في رأس العين، كنا نجتمع دائماً مع الشباب، والمقرات، والفصائل، وكنا نتناقش مع الناشطين والإعلامين دائماً. وكانوا يطلبون مني الحديث (أمسية سياسية). واختلفنا كثيراً مع جبهة النصرة حول الأجندة التي كانوا يحملونها، وهم استشعروا أن لدي تأثيراً، ومحبة متبادلة مع الشباب الموجودين، إلى أن أرسلوا إلى تهديداً. والتهديد تلقاه طرفين: تلقيته بشكل مباشر، وأنا في رأس العين، وتلقاه الشباب في الحسكة أيضاً: جاء شخص إلى القاضي عبد الحميد، كان مع "النصرة"، ولكنه متعاطف معنا ووفي لنا وقال له: إذا لم يخرج ياسر الفرحان إلى خارج رأس العين، فسوف يقومون بتصفيته. وأوصل لي الرسالة في ذلك الوقت.

الخلافات مع سلطات الأمر الواقع:

كان هذا الموضوع أساسياً جداً: عندما أفتى بعض رجال الدين الموجودين بناء على طلب" جبهة النصرة" وبعض الفصائل ببيع القمح وإفراغ الصوامع؛ دخلنا في صراع مرير معهم، وبدأ "غرباء الشام" الذين جاؤوا من محافظات متعددة، يستولون على صوامع الحبوب، ويقولون: إنها من أجل تغطية تكاليف الحملة العسكرية التي قمنا بها. وقلت لهم: كم دفعتم؟ حتى نعرف الحدود، التي يجب أن تتوقفوا عندها؛ لأنكم أخذتم أكثر من ذلك بكثير. علماً بأن قدومهم كان ممولاً! رغم ذلك وقفنا ضد بيع القمح، وقلنا: هذا قوت الشعب، وقوت الناس، ويجب علينا المحافظة عليه. وحافظنا على الممتلكات، وممتلكات الأكراد الموجودين في رأس العين. وأتذكر المقر الذي كنا فيه كان مكوناً من خمسة طوابق، كان صاحبه يزيدي، وعنده معرض سيارات بداخله، وحافظنا على جميع ممتلكاته، بما فيها القاصة (خزنة المال). طبعاً لست أنا فقط، وإنما الشباب نفسهم أيضاً: شباب فصائل الجيش الحر الذين كانوا موجودين، هم الذين بادروا بهذا الشيء. وكان هناك حادثة: الجيش الحر في بداية دخولهم إلى رأس العين، أظهر عناصر" البي واي دي" أنهم معهم، ضد النظام، وبدؤوا يأخذونهم إلى مقرات، ويقولون لهم: هذه مقرات شبيحة النظام؛ حتى تسكنوا بها. وتبين لاحقاً: أنها لا علاقة لها بالنظام، وإنما هي مقرات لأشخاص أكراد؛ حتى يقولوا إن الجيش الحر دخل إلى منازلهم. وعندما دخلوا اكتشفوا ذلك، وهذه بشهادات موثوقة. حكى لي أحدهم، اسمه تميم حمادة، قال: صرنا ندخل، ونرى(لاحظنا) كل المنازل التي ندخل إليها كانت مفتوحة من قبل. وعرفنا أن هذا كمين: هم دخلوا وعبثوا بممتلكات الناس، وسرقوا ممتلكات الناس؛ حتى يتم اتهامنا بذلك.

تحالف النقيضين:

أول تحالف حصل في تاريخ الثورة السورية مع "جبهة النصرة"، كان بين "البي واي دي" و"جبهة النصرة": الاتفاقية التي كانت في رأس العين التي وقفنا ضدها، والتي كانت (أدت إلى) خلاف كبير بيني وبين "جبهة النصرة"، وبيني وبين "البي واي دي"؛ وخرجت في بدايات عام 2013، ويجب العودة إلى هذه القضايا في رأس العين؛ حتى نتكلم عن التحالف الذي كان بين "البي واي دي" و"جبهة النصرة" خلال عام 2012.