" جمعة العشائر" نقطة تحول في مسار الثورة بمدينة معرة النعمان
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:02:03
" جمعة العشائر" (10 حزيران/ يونيو 2011) كانت نقطة تحول في مسار الثورة في معرة النعمان، الأهالي والمتظاهرون كانوا قد حضّروا جيداً لمواجهه الأمن، وكان أحمد السعيد من بين شباب التنسيقية التي كانت موجودة في معرة النعمان، وهو ردّاد المظاهرة، كان قد تكلم مع الأشخاص المقربين منه، والذين يطمئن لهم [قائلاً]: سوف نواجه الأمن بدعم من أهالي القرى. بمعنى أن أهالي القرى سوف ينزلون إلى المعرة، ويتم الخروج في مظاهرة، ولكن إذا تعرض لنا الأمن في هذه اللحظة فسوف نواجهه. وبالفعل تم هذا الأمر، في يوم الجمعة قبل المظاهرة، نزل الأهالي إلى الطريق الدولي، وقطعوا الطريق الدولي من الجهة الشمالية والجنوبية، وحتى أنه تم إرسال خبر إلى قوات الأمن: بأننا مسلحون، ولا تقتربوا منا في هذه الجمعة. والأمن لم يهتم كثيراً بهذه القصة، ولكن المظاهرة سارت باتجاه الطريق الدولي بأعداد كبيرة، وقُطع الطريقين، و على مئذنة جامع الرحمن كان يوجد قناص تابع للنظام إلى جانب مفرزة الأمن السياسي الذي كان موجوداً على تقاطع الطرق في حي المساكن الذي يطل على الطريق الدولي. وفي هذه الأثناء، لم يكن هناك مسلحون داخل المظاهرة أبداً، والمظاهرة حصلت بشكل سلمي، والهتافات كانت جيدة في المظاهرة حتى لحظة مرور سيارة بين فرع الأمن السياسي والمتظاهرين، وهذه السيارة تم الكشف عنها لاحقاً، بأنها سيارة تابعة للأمن، وكانت مهمة السيارة أن تقوم بإطلاق الرصاص بالاتجاهين على فرع الأمن، وعلى المتظاهرين، حتى يظهر أن هناك اشتباكاً. وبالفعل، الذي حصل هو أن السيارة أطلقت الرصاص بالاتجاهين، وحصل تبادل لإطلاق نار في الهواء، والأعداد الكبيرة كانت موجودة في المظاهرة كلها ذهبت باتجاه الشوارع الفرعية الموجودة على الطريق الدولي.
طبعاً، خلال المظاهرة بعد إطلاق النار، جاءت سيارة من القرى الشرقية، وهذه السيارة كانت من نوع" بيك أب "ممتلئة بأسلحة بنادق "كلاشنكوف" والأسلحة كانت كلها جديدة، لم يتم استخدامها بعد. ولاحقاً، تبين أنها كانت أحد أسباب تسليح النظام السوري للمظاهرات؛ لأنه عندما يحصل هناك إطلاق نار فإنه بشكل إجباري يجب أن يكون هناك رد فعل، وكان رد الفعل هذا جاهزاً، والأسلحة كانت موجودة. ومع الأسف، كان أحمد السعيد قد قام بتجهيز صناديق يوجد فيها قنابل" مولوتوف"، وهي كانت عبارة عن زجاجات" البيبسي"، وتم أخذ هذه الأسلحة، وقنابل" المولوتوف"، واتجهوا باتجاه مركز الأمن السياسي. وفي هذه اللحظة، لم يكن يوجد إلا إطلاق رصاص في الهواء. وعندما وصل المتظاهرون إلى محيط فرع الأمن السياسي سمعنا أصوات طائرات مروحية في أجواء معرة النعمان، وهذه الطائرات المروحية كانت مهمتها إخلاء المركز (مفرزة الأمن السياسي). وفي البداية، بدأت تطلق الرصاص من السلاح الرشاش بشكل رهيب، فوق معرة النعمان، وقامت بقصف أول مدينة، فكانت معرة النعمان أول مدينة تقصف بصواريخ بلاستيكية، كانت الصواريخ بلاستيكية صغيرة، ولكنها كانت تسبب دماراً جزئياً في مكان سقوطها. وتم قصف محيط المقبرة الشمالية (مقبرة الشيخ حمدان) وشارع المساكن، وتم قصفهم بثلاثة صواريخ بلاستيكية صغيرة. وعندما حصل القصف أصبحت الشوارع خالية في المدينة، وكان جميع الناس يتحصنون في الأبنية والشوارع الفرعية المسقوفة، والمدة التي حلقت فيها الطائرات في سماء معرة النعمان تجاوزت الساعتين إلى 3 ساعات، وخلال هذه المدة، حلقت طائرة مروحية فوق مفرزة الأمن السياسي، وقامت بإجلاء عناصر كانوا موجودين داخل الفرع، وبقي 3 أشخاص تقريباً، كانوا موجودين داخل الفرع. وفي هذه اللحظة، بدأ المتظاهرون يستهدفون المركز بقنابل" المولوتوف" لحرقه. وعندما تم إجلاء العناصر الموجودين لم يكن أحد يعرف العدد المتبقي داخل الفرع. ولكن بعد دقائق، تم قصف المركز من قبل الطائرات المروحية التي كانت موجودة في سماء المعرة، وقصفت مفرزة الأمن، واحترق المبنى، واندلعت النيران فيه. والمتظاهرون المسلحون الذين كانوا موجودين حول المركز تفرقوا، وذهب كل شخص باتجاه. وفي هذه اللحظة، خرج 3 عناصر كانوا موجودين داخل المفرزة، عن طريق متعاونين من أهالي المعرة، وتم تأمينهم في أحد المنازل القريبة من الفرع. ذهب الأهالي، والمتظاهرون الذين كانوا موجودين حول المفرزة باتجاهها، بعد أن تم حرقه، وأخذوا الملفات والمستندات والأوراق الموجودة داخل الفرع. وطبعاً، هذه الأوراق لم يكن لها لزوم؛ لأن أغلبها كان محترقاً. وفي هذه اللحظات، كان أول اتصال مع أخي جمعة عن طريق القنوات، والقناة التي تواصلت معه هي قناة "فرانس 24"، وقناة "الحوار"، وقناه "الجزيرة". وفي هذه الأثناء، قبل الغروب بين العصر والمغرب، تواصلت معه القنوات، ونحن كنا في الحي الشمالي، على طريق أريحا، وتواصلت معه القناة، وقال: حتى الآن الطائرات كانت موجودة في سماء المعرة، ولكن وفداً من معرة النعمان ذهب باتجاه المحافظة، وأخذوا وعداً من محافظ إدلب أن ينسحب الطيران من أجواء معرة النعمان. وفي هذه الأثناء، بقي الطيران حتى قبل الغروب، حتى أنه قام بإنزال بعض العناصر في "وادي الضيف"، في معسكر "وادي الضيف" الذي كان هو عبارة عن ثكنة صغيرة، ولم يكن يوجد فيها حتى آليات. الناشطون يعلنون تحرير مدينة معرة النعمان في ليلة" جمعة العشائر" تواصلت قناة "الحوار" مع أخي جمعة، وكان الخبر المدوي: أن معرة النعمان محررة من نظام الأسد، وسأله المذيع في وقتها- أعتقد أنه كان موسى العمر- وقال له: أنت تقول كلاماً خطيراً، كيف تحررت معرة النعمان؟! فقال له: يا أستاذي الكريم، معرة النعمان لا يوجد فيها حتى عنصر شرطة واحد، يتبع لنظام الأسد. وطبعاً، جميع الذين كانوا موجودين من عناصر البلدية، ومدير المنطقة، وغيره من قوات الأمن- بعد استهداف مفرزة الأمن- انسحبوا جميعاً باتجاه محافظة إدلب. وفي هذه الأثناء، لم يعد هناك أمن في المعرة، واضطر الأهالي وكل حي من الأحياء إلى أن يشكلوا لجاناً شعبية؛ لحماية الأحياء من قطاع الطرق واللصوص. وفي كل حي، أصبح هناك تنسيقية، ولجنة، وهذه التنسيقية مهمتها حماية الحي، والخروج في دوريات، وخاصة في الليل؛ حتى لا يحصل هناك سرقات، ولحماية المدينة بشكل عام. وبالفعل، تم هذا الأمر، وبقيت هذه التنسيقية خلال الأيام المتلاحقة حتى دخول النظام إلى معرة النعمان.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/02/24
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في معرة النعمانالحراك السلميكود الشهادة
SMI/OH/12-07/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
حزيران 2011
updatedAt
2024/10/10
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-منطقة معرة النعمانشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
قناة الجزيرة
قناة فرانس 24
قناة الحوار