الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مشاهدات من العصيان المدني بمدينة حماة في تموز 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:48:03

قلنا: أن التطورات التي حصلت في البداية هي رد فعل، وكانت ارتجالية بعد أن استنفرت المدينة، وأُغلقت بالكامل، مرّ أول يوم، وفي اليوم الثاني، هناك موظفون سينزلون وهناك أشخاص و حركة بلد يجب أن تتابع سيرها، ومن الساعة 5:30-6:00 صباحًا وبالذات من الأحياء في أطراف المدينة التي هي مداخل المدينة أكثر من الأحياء الداخلية، بدأت سيارات وسرافيس الموظفين(الحافلات الصغيرة) تأتي والنازلون(القادمون) إلى البلد وعندهم أشغال أو أعمال أو شيء، وفي الساعة 6:00، حُرقت الدواليب (إطارات السيارة)، وأُغلق الطريق بالكامل، وأُبلغ أصحاب السيارات أنَّ حماة مغلقة فيها عصيان تام، ولن تفتح الآن، ارجعوا، لا يوجد أي دوائر دولة، ولا يوجد دوام في المؤسسات، ولا يوجد شيء ارجعوا. حاول البعض لأنَّ لدينا عمل، قلنا لهم: لن تستفيدوا لأنَّكم إذا نزلتم(ذهبتم) إلى البلد سترونها مغلقة بالكامل، وإذا مررتم من هذا الحاجز فهناك حاجز في حي آخر وإلى آخره، وبدأت السيارات ترجع، حتى الساعة 8:00 أو 9:00، لم يعد هناك حركة؛ لأنَّ كل السيارات التي ستنزل إلى البلد عادت في هذا الوقت، وهو وقت بداية الدوام في مؤسسات الدولة أو الأعمال أو أي شيء، خرجوا، ولم يبق إلا بعض المحلات الصغيرة والبقالات داخل الأحياء والصيدليات بقيت مفتوحة لضرورات الناس والمشافي بطبيعة الحال، أما باقي أوجه النشاط الأخرى فكانت مغلقة. بالنسبة للمعامل التي غالبيتها خارج حماة بقي العمل فيها مستمرًا؛ لأنها في الأساس خارج المدينة في المناطق المحيطة بها، ومن الخارج إلى الداخل غير متاحة، ومن الداخل إلى الخارج قليلة نوعًا ما، استطاع بعض الناس أن يخرجوا، ولكن إلى داخل المدينة [كان غير ممكنًا] لأن المدينة مغلقة بالكامل. بعد أن عاد الموظفون الذين من خارج حماة إلى مناطقهم، ولم يستطيعوا أن يدخلوا المدينة، جلسنا، صرنا نتساءل: ما هي الخطوة التالية؟ وإلى متى سيبقى هذا الوضع؟ وما المغزى والهدف من العصيان، وُجد العصيان بشكل تلقائي وعفوي، والناس قاموا به كرد فعل، الناس وجميعنا كنا نتساءل: ما هي الخطوة التالية؟ وبدأنا الحوارات، وبدأنا نسمع أصواتًا أننا نحن أغلقنا مدينة حماة حتى سقوط النظام، وكنا نناقش أصحاب الرأي أنَّه مطلب غير واقعي، وربما النظام يتأخر كثيراً، وهذا بلد وهؤلاء أشخاص وبالنهاية يريدون أن يأكلوا، ويريدون أن يتحركوا، ويعملوا، ويؤمنوا أنفسهم، ولا يمكن أن يكون العصيان إلى ما لا نهاية، فيجب أن يكون هناك شيء، هناك شرط ليكون العصيان محددًا بوقت حتى نزيله أو بشروط تتحقق وتحصل أو إذا كان ممكنًا أن نعمل على العصيان حتى إسقاط النظام فهذا يترتب عليه أن تدخل كل سورية في العصيان.

 ونحن في بداية أول يوم من العصيان الكامل، ليست بداية وضع الحواجز، وإنما اليوم الذي يليه، بدأنا نطرح على أنفسنا السؤال وعلى الشباب والمجموعات التي كما سميتها نخبة أو شباب الحراك إذا أردنا أن نحددها أكثر، نريد أن نفهم الوضع، ونريد أن نقيّم، ونحدد، وبعد ذلك نتوجه إلى الناس، وعندها كانت الأسئلة التي طرحتها والتي كنا نتداولها: هل كما يقول بعض الناس إسقاط النظام؟ فهذا يعني على مستوى سورية، إذًا فإما أن نمشي في سياق المحافظة على العصيان المدني والدعوة للخارج لكل المحافظات السورية والمدن والقرى أن تقوم بهذا العصيان وشلّ النظام بالكامل اقتصاديًا وشل البلد تمهيداً لخطوات أخرى تصعيدية لإسقاط النظام، أو ستكون حماة حراكًا جزئيًا خاضعًا لشروط وقضايا محلية. طبعًا، حسب ما رأيناه وقرأناه على مستوى سورية كلها من الصعب تنفيذ عصيان مدني كامل في تلك الفترة على مستوى سورية بالكامل؛ لأنَّه كان هناك تجارب ودعوات من عدة مصادر لعصيان على مستوى سورية، ولم نستطع أن ننفذه؛ فأدركنا أننا لا نستطيع، وأنَّ هذا الأمر لدينا شيء محلي، وسنرى إلى أين سنصل. إذًا يجب أن يكون مرتبطاً بشروط، وما هي هذه الشروط؟ وما هي الشروط المعقولة التي نحن قادرون أن ننفذها، ونكسبها كثورة وكأشخاص، ونؤسس عليها، وتكون مقبولة وواقعية التحقق. وصار التداول بعد يومين أو 3 بهذه الأمور، وبعد يومين أو 3، حاول النظام مرة ثانية اقتحام باب قبلي والجراجمة، ولكن هذه المرة كان عدد أكبر من الشبيحة والسيارات وحاولوا، ووصل الخبر لعدة أحياء في حماة، كلها تجمعت، وآزرت، واستطاعت منع الأمن مرة أخرى من الدخول.

