الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الأربعاء الدامي في درعا ومنع التشييع

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:28:07

دخل المتظاهرون السلميون بأغصان الزيتون، وباشرت قوات الأمن الموجودة في هذا المكان الأمني الذي تحيط به من الجهة الغربية الدوائر الحكومية، ومن الجهة الشرقية كانت هناك بيوت شمال الخط، كما تُسمّى. وعندما دخل المتظاهرون هتفوا:" الشعب والجيش يد واحدة" و"حرية وبس" وكان هناك توجيهات من الفروع الأمنية بإطلاق الرصاص الحي المباشر على المتظاهرين. وطبعاً، كانت حصيلة الشهداء كبيرة، وكان عدد الجرحى أكبر، أتوقع أن عدد الجرحى كان يعادل 200 جريح، وأذكر أن عدد الشهداء 17 أو 18 شهيداً هؤلاء من مناطق الفزعة التي دخلت من مدينة الحراك مروراً بعتمان. ففي هذه الأثناء، سقط 5 شهداء من مدينة الحراك، من بينهم الفنان المعروف والمنشد جمال الإمام، وأحمد أبو صافي، ومحمد علي السلامات، ومحمد أحمد السلامات، ومجدي التركماني، وأخوان من آل الحريري من بلدة الصورة، وشهيدين من بلدة علما، وخمسة شهداء من بلدة خربة غزالة والكتيبة، وشهيدين من عتمان، وشهيد من مدينة طفس، وكان هناك خروج للمتظاهرين أيضاً، حيث التحقوا من جهة طفس اليادودة، ولكن المجزرة الحقيقية هي كانت مجزرة المنطقة الشرقية، أو الأربعاء الدامي، أو فزعة مدينة الحراك كما أطلق عليها البعض. ومن هنا سُميت هذه المدينة مدينة أيقونة الثورة السورية، أو كما أطلق عليها البعض" غروزني" سورية.

طبعاً، في هذه الأثناء كان هناك تخبّط لدى الأهالي وذوي الأطفال الذين ذهبوا، فقد كان هناك أطفال ذهبوا لفكّ الحصار، وكان لدي طفلان من بينهم (طفل في الصف الرابع، وطفل في الصف الثامن) خرجوا مع المتظاهرين أيضاً مشياً على الأقدام؛ لفكّ الحصار. فكنا نسأل عن الأطفال: إلى أين ذهبوا؟ وما مصير الأطفال؟ وهل تمّ قتلهم، أو اعتقالهم، أو تصفيتهم؟ وفي هذه الأثناء، استمرّ إطلاق النار لأكثر من ساعة، حتى غابت الشمس، ولجأ بعضهم إلى الأماكن القريبة أو الأقبية الموجودة في تلك المنطقة، أو بجانب المنازل، وبعضهم من دخل إلى منازل في شمال الخط، وهي ذات أغلبية مسيحية، وقد تمّ استقبالهم، وإيواؤهم، وإطعامهم، وإسعافهم، وحمايتهم. ومنهم من بقي عدة أيام حتى تمّ تهريبهم إلى قراهم، ومنهم من اتصل، وأخبرنا بأنه موجود، وبحالة صحية جيدة. وكان هناك حالة من اللُحمة والنسيج الوطني الكبير والعظيم في هذا اليوم. وهذا اليوم لا يُنسى في ذاكرة الثورة السورية العظيمة، وكلّ ما تمّ تقديمه، والجهود التي بُذلت من الأهالي في تلك المنطقة ذات الغالبية المسيحية، دلّ ذلك على اللُحمة والنسيج الوطني؛ حيث إنه لم يكن هناك أي مظاهر مسلّحة من قبل المتظاهرين، وكان هناك تعاون وتعاطف من الأهالي حول ما جرى في هذا اليوم العظيم، الأربعاء الدامي.

عندها بقي قسم من الجرحى موجوداً، قام الأمن باعتقال بعض الجرحى، وأخذ الجثث من الشوارع. طبعاً، الأمن موجود في كل مكان، وكانت سيارات الإسعاف تأتي، وفي داخل هذه السيارات عناصر لقوى الأمن، وليس عناصر يتبعون لمديرية صحة درعا، يقومون بخطف الجرحى، فمنهم من تمت تصفيته، ومنهم من أُطلق سراحه فيما بعد. وفي هذه الأثناء، انتظر الأهالي إلى اليوم الثاني حتى يعرفوا مصير أبنائهم، فمنهم من تعرّفنا عليه، وتواصلنا مع المستشفى الوطني من خلال أشخاص نعرفهم، وأخبرونا بأن فلاناً يحمل هوية، أو لا يحمل هوية، وشكله كذا، ويقومون بتصويره، وكان هناك عدد كبير من الشهداء.

