مداهمات لاعتقال المتظاهرين والناشطين في معرة النعمان
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:04:22
بعد أن وصلنا خبر بأن أسماءنا أنا وأخي جمعة وأخي عبد الله موجودة على قائمة الاعتقال، قرر والدي أن يرسل أخي جمعة وعبد الله وأخواتي البنات إلى منزل جدي، وكان في الحي الشمالي في المعرة؛ حتى إذا جاء الأمن إلى المنزل فلا نكون موجودين جميعاً، ويعتقلوننا. وبالفعل، هذا الذي حصل، وأخذ أخي جمعة أغراضه الشخصية،" اللابتوب"، وهاتفه الذي كان يتحدث من خلاله، ويصور به المظاهرات، وذهب مع أخي عبد الله إلى منزل جدي، وبقينا في المنزل أنا ووالدي وأمي وأخي الصغير عمار، وكان عمر أخي عمار في ذلك الوقت 7 سنوات. وفي ذلك اليوم، بقيت مستيقظاً، ولم أستطع النوم، وعند أذان الفجر سمعت أصوات خربشة على النافذة، وفي هذه اللحظات، قمت من الفراش مباشرة- كنت خائفاً- حتى أرى ماذا يحصل، وفتحت النافذة، فوجدت أن الناس خرجوا من صلاة الفجر، وكان بينهم والدي وأخي الصغير عمار، واستيقظنا، وصلينا الفجر، وعدنا حتى ننام. ولكنني لم أستطع النوم حتى الساعة السابعة صباحاً تقريباً. وبعدها، بدأ طرق النافذة التي بجانبي بشكل كبير، وكان يوجد ضرب على باب المنزل الخارجي أيضاً، وكأنه يضرب بحجر أو بشيء ثقيل. وفي هذه اللحظة استيقظت، وفتحت النافذة، وكان منزلنا عند الزاوية، وعند تقاطع هذا الشارع يوجد حوالي 20 أو 30 عنصر أمن منتشرين في الشارعين، وذهبت إلى غرفة النوم مباشرة، وأيقظت أمي وأبي، وقلت لهم: لقد جاء الأمن. وفي هذه اللحظات، فتحت الباب، وكان لمنزلنا بابان؛ لأن منزلنا مدخل البناء (طابق أرضي)، وفتحت زوجة عمي الباب الخارجي للأمن، وكانوا يسألونها عن أبي جمعة الذي هو والدي، وسألوها: أين أبو جمعة. وقالت لهم: إنه في الداخل، وفتحت الباب قليلاً، ورآني العسكري، وقال لي: أحضر هويتك، وتعال. وفي هذه اللحظة، دخلت إلى المنزل مباشرة، وأخذت الهوية، وقلت لوالدي: اخرج أمامي. حتى أرى ماذا سوف يتصرفون معه، وأنا بعد ذلك سوف أخرج؛ لأنني كنت خائفاً جداً في تلك الأثناء. خرج والدي؛ فقام عنصران من الأمن بالإمساك بيديه، وأخذوه باتجاه تقاطع الشارع عندنا في الحارة، وأنا وصلت إلى الممر الداخلي؛ لأن الممر الخارجي هو خارج البيت، وجاء عنصر من الأمن، وأمسكني من ثيابي، وحملني إلى خارج البيت، وأوقفني بجانب الجدار وكان وجهي باتجاه الجدار.
وعندها حصل حديث بين والدي ومسؤول في الأمن السياسي، كان سابقاً في
معرة النعمان، اسمه أبو بشار، وقال لوالدي: نحن نريد ابنك جمعة، أين هو الآن؟
وعندما سأله عن أخي جمعة فقط أصبح لدى والدي طمأنينة؛ لأنه بحسب الخبر الذي وصلنا
فقد كان مكتوباً على ورقة الاعتقال أولاد أبو جمعة جميعهم، وهذا يعني: أنا وأخي
جمعة وعبد الله. لأن كل شخص له تهمة: فأنا متظاهر، وأخي جمعة كان له تواصل مع
القنوات، وأخي عبد الله كان مصوراً. وعندما سأله فقط عن جمعة أصبح لدى والدي
القليل من الطمأنينة، وقال لهم: إن جمعة ليس في المعرة، وهو موجود في الشام
(دمشق)، وقال له أبو بشار: نحن نعرف، ولدينا معلومات بأن جمعة كان البارحة في
المنزل. وكان هناك شخص ملثم موجود معهم في السيارة،
وفي هذه الأثناء، قال لي والدي: ادخل إلى المنزل، وأحضر هاتفي.
وعندما أردت الدخول إلى المنزل لحق بي عسكري؛ فوضعت يدي على الباب، وقلت له: إلى
أين تريد الدخول؟ فقال: أريد الدخول معك إلى الداخل. فقلت له: لا يمكنك الدخول.
فقال لماذا؟ ما هو السبب؟ وقلت له: يوجد نساء في الداخل. وقال: من يوجد في الداخل؟
قلت له: والدتي موجودة. وقال لي: إن والدتك مثل والدتي. فقلت له: الأمر ليس كذلك،
ولو أن والدتي هي والدتك ما كنت فعلت هذا الأمر. ونحن كنا نظن أن الجيش والشعب
واحد، وهكذا كانت الهتافات في المظاهرات، ودخل معي بالقوة إلى المنزل، وأنا أحضرت
الهاتف، وأعطيته لوالدي، وتحدث والدي مع عائلة جدي، وقال لهم: أنا قادم، وقولوا
لجمعة أن يستعد. وكان الخبر (الاتفاق): يا جمعة، عندما نتصل بك يجب عليك الهروب.