في البداية بدأت ضمن المجموعات ذاتها، وبعد ذلك بالتواصل مع الأصدقاء من أماكن أخرى، يعني هناك حواجز أخرى والقائمون عليها شباب نتواصل معهم، ونعرفهم وهناك معرفة سابقة -أتكلم عن مجموعتنا وغالبية المجموعات كانت هكذا- وتتساءل عن طريق الإنترنت، وكان "الميغ" له شعبية (برنامج الميغ 33 والغرف القائمة عليه)، فكانت له شعبية وله بعض الغرف، وكانت النقاشات تتم بعدة مستويات، وهذه هي النقاشات الأولية حول هذا الأمر. لاحقاً، بعد المحاولة الثانية للنظام، بدأ النظام يرسل عن طريق أشخاص: ماذا تريدون؟ إذًا فتح النظام بابًا للحوار وبابًا للتواصل ليعرف ما نريد لنزيل العصيان. وبقيت مواقع داخل حماة أمنية، وبقيت بعض الطرقات يستطيع الوصول لها، مثلًا: باب قبلي قريب من المحطة، والمحطة منطقة دوارات وشوارع واسعة، لم يكن هناك استطاعة لإغلاقها بالكامل ومباشرة بجانبها محطة القطار، وهي قريبة من المطار والمخابرات الجوية، فكان الطريق مفتوحًا ومن الصعب إغلاقه، واستطاع أن يدخل من هنا إلى جهة المحطة وباب قبلي والجراجمة، وباب قبلي والجراجمة هي نقاط تجمع مناطق السوق، غالبًا المظاهرة التي تخرج من السرجاوي الذي هو في حي الجراجمة ومتاخم لحي باب قبلي، فكان هناك حراك قوي في تلك الفترة، ولأن تلك الأحياء التي أذكرها أكثر الأحياء شعبية في منطقة السوق، كما كانت الحميدية والأميرية والمناخ هي أكثر الأحياء شعبية في منطقة الحاضر، وليس فقط بالكثافة السكانية، وإنما بالطبيعة الجغرافية للمنطقة التي هي العمران السكاني الذي فيه الكثير من الأزقة، وكل حارة تتوسط عدة حارات، ليست في الأطراف، وإنما قريبة على عدة حارات في المنطقة؛ لذلك كان الحراك يتركز عادة في هذه المناطق، وطبعًا، وحتمًا وجود حاضن شعبي ونشاط كبير لبعض الأمور. ركّز النظام على الجراجمة لأنَّها حي الشيخ محمد [عدنان] العرعور ، وهو من حي الجراجمة، وكان ناشطًا على الإعلام حين يخرج بشكل شبه يومي، هو من هذا الحي، وهناك عدة أسباب، فكان [الأمن] يدخل من بعض المداخل، مثلًا: كان النظام يستطيع أن يدخل حي الحميدية إذا أراد أن يقتحمه من الجهة الشرقية التي ليست مغلقة أطراف الحي من جهة السلمية، فهكذا كانت المحاولة. وبعد ذلك بدأ النظام يفتح قنوات حوار للتوصل إلى حل، وهنا كنت نائمًا قبل ليلة في طريق حلب، وكنت بعيدًا، ووصل الخبر أنَّ الأمن سيقتحم حي باب قبلي والجراجمة، وريثما وصل الخبر، ولم يكن لدينا موتورات (دراجات نارية) والسيارات داخل البلد لا تستطيع أن تمشي بسبب الحواجز والحجارة وعوائق كثيرة، ولم يكن لدينا موتور (دراجة نارية) فاستغرق وقتًا في وقتها، وكنت أريد أن أخرج من طريق حلب، خرجت ماشيًا باتجاه باب قبلي، كانت مسافة بعيدة ريثما رأيت أصدقائي، وخرجنا، توجهنا إلى باب قبلي، وكان الأمن قد ذهب، أنا شهدت التجمع الذي كان موجودًا من الناس بعد أن صدوا الأمن، فلم أكن موجودًا أثناء محاولة الاقتحام، تأخرت حتى وصلت، ولم تكن هناك مواصلات عامة في المدينة بطبيعة الحال، ومن الصعب أن تسير السيارات الخاصة، والموتورات هي وسيلة النقل الأساسية؛ لأنها صغيرة، وتصعد إلى الرصيف، وتتجاوز أي حاجز على الطريق المزفّت، ولم يكن متوفرًا لدينا، فاستغرقت وقتًا، فالتنقل داخل المدينة حتى بالنسبة لنا نحن كناشطين كان فيه صعوبة، وأغلب التحركات كانت مشيًا من منطقة إلى منطقة، وكان (النظام) يهدد أنني سأدخل بالجيش والدبابات، والناس تتحداه بأنك لا تستطيع و ما إلى ذلك.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/03

الموضوع الرئیس

محافظة حماةالعصيان المدني في حماة

كود الشهادة

SMI/OH/35-27/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

تموز 2011

updatedAt

2024/07/02

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-مدينة حماة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة