الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مظاهرة "جمعة الغضب" ومشاركة أهالي ريف معرة النعمان

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:14:03

بدأت المظاهرات في شهر نيسان/ أبريل تأخذ منحى آخر، وهو أن أهالي القرى أرادوا النزول إلى معرة النعمان؛ حتى تحصل مظاهرة مركزية داخل المعرة. وفي هذه الأثناء، حاول[عضو مجلس الشعب] زاهر اليوسفي جمع أكبر عدد ممكن من الشبيحة والمرتزقة، وإعطاءهم المال لمنع دخول أهالي القرى إلى معرة النعمان. وفي" جمعة الإصرار"، في منتصف شهر نيسان/ إبريل 2011، كانت الجمعة الأولى لنزول أهالي القرى وأهالي معرة النعمان إلى الطريق الدولي، وكانت الأعداد تقدر بالآلاف، فقد وصل العدد إلى أكثر من 10 آلاف متظاهر في هذه الأثناء، وقطعوا الطريق العام (طريق حلب - دمشق) من الجهتين (طريق الذهاب والإياب) ووقفوا في وسط الطريق العام، وبقوا حتى صلاة العصر، ثم صلوا صلاة العصر. وكان الأمن يأخذ احتياطاته في الجمعة التي بعدها التي هي كانت" الجمعة العظيمة"، وفي" الجمعة العظيمة" التي كانت في 22 نيسان/أبريل، نزل الأهالي إلى الطريق العام، وفوجئوا بوجود الأمن على الطريق، وحصلت مشادات واشتباكات ومواجهات بين الأمن والمتظاهرين، وعاد المتظاهرون إلى شارع الكورنيش الذي كان الشارع الرئيسي. وكان أهالي القرى ينزلون بالسيارات التي كانت معهم وبالدراجات النارية، وعادوا إلى شارع الكورنيش، حتى قام الأمن بإخلاء الطريق العام، ثم عادوا مرة ثانية إلى الطريق العام، وكانت أعدادهم كبيرة. وأعتقد أنها كانت أكبر مظاهرة في سورية في ذلك الوقت، في" الجمعة العظيمة"، وبعد" الجمعة العظيمة". في أيام الجمعة التي كانت في شهر نيسان، بدأ التنسيق يرتفع، وكان يقود المظاهرات شخص هو أحمد السعيد الذي كان يهتف ضد النظام، وحتى أنه ألف أغاني وأناشيد ضد النظام في تلك الأثناء. وأحمد السعيد من معرة النعمان، أُعتقل في شهر آذار/مارس عام 2012، وهو حتى الآن معتقل، وقيل: إنه استشهد. ولكن أحمد السعيد في فترة المظاهرات السلمية كان قائد المظاهرات، وكان هو، وزياد الآمنة، وبسام الشلحوم. هؤلاء الأشخاص الثلاثة كانوا هم الذين يقودون المظاهرات، ويهتفون خلال المظاهرات، وفي منتصف شهر نيسان/ أبريل، ازداد التنسيق، وأصبح التصوير يكون احترافياً بشكل أكبر، وازداد عدد المصورين، وكان هناك أشخاص يصورون المظاهرة، مثل: هاني هلال، والشهيد أدهم بيطار، والشهيد عبد الله السعود، وأخي جمعة. وهؤلاء الأشخاص شكلوا مثل تنسيقية صغيرة، وحاولوا من خلال هذه التنسيقية رفع المقاطع، ولكن طبعاً، كانت المقاطع ترسل بشكل شخصي، وكل شخص يرسل المقاطع عن طريق الجهة التي يتواصل معها، وكنا مثلاً: نرسل المقاطع عن طريق الشيخ أحمد علوان الذي كان موجوداً في الإمارات، وكان له علاقة مع قناة الجزيرة، هو والأستاذ خالد الدغيم الذي كان يعمل في" الجزيرة"، وهؤلاء الأشخاص هم الذين كانوا يتواصلون مباشرة مع أخي جمعة، ويأخذون منه مقاطع الفيديو للمظاهرات. في هذه الفترة، لم تكن المظاهرات تحدث بين أيام الجمعة، فكان الوضع هادئاً جداً، والأهالي يعودون إلى عملهم بعد المظاهرات، وحتى الأمن لم يكن ينفذ أي عمليات انتقامية، مثل: الاعتقال أو غيره. وأصبح لدى الأهالي قليلًا من الإطمئنان [وكانوا يقولون]: نخرج في المظاهرة يوم الجمعة، ونصورها، وتنتهي المظاهرة، ثم نعود إلى منازلنا، ولا يحصل شيء. وعندها بدأت الأعداد تزداد، وتتضاعف، حتى" جمعة الغضب". وفي" جمعة الغضب" بتاريخ 29 نيسان/ أبريل، نزلت أعداد ضخمة جداً إلى الطريق الدولي، وقطعوا طريق الذهاب والإياب، وأخذ الأمن احتياطاته بشكل كامل، وعندما رأى أن الأعداد بدأت تزداد على الطريق الدولي حاول أن يقمعها بأي شكل كان، وكان الأمن موجوداً على الجسر الشمالي في معرة النعمان، وتحت جسر تلمنس وسط الطريق الدولي، وبدأ الأمن يطلق النار في البداية، في الهواء، فلم يكن يوجد إطلاق نار مباشر على المتظاهرين، والناس بدؤوا يتفرقون لأنهم للمرة الأولى يسمعون صوت إطلاق النار، ولم يبق أحد في وسط الطريق الدولي، ثم هدأ إطلاق