طبعاً، قسم من الجرحى تمّ توزيعهم على عدة مستشفيات ، مثل: مدينة طفس، والحراك، ومنهم من تمّ تهريبه إلى السويداء؛ حتى يتمّ علاجه، ولا يتمّ خطفه؛ حيث كان هناك ردّ فعل قوي من النظام، وكان هناك حالة غضب في الشارع، وحالة كبيرة جداً من الغليان على إثر هذه المجزرة، وانتظرنا في المستشفى الوطني في الحراك، وبدأت الإصابات تأتي، وكذلك نبأ استشهاد الشباب الموجودين في هذا اليوم، وفي هذه المجزرة التي نفّذتها قوات الأمن السورية بقيادة المجرم عاطف نجيب الذي استدعى قوات الأمن المركزي من الشام.

اجتمع أغلب الأهالي في مستشفى مدينة الحراك، ومنهم من ذهب إلى طفس، ومنهم من غامر بحياته، وذهب إلى درعا فيما بعد مساءً عن طريق أشخاص تربطهم قرابة في درعا، ومنهم من أوصى أقاربه في درعا؛ ليروا أن كان يوجد لديهم شهداء أو جرحى.

طبعاً، نحن بقينا ننتظر الإصابات التي تأتي من درعا، وبدأت السيارات تذهب إلى ما بعد خربة غزالة؛ حتى يتمّ نقل الجزء الأكبر من الناس الذين هربوا من هذه المجزرة، سواءً كانوا جرحى أو مصابين. وطبعاً، تمّ علاج هؤلاء الجرحى في مستشفى الحراك، وطفس، والمشافي أو النقاط الطبية الموجودة في القرى المجاورة. وغصّت هذه المستشفيات بعدد كبير من الشهداء والجرحى حتى مساء يوم الأربعاء، وكان كل أهالي المدينة يتجمّعون فيها حتى ينتظروا مصير أبنائهم في ذلك اليوم.

وفي هذا اليوم، لم يصل أي جثمان لأي شهيد، وكانت تصل حالات حرجة للجرحى (إصابات عظمية في الفخذ أو الكتف) وأغلب الإصابات كانت قاتلة، وكان هناك عجز أو نقص في هذا الجانب؛ حيث إنه لم يتوفّر هناك الخبرات الطبية اللازمة، أو وجود بعض المواد لمعالجة هذه الإصابات التي تحتاج إلى أجهزة، وخاصة الإصابات العظمية أو العصبية.

في ذلك اليوم، وفي آخر الليل، عرفنا بأنه يوجد شهداء، وفي يوم الخميس، تمّ استقبال جثامين أول 4 شهداء من الحراك، وتمّ استقبالهم وإخبار الأهالي عن سقوط عدد من الشهداء، وأخبرت قوات الأمن أهالي الشهداء بأنه يوجد عناصر مندسة، وأن هناك أشخاصاً مسلحين، أطلقوا النار على المتظاهرين، وطلبوا من ذوي الشهداء أن يدفنوا شهداءهم بدون أي مظاهر، وأن يكتبوا تعهدات.

الشهداء الذين وصلت جثامينهم يوم الخميس هم جمال الإمام، وأحمد أبو صافي، ومحمد أحمد السلامات، ومحمد علي السلامات، وبقي مجدي التركماني، وتمّ تسليم جثمانه في يوم الجمعة.

في يوم الأربعاء، تمّ تسليم جثمان شهيد من الكرك الشرقي، ومعروف أن هذا الشهيد من آل الحسين، وتمّ دفنه ليلاً بدون أي مراسم، وبتوقيع ورقة [تعهد] بألا تخرج أي مظاهرة.

كان مضمون التعهد: أن عصابات مسلحة من المندسين قامت بإطلاق النار على المتظاهرين. وكانت هذه رواية النظام دائماً: مندسون، وعصابات من خارج القطر. وعند الخروج لدفن أي شهيد ينبغي عدم خروج أي مظاهر تشييع، فيذهب ذووه، فقط، إلى المقبرة، يعني مجموعة من الأشخاص، ويتمّ دفنه دون أي مظاهر للتظاهر أو مراسم تشييع، ويُعتبر هذا شهيداً، وكما سمعنا سيقدّمون له مليون ليرة سورية بدل قتل(ديّة).

الناس الذين كانوا موجودين بجانب هؤلاء الشباب منهم من روى: أن فلاناً قُتل بجانبي، وتمّ إطلاق النار عليه، ومنهم من أُصيب، وتمّ الإبلاغ من قبل الناس، لأنهم يعرفون بعضهم، ومنهم من أُخبر عن طريق المستشفيات، أو أشخاص كانوا موجودين بالقرب من الشهداء أو المصابين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/09

الموضوع الرئیس

الأربعاء الدامي

كود الشهادة

SMI/OH/96-08/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

أمني

المجال الزمني

23-24-25 آذار 2011

updatedAt

2023/12/15

المنطقة الجغرافية

محافظة السويداء-محافظة السويداءمحافظة درعا-محافظة درعامحافظة درعا-الحراك

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قوات الأمن المركزي في دمشق

قوات الأمن المركزي في دمشق

الشهادات المرتبطة