ونحن كنا متوقعين هذا الأمر. وعندما وصل والدي إلى منزل جدي طرق الباب، وطبعاً،
دار حوار بين والدي وأبي بشار الذي يعمل في الأمن السياسي، وقال له والدي: يجب
علينا ألا نأخذ جميع عناصر الأمن الموجودين في الحي، ونذهب بسيارة واحدة، ونحضر
جمعة، ثم نعود. وبالفعل، هذا هو الذي حصل، ووافق أبو بشار.
قال الأمن لوالدي إما أن تسلم جمعة أو سوف نأخذك أنت وابنك الذي هو
أنا، وكان القرار بأنه علينا تسليم جمعة؛ لأنهم اختاروا جمعة، وبذلك يكون كبش فداء
لإخوته الثلاثة. وبالفعل، هذا الذي حصل، وذهبوا إلى منزل جدي، وطرق والدي باب
المنزل، وخرج خالي، وسأله والدي؟ أين جمعة؟ وكان جمعة على السطح، وهو كان يريد
الهروب إلى خارج المنزل، فقال له: انزل، لقد قضي الأمر، وعليك تسليم نفسك. وبالفعل
هذا هو الذي حصل، ولكن عائلة جدي أخفوا أغراض جمعة الشخصية (اللابتوب والهاتف) وكل
قطعة وضعوها في مكان، وركب أخي جمعة في السيارة معهم ومعه والدي، وجاؤوا إلى
حارتنا، وتم وضع أخي جمعة في سيارة فان للأمن، ونزل والدي، وانسحب الأمن مباشرة من
الحارة، وأخذو أخي جمعة إلى مركز الزراعة الذي هو مدرسة الزراعة الواقعة خلف
منزلنا. مركز الأمل الذي تم إنشاؤه في مدرسة الزراعة، بعد دخول الجيش، تم تمركز
عدد من قوات الأمن فيه، بالإضافة إلى أنه كان مدعوماً من الدبابات، وتمركزوا في
مدرسة الزراعة التي تقع خلف منزلنا مباشرة، وبيننا وبينهم أرض زراعية، وبجانبهم
كان يوجد مبنى المواصلات، ومبنى المواصلات هذا كان هو أيضاً مركزاً للجيش تمركز به
بعد اقتحام المعرة، وكانوا يضعون في هذا المركز الأشخاص المعتقلين من داخل المعرة،
وكانوا يضعونهم في مركز مدرسة الزراعة، وبعدها يتم تحويلهم إلى محافظة إدلب.
وبالفعل، الذي حصل هو أنهم أخذوا جمعة، وهنا بدأت قصة جمعة مع الأمن. وعندما وصل جمعة إلى مركز الزراعة، تلقى أول
صفعة منهم (الأمن)، ثم دخل إلى المركز. وفي اليوم الثاني، تم تحويلهم إلى محافظة
إدلب، وفي محافظة إدلب كان يوجد عشرات المعتقلين من أبناء المعرة، من بينهم أخي
جمعة، وكان يوجد شخصيات من المعرة، مثل: الشيخ أحمد مخزوم، والشيخ عبد الرزاق حاج
خميس، وياسين مطر. وهؤلاء الأشخاص كانوا معتقلين بسبب تحريضهم على التظاهر، وعندما
وصلوا إلى محافظة إدلب تم تحويل كل شخص إلى فرع، ومنهم من يذهب إلى[سجن] البالوني
(سجن الشرطة العسكرية) في حمص، ومن ثم إلى الشام، ثم يعود إلى إدلب. وفي هذه الفترة،
انقطعت الأخبار عن أخي جمعة، ونحن لم نستطع التواصل. وفي هذه الفترة كنا في شهر
رمضان، وكانت هذه الفترة قاسية قليلاً، حيث جاء شهر رمضان، وكان أول رمضان لا يكون
فيه جمعة بعد أن أنهى فترة الخدمة العسكرية؛ لأنه أنهى الخدمة قبل الثورة بسنوات،
فكان شهر رمضان قاسياً على والدتي. وفي هذه الأثناء، كان يأتي
الطيران، ويحلق في الأجواء لحماية الأمن والجيش من دون أن يقصف، واستمرت الأحوال
على هذا الشكل في المعرة، وانقطع التواصل مع أخي جمعة، حتى بدأ الناس يخرجون من
السجن. وفترة الاعتقال كانت عبارة عن 60 يوماً، وخلال هذه الأيام يتم التحقيق مع
الشخص، ويتم سحب الاعترافات منه، وبعدها يتم عرضه على القاضي، ويقول للقاضي: إنه
اعترف تحت التعذيب. ويخرجه القاضي. والذي حصل أنه بعد أن تم تحويل جمعة إلى الأفرع
في سورية، عاد إلى مبنى العدل في معرة النعمان.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/02/24
الموضوع الرئیس
الحراك السلميكود الشهادة
SMI/OH/12-09/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
آب /2011
updatedAt
2024/10/10
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-منطقة معرة النعمانشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الجيش العربي السوري - نظام
تنسيقية مدينة معرة النعمان