الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

انطلاق المظاهرات في عامودا وأسباب تأخر الحراك الكردي

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:56:18

في 26 آذار/ مارس عام 2011، كان هناك جنازة بسيطة (حادثة وفاة طبيعية) وفي الجنازة كان هناك بعض الشباب يرددون بعض عبارات "حرية" و "بالروح بالدم نفديكِ يا درعا". بعدها بيوم في 27 آذار/ مارس 2011، كان هناك مظاهرة طيارة -في عصر ذلك اليوم- لمجموعة من الشباب، وبعض منتسبي الأحزاب الكردية، وكانت عباراتهم "بالروح بالدم نفديكِ يا درعا" و "واحد واحد.. الشعب السوري واحد" و "حرية حرية". لكن المظاهرة الرسمية والأبرز كانت في "جمعة شهداء الكرامة"، وكانت أبرز مظاهرة رسمية في الأول من نيسان/ أبريل، وكان في وقتها قد تساقط عدد كبير من الشهداء في درعا ومحافظات مختلفة. وكان التحضير لمظاهرة الأول من نيسان/ أبريل في عامودا بالتنسيق مع الشباب في القامشلي، كان هناك تحضير لشعارات ولافتات من قبل مجموعات متفرقة من أحياء متعددة في مدينة عامودا، وكان الانطلاق من الجامع الكبير بعد صلاة الجمعة، وكنت أحد الشباب الذين ساهموا بإعداد اللافتات مع المجموعة من أجل التحضير للتظاهرة، وكان أغلبهم من الجامعيين والموظفين والمعلمين وشباب عاديين.

لعدة أسباب موضوعية؛ كان من الطبيعي ومن المنطقي ومن الموضوعي أن ينخرط الكرد في الثورة السورية، لكن الذي كان سببًا في تأخر انطلاق الحراك الثوري في المناطق الكردية هو عدة أمور أبرزها: انتظار تصاعد الحراك الشعبي في محافظات عديدة ومهمة، ومراعاة الواقع السوري المعقد، وتوقع نهج النظام (استراتيجيات ترسيخ التفرقة، وبالأخص، تجاه الأكراد)؛ لأن محاولاته من الواضح أنها ستبوء بالفشل. فكان الموقف المتردد لدى الحركة السياسية الكردية؛ كون النظام على تواصل مع بعض الأحزاب في الحركة السياسية الكردية، ودفعهم إلى ما يشبه تلك المبادرات التي قام بها على مستوى المثقفين والشخصيات مع الأحزاب الكردية في دفعهم لإقناع المجتمعات المحلية إلى عدم الانخراط في الثورة، وأنَّ الغالبية من الشعب السوري ستقمع الكرد.

كان هناك تردد بسبب [الخوف] من قمع النظام، كان هناك الخوف والخشية من الآلة القمعية للنظام، ومن دموية النظام المعهودة. وحتى لا تتم إضاعة الفرصة الذهبية للشعب السوري بحماس سابق لأوانه؛ كان هناك نوع من الانتظار لنضج الحراك في هذه المناطق، خاصة درعا؛ كانت تمثل بالنسبة للسلطة في دمشق -كوظائف عامة أو ضمن حزب البعث- دورًا كبير في استمرار هذا النظام. ولكن قيام درعا وحمص وريف دمشق ودمشق ودير الزور وغيرها من المحافظات؛ جعل ما ينتظره حراك الشباب الكردي والمثقفون الكرد وحتى شخصيات بارزة من الحركة السياسية الكردية هو: أن تنضج هذه التظاهرات وهذا الحراك، وأن يضمن استمرارها، وأن تكون الإضافة الكردية للحراك الشعبي إضافة نوعية، وإعطاء زخم للثورة. فالثورة ليست كما يدعي النظام: أنها طائفية أو تقتصر على طائفة معينة بحد ذاتها، وإنما يشارك فيها الكرد كقومية رئيسية إلى جانب القومية العربية، وبخصوصيتهم ككرد، تلك الخصوصية التي لطالما سعى النظام إلى وأدها، وإخمادها، وفق مراسيمه وقوانينه.

كان أفراد من الشباب العرب منخرطين في حراك القامشلي. وكان هناك حي غويران ذو الأغلبية العربية متأهبًا وجاهزًا للانخراط في الثورة السورية، ولكن -مثلما ذكرنا- كما كانت استراتيجية النظام في التعامل المركب مع الكرد، كان هناك [ما يشبهها] تجاه العرب الذين كان يتوقع أن يظلوا تحت عباءته، وخاصة من خلال العشائر، ولكن كان يركز على عدم انخراط الشباب العربي في التظاهرات التي يشكل الكرد غالبيتها، خاصة في القامشلي.

