الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مظاهرة جمعة العزة في اللاذقية 1

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:11:04

وفعلًا، في الخامس والعشرين من آذار، من عام2011، استيقظت صباحًا، وأنا لا أذهب إلى الصلاة، وتوضأت، واتصلت بأيمن، وقلت له: دعنا نذهب لنرى ماذا سيحدث. وطبعًا، هذه الجزئيات لم أذكرها كلها لأيمن، فقال لي أيمن: دعنا نذهب إلى الصلاة في جامع الصليبة. وقلت له: حسنًا، وذهبنا إلى جامع الصليبة، وكنت أتوقع عدم وجود شيء في الصليبة، ودخلنا من باب الجامع، وشاهدت اثنين من المحققين الأمنيين الذين أراهم، أحدهم كان في مفرزة الأمن العسكري في "سلمى"، اسمه حسن سعدون، من دير الزور، والثاني أعرفه أيضًا، ولكن لا أتذكر اسمه، وكان حسن سعدون قد انتقل إلى فرع الأمن العسكري في اللاذقية، وعرفت أنهم يغطون (مكلفون بمراقبة) الجامع، فأمسكت بأيمن من يده، وقلت له: دعنا نرجع. فقال: لماذا؟ قلت له: هؤلاء أعرفهم، إنهم من الأمن؟ ورجعنا، ودخلنا إلى جامع صغير بعيد عنه حوالي ثلاث مائة متر، اسمه جامع الفتاحي، وصلينا، وكانت الخطبة عن طاعة ولي الأمر وعدم الانجرار وراء الفتن، وانتهت الخطبة، وخرجنا، وبدأ أيمن يسبّ؛ لأنه لا يوجد شيء، وذهبنا، وجلسنا، في الحديقة (حديقة قوس النصر) وهي مَعْلم مهمّ في اللاذقية، جلسنا في الحديقة، وهو كان منزعجًا جدًا، فقال لي: أنا أريد الذهاب إلى البيت.

بعد أن ذهب أيمن بثلاث أو أربع دقائق تقريبًا ليس أكثر، سمعت الهتافات، وسمعت: "بالروح بالدم" ولم يكن واضحًا ما يقال بعدها، فتخيلت أنه: "نفديك يا بشار "أو "نفديك يا حافظ." في الحقيقة، أصابتني حالة انكسار، وربما بكيت، وجلست، وأنا مغتمّ. وبدأ الصوت يقترب، ويعلو أكثر فأكثر، فاتضحّ لي أنهم يقولون: "بالروح بالدم نفديك يا درعا". وفي هذه اللحظة، انتفضت، وركضت كالمجنون في المساحة التي أمامي، ولا يوجد سيارات في هذه المساحة، وذهبت باتجاه طرف الشارع، ولم يكونوا قد ظهروا بعد، كان الصوت عاليًا فقط، وأصبح مطلع المظاهرة واضحًا بالنسبة لي، وقفت، وأصبحت أنظر إليهم. وأصبح الناس يخرجون من المقاهي ومن المحلات، ويقفون، ويتفرجون، كان هناك حوالي أربع مائة شخص في هذه المظاهرة، مروا بجانبي، ونظرت إلى مقدمة المظاهرة، ورأيت ماهر برّو (صديقي وابن ضيعتي)، رأيته في المظاهرة، وكان الهتاف واضحًا: "بالروح بالدم نفديك يا درعا". لم يتغير الهتاف أبدأ.

