الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

زيارة وفد من بعثة المراقبين العرب إلى معرة النعمان

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:54:20

بعد دخول الجيش السوري إلى معرة النعمان في 8 آب/ أغسطس 2011، أصبح هناك ما يشبه حظر تجوال داخل المدينة لعدة أيام، واستمر ليومين أو 3 تقريبًا، وفي هذه الأثناء، كانت تخرج مظاهرات طيارة في البداية لأشخاص قليلين جداً والذين هم بشكل مختصر أصحاب التنسيقيات والإعلاميون، فيصورون المظاهرة التي خرجت في المعرة ليثبتوا فقط أن المظاهرات مستمرة داخل معرة النعمان، فقد كانت لأهالي المعرة فقط.

بعد ذلك تمركز الجيش، أخذ (سيطر على) ساحة المتحف، وأغلق الطرق الفرعية التي تصل إلى ساحة المتحف، ووضع سواتر ترابية، وتمركز في مقر الحزب وفي نقابة المعلمين الموجودة على رأس شارع الكورنيش، وفي نهاية شارع الكورنيش، تمركز عند مستشفى السلام، و تمركز أيضًا عند مبنى تالا الذي كان مبنى هيكليًا مقابل السجن، و تمركز أيضًا عند مدخل معرة النعمان الشمالي عند المستشفى الوطني، عند حاجز الدلة، و كان لهم تمركز كبير هناك، حتى أصبح اسمه حاجز الحبوب، وهو عبارة عن مؤسسة حبوب موجودة على الطريق الدولي (طريق حلب- دمشق)، وتمركز فيها، وكان فيها دبابات، ومن هناك كانت الدبابات تخرج دائمًا باتجاه المعرة، ومن الجهة الشمالية أيضًا، تمركز على حاجز المواصلات ومدرسة الزراعة التي تحولت إلى فرع أمن. وأغلب هذه الحواجز كان الموجودون فيها هم الجيش، وفي جنوب المعرة كانوا موجودين على حاجز الخيمة على الطريق الدولي بالقرب من سلسلة المطاعم، وجنوب ذلك كانوا موجودين في الحامدية، وفي شرق المدينة، كانوا في معسكر وادي الضيف، وكانوا عبارة عن حواجز أو ثكنات صغيرة، ولم تكن هناك ثكنات كبيرة أو معسكرات، وأغلب هذه الحواجز كانت للجيش، ولم يكن هناك وجود للأمن إلا في مركز الزراعة وعند الحزب، حيث كان هناك عناصر للأمن، وأما باقي الحواجز فكانت كلها للجيش.

في هذه الفترة، كانت المظاهرات الطيارة تخرج فقط في الأحياء الفرعية والأحياء الشعبية التي كانت بعيدة عن الجيش، وتحولت المظاهرات باتجاه ساحة سعد لاحقًا بسبب بعدها عن مقرات الجيش.

في هذه الفترة بعد أن حصل حظر تجوال و تمركز النظام في أحياء المدينة، وقطّع أوصالها بشكل كامل، وقطع الشوارع، بدأت الحياة تعود طبيعية بشكل تدريجي في المدينة، وعادت الأسواق، وعادت لها الحياة، وبدأ فيها البيع والشراء، الأسواق الرئيسية فتحت الدكاكين الموجودة فيها، وفُتحت المحلات كلها، وبدأ الناس يتأقلمون مع وجود الجيش داخل معرة النعمان. وفي هذه الأثناء، كانت المظاهرات لا تخرج إلا في الليل، وفي أغلب الأحيان، تخرج في الليل، وبقي الجيش مستمرًا على هذه الحال وأهالي المدينة موجودون فيها، وتأقلموا على وجود الجيش، وكان التعامل في هذه الأثناء بصراحة جيدًا بين الجيش والأهالي، فأصبح الأهالي يأخذون الطعام، ويقدمونه للجيش الموجود على الحواجز؛ لأنه في ذلك الوقت كانوا يهتفون: "الجيش والشعب يد واحدة". وخاصة في تلك الأيام.