طبعًا، سياسة محمد منصورة تجاه أي مخالف ومناوئ للحكومة وخاصة الأكراد؛ لأن الأكراد انفصاليون، وهم خطر على أمن الدولة، ويرغبو ن في اقتطاع جزء من أراضي الدولة، وكل هذه التهم المشروخة لتبرير واستمرار حكمه فقط. وكان بالنسبة لعرب المنطقة أنهم بعثيون وموالون للنظام العراقي، فكان هناك تركيز للنظام وأفرع الأمن في القامشلي، كيلا ينخرط العرب في الحراك الثوري، وأنا مطلع على دور العشائر العربية في إقناع الشباب العرب بعدم الدخول في المظاهرات بشكل كثيف.

النظام -قبل أن يكون هناك مظاهرة رسمية في الأول من نيسان/ أبريل- روَّج [لفكرة] أنَّ عرب المنطقة سوف ينتقمون من الكرد إذا انخرطوا في الثورة. مثل الذي حصل من خلال دعم النظام لبعض المجموعات ضمن العشائر أو ضمن مشايخ العشائر الذين شكلوا الشبيحة و"الدفاع الوطني" فيما بعد، وهؤلاء كانوا متهيئين للتعدي على أملاك الكرد مثل ما حصل في عام 2004.

في عام 2004، كان النظام واضحًا بضرب محافظتين مهمتين ببعضهما البعض: محافظة الحسكة ومحافظة دير الزور من خلال الأكراد، بدفع مجموعات مُغررًا بها، مجموعات بعثية تحمل الأحقاد إلى مباراة [كرة قدم] بين الجهاد والفتوة -في عام 2004- وإطلاق شعارات استفزازية تجاه الكرد، وأظهر ذلك أنَّهم كانوا مسلحين ومدججين، والنظام تدخل لصالح هؤلاء؛ من أجل ترسيخ فكرة التفرقة، وضرب المحافظات، وضرب الكرد بالعرب.

في ذلك الوقت كان هناك اعتقاد ووضوح لدى السياسيين الكرد: أنَّ هذه ضمن سياسات النظام؛ فكانت المعالجة بالتركيز على التآخي الكردي العربي، والتركيز على إقناع العشائر العربية والأخوة العرب في المنطقة أنه لا رهان على النظام.

الأمر الذي حصل في عام 2011، كان مغايرًا نوعًا ما عن الذي حصل في عام 2004، ففي عام 2004 كان مقتصرًا على الحراك الكردي، وكان عبارة عن انتفاضة، وعبارة عن تلبية النداء لقمع النظام لأهالي القامشلي وقتلهم بدم بارد بالاعتماد على شخصيات عشائرية الذين شكلوا الدفاع الوطني فيما بعد، وشكّلوا الدعامة العربية للنظام في المنطقة. ولكن هذا الأمر لم ينطل على الحركة السياسية الكردية، وحتى على الحراك الشبابي الكردي، وظهر ذلك في مظاهرة الأول من نيسان/ أبريل، وكانت هناك شعارات تحيي دير الزور. وكان رهان النظام بأن يضرب الأكراد ودير الزور في هذه المرحلة الحساسة، ولكن دير الزور حصل فيها ثورة، وكان هناك ظهور لتيار واعٍ وعقلاني، يعرف بسياسات النظام الإجرامية والتمييزية؛ فكان هناك أيضًا ردود من أهالي دير الزور على مظاهرات عامودا والقامشلي بأنَّهم يحيون الكرد السوريين، ويقفون بجانب حقوقهم المشروعة في سورية، وكان هناك نوع من تبادل الشعارات والتطمينات؛ وهذا ما كان يزعج النظام.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/02/07

الموضوع الرئیس

  الحراك السلمي في مدينة عامودا

كود الشهادة

SMI/OH/24-04/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/03/19

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-عامودامحافظة ريف دمشق-محافظة ريف دمشقمحافظة الحسكة-غويرانمحافظة حمص-محافظة حمصمحافظة درعا-درعا البلد

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الدفاع الوطني - القامشلي

الدفاع الوطني - القامشلي

الشهادات المرتبطة