الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

إفشال المتظاهرين خروج المسيرة المؤيدة في مدينة حماة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:41:02

اتفقنا أن نلتقي عند جامع السرجاوي، واتصلنا بالأصدقاء وبالناس وبعدة شباب بأن نلتقى هناك، ونخرج من جهة المرابط، ونحاول أن نعرقل هذا الأمر (المسيرة المؤيدة)في الصباح ذهبنا إلى جامع السرجاوي أنا وصديقي ناصر، فتفاجأنا بأنه لا يوجد أحد أمام الجامع إلا شخص واحد، هو أيضًا صديقنا الثالث، كان ينتظرنا وهو جالس على سلَّم الجامع، كنا نتوقع أن نرى 50 شابًا على الأقل لنكون قادرين أن نعمل عقبة للمؤيدين، لأننا جربنا ذلك في الاشتباكات السابقة، 100 شاب أو 50 شابًا قادرون [أن نعرقلهم ] فقد أصبح لدينا خبرة في الأمر ،[فقلنا]: أين الناس؟! فقال: أنا اتصلت، ولم يأتِ أحد إلى الآن. أُحبطنا طبعا،ً وقلنا: لن نذهب إلى بيوتنا. نزلنا باتجاه ساحة العاصي في شوارع المرابط وفي ساحة العاصي وفي شارع العلمين في كل تلك المناطق، كان هناك وجود أمن كثيف، ولكن حاولوا أن يموه رجال الأمن أنفسهم، وكانوا يحملون العصي، وخبّأوها هكذا في كل مداخل ساحة العاصي من أجل أن ينزل المؤيدون، ويحمونهم من المعارضين، ورأينا بعض الشباب بينهم أيمن لبنية، هو أيضًا موجود في المنطقة وعدة شباب، يحاولون أن يمنعوها، ولكننا كنا قليلين بشكل أو بآخر، وحسب الوجود الأمني الكثيف الذي كان في ساحة العاصي ومداخلها وحولها لم نستطع فعل شيء، إذا هتفنا أو صرخنا أو قمنا بأي شيء فسيعتقلنا الامن جميعًأ، حينها اقترحت عليهم أن نذهب باتجاه الحاضر فالوجود الأمني هناك أخف، ونستطيع هناك أن نفعل شيئًا، وتوجهنا، وكنا بحدود 11 أو 13 شابًا تقريبًا، وبدأنا نصرخ ونهتف ونحاول أن نحشد لجتمع الناس، نهتف: "حرية.. تكبير". أحد الباعة هناك قال: “يا عمو اذهبوا من هنا دعنا نسترزق” (نعمل). شعروا هناك أن شيئًا سيحصل، لم نعره انتباهًا، مشينا إلى الأمام باتجاه حي المناخ، وهناك بدأت تصل أولى المجموعات التي نزلت إلى مسيرة التأييد، وكانت قد نزلت مجموعة فيها-لا أعرف العدد جيدًا- بين ال 15 إلى 25 شخص، وهم يحملون صور بشار، وحين رأيناهم داخلين فار الدم برؤوسنا (غضبنا)؛ لأننا لم نكن متخيلين بعد المجزرة التي حصلت في جمعة “أطفال الحرية” أن هناك أشخاصًا نزلوا وهم يحملون صور القاتل، حصل هذا أمام سوق الحاضر ، هجمنا عليهم، أخذنا منهم العصي التي حملوا عليها صور بشار، وكسرناها فوق رؤوسهم، وهربوا، كانوا بين 15 و 25 شخصًا، عندما هربوا اتضح أنهم كانوا هم البداية والمجموعة أكبر بكثير قرابة 1000 وما فوق، ونحن كنا 13 شابًا، لم نعد نحسب حسابات، هجمنا عليهم، ركضنا، ونحن نصرخ: اذهبوا من هنا. وهم كثيرون، فبدؤوا يضربوننا بالحجارة، ونحن نضربهم بالحجارة، ونحن اتخذنا من بداية شارع المناخ [ملجًأ]، وجعلناه