وذهبوا إلى شارع الصليبة، وبدأ الناس يكثرون، وينزلون، وأنا مشيت جانبًا، وكنت أنظر غير مصدق ذلك المشهد في الحقيقة، وغير متصور أن ذلك سيحدث فعلًا، للحظة وخلال ثلاث أو أربع دقائق، أصبح الناس أكثر من ألف شخص، وبدأ العدد يتزايد، ويتجمع أكثر فأكثر، وأنا لست مصدقًا، فأنا في حالة من الذهول، ولست متصورًا أنها بدأت فعلًا. اتصلت بعمر إدلبي، وكان هاتفه مغلقًا، واتصلت بعمر سليمان، وقلت له: اسمع. فابتسمَ، وضحكَ ضحكة شيطانية، وقال لي: إنني أحسدك. أغلقت الهاتف، ودخلت مع الناس في المظاهرة، واقتربنا لنصل إلى المدخل الذي يوصلنا إلى ساحة الصليبة التي حدث فيها الاعتصام فيما بعد، كان يوجد في مدخل الساحة قوس عليه صورة بشار الأسد، وتدافع بعض الشباب إلى خلع القوس، فوقفت، وناديتهم، وقلت لهم: لا، لا نريد أن نزيل شيئًا. وناديت: "سلمية" وبدأ الناس ينادون: "سلمية سلمية". ودخلنا إلى الساحة، وتجمعنا، وبدأت الهتافات بين: "سلمية" و "بالروح بالدم نفديك يا درعا". وطبعًا، كانوا قد قطعوا حوالي كيلو متر واحد، خرجوا من جامع خالد بن الوليد حتى وصلوا إلى الصليبة، قطعوا كيلو مترًا واحدًا؛ لأنهم دخلوا في الحارات. في البداية، تماشيت مع حالة الجنون التي تحدث، هذه الحالة التي تشبهني، وتماشيت معها بلاشعور، ولم يكن هناك تواجد للأمن، وإذا كانوا موجودين فهم ليس لهم أي حضور، ودخلنا، وفي هذه اللحظة، بدأت أصرخ مرة ثانية، بعد أن صرخت "سلمية " أول مرة، بدأت أصرخ، وقلت: "يا درعا كلو كرمالك." وبدأ الناس يرددون ورائي، وأكملت "الليلة الليلة نحن رجالك". فقام الناس بحملي، والتفتّ وأنا بين بين الناس، فخرج أمامي الدكتور منير شحود، كان يقف بعيدًا عن المظاهرة، ويهتف. وقلت في تلك اللحظة، أتذكر الشعار جيدًا، والفيديو لازال موجودًا، قلت: "ثورتنا ثورة حرية لا سنية ولا علوية". والناس تفاعلوا بشكل كبير، وبدأت الشعارات تتغير، فهو ليس شعارًا واحدًا يتكرر، وأصبحت أعيد، وهم بدؤوا يعيدون أيضًا، وانتقلت للموضوع الثاني، وقلت: " يا سهير، قولي لطل". كانت سهير الأتاسي في السجن، فقلت: "يا سهير، قولي لطل الشعب السوري ما بينذل". وبدأت الحملة تأخذ منحى صاخبًا، وكانت الأصوات والحناجر تصدح بقوة، فهناك تجمع كبير، وبدأ يكبر، كانت الدائرة تكبر كثيرًا، ونظرت إلى الوجوه التي حولي، وبدأت أرى الشباب الذين تكلمت معهم سابقًا، وكان أيمن ابن عمي أيمن يقف بجانبي مباشرة، وماهر والشباب الذين كانوا مع ماهر (محمد وأخوه عزت والمجموعة كلها) كانوا موجودين ويصفقون، وينظرون إليّ، وطبعًا، لا أعرف من الذي حملني، وأصبحت أتنقل على الأكتاف من كتف إلى كتف، ونزلت عندما بدأت المظاهرة تمر من شارع القوتلي باتجاه أوغاريت التي كانت هي مركز المدينة القديم، وذهبوا باتجاه أوغاريت، وأصبح العدد أضخم بخمس مرات أو ست مرات، فربما كان العدد ستة آلاف أو سبعة آلاف أو ربما عشرة آلاف شخص، لا أعرف تمامًا. 

وأمسكت الهاتف، واتصلت بعمر سليمان مرة ثانية، فقال لي: ماذا تريد؟ فقلت له: اسمع. فقال لي: أنت تريد أن تغيظني فقط؟ فقلت: لا، أريد أن أتكلم. فقال: هل أنت جاهز للكلام؟ فقلت له: نعم. فقال لي: حسنًا، وأغلق الهاتف، وبعد قليل (حوالي عشرة دقائق تقريبًا) اتصل بي صديق شاعر كان موجودًا في السعودية، فقال لي: كيف حالك؟ فعرفته من صوته، قلت له: أهلًا بأبي حنين. فقال لي: كيف العرس عندك؟ فقلت له: اسمع. فقال لي: حضّر نفسك، يوجد أشخاص سيتكلمون معك الآن. وأغلقت الهاتف، وبعد قليل، اتصلوا بي من "راديو سوا"، فقالوا لي: أستاذ محمد، نحن سوف نأخذك لتتكلم، ما هو الاسم الذي تريد أن تتكلم به، فقلت لهم: أنا اسمي محمد عبد الرحمن، على اعتبار أن والدي اسمه عبد الرحمن، فقلت لهم: اسمي محمد عبد الرحمن. وقمت بمداخلة على "راديو سوا". وبعد "راديو سوا "وعلى الهواء قالت لي: ستتكلم معك" قناة الحرة"، على اعتبار أنهم إخوة (شركتين صديقتين)، وتكلمت معي "الحرة"، وانقطع الاتصال في نصف المكالمة تقريبًا، وأغلقت، ورأيت هاتفي الثاني الأساسي (الخط الذي باسمي) يرن، فأجبت، وكان عمر إدلبي، فقلت له: الحفلة شغالة. وقال: الحفلة لدينا شغالة. فقلت له: عندنا كبيرة جدًا. فقال: ولدينا لا بأس بها. وأنا بدأت أتكلم على الإعلام، فقلت له: وأنا أيضًا جاهز، وأعمل بما أستطيع القيام به.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/11

الموضوع الرئیس

جمعة العزة

كود الشهادة

SMI/OH/49-13/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-محافظة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قناة الحرة

قناة الحرة

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة