الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

انطلاق الثورة ومشاركة شباب مدينة الحراك في مظاهرات المسجد العمري

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:47:22

كنت في عملي في مستشفى مدينة الحراك، في قسم الصيدلة، وكان في مدينة الحراك نقطة عسكرية لمديرية ناحية الحراك، وخلال وجودي بالقرب من هذه النقطة التي هي في الأصل ضمن المستشفى، وبعد صلاة الجمعة، تلقينا نبأ خروج مظاهرة من مسجد الحمزة والعباس إلى المسجد العمري، وتمّ إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين هناك، وسقط أول شهيدين-رحم الله شهداء الثورة- هما: محمود الجوابرة، وحسام عبد الوالي عياش. ورأينا هذا الخبر على قناة الجزيرة: تمّ سقوط أول شهيدين بعد خروج مظاهرة من الجامع العمري في محافظة درعا. فقال لي أحد العناصر الموجودين في النقطة العسكرية أو الأمنية: إن هناك مظاهرة في درعا، ويوجد إطلاق نار، فهل من تأكيد على هذا الكلام؟ فقلت له: لا أعلم. فأجرينا اتصالات، وعلمنا بما حدث في محافظة درعا، وأن الأمن حاصر المتظاهرين، وحاول منع وصول المظاهرة التي خرجت من مسجد الحمزة والعباس إلى المسجد العمري، وتفريقها بالغازات المسيلة للدموع، وحدث اشتباك بالحجارة. وتمّ -في النهاية- وصول هذه المظاهرة إلى المسجد العمري، وقد حضر أغلب [ممثلي] الفروع الأمنية، وكما سمعنا من شهادات الإخوة الموجودين: إن عاطف نجيب قد حضر، وكذلك فيصل كلثوم، ولؤي العلي، وأمين فرع الحزب. وقد جرى شتمهم، وقذفهم بالحجارة، وطردهم من ذلك المكان. ولكن رعونة عاطف نجيب، والأجهزة الأمنية، وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، وسقوط الشهداء كانت هي الرسالة أو الشرارة التي لا يمكن أن تنطفئ بعد ذلك بشتى الوسائل. وكنا نتمنى أن نكون في هذه اللحظة مع الإخوة الموجودين في مدينة درعا، وبدأنا نتابع الأحداث لحظة بلحظة، ونستمع للأخبار التي كانت تسرّ[الجميع] في كل أنحاء سورية.

جاءنا بعد ساعات إخوة من درعا يطلبون المساعدة الإسعافية والطبية؛ بسبب عدم إسعاف بعض الجرحى خوفاً من تصفيتهم في مستشفى درعا، وإلقاء القبض عليهم. فكان الطريق إلى مدينة الحراك سالكاً، فدخلوا، وقالوا لنا: إن هناك شهداء وجرحى، و يوجد مظاهرات حاشدة في درعا؛ فقمت باستدعاء أمين المستودع الموجود محمود يمان، وهو صديقي بنفس السلك [الوظيفي]، وقمنا بتحميل ما يلزم من كل المواد الطبية والإسعافية والجراحية للإخوة الموجودين في مدينة درعا، وهذه كانت أول مساعدة تقدّم إلى أهلنا وأخوتنا المصابين في محافظة درعا، ولم نستشر أحداً في تقديم المساعدة، ولم نطلب إذناً من مدير المستشفى، أو من المدير الإداري، فقمنا بالواجب الذي يمليه علينا ضميرنا، واعتبرنا أننا جزءاً من هذا الحراك السلمي الموجود في محافظة درعا، في ذلك الوقت.

حصل تواصل في اليوم الثاني عندما تمّ تشييع الشهداء، وطُلب من أهالي الشهداء أن تُسلم الجثث مقابل عدم الخروج بمراسم تشييع، وكان هناك مضايقة في هذا الأمر، وسمعنا بهذه الأخبار. فخرج بعض الأشخاص، وحضر أبناء مدينة الحراك التشييع في اليوم الثاني، وبدأ الناس يخرجون إلى المسجد العمري، وبدأنا نخرج إلى المسجد العمري؛ لنشارك إخوتنا في هذه الأيام بالتظاهر، والأمسيات، والكلمات التي تُلقى ضد النظام، وضد السطوة الأمنية في درعا. حتى يوم الأربعاء الدامي، بقي الناس يذهبون من الحراك بشكل طبيعي، ويشاركون أهالي درعا في التظاهر والاعتصام، وأصبح المسجد العمري مركزاً استراتيجياً وميدانياً لتجمّع الأهالي، والقرى المجاورة، ومركز المحافظة بلا منازع، ورمزاً من رموز الثورة السورية.

كان هناك تنسيق مع أهالي مدينة درعا؛ بحيث يخرج قسم إلى درعا، ونشارك في التظاهر والاعتصام وبعض الكلمات، والقسم الآخر كان ينظّم بعض اللافتات للخروج في مظاهرة، في مدينة الحراك تأييداً ونصرة لأهلنا في درعا، والتخفيف عن معاناة الناس الموجودين هناك.

قبل اقتحام المسجد العمري، كنا نخرج بعدد كبير، وكان من أبرز هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يخرجون إلى درعا، ويشاركون، وتمّ إطلاق الرصاص الحي عليهم الفنان المشهور أحمد القسيم، وكان وجوده محفزاً لأهالي المدينة؛ لأنه فنان شعبي معروف بلونه "الفلكلوري" (التقليدي)، والحسّ العالي والغنائي عنده، وكان الكثير من الشباب يخرجون معه في هذه الأيام، قبل أن يتمّ حصار المسجد العمري، وأنا من بين الأشخاص الذين خرجوا، وشاركت الناس في التظاهر، في هذه الأيام.

تلقينا نبأ اقتحام المسجد العمري في الساعة الواحدة والنصف فجراً، وأن شهداء قد سقطوا هناك، وأن أهالي مدينة درعا يطلبون الفزعة لفكّ الحصار عن المسجد العمري والمتظاهرين، وأن هناك حشوداً أمنية كبيرة أتت من دمشق (قوات أمن مركزي) كما سمعنا، أو كما روى شهود العيان، وكما شاهدنا فيما بعد؛ فتوجّهنا صباحاً، وكنا مجموعة شباب، وقد كان بعض الشباب يصيح بأعلى صوته: "الفزعة لأهل درعا، درعا تُذبح، ودرعا تموت". وكان يبكي، ويصيح، وهو شخص معروف اسمه حمزة الحريري.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/09

الموضوع الرئیس

البدايات الأولى للثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/96-05/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2023/11/03

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-الحراكمحافظة درعا-مدينة درعا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قوات الأمن المركزي في دمشق

قوات الأمن المركزي في دمشق

الشهادات المرتبطة