هنا (بعد جمعة العشائر ، 10 حزيران/ يونيو 2011) فكرنا في التنسيق على مستوى المدينة كاملة بين تلك المجموعات، صارت هناك ضرورة بأن تنسق هذه المجموعات مع بعضها؛ لأنَّ القبضة الأمنية تراخت نوعًا ما عن المدينة، وصارت هناك إمكانية للمظاهرات أن تجلس ساعات في حشود جماهيرية كبيرة دون أن تتعرض لشيء، وصار هناك مجال أن تُقام فعاليات أخرى غير المظاهرات التي كانت مسائية أو في كل يوم جمعة بعد الصلاة، فنشأت ضرورة فعلًا لأن يحصل تلاق بين مجموعات التنسيق للعمل، وظهرت الدعوة لتشكيل "اتحاد تنسيقيات في مدينة حماة" والتي تضم كل مجموعة الحراك من تنسيقيات الأحياء إلى المجموعات العابرة إلى الأحياء مثل عدة مجموعات، مثل: مجموعتنا نادي شباب الحرية، هي عابرة للأحياء وفيها عدة شباب من أكثر من حي في مدينة حماة، وفي تلك الفترة، كانت "كتلة أحرار حماة"، كانت موجودة، وكان حضورها واضحًا من خلال عدد اللافتات الكبيرة التي تغطي جدران ومناطق في ساحة العاصي، وهناك تصوير، وصارت هناك تغطية أفضل للمظاهرات، وصارت تغطية أكبر من ناحية التصوير، وصار بعض الصحفيين من مدينة حماة ينزلون ليصوروا المظاهرات وكل هذه الأمور، وصار هناك اجتماع لاتحاد التنسيقيات، ونحن بصراحة كمجموعة اتخذنا القرار بعدم المشاركة بشكل كامل، إنما من خلال شخص انتدبناه ليشارك باسمنا وليس بشكل مباشر، من خلال التنسيق مع مجموعات أخرى، ويضعوننا في صورة الوضع، وكان هذا القرار نتيجة إجراءات أمنية كنا نتخذها، ونحن ليس لدينا ثقة بهذا النظام، ونحن حافظنا على ترتيبات أمنية حتى لا نُعرف، وفي محفل كبير كهذا واتحاد تنسيقيات حضره أشخاص كثيرون، لم يكن موضوع السرية مضمونًا، والشاب من مجموعتنا، ولكنه ينسق مع مجموعة أخرى أيضًا كان فيها عمل، لم يكن هناك اسم لهذه المجموعة، إنما كانت حاضرة ومعروفة كأشخاص، كانت على تواصل مع الشباب، التنسيق بالشكل العام، وحصل هذا الاجتماع في بداية شهر تموز/ يوليو تقريبًا، وصار له جلسات تحضيرية كثيرة أو تبادل وجهات نظر، وكان لدينا ثقة ببعض الأشخاص الذين كانوا حاضرين، ولو أنهم لم ينتموا لمجموعتنا، ولم يتكلموا باسمنا، ولكن لنا ثقة بهم من عملهم في الشارع، فنعتبر أنفسنا كأننا موجودين، وحين يكون هناك أشخاص سيتواصلون مع بعضهم ضمن هذه المجموعات نجتمع بأحد هؤلاء الأشخاص، ونوصل له وجهة نظرنا ورأينا واقتراحنا، وهو يطرحها ومادام صوتنا يصل، ونتبلغ بكل نتائج الاجتماعات، وماذا قد يكون، فنعتبر كأننا حضرنا؛ لأنَّ السرية كانت مقدمة على كثير من الأمور في عملنا، والسرية تعني الديمومة، وهي مسألة مهمة للغاية، وهناك الكثير من الناس حين تُكشف أسماؤهم كانوا يضطرون للابتعاد والخروج خارج مدينة حماة، وهذا الأمر كان صعبًا علينا في الوقت الذي كان الشارع بحاجة لشباب موجودين فيه. [بالنسبة] للنتائج أولًا- حاولوا في الاجتماع أن يطرحوا جهة واحدة تصور لمنع الاختراقات الأخرى، ولم يستطيعوا؛ لأنَّه كان هناك جموع كثيرة من الناس، ومن الصعب التحقق من كل شخص يحمل جواله، ويصور، أو يحمل الكاميرا، ويصور. وغالبًا، لم تنتج عن الاجتماع قرارات كبيرة تخص الحراك كاستراتيجية، وإنما يتم التواصل قبل يوم الجمعة للتكتيكات فقط التي