الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سيرة ذاتية، عبد الناصر ملص وبدايات الحراك السلمي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:02:24

هنادي عفيسي مواليد 1971 من مدينة معرة النعمان أسكن مدينة حلب خريجة حقوق تحكيم دولي، كنا نُفكر أنا وأبو جمال (عبد الناصر ملص) بترخيص مركز تحكيم -الله يرحمه- قامت الثورة وصار عائق لهذا الشي.

كنت طالبة حين تقدم أبو جمال (عبد الناصر ملص) لخطبتي في ثانوية عامة، أعيش في حلب، كان شرطي الأساسي ألا أعيش في المعرة، وصار النصيب وعشت في المعرة باقي حياتي.

أول لقاء بيننا سألني: هل أنت بعثية؟ تفاجئت بهذا السؤال وكنت لا أعرف خلفيته أبدًا، قلت له: لا لست بعثية، شعرت أن السرور دخل لقلبه، تزوجنا كنت لا أُحب العيش في المعرة، وكنت في البداية أتضايق من أسلوبه وأفكاره، كان أكثر اهتمامه في الشأن العام.

زوجي عبد الناصر ملص مواليد 1961 آ أول تعرفي عليه وجدت الكثير من الأمور لم أعرفها قبلًا، اهتمامه بالشأن العام على حساب بيته وأولاده، كان دائمًا من الناس المعارضين للنظام، خاصة بحكم دراسته القانون، كان يُعاني من الأمور التي يراها في  المحاكم دائمًا معارض للنظام لدرجة لا أذكر أننا دخلنا انتخابات على أي صعيد كان، حتى البطاقات الانتخابية بفترة من الزمن كان المفروض على كل سوري يحمل بطاقة انتخابية مجبرين، وكان يُعاقب لمن ليس لديه بطاقة انتخابية، وكان يُصر على عدم استخراج هذه البطاقة، كان له فكر معين حينها، وبشكل صريح لا ينتمي لأي حزب.

بالعموم كان من الشخصيات التي تكره الظلم المناهضة للظلم والاستبداد، وكان بكل جلسة بين الأهل أو بين أصدقائه لا يُوفر أي فرصة للكلام عن الظلم عن آل الأسد، كان جريئًا بحديثه، وهذا منذ تعرفي عليه.

[مدينة] المعرة في البداية بصراحة قبل الثورة كانت نظرتي لها شيء وبعد الثورة اختلفت نظرتي اختلافًا جذريًا، شعرت أن المعرة سواء بموقعها بشعبها واندفاعهم الكبير ومشاركتهم الفياضة في الثورة وفكرهم جعلني أعتز أكثر بانتمائي لها.

في بداية الربيع العربي ثورة تونس، أبو جمال -الله يرحمه- كان يُتابع الأخبار بشكل دقيق وملموس، حين بدأت الثورة في تونس شعرت بالفرحة عمت حياته، ويجب أن نتجهز لشيء، قلت له: خير ماذا يحدث؟ قال لي: خلاص الثورة في سورية حان وقتها قلت له: صلي على النبي، ما هذا الكلام؟ مستحيل نحن الظلم والاستبداد المسيطر على الساحة السورية وعلى الشعب السوري من خلال الأفرع الأمنية التي لا حدود عند النظام مستحيل، صحيح ظلم لكن أنت تعرف النظام وكيف سيتعامل مع الناس، طول بالك، قال لي: لازم نُجهز لهذا اليوم، حتى لا تصير الثورة بمسار ثاني مسار لا نرضى عنه، يجب أن نوجهها بشكل صحيح قبل أن يُوجهها النظام بطريقته، قلت له: معقول هذا الكلام قال لي: معقول هذا الكلام.

 بعد ثورة تونس قامت ثورة مصر، هنا استبشر خيرًا أكتر، يعني مقومات الثورة ستكون بعدها عندنا، الثورة متواجدة فيها، وبدأ يتواصل مع أصدقائه مع أصحابه منهم من استهجن كلامه وصار يخاف من الوقوف معه أو الحديث والتعاطي معه، أبو جمال صلي على النبي، كنا نسمع ونعرف قبل لا أحد يجرؤ يتكلم كلمة في السياسة أو عن النظام [يُقال له] الجدران لها آذان طول بالك، هذا الكلام كان قبل الثورة.

