اعتقالي في مدينة الحسكة - 1
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:27:05
المراقبة الأمنية والاستدعاءات إلى الفروع الأمنية:
كنت تحت المراقبة طيلة عام 2011، وأنا أعرف هذا الشيء. وفيما بعد أكد لي أحد المنشقين هذا الموضوع، اسمه: أبو الوليد، كان موظفاً في الحكومة المؤقتة في غازي عنتاب. قال لي: الأمن السياسي كلف شخصاً كنيته: سويدان من السلمية بمراقبتك بشكل كامل. وفعلاً، أتذكر أنه كان يأتي إلي، وأعرف عدة أشخاصاً، كانوا يترددون إلى مكتبي؛ حتى يعرفوا ماذا يحصل، وأعرف أنه يوجد اختراقات: بعض الناس يأتون، ويحضرون الاجتماعات، ولكنني كنت أتحدت بطريقة تؤكد أنني معارض للنظام، ومع الثورة، وضد هذه السياسات التي يتبعها النظام، ولكنها لا تبين أي نشاط أو عمل أقوم به على الأرض، أو أي التزام في اتجاه تنظيمي مرتب لإسقاط النظام. عبارة تأييد للمظاهرات وتعبير عن الرأي، وهذا الإطار كان النظام يفسح له المجال في السنة الأولى للثورة. وتم استدعائي خلال ذلك مرتين للتحقيق، وكنت أكرر نفس الكلام: أنتم تغلطون في حق الناس، وهذا الكلام لن ينقذ البلد، وأنتم تأخذون البلد إلى الدمار بهذه السياسة؛ ويجب عليكم تغيير سياستكم، ويجب أن تسمحوا للناس بالتعبير عن رأيهم، والتكلم بدون التعرض للقتل. وكان المحققون يقولون: أنت محام، وشخص معروف اجتماعياً، ولك مكانتك، ولا نريد "أجندات" خارجية. وضمن هذا الإطار كان يحصل الموضوع، مع تهديد مبطن. كان دائماً يأتيني تهديد مبطن، إلى أن شعرت أن المراقبة بدأت تشتد علي، وأصبحت أشعر أن كل حركاتي [تحت المراقبة]: أتحرك في السيارة فتتحرك سيارة خلفي، وأحياناً تأتي سيارة أخرى، وأحياناً يظهر لي شخص أراه متوقفاً على الرصيف، وبعد قليل يتبادل اتصالات معينة، وكنت أحياناً أدخل إلى المكتب، وأقول لأحد الشباب: راقب لي هذا الشخص وتحركاته، وأين يذهب، وكنت أحس أن مراقبتي بدأت في كل حركة، ثم قلت للشباب: أشعر أنه سوف يتم اعتقالي قريباً. قالوا لي: هل تريد الخروج؟ وكنت قد قررت ألا أخرج. وفي إحدى المرات دعوت عبد الحميد عواك وأحمد قاسم على الغداء؛ لأحدثهم في هذا الموضوع، وكان هذا حديثنا: إن القلق من الاعتقال صعب، كيف نكسر الحاجز في هذا الاتجاه؟ حتى نعرف كيف نعمل. وكنت أفكر بالناس الذين أعلنوا حراكهم، وأتمنى أن يكون عندنا في الحسكة منطقة محررة. الحسكة لا يوجد فيها أي شبر محرر، ونحن ضد النظام، وننظم المظاهرات، وننقلها على الإعلام، ونغطيها، وأيضاً نساعد الناس ضد النظام، سواء المعتقلين أو الجرحى، ونعمل أيضاً على إيصال المنشقين إلى المناطق المحررة، وتحريض البعض على الانشقاق، والتواصل مع جهات المعارضة خارج سوريا أيضاً. كل هذه الأمور كنا نقوم بها، ومع ذلك كانت حالة خارج الوعي: لم يكن هناك خوف. بصراحة الآن عندما أجلس مع الشباب، ونذكر هذا العمل: أولاً-الله كان هو الحامي لجميع الناس، وثانياً- كان يوجد حالة من الأمل بشيء عظيم تريد أن تصل إليه؛ وبالتالي يوجد إقدام على التضحية. وثالثاً- النظام انشغل بقضايا العسكرة التي كان يقاومها، ويريدها أن تستمر، ولكنها شغلته عن الحراك الآخر السلمي، وبقينا كذلك، وأنا كنت أتكلم معهم في هذا الاتجاه.