النار، وعاد الناس إلى الطريق الدولي، وعندها بدأ النظام يطلق النار باتجاه الأقدام، وكان يحاول عدم قتل الناس. وفي هذه الأثناء، أصيب الشاب غسان البيش الذي هو أول شهيد عندنا، في معرة النعمان. وأصيب غسان في" جمعة الغضب"، وأصيب معه أشخاص آخرون. ولكن إصابات الأشخاص الآخرين كانت إصابات طفيفة؛ لأن غسان أصيب بطلقة في الرأس، وكان إطلاق النار من أجل القتل، وليس من أجل الإصابة، أو لتخويف المتظاهرين. وعندها اجتمع الناس حول غسان، وقاموا بإسعافه. كان لدينا 4 مستشفيات في المعرة، وهي: مستشفى النحاس، ومستشفى السلام، ومستشفى التيزري، والمستشفى الوطني الذي كان في بداية عمله، ولكن لم يكن يوجد إمكانيات، والإمكانيات كانت محدودة، وتم نقل غسان إلى المستشفى المركزي في إدلب. وطبعاً، استشهد غسان بعد 10 أيام في المستشفى المركزي (الوطني) في إدلب، ولم تُسليم جثته حتى وقع أهله على أنه قتل على يد التنظيمات الإرهابية. نعود إلى المتظاهرين على الطريق الدولي، بقوا يواجهون الأمن، وأخذوا يضربون الأمن بالحجارة، وأصبح الأمن يطلق قنابل الغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين، وكان المتظاهرون يحملون هذه القنابل، ويردونها على قوات الأمن. واستمرت المظاهرة ساعة تقريباً، وكان هناك اشتباكات ومواجهات بين الأمن والمتظاهرين، وبعدها تفرق المتظاهرون، وعاد المتظاهرون إلى قراهم ومنازلهم، وعندها ربط الأمن الطرق الفرعية التي تؤدي إلى الريف الشرقي والغربي؛ فتم إيقاف بعض المتظاهرين، وكتبوا تعهداً بعدم الخروج في المظاهرات مرة أخرى. مشاركة القرى المجاورة في مظاهرات معرة النعمان القرى التي كانت تأتي إلى المعرة، وتشارك في المظاهرات كانت من الأرياف كافة، فكان لدينا من الريف الشمالي، مثل: قرى بابيلا، وقرية الدانة، ومعرشورين. وهذه القرى كانت على الطريق الدولي، فكانوا ينزلون باتجاه الطريق الدولي مباشرة، وكانوا يأخذون الطرق الفرعية، ولا يأخذون الطرق الرئيسية؛ بسبب وجود النظام على الطرق. وأهالي الريف الشرقي كان يأتون من: تلمنس وجرجناز والغدفة ومعصران. وأهل الريف في هذه المناطق كانوا ينزلون أيضاً باتجاه معرة النعمان عن طريق تلمنس معرة النعمان الذي هو طريق وادي الضيف لاحقاً. وأهالي الريف الغربي الذي كان يضم: كفرروما وحاس وكفر نبل والبارة وحنتوتين. فقد كان يوجد الكثير من القرى في ريف معرة النعمان الغربي، وجميع أهالي هذه القرى كانوا ينزلون، وكانوا يريدون عمل (القيام بـ) المظاهرة المركزية داخل معرة النعمان، ويتركون قراهم؛ لأنه عندما يخرج 100 شخص في القرية فلم يكن ذلك يعطي زخماً، كما كان يحصل في المظاهرة على الطريق الدولي. وفي جنوب معرة النعمان، كان يوجد قرى: الحامدية، بسيدا، حيش، كفرباسين، صهيان، كفر سجنة. وكل هذه القرى كانت موجودة في ريف معرة النعمان الجنوبي، وكانوا يأتون (أهالي القرى) أيضاً من الطرق الفرعية إلى معرة النعمان، ويتظاهرون داخل المدينة، وعندما تنتهي المظاهرة كانوا يعودون إلى الطرق، والبعض منهم كان يأخذ الطريق الدولي، وكان يتم إلقاء القبض على البعض منهم، والبعض يتم إيقافه، ويكتبون تعهداً، ويخرجون مباشرة، ولم يكن يوجد حملة اعتقالات في هذه الفترة. استمرت المظاهرات بشكل متكرر في أيام الجمعة حتى" جمعة الغضب" التي سقط فيها أول شهيد، وتم تشييع الشهيد لاحقاً في مظاهرة صغيرة؛ لأن الأمن قام بتهديد الأهل (أهل الشهيد غسان البيش) بألا يتم تشييعه ضمن مظاهرة، وتتم تسميته شهيداً؛ لأنه قتل على يد التنظيمات الإرهابية، ولا يوجد داع حتى يخرج الإرهابيون أنفسهم، ويشيعوا الشهيد. وهذه كانت أول مظاهرة لتشييع الشهيد غسان البيش (الشهيد الأول).

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/02/24

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/12-05/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2011 -

updatedAt

2024/10/10

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-منطقة معرة النعمان

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

الشهادات المرتبطة