تكون متبعة في المظاهرة، يعني مضامين اللافتات ما الذي يمكن أن تكون، أو حين تكون هناك فعالية بحاجة لعمل جماعي، والعلم الكبير الذي حملوه بحاجة لإمكانات لأن مجموعة صغيرة لا تستطيع أن تحمله، يحتاج هذا الموضوع إلى إمكانات مادية وبشرية من خياطة العلم وهذه الأمور، وكان علمًا طويلًا كثيرًا، وإحدى المجموعات استطاعت أن تنسق لعلم بشري، وأن يوزعوا ألوانًا محددة تضم ألوان العلم السوري، وينظمون الناس بحيث يقف الذين يحملون اللون الأحمر والذين يحملون اللون الأبيض كذلك والأخضر، كلها ظهرت على التلفزيون بشكل جميل، أيضًا تم توزيع الأعلام بعض الأعلام التي لا نعرف ما هي الغاية منها في إحدى الجمع، تم توزيع أعلام عليها شعار ناعورة وألوان، لم نعرف هل هو شعار مدينة حماة؟ لأنَّه كان الاتفاق الابتعاد عن أي شعارات حزبية أو أعلام تخص جماعات أو أحزاب، لا بأس أن تتم كتابة اسم كل مجموعة في أسفل اللافتات كتوقيع، هذا كان عاديًا، إنما الأعلام كان هناك شبه اتفاق بين الجميع أنَّ الأعلام ممنوعة، وفي وقتها، توزعت هذه لم تكن تدل على حزب موجود أو شيء، ربما مرّ وقتها، ولكن نحن في ذلك الوقت تساءلنا داخل المجموعة وبعض المجموعات الأخرى [قائلين]: ما هذا؟ ليست علمًا لسورية أو أي شيء آخر. وفي إحدى المرات، رُفع علم "الإخوان المسلمين"، هناك شخص رفع العلم، وكل الذين حوله تجمعوا حوله، وأجبروه أن ينزله، ممنوع الأعلام الحزبية، وممنوع أي أعلام تفرّق الشارع، العلم السوري هو الوحيد المسموح فقط، وهذه التكتيكات الصغيرة هي مايتم النقاش حولها داخل المجموعات، ربما لو امتد الأمر أكثر في هذه المرحلة كنا شهدنا تنظيمًا أكثر و اجتماعًا أكثر، وتحديد استراتيجية أطول للعمل السلمي، ولكن أغلب الاجتماعات لا ينتج عنها هذه القرارات الكبيرة، حتى مع وجود هذه الاجتماعات مع بعض التنسيقيات إلا أنَّ كثيرًا من المجموعات كانت تنسق، وتعمل خارج هذا الإطار تمامًا، نحن ربما لم نكن ضمن هذا الإطار، ولكن كنا على تواصل معه وعلى اطلاع، وكنا نشجع هذا التنظيم، ولكننا لم نكن ضمنه بشكل مباشر للتخوفات الأمنية التي ذكرتها، فهي عمومًا هكذا لم تستطع أن تصل، وهي بحاجة لوقت، ليست قرارًا سريعًا، وفي الحقيقة لاحقًا، اكتشفنا أسماء مخبرين عناصر أمنية كانت تحضر الاجتماعات، وأحدهم على رأس تنسيقيات حماة، وهو أحد الناشطين، وهو من آل حمضمض، علمنا بأنه متعاون مع الأمن، وكان ناشطًا في تلك الفترة وفترة العصيان المدني، ويخرج ليؤمن خبزًا للأهالي، والناس وضعوا ثقتهم به، فعلمنا أنه عنصر للأمن، وكانت تخوفاتنا في مكانها من خبرة بهذا النظام وأذرعه الأمنية، وكيف عقليته التي يعمل بها، حتى العائلة معروفة في حماة، وشبابها يتظاهرون، ولكن لا أحد يعرف من هو الشخص الذي قد يكون مزروعًا من قبل النظام، وحماة في النهاية مدينة ليست كبيرة كثيرًا، والعائلات معروفة، وهناك أشخاص قد لا يكونون مضمونين، وكلنا تفاجأنا بأن هذا الشخص متعامل مع الأمن، وكان نشيطًا في هذا الأمر، ونحن في الأساس لم يتم الكشف عن هوياتنا في هذه الاجتماعات؛ لأننا لم نحضرها، نتيجة هذا الأمر نحن لا نعرف من...، ونعرف أن من يكون أكثر الناس حماسًا وعملًا قد يتعامل مع النظام.