اعتصام نشطاء مدينة عامودا في 30 نيسان 2011 للمطالبة بالافراج عن المعتقلين
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:56:08
في الأسبوع الثاني من شهر نيسان/ أبريل، كان هناك أول موقف رسمي من النظام السوري بخصوص إرسال رسائل تجاه الكرد السوريين حول موضوع الجنسية وأول قانون يقرّ بشكل رسمي من قبل النظام في دمشق بقرار مباشر من بشار الأسد بتشكيل 3 لجان لدراسة إعادة الجنسية للمحرومين منها، وعلى أن تنجز اللجان مهامها خلال 15 نيسان/ أبريل، وتقدم تقاريرها، ويتم إقرار تنفيذ القانون. فكان هناك ردود أفعال بالنسبة للمجتمعات الثورية أو الحراك الثوري، وكان هناك تأكيد لفكرة أنَّ هذا حق طبيعي لإعادة الحقوق المسلوبة من الكرد السوريين، وبشكل خاص للأكراد الذين كانوا يحملون صفة الأجانب، فكانت هناك مظاهرة في 8 نيسان/ أبريل، تركز على أن إعادة الجنسية هي حق، وليست مِنّة أو هبة، وإنما هي إعادة لحقوق مسلوبة.
كان إجراء النظام هذا نوعًا من تخفيف الضغوط الشعبية المتصاعدة عليه ومعالجة مؤقتة لملفات قام النظام نفسه بترسيخها، وكان منها إعادة الجنسية. واستمرت المظاهرات في قامشلو، عامودا، الحسكة، رأس العين، الدرباسية، عين العرب/كوباني، عفرين، الجوادية، القحطانية، ومعبدة، وديريك. وازداد الحراك في هذه المناطق، والمجموعات الشبابية طوّرت من تنسيقها للتظاهرات، وكان هناك التزام بأسماء الجمع المقررة من خلال صفحات التواصل الاجتماعي التي كانت تعتمد آلية إجماع الثوار على تحديد أسماء الجمع والتصويت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت هناك مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، وكانت المظاهرات كلها تعبّر عن التضامن مع بقية المدن والمحافظات بعبارات: "بالروح بالدم نفديك يا شهيد" و"بالروح بالدم نفديك يا درعا" و "بالروح بالدم نفديك يا دير الزور".
كانت "الكاريكاتيرات" موجودة على لوحات فردية من بداية التظاهر، كانت تستخفّ برأس النظام وقادات النظام وبالنظام كله، وكانت تعبر عما يجول في خاطر الشباب، وأشهر "الكاريكاتيرات "كانت إشارة البلوتوث وجاري البحث عن نظام جديد، وكان ذلك الوقت مترافقًا مع تصاعد الخطاب لدى الحراك الشبابي، بعد أن وجدنا أن النظام يستخدم القمع والآلة الفتاكة تجاه الشعب أو المتظاهرين في بقية المحافظات، كانت المطالبة لأنه لا رهان على قيام النظام بأي إصلاحات، وإنما يجب أن يسقط النظام. وفي نهاية نيسان/ أبريل، كان الشعار الموحد هو: "الشعب يريد إسقاط النظام". الشباب الذي قاموا برسم "الكاريكاتيرات" كانوا يعملون بشكل سرّي، وفيما بعد، كان اثنان من أصدقائنا وهما: شاب اسمه آزاد، ومدرس اسمه عماد، وكانت هناك أيضًا فتيات يرسمن "الكاريكاتير"، ولكن لم تكن موثّقة بأسمائهم خشية حدوث أي ملاحقة أمنية.
في 30 نيسان/ أبريل، حصلت أول حادثة اعتقال لناشطين من عامودا، وكانت هذه بمثابة رسالة أمنية واضحة لأهالي عامودا بأنَّ هناك تشديدات أمنية، وأن النظام يراقب، ويتابع من خلال الأفرع الأمنية، تم اعتقال شخصين هما: الأستاذ عبد الإله عوجه وهو من حزب "يكيتي"، وكان على تواصل مستمر مع الشباب، وكان هناك شاب من الحراك الشبابي اسمه: كاندال رشيد كرد. اعتقلا من خلال الأمن العسكري، واقتادوهما إلى المخابرات الجوية في القامشلي، وانتشر الخبر في الأوساط الشبابية، وكان هناك تحشّد مع إصرار من الشباب على إبداء موقف حازم تجاه النظام: بأننا نعلم أنكم تتابعونا وتراقبونا، ولكن مظاهراتنا ليست لإبداء مواقف وشعارات نظرية فقط، ولكننا جاهزون، ونرغب في إسقاط النظام، ونطالب بحرص على إطلاق سراح المعتقلين. وكانت التظاهرة أو الاعتصام أمام الأمن العسكري وأمام مديرية الناحية وبعدها أمن الدولة، وكان الاعتصام للمطالبة بإطلاق سراح هؤلاء، وكان هناك تهديد من قبلنا بتصعيد متزايد، إما بدفع عدد من المثقفين وأعيان البلدة للتواصل مع مدير الناحية، كان هناك مدير ناحية، وبعدها بفترة انشقّ عن النظام، كان النقيب أحمد دغما (أبو سلمان)، كان شخصًا متجاوبًا مع الأعيان، وكان يحرص على سلامة المدينة، فكانت هناك رسالة واضحة من العوائل والأعيان: إننا لا نضمن قيام الشباب بأي موقف مفاجئ تجاه تصعيد الأفرع أو النظام. والنظام كان حريصًا أن يتواجد ضمن مقرّاته، ولا يخرج، وهذه التعليمات من دمشق بعدم التصادم المباشر والمكثّف مع الشباب الكرد، فكان الاعتصام متواصلًا حتى قدوم بعض أعيان البلدة؛ فهناك وعد من مدير الناحية، وتكلم مدير شرطة الحسكة بنفسه معهم، وقال: إننا سنقوم بمعالجة الأمر، وسيطلقون سراحهم قبل الساعة 12 وقبل منتصف الليل. وفعلًا، أطلق سراحهم، وهذه كانت أول رسالة من أهالي عامودا وشباب وثوار عامودا بأننا على قلب رجل واحد، وإذا عزمنا القيام بأمر فإننا نستمر به، ونحن عازمون على الحفاظ على سلامة الشباب والشخصيات المشاركة معنا. وكان هذا الموقف موجودًا، وفعلًا، أُطلق سراحهم، وكان مصدر اعتزاز للشباب ومصدرًا لتماسك الشباب أنفسهم. فيما بعد، كان هناك المزيد من المظاهرات والمزيد من الزخم، تجاوزت المظاهرات 1500 شخص.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/02/08
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في مدينة عاموداكود الشهادة
SMI/OH/24-09/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
نيسان 2011
updatedAt
2024/03/19
المنطقة الجغرافية
محافظة الحسكة-عاموداشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي - يكيتي – محي الدين شيخ آلي
الأمن العسكري في عامودا