خلفنا فإذا هجموا علينا نستطيع أن نتراجع، وهم كانوا كثيرين، ونحن نرميهم بالحجارة، وهم يرموننا، وهنا بدأت الناس تُغلق المحلات، وبدأ تجمع بعض الشباب، هناك شاب كان على الموتور (الدراجة النارية) فقلت له: تخرج مباشرة إلى حي الحميدية، تذهب، وترى الشباب هناك، وتقول لهم: هناك مؤيدون يحملون صور بشار وإلى آخره. لم يكذب خبر(فعل ما طلبناه) خرج، وتوجه مباشرًة، وبدأ الناس يتجمعون حولنا، هذه أول مجموعة، وكان عددنا قليلًا، وهم كثيرون، وصلوا إلى ساحة العاصي، لم نستطع أن نمنعهم، وبعد ذلك جاءت مجموعة ثانية، وصرنا 50 أو 60 شابًا في مكان المتجمعين هناك مجموعة ثانية رأيناهم وهم ينزلون، كان عددهم كبيرًا فوق الألف حتمًا أو أكثر من 1000، فخرجنا عليهم بحملة واحدة، وركضنا عليهم، وسنشتبك معهم، فخافوا، وتركوا الصور، وهربوا باتجاهات شتى، وتركوا السيارات وهكذا، ودخل البعض منهم في اشتباكات وتكسير سيارات من الطرفين، ولكن لم يستطيعوا أن ينزلوا لأننا منعناهم أن ينزلوا، مباشرة بعد أن ابتعد هؤلاء كثيرًا، بدأ الأهالي يهجمون عليهم ويطردونهم ويشتموهم، ونحن تركناهم، فقد تكفل بهم أهالي المنطقة الواقعة حول مبنى الهجرة والجوازات وطرف من حي طريق حلب، رجعنا إلى أطراف ساحة العاصي من عند شارع سعيد العاص ونهاية سوق الحاضر، بدأنا بإشعل الإطارات ونهتف وبدأنا نتجمع، (في ذات الوقت ) وصلنا الخبر من أصدقائنا الآخرين بأنهم اشتبكوا من جهة ساحة العاصي من جهة المرابط؛اشتبك المؤيدون مع أصحاب المحلات والأهالي والناس الموجودين هناك، فقد وصلتنا رواية من عدة أطراف، وأعتقد أنها صحيحة؛ لأنها تواترت على الألسن أنَّ إحدى مجموعات المؤيدين الداخلين إلى ساحة العاصي من الجهة الغربية لساحة العاصي من جهة المرابط كانوا يهتفون هتافات استفزازية للناس، مثل: "يا حافظ رجّع لنا الـ 82" . يهتفون لبشار أن يعيد سيناريو عام 1982 والذي هو قصف المدينة واستباحتها، وغالبيتهم كانوا من الريف الغربي لحماة الموجودين في تلك المجموعة، يهتفون بلهجتهم المعروفة (لهجة الطائفة العلوية)، لذلك فقد شكل استفزازًا لدى الناس؛ وبالتالي هناك امرأة موجودة ضربت أحدهم، وقالت له: فشرت وكذا. تلاسنوا (تجادلوا) مع بعضهم، حاولوا أن يعتدوا أو يردوا على تلك المرأة، فخرجت، وبدأت تصرخ في أصحاب المحلات: أين نخوتكم؟! وكيف هؤلاء يهتفون هكذا هتافات؟! وهنا خرج الناس، وبدؤوا بضربهم. (وحينها) دخلت مجموعة أخرى من الشباب إلى في قلب ساحة العاصي -لا أعرف كيف كانوا متجمعين- (لكنهم) ، حيث وقفوا، وبدؤوا يهتفون، كانت قد بدأت التجمعات في ساحة العاصي عند بداية تشكل المسيرة المؤيدة، وصاروا يهتفون: "يسقط الأسد". وكل تلك الهتافات المعروفة، فهرب الناس من ساحة العاصي، غادر المؤيدين، وكان هناك اشتباك قوي، فقد تعرضوا (المؤيدين) للضرب من الأهالي والناس، فكان وجودهم