، مشهد الساحة المليء بالمتظاهرين الذي يدحض روايات النظام بأنها مجموعات صغيرة من المشاغبين تتظاهر داخل الأحياء وفي المناطق الهامشية، [فهذا ليس صحيحاً]، فهي معبرة عن المدينة لأنها مركز المدينة.
الأمان الكامل لم يكن لأنَّ النظام لا يُؤمن جانبه، ولكن كان هناك تعويل على استمرار هذا الوضع لفترة نستطيع خلال تلك الفترة أن نوصل الشيء الذي نريده، فوصولنا إلى ساحة العاصي جعل لدينا مهمات كثيرة خلال الأسبوع: كيف سننجح المظاهرة التي بعدها في 3 حزيران/ يونيو (جمعة أطفال الحرية) من خلال تجهيزات الصوت؟ وصار هناك عمل على تجهيزات الصوت والسماعات الكبيرة كي يصل الصوت إلى ساحة العاصي، واللافتات تكون مدروسة والأعلام، والتنظيم يكون بشكل أكبر؛ لنبقى أكثر في ساحة العاصي، وتتنوع الفعاليات في ساحة العاصي، وبدأنا نفكر في إجراء تمثيلية بسيطة في ساحة العاصي وتخصيص حيّز للخطب ذات الطابع السياسي والحماسي أيضاً، ونحدد أكثر ما نريد، وخلال المظاهرات السيارة، لا يوجد إمكانية كبيرة للخطب؛ لأن الناس يمشون، ويهتفون، وقد نتعرض لهجوم الأمن، ونركض، وتختصر على العبارات الحماسية أكثر، أما الوقوف في ساحة العاصي يحتاج إلى أكثر من ذلك فساحة العاصي محفل كبير، وذلك يؤهله أن يوصل رسالة باسم محافظة حماة إلى باقي المحافظات السورية والعالم: ماذا يريد هؤلاء الناس؟ وكيف ستكون سورية التي نريدها؟ وما هو التغيير الذي نريده؟ وكل هذا انتعش بنا، وبإمكاننا إيصاله من خلال ساحة العاصي.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/03/02
الموضوع الرئیس
محافظة حماةكود الشهادة
SMI/OH/35-12/
رقم المقطع
12
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
مدني
المجال الزمني
أيار 2011
المنطقة الجغرافية
محافظة حماة-مدينة حماةمحافظة حماة-ساحة العاصيشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية