### تأسيس اللجنة العربية في الحسكة:

كنا كمجموعة من الأصحاب نعمل في شارع الثورة كأصدقاء من دون اسم أو عنوان، خلال الشهر الأول والثاني، وفيما بعد بدأت فكرة التنسيقيات تظهر في شارع الثورة السورية، وفكرنا لوهلة بتأسيس تنسيقية. وكنا دائماً نرى أخبار محافظة الحسكة تغطى على الفضائيات[تظهر] أن المنطقة كردية، أو ذات أغلبية كردية، وكأن الحراك أيضاً أصبح كردياً فقط في المحافظة، ومع احترامنا وتقديرنا للإخوة الأكراد ومشاركتهم التي كانت واضحة في الثورة، ولكن رأينا أنه يوجد تعتيم على الحراك العربي في المحافظة. ونحن بالنسبة لنا نحمل هم الإنصاف الذي يجب أن يبرز دور الجميع من جهة، ومن جهة أخرى لا يذهب بالثورة في اتجاه حالة الأقليات التي أصبحت ورقة تطغى على الأهداف الأساسية بإسقاط النظام. وبدؤوا يتكلمون عن حماية الأقليات، ويتكلمون أيضاً عن مطالب بعيدة عن مطالب المتظاهرين الذين خرجوا جميعهم لأجل الحرية والكرامة؛ ولذلك فكرنا في أن نسميها تنسيقية أو اسماً قريباً يعطي هوية واضحة. وعندما رأينا أنَّ جميع الأحزاب الكردية: كل حزب ينشط باسمه المعرف الكردي، وحاولنا أن نطلب منهم، وقلنا لهم: بدلاً من تسميتها بهذه الأسماء، تعالوا حتى نسميها أسماء وطنية تجمع الجميع، ولكن لم نجد استجابة. وذهبنا وأسسنا في الشهر الرابع والخامس اللجنة العربية في محافظة الحسكة، ولم نعلن عنها حتى الشهر السادس، رغم أننا في البدايات ومنذ الشهر الخامس باشرنا بشكل فعلي بالعمل باسمها، وهي كانت تضم عدداً من الأشخاص المعروفين، مثل: ممتاز الحسن، والمحامي الدكتور سيف الجربا، والقاضي عبد الحميد عواك، وأحمد قاسم العلي، وإسماعيل جبين، وكان خالد الطلاع قريباً منا في فترة ما، وخالد المربد انضم لاحقاً إلى اللجنة وخالد الأسعد. وبدأنا نتحرك. وفي الشهر السادس قررنا الإعلان عن اللجنة، وأصدرنا بياناً تأسيسياً، ووزعناه في شوارع المحافظة، وقلنا فيه: بسبب اعتماد النظام الحل الأمني، وبسبب القمع المستمر لنظام الأسد، ووفاءً لحمزة وهاجر الخطيب، ومن أجل أن نحقق لسوريا دولة مدنية ديمقراطية، ينعم جميع أفرادها بالحرية، والكرامة، والمواطنة المتساوية؛ تداعى عدد من المواطنين في محافظة الحسكة لإنشاء اللجنة العربية في محافظة الحسكة. وتكلمنا عن وحدة الصف، وسلمية الثورة، وحق السوريين في حماية أنفسهم، وتكلمنا أيضاً عن مطالبهم المشروعة التي يجب أن تلبى.

### حراك اللجنة العربية في الحسكة:

 ثم بعد ذلك نزلنا في شوارع المدينة: دعوة للتظاهر. كانت واضحة قلنا فيها: إننا ندعوا المواطنين الذين يفكرون لأولادهم بمعيشة أفضل، يفكرون بمحاربة الفساد؛ من أجل أن تبقى ثروات سورية للسوريين، من أجل أن تكون سورية لكل الشعب السوري، وليس لعائلة أو طائفة، ومن أجل أن يتمتع جميع السوريين بالحرية والكرامة، ومن أجل وطن مزدهر، ندعوكم للمشاركة في المظاهرات؛ وفاء لدماء الأطفال الذين قضوا: حمزة الخطيب وهاجر، ووفاء للنساء اللواتي انتهكت أعراضهن، ووفاء للمعتقلين الذين لا يزالون مختفين في غياهب السجون ويعذبون، ومن أجل الوجع الإنساني العام، ومن أجل المشاعر الإنسانية، ومن أجل الواجب الإنساني تجاه المظلومين في سورية؛ نطالب وندعو الجميع للتظاهر، وندعو الجميع حتى يكون التظاهر سلمياً، وندعو الجميع حتى يكون التظاهر أخلاقياً وحضارياً من دون أي أذى، أو تدمير، أو تخريب في أي مكان؛ لأن ثورتنا هي ثورة سلمية وحضارية، وتعبر عن الشعب السوري. وهذا البيان الذي أصدرناه في شوارع المدينة، وتم توزيعه بشكل كثيف أيضاً، وكان في هذه الخطوة تحد لنظام الأسد، وكانت مبكرة في الشهر السادس.

### تعامل النظام مع الحراك في الحسكة:

 ثم بعد ذلك، بعد أن بدأ النظام بإنزال قوائم العار للأشخاص المشاركين في الثورة، وبدأ النظام يحشد ضد الناس الذين يقفون مع الثورة، وبالأخص في محافظتنا الحسكة التي كان يغلب عليها المؤيدون أو الصامتون، والناس الذين بدؤوا في البداية قليلون لدرجة أنه تمت محاربتهم. وحكى لي أحد الأصدقاء المسيحيين: أنه تم طردهم من الكنيسة، وحتى عند المسلمين، رأينا في المساجد الأساسية و في دوائر الأوقاف سلوكاً عاماً عند المشايخ: هناك اضطهاد وقمع وإزعاج للناس الذين (نفسهم) قلوبهم مع الثورة، وكذلك الأمر في المحافل الاجتماعية والجلسات، تعرضوا لمزيد من الاضطهاد الاجتماعي، رغم أن النظام يلاحقهم، رغم أن النظام اعتقلهم، وحوربت أسرهم أيضاً من قبل محيطهم، ومن أجل ذلك أردنا جبر خاطرهم، وكتبنا قائمة سميناها قائمة الشرف، و وزعناها بكثافة في شوارع المدينة، وقلنا فيها: هؤلاء هم الناس الذين يؤسسون سوريا الجديدة :المعتقلون. هذه القائمة التي كان فيها أعداد الأشخاص الذين اعتقلهم النظام خلال الأشهر الستة الأولى في الحسكة. وطبعاً، من استطعنا الوصول إلى أسمائهم، يوجد آخرون لم نستطع الوصول إلى أسمائهم، ووصفناهم وقلنا: هؤلاء الأبطال الشجعان، الأشخاص الذين يضحون بأرواحهم وأجسامهم من أجل حرية الآخرين، هؤلاء هم الناس الذين لديهم غيرة وكرامة، ولديهم أنَفَة، ولم يقبلوا إلا بالتضامن مع إخوانهم السوريين في المحافظات الأخرى، وهم الناس الذين يعشقون الكرامة، ويرفضون العيش في ذل العبودية، وقلنا: هذه هي قائمة الشرف، وهؤلاء هم الأشراف الذين سوف يكتب عنهم التاريخ السوري، وسوف تتوارث الأجيال أسماءهم.