مرفوضًا بالكامل من الأهالي(في حينها) وصلتنا هذه الأخبار ومن جهة الحاضر كنا نقطع الطريق على أي مجموعة قد تدخل من طريق الحاضر، فرحنا أن الأمر تمّ، وفشلت المسيرة المؤيدة، وبعد أن ترك المؤيدون الساحة وهربوا نزلنا كلنا باتجاه ساحة العاصي، تجمعنا، وهتفنا، وأكدنا أنَّ ساحة العاصي للأحرار وساحة العاصي هي دومًا صوت الحرية، وأنَّ المؤيدين ليس لهم مكان بيننا، وكل من أيّد المجرم من الذين ارتكبوا مجزرة "أطفال الحرية"، وهذا صوت حماة الحقيقي المؤيد للثورة السورية. وجلسنا فترة، وبعد ذلك خرجنا، وفشلت المؤيدة. في حينها ولد إفشال المسيرة المؤيدة صدًا إيجابيًا لدى الأهالي وحتى على الإنترنت وخارج سورية كان جيدًا؛ لأنَّ النظام لم يستطع أن يُخرج مسيرة مؤيدة، وهذا شيء جيد لأنَّه يعكس حجم النظام الحقيقي في الشارع؛ لأنَّه فعلاً ليس لديه شريحة تؤيده، وهم قليلون، وأغلبهم موظفون، أو حاول أن يأتي بهم من مناطق ثانية، ليقول: لدي شارع يؤيدني في هذه المدينة. وهذا الشيء كان له صدى إيجابي كبير، وتوضَّح صواب قرارنا في الإفشال وليس السماح لهم عبر الإضراب وهم يتظاهرون. ولاحقًا في نفس اليوم في المسائية كالعادة في ساحة العاصي، تحدثنا مع قتيبة النعسان، قلنا له: رأيت ما حصل. فصعد، وقال على "الميكروفون": يا شباب، نحن نعتذر من الشباب الذين وزعوا أوراقًا في الليلة الماضية في المظاهرة، لم يكونوا من طرف النظام، وهم شباب من شباب الثورة. وهذا بالنسبة لنا كان كافيًا، وتبين ضرورة هذا الأمر؛ لأنَّ النظام لا يجوز أن يزوّر الحقائق، ولازالت بعض بقع الدم من جمعة “أطفال الحرية” في الشوارع لم تجف -وإحدى البقع في شارع المرابط بقيت بقعة دم لفترة طويلة- وهذا الشيء غير مقبول لنا، وبعدها صار الشارع تقريبًا لنا بالكامل، كانت حماة على موعد يومي مع المظاهرات المسائية الجميلة في ساحة العاصي التي كانت تُبث على الإنترنت وعبر الفضائيات، كل يوم عصرًا تخرج مظاهرة نسائية، وبدأت تخرج مظاهرات طلابية، وكانت أوقات امتحانات للطلاب، وصارت تخرج مظاهرات للطلاب واعتصامات لنقابة المحامين ضد الاعتقال التعسفي، وبدأ الحراك يتوسع أكثر، وصار هناك[حراك] نقابات وهناك فئات مختلفة تنزل لتعبّر عن رأيها بشكل مستقل عن المجموع بشخصيتها التنظيمية، سواء كانت نقابة أو مجموعات نسائية، كانوا ينزلون ليتظاهروا، والكتابات التي تمجد الحرية كانت تملأ شوارع حماة، وكان جوًا جميلًا من الحرية النسبية التي عشناها في تلك الفترة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/03

الموضوع الرئیس

محافظة حماة

كود الشهادة

SMI/OH/35-23/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

حزيران 2011

updatedAt

2024/03/21

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-مدينة حماة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة