الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اقتحام الجامع العمري وفزعة الريف الشرقي لدرعا

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:27:17

كان يوم الثلاثاء تجهيزاً لبعض اللافتات، يقوم بها بعض الإخوة من الأشخاص الذين قاموا بكتابة العبارات على المدارس والمؤسسات الحكومية، والأشخاص كما ذكرت لكم هم: عبد الله الفاضل، وسعدون جابر قلوش، وعبد العزيز جابر قلوش. واتفق هؤلاء الشباب مع بعض الإخوة للتنسيق من أجل الخروج في مظاهرة، في يوم الأربعاء، وتمّ شراء هذه اللافتات من إحدى المكتبات، كانت لافتات كرتونية، يُكتب عليها بعض الكتابات. وفي صباح الأربعاء، تلقّينا في وقت مبكّر خبر اقتحام قوات الأمن للجامع العمري، ومحاصرته، وقطع الاتصالات، ومنع وصول المساعدات الطبية والإسعافية إلى المسجد العمري. وبأن هناك شهداء وجرحى، والمسجد العمري يستغيث لفكّ الحصار عن المتظاهرين. طبعاً تلقّت أغلب قرى ومدن محافظة درعا هذا الخبر، ومن بين هذه الأخبار: أنه يجب علينا (أبناء مدينة الحراك) أن نخرج، ونساند، ونفكّ الحصار عن المتظاهرين في مدينة درعا.

وطبعاً، مدينة الحراك هي ناحية وتجمّع لعدّة قرى موجودة ومحيطة بها، مثل: رخم، والمليحة الغربية، والمليحة الشرقية، وناحتة. وبحكم التوزّع الجغرافي والإداري لهذه القرى وتبعيتها لمدينة الحراك قام بعض الإخوة عندما كنا مجتمعين صباحاً في بيتي، كنا مجموعة من الشباب، وكنا نفكر: ماذا نفعل؟ وما هو الواجب الذي يمليه علينا ضميرنا تجاه تلبية الفزعة للمسجد العمري، وفكّ الحصار عن المسجد؟ وقام أحد الشباب المتطوعين، ويُدعى حمزة الحريري، وهذا الشخص يعمل في مجال الميكانيك، وتصليح المولدات الكهربائية، ولكن أخذته الحمية والغيرة، وبدأ يتجوّل بين الأحياء، ومعه "ميكرفون" (مكبّر صوت)، ويصيح: "الفزعة للمسجد العمري يا إخوان، ويجب أن نخرج يا إخوان، المتظاهرون يُقتلون، وشعب درعا يُذبح" فخرجنا، ونزلنا إلى الشارع العام في مدينة الحراك، وكان من بين المتواجدين: الشيخ طلال الفاضل، وهو شيخ معروف بمعارضته و مناهضته للنظام، وهو مدرّس وخطيب مسجد، وتعرّض للكثير من المضايقات الأمنية والسجن لعدة أشهر بسبب توجّهه الخطابي على المنبر، وعدم التزامه بخطب مديرية الأوقاف التي يرسلها الأمن، ويتمّ إلزام الخطيب بنوع معين من الخطب، ويُعطى دور كبير لرئيس الجمهورية (بشار الأسد) على أنه رجل دين، ويحافظ على المساجد، وأنه أقام مساجد تحفيظ القرآن. فكان هذا الشخص من الأشخاص الذين خرجوا إلى الشارع العام، وهو مدرّس، وسجين سابق، ومعارض مع مجموعة من الشباب الذين كتبوا على جدران المدارس والمؤسسات، وطلبوا من الأهالي الخروج والتجمّع في الشارع العام، في مدينة الحراك، عند" الكراجات"(مراكز انطلاق الحافلات). وهذا الشاب نفسه ذهب إلى القرى المجاورة (إلى ناحتة والمليحة الغربية والشرقية) وبدأ يخطب في الناس بأن هناك حصاراً للمسجد العمري، وأنه يوجد قتل للمتظاهرين.

دور الشخصيات العامة في تلبية نداء الفزعة لدرعا.

وبدأت الناس تتجمّع، وتتجه إلى مدينة الحراك، حتى أصبحت مدينة الحراك في هذه اللحظة مركز انطلاق وتجمّع لجميع القرى المجاورة، وامتلأ الشارع العام لدرجة أنه لم يعد هناك موطئ قدم بسبب كثرة الناس الذين يريدون أن يلبّوا نداء الفزعة لمحافظة درعا، ومن بين هؤلاء الأشخاص المتواجدين، والذين طالبوا بالخروج: الشيخ وجيه القداح، وهو خطيب ممنوع من الخطابة في مدينة الحراك، وكان له دور كبير أيضاً في توعية الناس بضرورة الخروج من أجل أن نفكّ الحصار، وأن هذا النظام مجرم، وأن النظام سوف يقتحم [مناطق] الحراك غداً، وإنخل، وجاسم. وأن هذا النظام معروف بدمويته وإجرامه، ومن بين الأشخاص الذين حرّضوا على خروج الناس أيضاً: الأخ عمر حامد الزامل -وسأذكر دوره فيما بعد في التظاهر مع بعض الشخصيات المعروفة في مدينة الحراك- والشيخ وهيب الحسنين أيضاً، وهو مدير المدرسة الشرعية، وهو معروف لدى طلاب العلم الشرعي والأهالي في مدينة الحراك أيضاً، وكان من الناس والشخصيات التي طالبت بخروج الناس إلى محافظة درعا، وفكّ الحصار عن المسجد العمري.

وكان هناك ضباط، مثل: المقدّم أبو صلاح الحريري، وأخوه أبو وائل الحريري، والكثير من الشخصيات المعروفة في مدينة الحراك.

أعتقد أن هذا الضابط كان متقاعداً حديثاً، ولكنه طالب بالخروج وتلبية نداء الفزعة لدرعا، فهو من الشخصيات التي كان لها دور كبير: مثل عبد الله الفاضل، وسعدون قلوش، وعبد العزيز قلوش، والشيخ وجيه، والشيخ وهيب الحسنين، وعمر حامد الزامل، وحمزة الحريري، وحسين قومان، وعبد الحميد سلامات، ورياض سلامات. شخصيات كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى بحكم التركيبة الاجتماعية في مدينة الحراك، وأذكر لك من الشخصيات التي خرجت الفنان أحمد القسيم الزامل، وهو فنان شعبي مشهور ومعروف، وكان يغني للنظام وحزب الله قبل الثورة، وكان مجبراً على ذلك، وكان على الفنان أن يغني للنظام، وإذا لم يغنّ فإنه تُسحب منه رخصة الفن، بمعنى أنه مثل خطيب المنبر، فإذا لم يعلن [الولاء] لبشار الأسد أو حافظ؛ فكذلك الأمر [سوف يُمنع من الخطابة].

وفراس الإمام أحد الفنانين المعروفين، وهومن أسرة فنية معروفة وملتزمة، وهي فرقة إنشاد ديني، والشهيد جمال الإمام أيضاً كان أحد المشاركين الذين لبّوا نداء الفزعة إلى درعا، وهو يعمل في الكويت، وهو ميسور الحال إلا أنه آثر [أهله ووطنه] على نفسه، وانخرط في صفوف الشباب، وقال: لابدّ أن نخرج بأغصان الزيتون. وحمل غصن زيتون، وخرج مع الناس إلى درعا في هذا الصباح الباكر.

طبعاً، منذ ساعات الصباح الأولى، بدأ الناس يجتمعون، ويحضّرون أنفسهم للخروج مشياً على الأقدام إلى درعا؛ لفكّ الحصار عن المتظاهرين.

كان هناك الفنان أحمد القسيم، وهو فنان مشهور، وغنّى الكثير للثورة السورية، وقدّم الكثير، وضحّى بماله ونفسه لخدمة هذه الثورة والقضية. والفنان المعروف حسام عساف، والفنان سمير المسلماني، والفنان والمنشد جمال الإمام، فهناك الكثير من الأسماء.

وهذه الشخصيات كان لها أثر كبير في خروج معظم الشباب والناس حتى الكبار في السن، أمثال: أبو وائل، وأبو عقبة/الأستاذ إسماعيل متعب القداح، وهو رجل من عشيرة معروفة في الحراك، وكان يطلب من أفراد العشيرة -بحكم أنه في البلد أو حوران يكون للوضع العشائري والاجتماعي دوراً كبيراً في التأثير على الشباب حتى المتعلمين منهم- قائلاً: إن هذا واجب ديني، وإن هذا فرض علينا، وهذه فرصة لأن نخرج على هذا النظام. وأغلب العشائر في هذه المدينة، سواء كان القداح أو السلامات، وحتى أصغر العشائر، مثل: قومان، والقطفة، شاركت عن بكرة أبيها في تلبية نداء الفزعة لمحافظة درعا، وخرجت بأطفالها وصغارها وشيوخها إلى الشارع، وطالبوا بالفزعة والحرية لدرعا والمعتقلين. وبدأت تظهر هذه الخطابات في مدينة الحراك، وهذه الشعارات القوية، وتمّ تجميع الأهالي من الصباح الباكر حتى الساعة الواحدة ظهراً، حتى اجتمعت القرى الموجودة المحيطة من الجانب الشرقي؛ لأن اتجاه الطريق كان من الجانب الشرقي لمدينة الحراك إلى الجانب الغربي، فكانت هناك قرى شرقية، مثل: مليحة الشرقية والغربية، ورخم، والكرك، وناحتة. وبصر. وتجمّع الأهالي من الصباح الباكر حتى فترة الظهيرة، وكان هناك وجود لبعض عناصر الأمن، ومنهم من رأى هذا المشهد، فكان هناك عناصر أمن على دراجات نارية، يترقّبون المشهد، ولم يكن هناك أي ردّ فعل، أو مشاهد لمظاهر أمنية أو عسكرية في المدينة أو تحرّك، فبقينا نجمّع الناس، وبدأ الشباب، مثل: الشيخ طلال الفاضل، والشيخ وجيه القداح، والشيخ وهيب. فكانوا يذكرون، ويشحنون همم الشباب للخروج ونصرة أهلنا في درعا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/09

الموضوع الرئیس

الأربعاء الدامي

كود الشهادة

SMI/OH/96-06/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

23 آذار 2011

updatedAt

2024/05/15

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-المليحة الشرقيةمحافظة درعا-المليحة الغربيةمحافظة درعا-ناحتةمحافظة درعا-الحراكمحافظة درعا-مدينة درعا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

مديرية الأوقاف في درعا

مديرية الأوقاف في درعا

الشهادات المرتبطة