المظاهرة الكبيرة التي شهدتها المعرة كانت في "جمعة إضراب الكرامة" في 9 كانون الأول/ ديسمبر 2011، وهذه المظاهرة كانت كبيرة، حتى إن الجيش رآها، ومرت في الشوارع، مرت مثلًا: في شارع الكورنيش، وكان الهتاف...ووقفنا مقابل حاجز البريد الذي كان بجانب حاجز المتحف الذي هو على صلة مع حاجز المتحف، وأصبحنا نهتف: "خاين خاين خاين.. الجيش السوري خاين". بسبب استهداف المدنيين وحملات الاعتقال التعسفية التي يقوم بها، وهذه المظاهرة بعد أن انتهت عاد الناس إلى منازلهم، وأثناء عودة الناس إلى منازلهم، استهدف النظام شخصًا اسمه محمد [أمين عبد الرحمن] الكردي، وقُتل مباشرة على يد الجيش بعد انتهاء المظاهرة. وكانت هذه الفترة هي الأصعب بين الفترات التي مرت بها معرة النعمان،~~ك~~ان الناس يشيعونه [ في 9 كانون الأول/ ديسمبر 2011] ، ووصلوا تقريبًا إلى شارع سوق الخضار الذي يطل على حاجز المتحف، والنظام استهدف مظاهرة التشييع بالقنابل المسمارية وبإطلاق الرصاص في الهواء، وأصيب عدد من المدنيين، وقتل أيضًا شخص اسمه هشام نعوس، وخلال تشييع هشام نعوس [ في 10 كانون الأول/ ديسمبر 2011]، استُهدفت المظاهرة، واستشهد أحمد منديل (الأسم الصحيح هو أيمن محمد نجيب المنديل- المحرر) وشاب من عائلة حاكورة (أحمد دياب الحاكورة- المحرر)، وهذان الشابان استشهدا خلال تشييع هشام نعوس، فكانت هذه الأيام صعبة جدًا، بمعنى أن شهيدًا يشيّع شهيدًا لاحقًا، وبدأ الناس يخرجون في التشييع بأعداد قليلة جدًا وكان التشييع يتم بطريقة سرية؛ لأن النظام كان يستهدف أي تشييع يحصل للشهداء في تلك الأثناء.

استمرت معرة النعمان في هذه الأيام بالهدوء، وخاصة بين الجيش والأهالي الموجودين على الرغم من استهداف المظاهرات وسقوط شهداء من المدنيين، ولكن حالة الهدوء استمرت، واستمر التعامل بين الجيش والأمن، حتى وصول المراقبين العرب إلى معرة النعمان، وعندما وصل [بعثة]المراقبون العرب في منتصف كانون الثاني من عام 2012، ذهبوا باتجاه الحي الجنوبي بالقرب من المقبرة الجنوبية، وفي وقتها كانت التنسيقية الموجودة في المعرة قد دعت إلى مظاهرة حاشدة أمام لجنة المراقبين العرب، والنظام لن يستهدفها؛ لأن المراقبين موجودين. وبالفعل، هذا هو الذي حصل، فخرجت مظاهرة كبيرة، والمراقبون العرب جاؤوا إلى المظاهرة، ومشوا في وسط المظاهرة وفي وسط الأهالي، وكان لدينا عناصر مسلحون من الجيش الحر، وأثبتوا للمراقبين العرب أنهم كانوا عناصر من الجيش العربي السوري، وأروا [للمراقبين العربي بطاقاتهم العسكرية.

