بدايات الحراك السلمي في معرة النعمان وانخراط النساء فيه
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:23:12:01
هناك أمر غاب سأذكره، قبل أن يبدأ الحراك في سورية، الحراك الثوري خاصة في منطقة المعرة (معرة النعمان)، كان يوجد مطعم كان يزوره كثيرًا أبو جمال (عبد الناصر ملص، زوج الشاهدة - المحرر) أغلب تواجده فيه، وهذا المطعم يكون فيه كتير من الشخصيات التي كانت سواء مع أو ضد النظام، ومن ضمن الشخصيات العقيد نوفل اسمه كان كتيرًا يرد على مسامعي كان في الأمن العسكري، أحد المرات مجتمعين في المطعم قبل الحراك صار نقاش بينه وبين أبو جمال اضطر ليجلس معه على نفس الطاولة، أُجبر وصار نقاش أن الثورة السورية ستبدأ وسننتصر ونتخلص من أمثالكم يكفي القبضة الأمنية التي تتعاملون فيها مع الناس ومع الشعب يكفي، قال له: نحن الأقوى و..، وانتهى النقاش أبو جمال كانت أمامه علبة محارم على الطاولة ضربه بها وذهب، أصدقاؤه خاصة أصحاب المطعم حاولوا معه أبو جمال ماذا فعلت؟ ستؤذي نفسك وتؤذينا، قال لهم: يكفي السكوت عليهم، هذا كان سببًا في العداء مع العقيد نوفل، وصار يُراقب تحركاته بشكل كبير بالاسم، فأول شخص يمكن تم استدعاؤه للاستجواب في المنطقة منطقة المعرة كان أبو جمال، فأكيد العقيد نوفل يعرف توجهه بالذات، فنسبوا له أنه كان يُجيش و و.. حتى الناس تقوم ضد النظام.
مظاهرة الحريقة كانت في 17 شباط/ فبراير كانت نتيجة عن ثورة تونس الشارع السوري تحرك صار نوعًا من الغليان، فقاموا بمظاهرة كان عددها تقريبًا 150 آ رأيناها كانت قناة بردى تبث بشكل ليس معلنًا بشكل مضبوط، حين شاهدنا أبو جمال كان على التليفزيون أتت لقطة خفيفة وأحس أن البشائر هلت وسنقوم ضد الظلم.
حاول أبو جمال يتواصل مع الناس الذين يعرفهم، أول شخصية كانت أكرم العبد ضابط قديم والدكتور غسان التيزري قبل أن يترك المعرة ويذهب إلى دمشق، ومحمد طعمة معتقل سابق بالثمانينات، أغلبهم لم يتجاوب معه خوفًا، ومنهم محمد طعمة الشيء الذي تعرض له في الثمانينات قال له: نحن تعرضنا لأمور لم تروها، ولن تُقدروا حجم ما تعرضنا له، أبو جمال مع مجموعة من الشباب حاولوا يُشكلون يحشدون قوتهم للقيام بالمظاهرات.
كان ضد التسليح تحت أي شعار كان دائمًا من البدايات يُنبه الشباب ألا نسمح للنظام يقودنا لمكان سواء كان موضوع السلاح أو موضوع أسلمة الثورة، أو يدخل الإسلاميون بيننا، وتتوجه الثورة لطريق ثاني لا نُريده.
كانت أول آ مظاهرة أذكر في 25 آذار/ مارس يمكن أول تجمع وصوت يخرج من جامع المعرة الكبير كانت الأعداد جيدة يمكن الأستاذ معمر تيزري يصور طبعا عن طريق تليفونات لعدم وجود الإمكانيات، الذي يتعرض للمظاهرة لا يشعرون بأنفسهم حين يهتفون "حرية" و"نصرة لدرعا"، كان هناك شخص من ريف المعرة أحمد المبارك يُحاول أن يتصدى للمظاهرة ويُطلق النار على المتظاهرين، لكن المتظاهرين لم يسكتوا، اذكر يومها ضربوه كثيرًا، وبنفس الوقت كانت الشبيحة من النظام يهتفون أحيانا بأصوات تتداخل بين المناصرين للثورة وبين مؤيدي النظام، هتاف باسم بشار وهتاف نصرة لدرعا، وينادون "حرية"، وبعد الموقف الذي صدر من أحمد مبارك تتفرق المظاهرة على هذا الأساس.
