الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مظاهرات تشييع قتلى "جمعة أطفال الحرية" في مدينة حماة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:49:14

في اليوم الثاني، كان يوم السبت 4 حزيران/ يونيو، ودون أن نعلن إضراباً أو أي رد فعل، كان الإضراب متفقاً عليه ضمنياً، بقي الناس 3 أيام لا يفتحون محلات ولا أي شيء. كان بطبيعة الحال لدينا تشييع شهداء، ولايوجد هناك حي إلا وفيه شهيدان أو 3 أو أكثر، ربما في ذلك الوقت لو كانت هناك كاميرات لتصور مدينة حماة من الأعلى لترى الحركة في كل الشوارع، لم يكن هناك شارع إلا وفيه تشييع، وكان هناك حضور كثيف للناس في التشييع. بالنسبة لي أنا كان لدي أحد الأقارب من أبناء العم مستشهداً في جمعة أطفال الحرية، ذكرته هو: سعد الشحنة، توجهنا إلى حي التعاونية مكان منزله وإلى جامع سعد بن معاذ- ربما كان هكذا اسمه- في المنطقة للصلاة عليه وعلى شاب آخر أيضاً كان البيت قريبًا عليه من طريق مصياف، اسمه عمر الشامي، خرجت الجنازة، صلينا عليهما قبلها، ولم تكن الجنازة تتخذ الطرق القصيرة للمقبرة، وإنما كانت تمشي بطرق المظاهرات، وتأخذ طريق المظاهرات، فخرجنا من التعاونية بعد الصلاة في الساحة (ساحة الحي) أمام الجامع، وكالعادة الناس متجمعون، وخرج أكثر من شخص، و صار يصرخ أن هناك تحد بيننا وبين النظام، ولن نتلثم بعد ذلك واللثام صار من الماضي، كنا نخفي وجوهنا إما بكمامات أو بالكوفيات التي كنا نرتديها خشية الأمن، وفي وقتها، الخوف سقط تماماً، وما أراده النظام من المجزرة أعطى مفعولاً عكسياً تماماً خارج توقعاته، فكان يريد أن يخيف الناس، والناس انكسر حاجز الخوف لديها بعد المجزرة. وفعلاً، خرجنا، وتوجهنا بهتافات الوفاء لدم الشهيد وإكمال مسيرة الشهيد في الثورة للوصول إلى الحرية وإسقاط النظام، وخرجنا من حي التعاونية باتجاه حي المحطة، ونزلنا من نزلة الجزدان وشارع 8 آذار، كان الرقم مهولاً، في بداية المظاهرة، كان عند تقاطع شارع 8 آذار نزلة الجزدان شارع المتنبي وشارع الدباغة، عند هذا التقاطع، وكانت البداية هنا، ونهاية التشييع أو المظاهرة كانت عند دوار المحطة تقريباً، فنزلة الجزدان كانت بالكامل ممتلئة، أعتقد أننا إذا أردنا أن نقدر عدد الناس الموجودين في الشارع والذي كان مكتظاً بالناس فربما كانوا حوالي 60 أو 70 ألفًا، وكان الكثير من الناس ينضمون في الطريق، وخرجنا من شارع 8 آذار -لم نتوجه باتجاه ساحة العاصي- وخرجنا من شارع صلاح الدين باتجاه عين اللوزة وباتجاه مقبرة سريحين، والتحمت معنا عدة مسيرات تشييع أخرى من جهة الصابونية، وصار هناك عدة شهداء، وكان الهتاف غاضبًا، دائماً كنت ألاحظ أن مسيرات التشييع كانت أكبر من المظاهرات، ربما إحساس الواجب لدى الناس -الواجب الأخلاقي- أنَّ تدعم تلك المسيرات، وتكون موجودة فيها والتي يكون فيها شهداء، خرجنا إلى مقبرة السريحين، وكان هناك حشد كبير من الناس من تشييعات لشهداء آخرين هناك، وكلهم يتجمهرون في نفس المكان، الشارع في منطقة مقبرة سريحين، ويوجد هناك نادي الفروسية، وهو شارع عريض وكبير وطويل جدًا، وكان ممتلئًا، وكان مشهدًا تشعر فيه بأنَّ حماة كلها خرجت، لم يبق أحد في بيته في ذلك الوقت. أذكر حادثة هناك بأن أحد المخبرين كان موجوداً هناك، وتعرفت امرأة عليه بأن هذا أحد المخبرين، وكان يبلّغ عن الشباب المتظاهرين، ربما يسكن في حي المشاع أو جنوب الملعب، وينزل أحيانًا مع قوات الأمن لقمع المظاهرات، صاحت، وصارت تعرّف الناس به: هذا هو المخبر. فتجمع الناس حوله، حاول أن يهرب، ليخيف الناس سحب مسدساً كان معه، وصار يهددهم بالمسدس، واجتمع الناس عليه، وأمسكوه، وصاروا يضربونه، وتم سحله تحت الأقدام، وعندها مات سحلًا تحت الأقدام، وتم تعليقه على أحد أعمدة الكهرباء التي بجانب المقبرة، وفي ذلك الوقت، استطعنا التعرف على اسمه، ونسيته الآن، تم التأكد لاحقًا أنه من المتعاونين مع الأمن، وكان ينزل مع قوات الأمن لقمع المظاهرات.

فكان رد فعل غاضبًا جدًا من الناس، واستمر التشييع ثلاثة أيام؛ لأنَّ هناك أشخاصاً كانوا مصابين إصابات خطرة يستشهدون فيما بعد من يوم الأحد حتى الاثنين (السبت والأحد والإثنين) كانت تلك الأيام الثلاثة مليئة بالتشييع، أعتقد أن آخر تشييع كان يوم الاثنين، حتى إنه خرجت بعض مسيرات التشييع يوم الجمعة مساء، والبعض تم دفنه، وخرجت مسيرات التشييع، وآخر تشييع كان لشاب من بيت الحلاق، كان مستشهدًا، نسيت اسمه بالضبط، وصلينا عليه في جامع علي بن أبي طالب في حي سوق الشجرة، وبعد ذلك توجهنا لدفنه في مقبرة سريحين.

في يوم الجمعة، كان ينزل الكثيرون ليشاركوا وبالذات من أبناء الريف القريب (من خطاب وتيزين وقمحانة والضاهرية) من الريف القريب على مدينة حماة، والريف البعيد كانوا يتظاهرون في مناطقهم، ولكن الريف القريب كان ينزل، وكان هناك حتمًا كثافة في النيران، ولا أذكر ذلك، ربما لأنّه تم تشييعهم في قراهم ومناطقهم، وهذا جعلني لا أذكر أسماء، ولكنه كان حتمًا، سعد وعمر شيعوا في تشييع واحد، ونخرج في مسيرة تشييع وأكثر من جثمان يكون محمولاً على الأكتاف في التشييع الواحد، كان النظام منكفئاً كأجهزة أمنية ودوريات، لم تنزل إلى الشوارع، ربما خوفًا من الاصطدام مع الناس، ولكن بعد تلك الأيام الثلاثة حاول النظام أن يرسل وفودًا من المحافظة، ويحاول استرضاء الأهالي، شكّل وفداً في المحافظة، صار يتجوّل على أهالي الشهداء، وكان المحافظ على رأسهم، وكانت الوعود لأهالي الشهداء كبيرة وربما رشاوى كي يسكتوا، منها: توظيف إذا كان للشهيد إخوة، كان هناك وعود بالتوظيف ووعود بتسهيل بعض الأمور ومحاولة لشراء سكوت الأهالي عن دم أبنائهم، من المؤكد حصول هذا الشيء، والشهيد سعد الشحنة لديه إخوة شباب فعرض عليهم التوظيف، ولا أذكر أنه كان هناك عرض مبلغ مالي، ربما عائلات أخرى تم عرض مبلغ مالي عليهم، ولكن الذي أذكره من حالة أسرة الشهيد سعد أنَّه تم عرض توظيف إخوته، يقال لاحقًا من أشخاص ربما يكونون مطلعين: إنَّه حين اتُخذ قرار المجزرة أو الإطلاق اتُخذ في الأمن العسكري من الضابط المسؤول عن اللجنة الأمنية التي كانت موجودة، أذكر اسمه، وهو معروف، ولاحقًا في وقت متأخر انشق، هو المسؤول الأول، ودار نقاش كبير، وكان المحافظ يقول: يجب ألا نصعد إطلاق النار. وكان المحافظ يحاول التهدئة بين الأهالي والقوى الأمنية، وحاول أن يبتعدوا قدر الإمكان عن الإيغال في الدم في المدينة، حاول استيعاب الحركة السلمية في مدينة حماة بشكل أكبر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/03

الموضوع الرئیس

محافظة حماة

كود الشهادة

SMI/OH/35-18/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

حزيران 2011

updatedAt

2024/06/04

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-مدينة حماة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن العسكري في حماة 219

فرع الأمن العسكري في حماة 219

الشهادات المرتبطة