الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

احتجازي عند عودتي من العمرة واستدعائه لفرع الامن السياسي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:57:06

التدابير المتخذة بعد الرقابة الأمنية:

بعد عودتنا من دمشق، وإثر مشاركتنا في مؤتمر الإنقاذ في حزيران 2011، شعرت أن الأسئلة من الجهات الأمنية حولي صارت كثيفة، وخصوصاً أن مكتبي كان يغص دائماً بالأصدقاء، يقصدونني دائماً؛ حتى نتحدث بشكل عام. وشعرت أن المراقبة الأمنية تزداد، وأصبح عندي قلق من مشاركتنا في مؤتمر الإنقاذ، وهل وصل إلى النظام قناعة أو خبر؟

رحلة العمرة:

بقيت في حالة من القلق، بدأنا نستشعر أننا تحت المراقبة وتحت الرصد، وخصوصاً أن مشاركتنا في مؤتمر الإنقاذ، [ليس]عندنا يقين ماهي المعلومات التي وصلت إلى النظام؟ و فضلت الابتعاد قليلاً؛ حتى أراقب الوضع، وقررت الذهاب إلى العمرة، لأنني منذ زمن طويل كنت أريد الذهاب إلى العمرة. وأخذت زوجتي وأولادي إلى أقرب رحلة عمرة موجودة، كانت مع فوج التيناوي في دمشق، سجلت، وسألتهم: متى يوجد عندكم أول رحلة إلى (العمرة)؟ وذهبنا. وأنا في المطار اتصل بي أخي مضر، قال لي: الأمن هنا في المكتب يسألون عنك. قلت له: قل لهم سافر إلى دمشق، لا تقول لهم إنني في المطار؛ لأنه احتمال يتم منع سفري. قل لهم: سافر إلى دمشق؛ لديه عمل عدة أيام، وسوف يعود، وفعلاً أخبرهم بذلك. وخلال ذلك أنا ركبت الطيارة. وطبعاً، اتصلت بالدكتور سيف قبل سفري، سألته عن الأوضاع عنده، قال لي: عندي الشباب (الأمن)، قال لي: عندي الشباب هنا يسألون. سألته: ما هو الموضوع؟ قال لي: لا يوجد. فقط أسئلة، وذكروك، أعطاني إشارة. ثم ذهبت، وأديت المناسك، وخلال الطواف كان الحجاج أو المعتمرون الذين معنا في الفوج يهتفون: للشعب السوري ولأهل الشام وضد الطاغية. وكانت رحلة ممتعة جداً، ونحن نزلنا مقابل الحرم تماماً في أبراج أجياد. وفي اليوم الأخير للطواف (طواف الوداع ( كنت في حيرة من أمري: هل أعود أم أبقى هناك؟ و لم أتواصل مع أحد من الأشخاص الذين هم داعمين بشكل أساسي ومباشر للمعارضة خلال سفري، فقط مع بعض الأصدقاء الذين هم أبناء محافظة الحسكة و الذين هم أصدقاء سابقون، وخلال الطواف [كنت]أفكر: هل أعود أم أبقى؟ وقلت يا رب: أنا موجود هنا في حرمك، و لا أريد أن أترك بلدي وأرضي، ولا أريد أن أترك الثورة والخروج، وأريد أن أبقى في الداخل مع الناس، وأسألك: أن تحميني، وأنا هنا في حرمك، لا تتركني في يد الظالمين. وأخذت قراري خلال طواف الوداع بأن أعود. قلت: أطوف الوداع، ولكن إذا قررت ألا أرجع؛ فإنني سوف أبقى، وأجد طريقة ما لأقيم في مدينة ثانية، كنت أفكر في المدينة المنورة.