الشباب يُحاولون الاجتماع بشكل يومي اختاروا مكانًا معينًا ليتواجدوا فيه ويتحدثوا فيه أكثر لينظموا أنفسهم أكثر، كيلا يتعرض لهم الشبيحة، النظام جيشهم حاولوا أن يسيطروا أو يؤثروا على منطقة المعرة، وهم بالأساس المادة هي التي تُحركهم، توجد منطقة في المعرة اسمها حارة السلطة كان زاهر اليوسفي على تواصل معهم، كان عضو مجلس الشعب بتواصل معهم ويحاول أن يُغريهم بالمال، ودون أن يعرفوا أصلا لمَ يتصدون للمتظاهرين بالعصير بشكل مبدئي كان عن طريق العصير، أذكر مرة خرجنا في السيارة مجموعة من الشباب هجموا على سيارتنا ليكسروها لا يوفرون الشباب أو السيارات، كانت السيارات تسير في المظاهرة والبعض على الأقدام في البداية حتى صاروا يختارون منطقة معينة يتم التجمع فيها وتصير الهتافات فيها.
أغلب الناس البسطاء في المعرة كان عندهم خوف كبير من الانخراط في الثورة خوفًا من النظام وقوته وجبروته، ممكن يعمل فيهم أي شيء، أذكر مرة من المرات نزلت عند أحد الجيران في بنايتنا كنت أغلي الحراك حتى النساء يجب أن يكون لهن دور في الثورة غير مهمشين، نزلت عند الجيران نشرب قهوة التليفزيون يضعون فوقه صورة بشار (بشار الأسد)، لم أتكلم لأني لا أعرف ميولهم، في البدايات الكل يخاف يصرح عما في داخله ربما كانوا من خط ثاني كيلا نتأذى، نظرت صورة بشار قلت: لن أتكلم، ولم أستطع، قلت لها: طيب ممكن أعرف صورة بشار لمَ تضعونها هنا، رئيسنا وو..، عندها لا أعلم بما تحدثت؟ يمكن هذا السبب جعلني فيما بعد من المطلوبين رفعوا تقريرًا [للأمن]، هذا الكلام عن طريق زوج أختي قلت له ينظر لي اسم أولا لأني كنت مضطرة أنزل إلى حلب، فقال لي: اسمك مطلوب وجمال وأبو جمال، كان له اتصالات قلت: معقول من أجل كلمة قلتها والثورة لم تبدأ بعد؟ فهذا وللأسف الجيران نفسهم يمكن القول على بساطتهم أو من الخوف جعلهم يسلكون هذا المسلك، بعدها أكثر من تأذى من النظام هم أزواجهن جارتي نفسها زوجها إلى الآن معتقل، كان سائقًا في البدايات يأتي ويذهب لا يتعرض له أحد، تم اعتقاله ما السبب؟ مع أنه لم يكن لهم أي نشاط أي حراك في الثورة أبدًا، مع ذلك تم اعتقالهم، كانوا حين تمر المظاهرة من عند البيت نحن بالبناية كلها الوحيدين كنا معارضين للنظام نحاول مساعدة الشباب خاصة بالفترة التي هم بحاجة مياه لأي شيء، وهتافات من الشرفة لا نُقصر معهم إذا لم نكن معهم، إذا لم أكن موجودة أكيد أولادي مستحيل ما في ولا مظاهرة كانوا إلا موجودين مع أبيهم كانوا وقت المظاهرة ينزلون على الدرج، فكانوا يتصدون للأولاد، وهو الآن معتقل، أين تذهب؟ لا يجوز خوفًا عليه طبعًا أولادي لا يردون،
وحتى الآن شابان منهم اعتقلوا غير معروف مصيرهم أبدا.
بالنسبة لموضوع الحراك النسائي في المعرة، المعرة مثلما هو معروف عندهم تحفظ نوعًا ما، وخاصة أن المرأة يكون لها نشاط بالعمل السياسي لا يوجد مثل هذا ممكن أزواجهن أو أهاليهم يتقبلوه، مثلا أحد صديقاتي نازك الصالحة كانت من الأوائل كنا نجتمع مع بعض، واتفقنا أن يكون للمرأة حراك بالثورة، وأم عبد الله كانت من الأوائل اللاتي لهن نشاط أيضًا في الثورة، وأولادها وأولادي أصحاب ابني جمال الله يرحمه.