 بدأت الثورة في درعا صارت احتجاجات وتجمعات في المعرة، أول مظاهرة لم يكن كان فيها حشد كبير، مجموعة من الشباب يُطالبون بالحرية، في بداية الثورة لم تكن هناك مطالب سوى الحرية، تم فض التجمعات، خرجت من الجامع الكبير وتجمعت في منطقة حبوب المعرة، وقتها أحمد المبارك كان سيطلق النار حين خرجت المظاهرة، كانت بأعداد مقبولة خرجت من الجامع تهتف "حرية حرية"، جمال بداية الثورة حين كتبوا على الجدران، وبعد أول مظاهرة والثانية في درعا صار جمال يعمل على خط أبيه لا يعرف ماذا يفعل؟ وأبو جمال على خط، أبو جمال كان يجتمع مع الناس المثقفين الذين يجب أن يكون لهم حراك في الثورة ومنهم أحد المعتقلين السابقين في الثمانينات، فقال: أكيد سيكونون من الأوائل ويكون لهم رأي في الحراك.

 جمال ورفاقه كانوا من الشباب الذين يكتبون على جدران الشوارع والمدارس، يدعون لحشد الحراك الثوري في المعرة، بعد فترة حتى عرف أبو جمال أن جمال منهم، صاروا ينسقون مع بعض المظاهرات.

 أول مظاهرة خرجت وتم التعرض لها من قبل أحمد المبارك، اجتمع الشباب، وقالوا: يجب أن نتواصل مع ريف المعرة بحكم منطقة المعرة فيها يمكن أكبر ريف، عفوًا المعرة ريفها بالنسبة لباقي المدن أكبر ريف، فقالوا: نتواصل مع كل أهل الريف ونُنظم مظاهرة سلمية تخرج من المعرة.

 أول مظاهرة لنا كنساء كل واحدة كانت مع زوجها بالسيارة أو مشيًا، لا يوجد وقتها خوف من الخروج للعلن ليس موضوع خوف وكانت المظاهرات تكون بأعداد قليلة نحرج بالسيارات، وأول صوت في المظاهرة يهتفون "حرية" لا أنساه أبدًا، تشعر أن حاجزًا كبيرًا يجلس على صدرك وأزحته، قلناها "حرية"، وبعدها لم نعد نخاف من شيء، ستتغير الأمور وتتحسن حياتنا.

أول مظاهرة لم تكن كبيرة ولم يتصدى النظام لها، فجند الشبيحة التابعين له وحاولوا التعرض للمتظاهرين بالعصي، وصاروا يضربون الناس في المظاهرات، الأكثرية من حارة السلطة، جندهم وأعطاهم الأموال من أجل ضرب المتظاهرين.

 أذكر مرة في أحد المظاهرات رأينا مجموعة من الشباب الصغار يُمسكون العصي، سألتهم أنا وأبو جمال: أين تذهبون؟ قالوا: هؤلاء مخربون، طيب مخربين، أنتم تعلمون مع من؟ ومن باعكم؟ أحد الأولاد قال: تكلم معي شخص اسمه جودت اليوسفي جند الكثير من الشباب، ويقول لهم: أي متظاهر تضربه أو تقتله تدخل الجنة، هؤلاء مخربون سيُخربون البلد، ووعدهم بمبلغ من المال، وطبعًا بشهادة بعض الشباب هم من قالوا هذا الكلام على لسانهم.

 لم يتأخر الريف حتى انضم للمظاهرات في المعرة، يمكن مظاهرتين أو ثلاثة بعدها بدأت المظاهرات في الريف وحضروا إلى المعرة، وتعرضوا للضرب من قبل الشبيحة الموجودين في المعرة الذين تم تجنيدهم من قبل الحزبيين.

 وأكتر من كان يقف بوجه المتظاهرين الحزبيون (التابعون لحزب البعث) المأجورون، كان أهل الريف يتعرضون للإهانة وللضرب، بعدها نظموا أنفسهم أكثر، وصاروا يختارون أماكن تواجد يتظاهرون فيها بشكل صحيح وسلمي.

 في البداية كله سلمي لا يوجد سلاح، كنا موجودين معهم، أذكر في أحد المظاهرات التي كانت على الطريق العام حاول أحد الموجودين طبعًا مدسوس من النظام يُطلق النار على أحد الشباب الموجودين، ويتهم المتظاهرين بهذا الشيء، حتى اتهموا ابني جمال -الله يرحمه- أنه كان يحمل السلاح ويضرب المتظاهرين، طبعا هذا الكلام غير صحيح، صارت شهادة بهذا الكلام، وحاولوا استدعاء جمال، وعرفنا بعدها من هو؟ 

خرجنا منقبات أول مظاهرة - كانت الأعداد ليست كثيرة - الأعداد كانت قليلة، وأهلي كانوا في حلب كان موقفهم أن هذا النظام ظالم ستخسرين أولادك وبيتك، دعك من هذه الأمور.

منذ ارتبطت بأبي جمال عرفت أنه رجل ليس عنده خط أحمر، قومي عروبي لا يعرف المهادنة في هذه القصص أبدًا، تأكدت من ذلك عند اجتياح العراق للكويت، صار عنده يقين بأن الثورة السورية قادمة لا محال.

أنا كأم لدي أولاد ومنزل وأخاف عليهم وعلى زوجي، فقال لي: ضعي في بالك بأي لحظة من اللحظات ممكن تخسري شخص من عائلتك سواء أنا أو أحد أولادك، وهذه الثورة تُحبين أن تكوني جزء منها وتكوني معنا وسندًا لنا أو لا، لم يكن عنده مشكلة أبدًا أن نفترق عن بعض، فقلت له: أكيد لا أحد يرضى بالظلم، لكن نظموا أكثر يجب أن نكون بمركز قوة أكثر، النظام أقوى منا، و لا يوجد ثمن للظلم الذي عشناه 40 سنة، أكيد لن يكون دفع الثمن سهلًا سيكون الثمن كبيرًا، وليس شرطًا أن نرى النصر بعيوننا يمكن أولادنا الجيل الذي بعدنا، آباؤنا سكتوا عن الظلم ونحن نفس الشي، صارت الأمور متاحة ولم تعد هناك رجعة، وصار يحشد لتنظيم الشباب. أول استدعاء له [للأمن] كان تفضل نتكلم فنجان قهوة، ولم يكن بشكل رسمي، أول استدعاء له كان بعد أكثر من ثلاث أو أربع مظاهرات وكانت بحجم والنظام تخوف منها، فهو كان من الناس الذين لهم تأثير على الشارع في المعرة

أول الشخصيات التي تواصل معها أبو جمال بعد ثورة تونس أكرم العبد، ضابط انشق أو متقاعد أعرفه جيدًا، شارك أكرم العبد في الحراك، وكان من الأوائل الذين لهم دور فيه، أو النظام فصله، والدكتور عثمان البديوي هو وأخوته، وأنشطهم عثمان ومحمد طعمة الذي لم يُحب أن ينخرط في الثورة لأنه معتقل سابق في الثمانينات، ولطوف التيزري ومعمر التيزري وهذه الشخصيات كانوا مشاركين في التنسيقيات في البداية، وحمادي السعيد - الله يرحمه - استشهد بداية الثورة استشهد قبل ابني جمال يمكن قبله والدكتور غسان التيزري عن بعد لأنه انتقل من المعرة إلى دمشق، وأولاد أخيه لأبو جمال وعلي ملص مع إخوته، كانوا من الشباب الذين يعتمد عليهم أبو جمال وكان لهم حراك كبير بموضوع حشد أهل الريف وجمعهم في المظاهرة في المعرة، آل الصوراني عدد كبير منهم، وآل الحرامي.

ابني جمال كان عمره 18 سنة سجل في الجامعة حديثًا، منذ أول يوم جمال أول مظاهرة كانت الكاميرا بيده يُصور عفوًا لم يكن هناك كاميرا هاتف يُصور به، وبعد فترة حصل على كاميرا، هناك أمر بالنسبة للنشاط الذي كنت أقوم به حين بدأت المظاهرات آمنت في الثورة وحراكها ويجب أن يكون للمرأة حراك مع الرجال والشباب، ولي أصدقاء من جيراني صرت أحاول بكل مجلس أكون فيه أتكلم عن الثورة، ومنهن من يُعارض والأغلب كان يُعارض، والبعض قطعت اتصالها معي، ومنهن من تجاوب أن يكون لنا نشاط ونعمل على موضوع التوعية بهذا المجال.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/26

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك السلمي في معرة النعمان

كود الشهادة

SMI/OH/37-01/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة حتى بدايات 2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-منطقة معرة النعمان

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

الشهادات المرتبطة