تحقيق مطار دمشق:

وقررت العودة، وفعلاً، [عند]موعد الرحلة ركبنا الطائرة، ونزلنا في مطار دمشق الدولي. وقلت لزوجتي: أنتم ادخلوا إلى كوة كونترول (التحقق)، وأنا أدخل إلى الكوة الثانية إذا أوقفوني فلا تلتفتوا إليَّ أبداً، ولتكملوا طريقكم. وفعلاً كنت في الكونترول، وطالت عملية التحقق من جواز سفري، ورفع (الشخص الذي يتحقق من جواز سفري) سماعة الهاتف، وتحدث، أنا لم أسمعه، وجاء شخص وقال لي: تفضل معنا، وخلال ذلك زوجتي كانت تراقبني، وأنا أشرت لها بعيني، وأكملت طريقها، وختمت الجوازات هي والأولاد، وغادرت المطار، و رأيتها عندما عبرت أمامي . وجاء شخص إليَّ وأخذني إلى غرفة مغلقة، وانتظرت تقريباً ساعة أو ساعتين بدون سؤال، ثم دخل عليَّ شخص، وقال لي: لا تقلق، ولكن وضعك غير مفهوم، يعني: جاءتنا برقية لمنع مغادرتك، وأنت خارج وعائد. وفعلاً يبدو أن برقية منع المغادرة كانت بعد أن جاؤوا إلى أخي مضر، وعمموا منع المغادرة، وقال لي: أنت خارج وعائد، وأنا ليس عندي إجراء أتخذه بحقك. ويبدو أن هذا الرجل طيب، وهو ضابط هجرة، يبدو أنه جيد، وأنا لا أعرف اسمه، وأتمنى أن التقي به، يعني أعطاني فرصة حتى أتحرك، وقال لي: أنا فتشت ،وسألت الإدارة، أنت مطلوب للأمن في القامشلي، وأنا سوف أتركك، ولكن يجب عليك مراجعتهم -والحمد لله- خرجت وغادرت المطار.

الاستدعاء إلى فرع الأمن السياسي في الحسكة:

ولم أراجع في وقتها، حتى تم استدعائي في الشهر الثامن من قبل فرع الأمن السياسي في الحسكة، وحقق معي النقيب أمجد، ودخل في حوار، كانوا في بداية الثورة يحاولون تهدئة الناس، وطبيعة "الأمن السياسي" في ذلك الوقت كانت محاولة استيعاب الناس، وعبرت عن مواقفي: أننا غير راضين عن هذا السلوك الأمني الذي تعتمده الحكومة، وأن النظام بهذا الشكل لن ينجح؛ لأن الناس خرجوا من هذا القمقم، وبدؤوا يتنفسون الحرية، ولن يحيدوا عن هذا الطريق، ونحن نحلم بوطن أفضل. وبنفس الوقت أيضاً هو يحذر من تدخلات أجنبية، ويحذر أيضاً من المؤامرة الكونية، ويحذر من مستقبل البلد، وأنه يوجد جماعات مخربة ومسلحة، [وكان حديثه] عبارة عن أسئلة، و كان يدون كل المعلومات ومعه مساعد . ثم قال لي: نحن لن نعتقلك، لا تقلق، ولكن نحن نعرف تماماً نشاطك، ويجب أن تنتبه، وجميع الناس ينتظرون منا الدخول في حل دموي كغيرنا، وأنت محام؛ ونحن فضلنا استدعاءك بهذا الشكل وليس اعتقالاً. وأنا أيضاً عبرت عن موقفي، وأكدت له: نحن بالنسبة لنا مع الناس الموجودين في الشارع، وبشكل سلمي، ومن حقنا المطالبة بالحرية والكرامة، وهذا لمصلحتكم أنتم، ولمصلحتنا نحن، ولمصلحة أولادكم وأولادنا، ولن نتخلى عن هذا الشيء. ولكن في النتيجة نحن لسنا مع العسكرة أكيد. وفعلاً تركني، وخرجت، و كان يوجد مجموعة من التواصلات من المحيط والأصدقاء، ليتدخلوا في حال تم اعتقالي ، كانوا يتواصلون مع وسط الأمن السياسي، مع محيطهم، مع أصدقاء رئيس الفرع من أجل ذلك.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/03/02

الموضوع الرئیس

النشاط السياسي في الحسكة

كود الشهادة

SMI/OH/3-12/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-مدينة الحسكة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

مطار دمشق الدولي

مطار دمشق الدولي

فرع الأمن السياسي في الحسكة

فرع الأمن السياسي في الحسكة

الشهادات المرتبطة