الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مقتل 5 متظاهرين من أبناء مدينة معرة النعمان في "جمعة آزادي"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:23:18

في" جمعة آزادي" (الحرية باللغة الكردية) التي كانت بتاريخ 20 أيار/ مايو ، ارتكبت قوات الأمن أول مجزرة بحق المتظاهرين، وكان من بين الأشخاص الذين استشهدوا: محمود الغريب، وحسان السعيد، وأحمد زكور، وعبد الحميد شعراوي، وهؤلاء الأشخاص بالإضافة إلى أحمد الداي. هؤلاء الأشخاص الخمسة تم قتلهم على الطريق الدولي من قبل قوات الأمن، ولم تكن قوات الأمن تطلق [الرصاص] باتجاه الأقدام، كما تكلمنا سابقاً في الجمعة التي قبلها، ولكن كان الاستهداف بدافع القتل، واستشهد 5 أشخاص من معرة النعمان، بالإضافة إلى أشخاص من القرى. وكانت المظاهرة كعادة المظاهرات السابقة حاشدة، وهذا هو السبب الذي جعل الأمن يجن جنونه، ويطلق الرصاص بشكل كبير، وتم إحضار الشهداء إلى الجامع الكبير، ولأول مرة تم نعي 5 شهداء من معرة النعمان، واستمر ذكر أسمائهم لمدة خمس دقائق بشكل متكرر، وبين الحين والآخر يعاد ذكر أسمائهم، و[يقولون]: إنه انتقل إلى رحمه الله الشهيد فلان. ويذكرون 5 شهداء. وهؤلاء الشهداء الخمسة تم تشييعهم في اليوم ذاته، وبعد أن ذهب كل شهيد إلى منزله، وودعه أهله، اجتمع جميع الأهالي حتى يخرجوا في مظاهرة حاشدة لتشييع الشهداء، وكانت مقبرة الشهداء في الجبانة القبلية، في معرة النعمان، (الجبانة الجنوبية)، ولكن كان يوجد حاجز للأمن موجود عند تقاطع مركز العدل في معرة النعمان، وكان يوجد هناك مفرزة الأمن السياسي في معرة النعمان. وعندها قالوا لنا: لا يجب عليكم المرور من جانب المركز؛ لأنه يوجد ميليشيات إيرانية. وهذا أول يوم تتم فيه إخافتنا بالمليشيات الإيرانية في" جمعة آزادي" بتاريخ 20 أيار/ مايو. ونحن قررنا النزول وتشييع الشهداء من الجامع الكبير، والمشي باتجاه ساحة المتحف، ومن الساحة نذهب إلى طريق البنك، ومن ثم باتجاه طريق الأمن السياسي، ثم إلى" الجبانة"(المقبرة). وقبل أن نصل إلى مفرزة الأمن السياسي بخمسين متراً تقريباً وجدنا الأمن مستنفراً، وأغلقوا الطريقين الفرعيين الموجودين في معرة النعمان، وكان هناك أمن على الطريقين، وجميعهم يرتدون الثياب السوداء، ونحن للمرة الأولى نرى هذا اللباس في المعرة. وكان رجال الأمن يشيرون إلينا مباشرة، ويقولون: ابتعدوا، ولا تأتوا من هنا. ونحن كنا نرفع النعوش، وتوقفنا في المظاهرة، وكان بيننا مسافة 20 متراً. وذهب أشخاص إلى الأمن، وقالوا لهم: افتحوا لنا الطريق؛ لأن لدينا شهداء نريد أن نشيعهم، ونحن نريد الذهاب حتى ندفنهم، ولا نريد شيئاً، ولا نريد الاقتراب منكم. وقالوا: يجب عليكم تغيير طريقكم، والذهاب من طريق آخر. فرفضنا، وأصررنا على المرور من هذا الطريق، وبدأت قوات الأمن يطلقون الرصاص في الهواء بشكل كثيف، وقنابل الغاز، وهذه القنابل لم تكن غازاً مسيلاً للدموع، وكانت رائحتها قوية، وسببت حالات اختناق شديدة، وبعد تحليلها لاحقاً من قبل الأطباء الموجودين والخبراء الموجودين عندنا في المعرة، قالوا: إنها غاز الكبريت المعدل، وهذا الغاز يسبب حالات اختناق، وضيقاً في التنفس، و سبب للكثير من الأشخاص حالات اختناق داخل المظاهرة، وبسبب كثرة الغاز في هذه الأثناء ترك الناس جثث الشهداء، وتركوا النعوش في الأرض، وهربوا. والبعض كان يسألنا، وكان الموقف المضحك المبكي عندما سألونا: أين تركتم الشهداء؟ قلنا لهم: الشهداء استشهدوا. بمعنى أنهم استشهدوا مرة ثانية بسبب إطلاق النار، واختنقوا بالغاز. وحصلت الكثير من حالات الاختناق، وحتى أن المتظاهرين انسحبوا إلى ساحة الحزب 150 متراً تقريباً، وتركوا النعوش على الأرض، وبعدها قرر الناس أخذ الشهداء، والذهاب من الطرق الفرعية الأخرى التي تحدث عنها الأمن من البداية. وذهب الشباب، وسحبوا نعوش الشهداء، وذهبوا باتجاه الطرق الفرعية، ودفناهم في الجبانة الجنوبية، في المعرة، وهذه[الأحداث] كانت في نهاية شهر أيار/ مايو. أول مجند استشهد لدينا في معرة النعمان هو بلال الحيدر، ووصل جثمانه إلى معرة النعمان بتاريخ1 حزيران/ يونيو 2011، ووصل الخبر إلى أهله: بأن الشاب قتل في تلبيسة، قتلته التنظيمات الإرهابية. وطبعاً، بلال حيدر بحسب ناشطي أهالي حمص الذين عرّفونا لاحقاً على [ملابسات مقتل] بلال حيدر، وقالوا: إن بلال حيدر ومعه 6 أشخاص من رفاق السلاح في الجيش العربي السوري رفضوا أوامر إطلاق النار على المتظاهرين في تلبيسة. وكان هناك مظاهرات في تلبيسة، ورفضوا إطلاق النار، وهذا كان سبب اغتيالهم من قبل النظام. وكانت الطلقة في الرقبة. ولكن النظام عندما سلمهم جثة ابنهم منعهم من فتح التابوت، ومع الأسف، لم يستطع أهله فتح التابوت؛ حيث كان هناك عناصر من الأمن، وعندما تركوا التابوت في المنزل، وانسحب الأمن، ذهبنا، وأخذنا بلال. فالمتظاهرون في معرة النعمان أخذوا بلالاً، وخرجنا في مظاهرة حاشدة، وجرى تشييع أول عنصر قتل في الجيش من معرة النعمان. وهو طبعاً، كان يرفض إطلاق النار.

بعد استشهاد وتشييع بلال بتاريخ 1 حزيران/ يونيو كان لدينا"

جمعة أطفال الحرية" بتاريخ 3 حزيران/ يونيو، وفي هذا التاريخ نزل الأهالي

كعادتهم إلى الطريق الدولي؛ لقطع الطريق، ونحن فوجئنا بوجود الأمن بأعداد كبيرة

وسيارات الأمن كذلك. وكانت هناك سيارة مدير منطقة معرة النعمان، ومدير المنطقة

وعناصر الأمن كانوا يطلقون الرصاص بالهواء، ولكن كان يوجد إطلاق قنابل غاز مسيلة

للدموع باتجاه المتظاهرين الذين كانوا عند جسر تلمنس. وفي هذه اللحظة، كان

المتظاهرون يمسكون القنابل بعد أن يتم إطلاقها، ويردونها على الأمن، وهذا الأخذ

والرد، والأمن بدأ بإطلاق الرصاص، وكنت مع أخي عند جامع الرحمن في الشارع الموازي

للشارع الدولي، وبعدها، بدأ الأمن ينسحب، ويركب السيارات، ويهرب من معرة النعمان.

وهذا المقطع نُشر على الكثير من القنوات، وعلى اليوتيوب، وهو موجود حتى الآن بصوتي

أنا وأخي عندما كان يقول لي: انظر، الأمن يهرب، وأنا بدأت أضحك، وأقول: والله، إن

الأمن يهرب. وكان الأهالي موجودين من أهالي معرة النعمان، من الأرياف الأربعة.

السبب الرئيسي لهروب الأمن من معرة النعمان من الطريق الدولي هو أولاً- إصرار

المتظاهرين على النزول إلى الطريق الدولي وقطعه. وثانياً- هجومهم بأعداد كبيرة على

الأمن، ونحن لدينا أهالي الأرياف الأربعة لديهم قوة(مهارة) بضرب الحجارة على

الأمن، وكانت الأحجار تطير إلى مسافات بعيدة، وتصيب حتى الخطوط الخلفية لقوات

الأمن، وتصيب مدير المنطقة، وعندها رأى الأمن الأعداد مثل السيل البشري، تتجه

باتجاه الأمن، بدأ الأمن يركبون بالسيارات، ويهربون باتجاه الشمال إلى طريق حلب.

وفي هذه الأثناء، ثبت المتظاهرون في الطريق الدولي، وأكملوا مظاهرتهم حتى

انتهائها، وذهب كل شخص إلى منزله. وعندما رأى الأمن أن المتظاهرين حضروا بشكل كبير

لمظاهرة "جمعة أطفال الحرية" حاولوا الاستعداد للجمعة التي بعدها، فتم

تحضير كل شيء، حتى أنه تم تحضير السلاح. وفي هذه الفترة، المتظاهرون والتنسيقيات

التي كانت موجودة في المعرة وأحمد السعيد، الذي كان هو الرداد كما نسميه رداد

المظاهرات في معرة النعمان، حاولوا مع الأشخاص الموجودين حولهم، [وقال أحمد

السعيد]: إننا سوف نهجم على الأمن إذا هجم علينا في الجمعة المقبلة. وهذه

التهديدات كانت بشكل غير مباشر، ولكن كانت تهديدات جدية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/02/24

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/12-06/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

5-6/2011

updatedAt

2024/10/10

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-منطقة معرة النعمان

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الشهادات المرتبطة