كان المراقبون العرب في وسط المظاهرة، وكان هناك أيضًا المسلحون الذين كانوا يحملون السلاح، ويرتدون الثياب العسكرية والذين هم عناصر الجيش السوري الحر أو العناصر المنشقون من الجيش العربي السوري. وبعد ذلك، ذهب المراقبون إلى أحد أسطح الأبنية، ودخلوا إلى منزل أحد الشهداء حيث سقط خلال المظاهرات، وفي هذه الأثناء، حصلت مقابلة مع عناصر الجيش السوري الحر أو العناصر المنشقون عن الجيش العربي السوري، وأثبتوا للمراقبين العرب أنهم ليسوا مسلحين، وأنهم كانوا سابقًا عناصر تابعين للجيش العربي السوري، ورفضوا أوامر إطلاق النار باتجاه أهلهم، وانشقوا، وعادوا إلى مدينتهم، والمراقبون العرب سمعوا شهاداتهم، وحتى إنهم قابلوا عوائل الشهداء الذين سقطوا في هذه الفترة بعد دخول الجيش إلى معرة النعمان. وفي هذه الأثناء، كانت المظاهرة مجتمعة بالقرب من المنزل الذي كان يتواجد فيه المراقبون العرب، واستمرت المظاهرة حتى ذهاب المراقبين العرب خارج مدينة معرة النعمان، وكان ذهابهم باتجاه محافظة إدلب، ثم انتهت المظاهرة مباشرة؛ حيث وصلت معلومات بأن النظام سوف يقتحم باتجاه المظاهرة، وفعلًا النظام تحرك باتجاه المظاهرة، ولكن المظاهرة كانت قد فُضت بشكل كامل، ولم يبق أحد من المتظاهرين.

أثناء المظاهرات وخاصة بعد "جمعة العشائر"، كانت هناك تحركات فردية من عناصر موجودين في المعرة حتى ينشقوا، ويأتوا إلى المدينة لحماية المدينة، وطبعًا هذه الأصوات لم تظهر، ولم تظهر أسلحة الجيش العربي السوري مع الذين انشقوا من عناصر المعرة الذين كانوا موجودين في الجيش، وانشقوا حتى دخول الجيش، وعندما دخل الجيش إلى معرة النعمان كان هناك عناصر موجودون داخل المدينة، طبعًا لم تكن هناك مقاومة أبدًا من قبلهم، ولكنهم كانوا موجودين داخل المدينة لحماية الأهالي بحسب زعمهم في ذلك الوقت. والذي حصل أن جميع هؤلاء المسلحين كانوا في كل فترة ينشق عنصر من المعرة والذي كان يقاتل في صفوف الجيش العربي السوري، ويأتي إلى المعرة عن طريق طرق التهريب أو طرق أخرى، والذي حصل أيضًا أن عناصر الجيش الذين كانوا موجودين في معرة النعمان من باقي المحافظات انشق منهم عناصر أيضًا، وكان من بينهم شاب من درعا استشهد لاحقًا، وهو انشق من حاجز الدلة من مركز الحبوب، وأخذ معه عربة نقل جنود (عربة بي إم بي)، وكانت هذه أول عربه تأتي إلى المعرة، وتنشق، ولكن أهالي المعرة خافوا من أن يستهدفها النظام، وتم سحبها باتجاه جبل الزاوية.

كان أغلب العناصر المنشقين عن الجيش العربي السوري يعلنون انشقاقهم في المظاهرات، وعندما تم نقل المظاهرات إلى ساحة جامع سعد بن معاذ في الحي الجنوبي كان العناصر يعلنون انشقاقهم ضمن المظاهرة، ويقومون بتشكيل ما يشبه الساحة، ويعلنون انشقاقهم فيها، ويخرج، ويقول: أنا العسكري المجند، ويذكر رقمه العسكري، ويعلن انشقاقه وانضمامه لصفوف الشعب لحماية المتظاهرين. وهذا الأمر كان يعطي دفعة معنوية للمتظاهرين، وكان المتظاهرون يطمئنون أكثر، ولا يخافون؛ لأنه كان هناك عناصر مسلحون موجودون حولهم يحمونهم من دخول الأمن أو الجيش واقترابه من المتظاهرين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/02/24

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/12-11/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011-2012

updatedAt

2024/03/09

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-منطقة معرة النعمان

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

جامعة الدول العربية / الجامعة العربية

جامعة الدول العربية / الجامعة العربية

بعثة المراقبين العرب

بعثة المراقبين العرب

الشهادات المرتبطة