الاعتقال:
وخرجنا بسيارتي: بجانبي القاضي عبد الحميد، وفي المقعد الخلفي الأستاذ أحمد قاسم، كنت أريد إيصالهم إلى منازلهم، ثم اعترضتنا سيارة في الطريق، وخلفها سيارات أخرى، ومباشرة نزل منها ملثمون، فتحوا باب السيارة، وأنزلوني من السيارة إلى سيارتهم، وقاموا بتعصيب عيني، وأخذوني معهم. وعندما أخذوني مباشرة، نزلت وعيناي معصوبتان، لا أعرف أين أنا موجود، ولكنني أدركت من[مدة] المشوار أنهم لم يأخذوني إلى مكان بعيد (ضمن المدينة)، وكنت أظن أنهم أخذوني إلى الأمن العسكري أو الأمن السياسي. قالوا لي: استدر إلى الحائط، وفك لي العصابة من الخلف؛ وإذا بي في زنزانة وكانت هذه اللحظات سعيدة، شعور لا يوصف في هذه اللحظة، عندما فتحوا عيني، وأغلقوا باب الزنزانة، أول شيء فعلته وأنا في الزنزانة صرت أهتف ضد النظام:" يلا ارحل يا بشار". كل السوريين كانوا بهذا الشكل، كنت أتخيل في ذلك الوقت: هذا الطفل الذي أجبروه على السجود لصورة بشار الأسد، ورفض، وبصق عليه. كنت أقول: هذا هو التحدي. أنا لا أريد أن أكون أقل شجاعة، إذا كان هناك موت؛ فليكن بشجاعة. وكنت حريصاً خلال التحقيقات على أن أحافظ على أمرين: أولاً- موقفي واضح الاتجاه: نعم، أنا ضد النظام وبدون أي مجاملة، واتجاه آخر: لا أمسك على نفسي(أقر) أي عمل يمكنهم (اعتباره حسب) القانون تشكيل لإسقاط الدولة أو تمرد أو غيره عندما يأخذ توصيف معين. فعندما يسألونني: هل تدعم المظاهرات؟ أقول لهم: لا، أنا حالة إنسانية. هل تقوم بإسعاف الجرحى؟ أقول: أنا عندي شركة أدوية؛ [عندما] يأتيني أي مريض يجب ألا أتركه. كنت أعطي سابقاً الناس الذين يساهمون في العمل الخيري. اسألوا جمعية البر. كل سنة تكرم جمعية البر أكثر من عشرة[أشخاص] متبرعين، ويعطونني شهادة شرف لأنني متبرع لهم. وقالوا: أنت تعطي فلان وفلان مالاً. قلت لهم: أي أحد يأتي إليّ أعطيه المال. واسألوا عناصركم: ألا يوجد أشخاص تعرفونهم أنتم، يأتون إليَّ لأنهم محتاجون، أو مرضى، أو يريدون السفر؟ الله أنعم علينا؛ ونساعد. وسألوني: هل تمول الثورة؟ [فأجبت]: لا، أنا[أحب] بلدي؛ أريد مساعدة جميع الناس وهذه طبيعتي. واذهبوا، واسألوا، وأنتم تعرفون هذا الكلام. سألوني: هل أنت مع الثورة ضد النظام؟ قلت لهم: نعم، أنا مع الثورة، ويجب على النظام إصلاح نفسه. وقالوا: أنت تعمل في العمل المسلح، أنت طلبت شراء رشاش، وكذا وكذا، وشهد فلان- مروان مجيد هو الذي شهد على هذا الموضوع-قلت: ولكن هذا الكلام لم يحصل أبداً؛ وأنا لا أؤمن بالعسكرة، ولا أعمل في العسكرة، وأنا سلمي ومع العمل السلمي، وأنا مع الحوار، وأنا معكم؛ بحيث تتخلون عن هذه السياسات، وتصبح حالة ديمقراطية، والشعب يختار من يمثله. وبقيت هذه النقاشات على هذا الشكل طوال الفترة الماضية، كل يوم يأخذونني من الزنزانة مرتين، ويستمر الاستجواب مع النقيب أمجد (رئيس قسم التحقيق في الأمن السياسي). وكان رئيس الفرع تيسير واصل. واستجوبني تيسير واصل أيضاً، وكان كل حديثه في هذا الاتجاه، و[كان هناك] ضغط نفسي. لم يكن هناك تعذيب في ذلك الوقت؛ وطبيعة الأمن السياسي: لم يكن[يمارس] التعذيب في تلك المرحلة، لست أنا فقط [لم أتعرض للتعذيب]، وإنما جميع المعتقلين الذين كانوا موجودين لم يتعرضوا للتعذيب. وكانت السياسات تختلف من فرع إلى فرع، ومن زمن إلى زمن، ومن محافظة إلى محافظة. وطبعاً، كان الضغط النفسي باتجاه: أنه سوف يتم ترحيلك إلى دمشق، ونحن لا نستطيع حمايتك؛ إذا لم تساعدنا، وتتكلم، وتعترف، وتقول كل شيء، سوف نرسلك إلى دمشق. وفي دمشق المعاملة تختلف، والوضع يختلف، ولا نعرف، هل تعود أم لا تعود؟ ونحن نريد مساعدتك. الناس يتوسطون لك من الخارج، كل هذه الأمور كانت موجودة. وفي اليوم الثاني نقلونا إلى القامشلي، لم يتركونا في الحسكة. وكان عدد المعتقلين في ذلك الوقت أربعة أشخاص: سلوم المنفي، وعبود الفلس، وقصي عساف
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/10/14
الموضوع الرئیس
الحراك السلميكود الشهادة
SMI/OH/3-21/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/05/06
المنطقة الجغرافية
محافظة الحسكة-مدينة الحسكةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
فرع الأمن السياسي في الحسكة