اللقاء الوطني:

نشأ اللقاء الوطني في وقت مبكر، وكانت الهيئة العامة للثورة السورية تعمل، ونحن بصراحة أحببنا العمل مع الهيئة العامة للثورة السورية معهم؛ لأنهم هم الذين كانوا يعبرون عن الشارع، ويعبرون عن الثورة الحقيقية. وبحثنا عن سهير الأتاسي، ولم نراها، وسهير في تلك الفترة كانت أيقونة الثورة. وحتى الآن أتذكر عندما خرجت على التلفاز وقالت: مزقوا الفواتير، ولا تدفعوا شيئاً للنظام. ونحن فعلاً تضامنا مع هذا التوجه، ومنذ ذلك الوقت توقفت عن دفع الضرائب، وفي ذلك الوقت بدأت الحجوزات المالية علينا (على ممتلكاتنا) أيضاً، وأنا لم أستطع إجراء وكالة بأملاكي؛ لأنه يجب عليّ تسديد الضريبة؛ حتى يقبلوا الوكالة، ثم حصلت الأمور الأخرى وغادرنا.

التشبيك مع الفاعلين السياسيين في الثورة السورية:

الذي حصل فيما بعد أننا لم نصل إلى سهير، وطلبنا من أبو نزار متابعة تواصلاته مع حسن عبد العظيم، عسى أن يوصلنا إليها. قال: ليس عندي تواصل معها، ونحن نعمل لوحدنا. ورفضنا في ذلك الوقت، أو تعاملنا بشيء من عدم الانسجام الكامل بالأفكار مع هيئة التنسيق، ولم نعمل معهم، وكنا نفضل العمل مع الهيئة العامة للثورة السورية. ثم بعد ذلك أصبح هناك تواصل مع نضال درويش، وهو ابن الحسكة، و كان معي في المدرسة الثانوية، وهو صديق أبو نزار (ممتاز الحسن)؛ لأنهم كانوا في أحزاب سياسية يعملون مع بعضهم، وبقي نضال لفترة طويلة يتواصل معنا عبر السكايب، ويضعنا في صورة الوضع الدولي والنشاطات التي تحصل في الخارج، و نحن أيضاً نضعه في صورة الوضع الموجود في الداخل، وفيما بعد استمر بالعمل، وحاولوا تأسيس -هو ومعاذ حاج يوسف ومجموعة من الأشخاص- مجلس ثوري في الحسكة، ونحن لم نرتح كثيراً للوسط في ذلك الوقت، ولم نكمل معهم، علماً بأنهم وضعوا أسماءنا. وذهب نضال باتجاه العسكرة، و لم نعمل معه في هذا الإطار. وفي اتجاه آخر، أخبرنا في أحد المرات وقال: أنهم سوف يبدؤون ويدعمون مالياً.

كيفية تأمين الموارد المالية اللازمة لاستمرار الحراك الثوري:

وأخذنا قراراً ألا نتلقى أي مبالغ مالية من أي طرف. نحن لسنا ضد ذلك، ليدفعوا لغيرنا، والناس بحاجة، والشعب بحاجة، والثورة بحاجة، ولكن نحن نريد الابتعاد عن كل ما يريب، وأكثر ما يريب: الدعم المالي. وكان عندنا قدرة أن نغطي مصاريفنا في السنتين الأولى للثورة، وكانت مصاريفنا بسيطة: مظاهرة لوازمها معروفة، معتقل يجب علينا متابعة شؤونه، و تأمين المصاريف لأهله، اللاجئون، أرهقتنا الأعداد عندما ازدادت، ولكن مع ذلك كنا نغطيها من مواردنا الذاتية: كنت أدفع مما عندي، وكان الدكتور سيف يدفع [هو الآخر]، و كان أخي مضر يساهم أيضاً، وكان هناك بعض الأشخاص القريبين من الناس الموجودين: بعض التجار الذين هم من مجموعتنا أو من خارجها، أو الأطباء الذين كانوا أيضاً يقدمون بعض المساهمات، وكنا نتحمل المصاريف؛ وبالتالي رفضنا أن نتلقى دعماً من نضال، وأكمل الرجل مع غيرنا، ونحن لا نطعن أو نشكك في ذلك، ولكن نحن نعرض ما جرى. لم نصل إلى سهير الأتاسي وبقينا على تواصل مع نضال حتى توقف عن عمله.

التواصل مع اللقاء الوطني السوري:

خلال ذلك أردت التكلم جواباً على نقطة التواصل مع اللقاء الوطني السوري، وهم أيضاً مجموعة تشبه الهيئة العامة للثورة السورية، ولم تأخذ حظها ونصيبها الذي تستحقه من الإعلام. كانوا منتشرين في كل مكان) في دير الزور والحسكة)، وجاؤوا إلينا، وطلبوا أن نكون معهم، رشحنا شخصين من عندنا؛ حتى يكونوا ممثلينا في اللقاء الوطني، و ذهبوا إلى دمشق والتقوا معهم أكثر من مرة، ثم جاؤوا من دمشق إلينا، والتقوا معنا. وكان هناك أشخاص من درعا: شخصيات معروفة أحدهم أبو عبد الرحمن، ثم بعد ذلك عرفنا أن الدكتور محمد قداح هو أيضاً من القيادات المؤسسة للقاء الوطني، وإسماعيل الصياح جاء إلينا إلى الحسكة من دير الزور: هو وأبو كرم رويع وآخرون. وعندما كان الشباب يذهبون إلى هناك، كانوا يلتقون معهم في مول كفرسوسة(مركز تجاري)، وفيما بعد توقف اللقاء، هو الذي توقف وليس نحن الذين تركناه. كان أحمد الشمام هو الأخ والصديق الذي عرفنا عليهم في البداية، واستنكف عن العمل معهم.

التواصل مع المجلس الوطني السوري:

وخلال ذلك قررنا: ترشيح أحمد قاسم وخالد المربد، وأتذكر أنني أوصلتهم إلى مطار القامشلي، وذهبوا وحضروا اجتماعاً. المجلس الوطني السوري عندما تأسس كنا نقول:هذا هو الجسم الذي ننتظره، وهذا هو الجسم الذي سوف يمثل الثورة السورية، وسوف يعبر عنها؛ وبالتالي تعاملنا مع المجلس الوطني كمرجعية، وكنا حريصين دائماً أن نرى الخطاب السياسي للمجلس الوطني، ونتبناه، وكنا حريصين دائماً أن نرسل رسائلنا إلى المجلس الوطني؛ حتى يلبي مطالبنا، حتى يرى وجعنا الموجود في الداخل، حتى يحملوا الرسائل المطلوبة لأجل ذلك. وكان هناك تواصل مع بعض الأعضاء القياديين في المجلس الوطني السوري: مثل الأخ عمار شهاب (أبو خطاب)، وهو شخص من دير الزور في غاية التفاني والإخلاص للثورة، وهو من وجهاء دير الزور، من الأشخاص الذين استهدفهم النظام بالقمع في الأشهر الأولى؛ عندما حرق النظام محلاتهم، ولديهم بناء ولديهم محل يبيعون فيه "الأنتيك" التحف، ولديهم محل آخر للهواتف المحمولة. ودخل النظام انتقاماً منهم، وحرق لهم المحلات، وتمت ملاحقة عمار، وبقي متخفياً لفتره طويلة حتى غادر سورية

ا إلى تركيا. وانضم إلى المجلس الوطني، وصار في الأمانة العامة للمجلس الوطني، وتواصل معنا الرجل، و بدأنا ننسق من خلاله. وكان عمار يأتي إلى الحسكة في السنة الأولى للثورة (عام 2011)، والحسكة لا يوجد فيها شبر محرر، و في عام 2012 كان يأتي أيضاً، و لا يوجد أي شبر محرر، وكنا نلتقيه، وأيدينا على قلوبنا من القلق خوفاً عليه. كيف يمكنك إدخال شخص عضو مجلس وطني إلى قلب المدينة؟! وكنا نقوم بالكثير؛ حتى نؤمن دخوله، حتى يجلس في منزل، ونجتمع لمدة يوم، وفي اليوم الثاني أيضاً نؤمن مغادرته، ويكمل طريقه إلى دير الزور أو يعود إلى تركيا.

الانضمام إلى المجلس الوطني السوري:

في عام 2012 حصلت توسعة في المجلس الوطني، وعرضوا علينا الانضمام إليه، ووافقنا على أن تبقى أسماؤنا سرية لديهم، وانضممنا أنا وعبد الحميد العواك كأعضاء في المجلس الوطني. وشاركنا في الانتخابات التي حصلت. اتصل معنا في ذلك الوقت أسامة الشربجي، كان هو[المشرف] على صندوق الانتخابات، أخذ أصوات الأعضاء الذين في الداخل، وأعطينا أصواتنا، وفرحنا عندما نجح جورج صبرا. عندما أعلنت النتائج بنجاح جورج صبرا كنا في منزل أخي مضر، تقريباً عشرة أشخاص، نتابع هذا الاجتماع، شاشات التلفاز مفتوحة أمامنا، وعلى الهاتف والأنترنت، وكان عندنا هاتف ثريا في ذلك الوقت؛ نتواصل معهم من خلاله. وفرحنا عندما نجح جورج صبرا، وتعانقنا، وهذا مشهد أتذكره، مشهد عاطفي، البعض كان يبكي، وتذكرنا فارس الخوري، وكنا نتأمل أكثر من ذلك-طبعاً على سلامته أبو شادي (مع تقديري له) - ولكن كنا نتأمل أكثر من ذلك.