دور "اللجنة العربية" وألية عملها
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:40:16
بدأ النظام يروج لجلسات الحوار، ورأينا أنه أصبح هناك بلبلة في أوساط السياسيين في المحافظة، لدرجة أن الأحزاب الكردية أصبح هناك انقسام بينهم، والبعض منهم أراد أن يشارك في دعوة بشار الأسد إلى مؤتمر الحوار، والبعض ثبت على موقفه. وكان مشعل (مشعل تمو) من الناس المؤيدين لعدم الذهاب-رحمه الله-، وآخرون أيضاً كانوا يرفضون الذهاب. عرفت لاحقاً أن الدكتور حكيم بشار كان ضد المشاركة، والبعض الآخر كان مع المشاركة، ومن العرب والمسيحيين صار هناك انقساماً أيضاً: أشخاص أرادوا الذهاب؛ ومن أجل ذلك قبل انعقاد المؤتمر، وبشكل مبكر، أصدرنا بياناً حذرنا فيه من هذا المؤتمر، وتحدثنا بشكل واضح وصريح عن هذه التمثيلية التي سميناها "غوار والحوار" من خلال بيان رسمي تحدثنا فيه: هذه عبارة عن مسرحية يحاول النظام من خلالها أن يحاور نفسه.
وكان(غوار) أحد المشاركين، وأردنا أن نعطيها حالة من الرمزية، وحالة من الشرح، ونقول من خلاله: أنها تمثيلية مثل التمثيليات التي كان نظام الأسد على شاشات التلفزيون يخرج فيها غوار، يخدع العالم بأنه ينتقد وهي كانت عبارة عن تنفيسة (السماح بحرية التعبير لحد معين لا يؤدي إلى تغيير الواقع)، والنظام أراد أن ينفس الناس في مؤتمر "سميراميس" و"صحارى".
اللجنة العربية الرسالة، الهيكلية، الأنشطة، التمويل:
نحن لم نكن حزباً؛ لأننا لم نكن معلنين، و كنا نوزع منشورات اللجنة، و لا أحد يعرف من هي اللجنة، كنا نحن قيادتها ،وحتى بعض الأشخاص الذين كانوا يعملون معنا من الشباب لا يعرفون أننا لجنة، والبعض يعرف: الذين يوزعون المنشورات يعرفون أننا من اللجنة، والبعض تصلهم المنشورات ولا يعرفون من خلفها، يعني نحن نعطيها لشخص مثلاً: عبد القادر، أو تميم، أو الشباب، كثيرون هم الشباب المتعاونون معنا، و كانوا يعملون في هذا الإطار، ويعرفون أننا في اللجنة، ولكن الآخرين: كل شخص كان خلفه عشرة أشخاص يثقون به، وكانوا يتعاونون ويعرفون أنه يوجد شيء اسمه: اللجنة العربية، تعمل مع الثورة السورية ضد النظام، وبالتالي لها قيادة، ولكن لم يكونوا يعرفون الجميع، من هم القيادات؛ وبالتالي لم يكن يوجد طلب انتساب. ونحن كنا نستهدف بشكل خاص ومركز بعض الأشخاص المخلصين، ونعرض عليهم فكرة اللجنة وكانوا ينضمون إلينا.
طبعاً، اللجنة كان لها تواصل مع الوسط السياسي السوري في الداخل والخارج، واللجنة وضعت عدداً من القواعد لعملها وعلى رأسها: عدم تلقي أي هبات أو تبرعات من أي طرف كان في الداخل أو الخارج؛ اعتمدنا على مواردنا الذاتية لتغطية أنشطتنا، وعملنا أيضاً في الجانب الحقوقي: في توثيق قوائم المعتقلين، وإرسالها إلى الجهات المعنية العاملة في الثورة السورية. وأيضاً عملنا قدر ما نستطيع في متابعة شؤون المعتقلين في المحاكم الذين كانوا يحالون إلى القضاء؛ كنا نصل إلى هذه المحاكم، ونطلع على المستندات، ونرى السبل الممكنة لتقديم المساعدات إليهم: المساعدة القانونية، أو الوكالات. على سبيل المثال: أنا توكلت عن عدد من المعتقلين، وكنت أذهب إلى القضاء العسكري في القامشلي وفي حلب أيضاً للدفاع عنهم، وكان يساعدني عدد من المحامين الذين كان لهم تغلغل في القضاء العسكري، والاطلاع على المستندات، وإخبارنا بها. وكان هناك أيضاً دور بارز ومهم جداً وأساسي للقاضي عبد الحميد عواك: كان يساعد المعتقلين، وهو بحد ذاته حاكم العشرات منهم، ولم يحكم أياً منهم وبرّأ الجميع. والمتظاهرون المحالون إلى محاكم أخرى[تُرأس] من زملائه، كان يقوم بكل جهده من أجل إخلاء سبيلهم. وكنا نصدر بشكل مستمر بيانات بخصوص المعتقلين، على سبيل المثال: اعتقل محمود النشمي، واعتقلت هديل كوكي، واعتقل حسين عيسو، واعتقل فائق العلي. هؤلاء كنا نصدر دائماً بيانات عنهم: نحمل النظام مسؤولية حمايتهم وعدم تعرضهم لأي أذى، وكنا أيضاً نعلم الجهات الحقوقية أنه تم اعتقالهم، ونحدد السلطات التي كانت تقوم بهذا الاعتقال؛ بحيث يتحملون مسؤولية الحفاظ على سلامتهم وعدم إيذائهم. الياس السلطان وأحمد الحريث كل هؤلاء على موقع اللجنة (على شبكة الإنترنت). نحن فقدنا موقعنا الأساسي، ولكن عندنا حساب احتياطي على "الفيسبوك"، وأخرجت بعض الوثائق التي أستذكر الآن من خلالها مجريات الأحداث، وأقوم بعرضها في شهادتي، وكنا نحذر أيضاً من محاولة رامي مخلوف شراء بعض الوجهاء من العشائر في الحسكة؛ عندما كان يأتي ويدفع لهم الهبات المالية، وكانوا كلهم يعملون لصالحه، لأهداف يريد من خلالها أن يضرب الثورة السورية. وكنا أيضاً نقوم بالإعلان عن الوثائق الأمنية التي نحصل عليها (والتي تتضمن:) كيف سوف يتحرك النظام، وكيف سوف يتعامل، نعلنها كلجنة. وكنا قد رصدنا أيضاً موقعاً للرجل القناص: كان أحد المجرمين الذين يقنصون المتظاهرين في أحد الأماكن، وكشفناه وقلنا: أمام البناء كذا، على سطح البناء، وحددنا الموقع. وهو كان يستخدمه من أجل قنص المتظاهرين؛ يعني نضطره لتغيير مكانه. كنا نرصد هذا الشيء في أكثر من مرة، وكان الشباب الذين لديهم حماس عال يقولون لنا: إنه كان يجب عدم الإعلان، ويجب إخبارنا ونحن نتكفل بالباقي؛ وكان لدينا تردد في العمل العسكري، وهذا نبرره لأنه حق مشروع للدفاع عن النفس، ولكن كنا نقول: إننا نحاول قدر ما نستطيع أن نحمي الشباب من خلال ابتعادنا عن المواجهة المسلحة في البدايات.
كنا نتصدى لأية محاولة لنظام الأسد، ونقوم بفضحها، ًوكنا أيضاً نتلقف أي موقف للجهات التي تمثل المعارضة مثل: المجلس الوطني، ونتبناه، ونغطي أحداث المظاهرات بتقارير، وكنا نغطي أخبار المعتقلين بتقارير، وكنا أيضاً نغطي حراك الشارع السوري، وكنا دائماً نخاطب الحاضنة، ونخاطب الصامتين، ونوجه إليهم الرسائل اللازمة، ونوجه الرسائل اللازمة إلى الأطراف الدولية. وكنا حقيقة بشكل عفوي، بدون تنسيق، كان كل السوريين في المحافظات الأخرى يفكرون بذات الطريقة، حتى أنك تسمع في المظاهرات التي تحصل في الحسكة ذات الهتاف تقريباً، ذات المعنى وذات الرسائل التي يحملها المتظاهرون في حمص ودمشق وحلب وحماة ودرعا ودير الزور.
مظاهرات الحسكة؛ التنظيم، التحضير، التوقيت:
بالنسبة لنا المظاهرات في البداية كانت محصورة في أيام الجمعة فقط، ومظاهرات طيارة في أوقات أخرى. ابتداء من يوم الأربعاء، وبعد أن يتحدد اسم الجمعة من خلال التصويت على صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد؛ كنا نبدأ بالتحضير، وكنا نعد قبل ذلك يعني نحن نعرف حركتنا، ولكن نبدأ بطباعة الرسائل اللازمة على لافتات أو أوراق، وكنا نساهم مع آخرين في طباعتها على لافتات. كان قصي عساف خطاطاً في غويران، وكان يأتي إليَّ عبود الفلس وبعض الشباب الذين يطلبون لافتات، وكنا نعتمد شكلاً آخر، الشكل الذي كنا نعتمده هو: أوراق صفراء تتميز برسائل محددة واضحة، وكنا نرفعها في بداية المظاهرات، وكنا نحمل فيها رسائلنا التي نحتاج أن تصل إلى المجتمع الدولي، ونحتاج أن تصل إلى الشعب السوري.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/03/02
الموضوع الرئیس
النشاط السياسي في الحسكةكود الشهادة
SMI/OH/3-16/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/05/06
المنطقة الجغرافية
محافظة الحسكة-مدينة الحسكةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
المجلس الوطني السوري
اللجنة العربية في الحسكة