أول أمر فكرنا أن نفعله هو أن يكون لنا مظاهرة باسمنا كنساء ويجب أن نشارك فيها لنشارك أولادنا وأزواجنا، ويكون لنا رأي وصوت، فأول مظاهرة خرجنا فيها كانت الأعداد قليلة، ولم نخرج بوجوهنا المكشوفة، مساعداتنا كانت قليلة، وأكثر نشاط للمرأة في الثورة كان بعد تشييع أول شهيد في المعرة لا أذكر اسمه، فمن وقتها صارت أعداد النساء تزيد خاصة وقت التشييع كان لهن نشاط وحراك كبير، يودعون الشهيد بالزغاريد والهتافات، والمرأة انخرطت في الثورة وصار لها نشاط مثلها مثل أي شاب أو أي رجل أو أي شخص يُهمه وجع الثورة ووجع البلد، يعني لم تعد تفرق بالعكس الأمهات صاروا يجهزون أولادهن لم يعد هناك خوف، الأم تظل متمسكة بابنها لا بالعكس، وأذكر أم حمادي السعيد كان لها دور عندها شباب انخرطوا في الثورة وبشكل كبير كانوا من الأوائل مع أبو جمال، في البداية كانت خائفة على أولادها، اذكر بعد اعتقالهم اعتقلوا وقتها الشباب كلهم مع بعض كان من بينهم ابنها حمادي -الله يرحمه- وابن سلفتي علي ملص وأيمن ملص، أول الاعتقال كان استدعاء زورونا في الفرع سنأخذ إفادتكم ونسمع مطالبكم، كان أول شيء الهدف نعرف ماذا تُريدون لتهدئة الشارع وحالة الغليان، ويمتصون غضب الشارع وغضب الناس، فهذا الاعتقال أول اعتقال يعتقلون فيه حمادي والشباب الذين قلت لك عليهم، ومعمر التيزري وشاب من بيت الصوراني، وبعد استجوابهم كل على حدة قالوا: نُريد احدًا يتكلم باسمكم، وما مطالبكم؟ فالكل قال: عبد الناصر ملص نُفوضه للحديث باسمنا، أبو جمال قال: نحن كشعب لا نُريد شيء من النظام نحن نريد إسقاط النظام، هكذا مباشرة والذين فوضوا أبو جمال للتكلم باسمهم لم يتوقعوا ذلك منه، خافوا وانتابهم نوع من الرعب يعني والخوف، ولم يتكلموا كانوا فوضوه، بعد ذلك تم إخلاء سبيل الشباب ما عدا أبو جمال ظلوا محتفظين به تقريبًا ثلاثة أيام، صاروا يأخذون إفادته، طيب أنت تريد إسقاط النظام هل عندك آلية معينة أو دراسة بذهنك كيف لنظام له 40 سنة هذا كلام كبير، أذكر أنه كتب بخط يده بما يقارب 35-30 صفحة يُفصل فيها آلية إسقاط النظام كيف تكون؟ كيف نكون سورية الديمقراطية الحرية لا أعرف التفاصيل بالضبط، الكل استغرب معقول يكون عندك الجرأة وتكتب، ويمكن حتى المكتوب يحتفظ به عند أحد الناس، تركوه وقبل خروجه من المعتقل خرجت مظاهرة أذكر وقتها تهتف باسم عبد الناصر ملص، كانوا يقولون "أبو جمال أبو جمال لعينك وأرواحينا بين إيديك" وهذا الكلام هذا الشعار ينطلق بأحد المظاهرات وباسم أحد الشخصيات، هنا النظام أكيد سيبحث عنه ويحاول يعرف من هذا الشخص الذي له تأثير على الشارع بهذه الطريقة.
كان في المعرة لم يأخذوه على إدلب، وقتها أذكر أكرم العبد ومجموعة من الشباب هددوا شعبة الحزب إذا لم يخرج أبو جمال. المهم بعد ثلاثة أيام خرج أبو جمال صاروا يُرسلون له أشخاص من العشائر عن طريق أحد أصدقائه، عرضوا عليه مبلغًا كبيرًا من المال مقابل تهدئة الشارع والمظاهرات، لا تطلعوا مظاهرات الإصلاحات آتية، حاول يكن تأثير على الشارع عرضوا عليه مبلغ أكتر من 3 مليون وهذا كلامه.
بعد خروجه من المعتقل أول اعتقال له صار سفره أكثر من قبل صار يسافر إلى حلب والكثير من المناطق، أسأله: لماذا؟ قال لي: اجتماعات وعمل، فصار له تواصل مع الكثير أذكر المحامي عبد المجيد (عبد المجيد منجونة) وشخص ثاني اسمه عندي بالبيت نسيت اسمه، أبو جمال قال لي: إذا رجعوا اعتقلوني مرة تانية أعطاني وقتها أسماء بعض الشخصيات قال لي: تواصلي معهم، تواصلت وقتها معه عندما اعتقلوه مرة تانية، مكتبه حتى بعد الثورة ظل موجود في حلب، هو من الأسماء المعارضة لا أذكر اسمه يتواصل مع كثير من الشخصيات حتى لا يستطيع التنقل عن طريق الهواتف، والأستاذ جابر العليان كان مهندس وإبراهيم ملكي كان اسمه يرد على مسمعي ولا أعرف إذا كان التقى معه أولا، كنت دائمًا أسمع أستاذ إبراهيم أستاذ إبراهيم عن طريق الكثيرين، كل محافظات سورية حاولوا أن يتواصلوا ويعملوا شبكة اتصالات بينهم وبين الشخصيات التي يعرفونها هم لهم في الثورة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/03/26
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في معرة النعمانكود الشهادة
SMI/OH/37-02/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
مدني
المجال الزمني
3 - 5 /2011
updatedAt
2024/08/14
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-مدينة معرة النعمانشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
قناة بردى الفضائية