الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تحديات عمل النساء في كفرنبل

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:56:01

 في تلك الفترة كان هناك ناشطات قدمن إلى كفرنبل بشكل مستمر كزيارات (شباب وشابات). وفي تلك الفترة كما ذكرت، كان مستنكرًا وجود نساء أو تكتل نسائي في مكان واحد؛ لأنك تجعل مجتمعك يقبل هذه الفكرة إذا كنت قريبًا منه، ولست بعيدًا عنه. وأساسًا، أنا أعمل بأمر كنت مقتنعة به، وكان محيطي وأهلي غير مقتنعين به كثيرًا، فكيف يمكنني أن أقنع ضيعة كاملة أو مدينة كاملة إذا لم أستطع أن أقنع محيطي. وليس لي إلا كادري، والنساء اللاتي يأتين، ثم يخرجن، ويتكلمن عن هذا المركز؛ لذلك يجب أن أستغل أمورًا أخرى تثبت وجودي في المكان، أو تثبت أهدافنا كفريق في المكان.

 وفي تلك الفترة، كان صعبًا عليّ أن أنتقل من تأسيسنا كنساء في منطقة مثل: كفرنبل، واستغرق اعتراف الناس بنا فترة طويلة بين هجوم على أفكار نسائية، تريد أن تبني نفسها، أو تؤسس نفسها، ويستطيعون أن يقنعوها بكلمتين أو ثلاثة، يتكلمون عن الشرف والعرض وكثير من الأمور، ويستطيعون أن يغيروا لها فكرتها وكل العمل الذي تقوم به، وكل الأهداف التي تسعى إليها حتى إن كانت صحيحة.

 وفي هذه الفترة، كنا نعرف أعداءنا، وبدأ ظهور أعداء آخرين هم: داعش، وفصائل إسلامية، والنظام، والرماديون، والمخبرون الموجودين -طبعًا، هؤلاء الأعداء الذين نعرفهم- والمجتمع الذكوري. ونحن كنساء ليس لدينا ثورة واحدة وإنما ثورات، بمعنى ثورات على المجتمع من قبل، وثورات على التخلف، وثورات من أجل التحرر، وثورات من أجل الحقوق، وهذا الشيء ليس جديدًا على نساء سورية فقط، فالأمم المتحدة تذكره حتى الآن، وهو دعم المرأة، وأن تكون المرأة داعمة، وتعطى جميع حقوقها، لماذا؟ لا أعرف. ولكن نحن في وضع صعب، ونحن في حرب، ونريد أن نثبت وجودنا كنساء. وكانت هذه الخطوة صعبة جدًا علينا، وبالنسبة لي كانت هي الأكثر صعوبة؛ لأنني كنت في وجه التيار، فمن يريد أن يؤسس شيئًا عليه أن يكون في وجه التيار، وهو من يتعرض للضرب، وعندما يشق التيار (يُفتح الطريق) فالناس تمشي خلفي مرتاحة، وأنا لست غاضبة؛ لأنني في وجه التيار لأنه لن يكون أحد غيري في وجه التيار، ويتحمل أكثر مني. 

كلفني الوقوف في وجه التيار الكثير من الأمور، كلفني أن يحكى عليّ لفترة من الزمن، وهذه أول نقطة، ويوجد أشخاص لم يعودوا يتقبلونني كعمل نسوي ثوري. ووقوفي في وجه التيار كان سيكلفني حياتي، وجعلت أولادي في خطر، وتسبب وقوفي في وجه التيار أيضًا تعريض الأشخاص المحيطين بي للخطر، أو النساء اللواتي يعملن معي أيضًا. الوضع لم يكن سهلًا في منطقتنا، كان صعبًا جدًا، ولكن تجاوزناه لأنه رغم كل هذه الصعوبات، عندما يختفي النظام الفاسد فإن المجتمع ينصلح داخله، والمجتمع ليس هو الفاسد الأكبر، وإنما النظام هو الفاسد الأكبر، والذي أفسد المجتمع؛ لذلك نجاحنا نعتبره من نجاح المجتمع، فالمجتمع لو أنه لم يدفعني في النهاية ما كنا لننجح، ويأتي هنا الرجال الذين يؤيدون عمل المرأة والذين يدعمونها، ومن أول الداعمين المكاتب الثورية (المكتب الإعلامي)، ثم يأتي جو العائلة الذي يدعمك إذا لم يكن الناس الذين حولك يقدمون الدعم لك، فأنت لا تستطيع أن تستمر إلى أن يؤمنوا بفكرتك، فأنت تحتاج إلى وقت ولكن في النهاية، حتمًا سيؤمنون بفكرتك إذا أنت كنت تحملها، وتوصلها بشكل صحيح. 

وصلنا إلى مرحلة صار يلزمنا التطوير فيها، ولا يكفي أن نقوم بدورات فقط. وفي ذلك الوقت، دعمتنا سمر يزبك لمدة ثلاثة شهور، وضمن هذه الشهور، كان يجب أن نتعلم كيف يمكن أن نكتب فاتورة، ولكننا لا نعرف، وكان يلزمنا أن نقدم تقريرًا، ولكننا لا نعرف، وكان يجب أن نقدم صورًا وإثباتات، ولكن لا يتوفر لدينا كاميرا. 

في ذلك الوقت، كل من يأتي يعرف بأننا نحتاج إلى مساعدة، وكل من يأتي كان يمد يد العون قليلًا، وكل من يأتي كان يعطينا فرصة، وكل شخص يأتي فإننا نستقبل المساعدات بصدر رحب، فنحن يجب أن نتعلم، مثلًا: تأتي ناشطة من الخارج ومعها أمور جديدة، وكما قلت لك: نحن لا نعرف ماذا يوجد وراء الحافة(خارج البلد). لذلك نحن بحاجة إلى هذه الواردات أن تأتي، ونكتشفها، ونتعرف عليها عن قرب؛ لأنها إذا بقيت بعيدة فإننا لا نعرف ما يحصل في الكواكب الأخرى، فكنت أكتسب من الجميع، أو نكتسب من الجميع بشكل عام" كمزايا". 

جاءت زينة رحيم في وقت كان يجب علينا فيه أن نؤسس مجلة، وهي مجلة مزايا، حيث نجلس طوال النهار، ونحن نعمل كذا وكذا، ولكن كيف يمكن أن نقنع الرجال بنا كنساء، فنحن نكتب، ولكن لا يوجد لدينا لافتات، نكتب عليها؛ حتى يراها الناس. ونحن يجب أن نكتب إلى مجتمعنا (محيطنا)، ولكن ماذا سنكتب؟ ومن سيكتب؟ وليس لدينا أحد يكتب، فجاءت زينة رحيم في تلك الفترة، ونحن كنا بحاجة لشخص يقوم بدورة صحافة مكتوبة، فأعطتنا دورة لمدة اثنا عشر أو خمسة عشر يومًا، لا أذكر، وكانت في مثل هذه الأيام، وبعد أن انتهت الدورة، حُرق المركز. طبعًا، هذا دليل على عدم تقبل الأعداء لفكرة أن تطور النساء أنفسهن، أو يقمن بدورة صحافة مكتوبة. حُرق المركز، وكان لدي خمسة آلاف كتاب في المكتبة، كانت كبيرة وضخمة وموجودة في المركز، هذه المكتبة أثناء إزاحة الحواجز- كان لدينا مركز ثقافي في كفرنبل، وكانت لدينا مجموعة كبيرة من الكتب في المركز الثقافي- أحرق الجيش النصف، والأغبياء الآخرون الذين لا يفهمون قيمة الكتب أحرقوا النصف المتبقي؛ لذلك يوجد مجموعة من الناس الذين يعرفون قيمة الكتب قاموا بجمعها في منزل، ولكنهم كانوا بحاجة إلى هذه الغرفة أو القبو؛ لذلك تعرضت للرطوبة، ونحن(النساء) اقترحنا أن ننقلها، ونحتفظ بها لدينا، ونستفيد منها. فكانت النساء يستعرن الكتب للقراءة، وكان يوجد ركن خاص بالقراءة للنساء في ذلك الوقت في "مزايا".

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/29

الموضوع الرئیس

النشاط النسوي في كفرنبل

كود الشهادة

SMI/OH/114-09/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2014

updatedAt

2024/04/07

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-كفر نبل

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

مركز مزايا للنساء

مركز مزايا للنساء

اتحاد المكاتب الثورية

اتحاد المكاتب الثورية

مجلة مزايا

مجلة مزايا

الشهادات المرتبطة