الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

البث المباشر للمظاهرات والمظاهرات الطيارة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:10:00

المظاهرات تجد من يحميها:

كانت المظاهرات بالنسبة لنا روحنا، وهي التي تعبر عنا كثورة، وبدأت المظاهرات تثبت مكانها، وتصمد في مكانها، وتتحدى الأمن. ونحن بدأنا بتنظيم المظاهرات بشكل مدروس أكثر، وبدأ الشباب يخرجون من أجل حماية المظاهرات، وكان سلوم المنفي أبرز الأشخاص الذين عملوا في هذا الموضوع. وكان معه تقريباً 20 إلى 30 شخصاً من الشباب الشجعان في الحسكة الذين كانوا يحمون المظاهرات. و[أما بالنسبة] للشبيحة فقد انكسر الحاجز، وأصبحوا لا يستطيعون التعدي على هذه المظاهرات. وكان هناك أيضاً أكثر من حادثة، حيث تم حرق منزل(عائلة) الطبقات الذين كانوا رمزاً من رموز النظام في الحي، كانوا يقمعون المظاهرات مع النظام. ورُحِّل "الطبقات" عن المنطقة، وأصبحت غويران تقريباً أرضاً محررة؛ أصبحت دوريات الأمن تخشى النزول إلى غويران، كانوا يقفون في منطقة بعيدة عند الجسر، ويراقبون الحدث عن بعد، تقريباً، ابتداء من شهر تشرين ثاني عام 2011 صرنا ننظم المسائيات بشكل يومي، وكان لدينا مسائية في كل يوم، واستطعنا أن ندعمها بالبث المباشر.

حراك الحسكة على" البث المباشر":

بدأ صوت غويران يخرج على التلفاز، وبدأت "الجزيرة مباشر" تبث ذلك والقنوات الفضائية، وبدأنا نقول لكل العالم: هذه هي الحسكة. علماً بأنه من البدايات كانت هناك مظاهرات، ولكن لم تتم تغطيتها، ونحن أصبحنا نفكر: ما هي الطريقة للحصول على البث المباشر؟ وزرنا الشباب في تنسيقيه عامودا، ولم يستطيعوا تلبيتنا-بسبب ظروفهم-حتى يغطوا مظاهراتنا، باعتبار أن مظاهرات عامودا وباقي المحافظات السورية يتم بثها بشكل شبه يومي. وذهبنا إلى دير الزور، وطلبنا من القياديين والناشطين في دير الزور مساعدتنا في مسألة البث المباشر، وفعلاً لبانا شخص في تنسيقية دير الزور، وكان عنده إذاعة دير الزور، وهو موقع عليه مشاهدات كثيرة على الإنترنت، اسمه: محمد عيد الدرويش، أعطانا أجهزة البث المباشر، ودربنا عليها. ذهبت في سيارتي في ذلك الوقت مع عدد من الشباب، كان من بينهم تميم حمادة، وتدرب على التصوير، وعدنا، وبدأنا نصور. كانت المظاهرات المسائية تخرج من الجامع الكبير، وخلال ذلك كان يقف تميم على الحائط، ويقوم بالتصوير والبث مباشرة، وكانت كل الفضائيات تأخذ عنا. كان يساعده بعض الأشخاص الناشطين من دير الزور الذين كانوا يأخذون الرابط ويتابعون، وكان لهم علاقات مع هذه الإدارات في الفضائيات؛ حتى يغطوا لنا مظاهراتنا ضمن التغطية السورية. وحاول بعض الفضوليين التعرف على هوية الشخص الذي يبث بشكل مباشر، وكشف اللثام عنه؛ من هو هذا الشخص الذي يبث؟ ونحن نريد التعرف عليه. ونحن راودنا الشك؛ البعض منهم بدافع الفضول، والبعض بدافع آخر- الله أعلم-ما هو الغرض من الموضوع؟ والمسألة لا يوجد فيها مزاح، ونحن نريد الحفاظ على حياته. ودفعاً للمشكلة، ولم نفضل أن يتواجه الشباب مع بعضهم حتى يؤمنوا حماية لسلوم، والأشخاص المحيطون طرحوا علينا فكرة حمايته وتطويقه عندما ينتهي من التصوير، ولكن لم نكن نريد أن يحصل صدام مباشر، وقلنا لهم: لا يوجد مشكلة؛ سوف تكون مظاهراتنا في مكان آخر. وفعلاً، تركنا المكان الذي أمام الجامع، وذهبنا إلى منطقة أخرى أمام المدرسة، وانتقلنا من "غويران شرقي" إلى "غويران غربي"؛ كل هذا حتى لا يحصل خلاف في شارع التظاهر، ويحصل صدام في شارع التظاهر وخطر قد يتهدد المتظاهرين أمنياً. وتركنا مجموعة الشباب الذين كان عندهم فضول، ويحبون التدخل في هذا الموضوع، وذهبنا إلى مكان آخر. وبالفعل، بدأنا نبث بشكل مباشر كل يوم، لفترة طويلة، قاربت العام. كل يوم يوجد مظاهرة مسائية من أمام المدرسة في حي غويران الغربي، وكنا ننظمها بشكل كامل مع مجموعة الشباب. واشترينا أجهزة صوت وإنارة. وكل شخص من الشباب يعرف دوره: من يحضر أجهزة الصوت والأعلام، ومن يخفيها، ومن عنده سيارة حتى يأخذها بها، ومن يقوم بتركيبها وتشغيلها، ومن يقوم بتشغيل الإنارة، ومن الذي يقوم بشطف الساحة قبل، ومن يقوم بتجهيزها بعد، ومن الذي كان يكتب اللافتات، وما هي طبيعة اللافتات والرسائل الموجودة في اللافتات، ومن الذي سوف يهتف؛ كل هذه الأمور كنا نقوم بتحضيرها من الألف إلى الياء، وكنا نشارك أيضا في وسطهم.

إدارة المظاهرات:

كان هناك شباب يتطوعون- جزاهم الله خيراً- مثل: زكريا زكريا، ومجموعة من شباب غويران كانوا ينضمون لها، ولكن نحن نقوم بتنظيمها بشكل كامل. يوجد مظاهرات أخرى كنا نشارك بتنظيمها مع آخرين، كان هناك جهود متعددة، ونحن لا نغفل هذه الجهود، ولكن مظاهرات المدرسة، والبث المباشر، والتحضير له، وأجهزة الصوت والإنارة كلها نحن الذين أحضرناها. وعندما تم اعتقالي كانت إحدى أهم التهم التي وجهت لي هي: التحريض على التظاهر، وتنظيم المظاهرات. وكان عند "الأمن السياسي" معلومات: أنني اشتريت أجهزة الصوت، وأين كان يتم إخفاؤها، وأنني قدمتها إلى المتظاهرين، وأنني كنت أحرك وأرتب الأدوار. وطبعاً، كان عادل حمدان ومعه مجموعة من الشباب - سوف أذكر أسمائهم بالتفصيل في وقت لاحق؛ حتى لا نغفل دورهم- يقومون بهذا التنظيم، يعني: كانت الأدوار موزعة بشكل واضح، وكان تميم وآخرون أيضاً. وكنا نطبع الأوراق واللافتات والرسائل في بيت أخي مضر، وبقينا كذلك: كل يوم تخرج المظاهرة المسائية حتى تمت مداهمة غويران من قبل الأمن، وكان الطيران يقوم بتغطية دوريات الأمن.

أنت لا تستطيع العمل بظروف فيها اختراقات أمنية بطمأنينة كاملة؛ من أجل كشف كل الأوراق للجميع. كان هناك اختراقات موجودة في النظام. وأي شخص يقول: إن النظام لم يكن مخترقاً كل المحافظات السورية(شارع التظاهر) يكون مغفلاً، وخصوصاً أنه ليس لدينا منطقة محررة، وبالتالي نحن فضلنا أن نعمل لوحدنا، ولكن لا نعادي أحداً، ولا نهاجم أحداً، ولا نطعن في دور أحد، بل على العكس إذا استطعنا ندعم أي طرف آخر، ولكن بالنسبة لنا هذا كان عملنا، ونحن نقوم بتغطيته، فتفضلوا يا شباب وقوموا بتغطية مكان آخر، مظاهرتنا مكانها هنا. قوموا بمظاهرة في الحي الثاني في غويران شرقي، أو مظاهرة في مكان آخر. كنا نشارك في الصالحية: نرسل أجهزة البث المباشر، ونغطي مظاهرات الصالحية، وكنا نرسل لافتاتنا أيضاً، وأحياناً كنا نشارك في "المفتي"، وعندما تحصل مظاهره طيارة في البلد كنا نشارك بها، وخلال شهر رمضان عام 2011، كان إلياس السلطان (أبو همام) من عشيرة الخواتنة يقود المظاهرات. كان يأتي من منطقة الهول، وينام ليلاً في بيتي أو بيت أحمد قاسم. وفي اليوم الثاني، بعد صلاه التراويح، الشباب العشرة المعروفون والموثوقون عنده مع عشرة أو خمسة عشر شاباً موثوقين من قبلنا يذهبون إلى الصلاة، ويتواعدون ويحددون مسجداً، ويتشتت الأمن؛ لأنهم كانوا يتوقعون المظاهرة في غويران، ولكنها تصير(تخرج) من مسجد في العزيزية، وفي اليوم التالي من مسجد في الصالحية، وفي اليوم الذي بعده من مسجد في الفاروق، ومن مسجد في البلد، كل يوم في منطقة معينة، بعد انتهاء صلاة التراويح، يهتفون عشر دقائق أو ربع ساعة، ويختفون. بهذا الشكل كانت تحصل المظاهرات السريعة.

تنوع المشاركة المجتمعية في المظاهرات:

أعتقد أن المظاهرات محطة مهمة في الثورة السورية، وتحتاج إلى تفصيل أكثر من أجل تغطيتها بشكل كامل. وأستطيع القول: إن الجميع شارك فيها، وكان أشخاص من البلد يأتون ويشاركون بها، وعقبة الخالد كان يشارك، وبسام حنا كان يهتم بدعمها أيضاً، وقحطان جورجيس، وكان هناك من عائلة كوكي (والد هديل)، وقسم من الأكراد كان يأتي أيضاً مثل: أخو مشعل- رحمه الله- (حميد التمو) كان يأتي إلى الحسكة، ويزورني في منزلي ومكتبي، وكان يأتي ويشاركنا، وكان يقول: أنا أتيت للمشاركة معكم في المظاهرات. وكانت تتسع للجميع، وكانت هي حالة من المشاعر الفياضة، وحالة من الإرادة والحلم الجميل، والإصرار على التغيير، وكنا في وقتها إذا فكرنا كيف شاركت الناس في هذه المظاهرة بدون خوف، نشعر أن هذا الشيء خارج المعقول، وخارج عن المألوف؛ لأن أي شخص في مظاهرة في مدينة الحسكة التي لا يوجد فيها أي شبر محرر هو مشروع معتقل أو شهيد.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/03/02

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/3-18/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-مدينة الحسكة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

اللجنة العربية في الحسكة

اللجنة العربية في الحسكة

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة