الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

لقاء اللجنة الامنية في اللاذقية مع مندوبين عن المعتصمين في ساحة الصليبة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:14:01

وبعد إصرار محمد على أن أذهب إلى هناك، ذهبت معه بسيارته، ووصلنا إلى باب فرع الحزب، ودخل، وتركني في السيارة، وبعد دقيقتين أو ثلاث، نادوا عليّ فدخلت، كان هناك جمع مقبول من الأشخاص الذين لا أعرفهم، بالإضافة إلى اللجنة الأمنية المؤلفة من: رياض حجاب، وطه حاج طه، وخضر العلي، وعدنان إبراهيم (رؤساء الأفرع الذين ذكرتهم بالاسم) فقال عدنان إبراهيم لرياض حجاب: هذا هو، هذا واحد من المشاغبين الكبار. فقال له محمد: أولًا، لم نتفق على أن تتكلم بهذه الطريقة، وأنت طلبت الرجل، وتريد رؤيته. فقال: على كل حال، يعتبر نفسه بعد هذه اللحظة معتقلًا. وهنا حدثت مشكلة كبيرة بين محمد وعدنان إبراهيم، وشتما بعضهما، ووصلت الشتائم إلى مرحلة عالية جدًا. وفي النهاية، قال له محمد: إذا كنت رجلًا فإنك تستطيع أن تأخذه من هناك. فقال: على كل حال، هو هنا. فقال محمد: إذا كنت تستطيع أن تأخذه فخذه. وقال الدكتور رياض في هذا الوقت: نحن تعهّدنا ألا نعتقل أحدًا، والموضوع منتهٍ. فقلت لهم: أنا ليس لدي شيء لأتكلم به، بعد الذي رأيته طبعًا، وليس لدي شيء لأتكلم به، ما هو المطلوب مني؟ إذا كان هناك شيء ثانٍ تريدون أن تتكلموا به معي فتكلموا، أو اتركوني أذهب، فأنا أتيت بناء على طلب ابن عمي، وليس لديّ أكثر من هذا. وخرجت، فقال لي محمد: اجلس في السيارة. وبقيت في السيارة، ودخل بعض الشباب إلى الداخل، والتقوا برياض حجاب وبالموجودين، ورجعوا إلى الصليبة، ورجعنا إلى الصليبة طبعًا. وبدأ الحديث عن وضع قوائم، كانت اللجنة الأمنية قد طلبت من هؤلاء الشباب وضع قوائم بالأسماء التي تريد أن تتوظف، والأسماء التي ينقصها شيء ما. والحقيقة أنه لم يكن أحد له دور، لا يستطيع خالد كمال أن يفرض على أحد شيئًا، ولا يستطيع طارق أو الشباب الموجودون؛ لأنه لا يوجد رأس واضح للحراك. كان حراكًا شعبيًا، لا يستطيعون أن يطلبوا، بل على العكس، لو استمروا بسياستهم مع هؤلاء الوجهاء الذين اعتبروهم وجهاء أعتقد بأنهم كانوا قد حصلوا على نتائج أفضل من الطريقة التي تعاملوا بها؛ لأن هؤلاء -على الأقل- معروفون في الصليبة، ولكنهم رأوا أن الناس أيضًا لم يتقبلوهم، ولا يثقون بهم؛ فمن كان منهم مسؤولًا قبل ذلك، والذي لديه مصالح (شركات ومطاعم وقصص) اعتبروا أن هؤلاء ليسوا أهلًا للثقة، ولا أعرف كيف كانت النوايا، فهل كانت نوايا صحيحة أم كانت سيئة؟ لا أعلم.

بعد أن عدنا، كان هناك أشخاص قد انجرّوا وراء الأمر، وبدؤوا بوضع أسماء. وطبعًا، بدأ الوجهاء يأخذون الأسماء، وليست اللجنة (بعض الشباب الذين دخلوا)؛ لأنهم لم يستطيعوا أن يصلوا إلى نتيجة؛ لأنهم أصلًا ليس بيدهم شيء، ولديهم موقف ثوري. فعادوا الوجهاء وتكلموا مع الفرع، وعادوا مرة ثانية إلى الساحة أيضًا، وكانت الساعة ما بعد 11:00 ليلًا، وبدؤوا يتكلمون معنا، ويقولون: إن الشبيحة لم يعد لهم وجود في اللاذقية، والوضع الاقتصادي سيتغير، وسيصبح التركيز على المنطقة كبيرًا، وما يشبه هذا الكلام. وأنا بدأت أرى أنهم بدؤوا يشقّون الصف بين الناس المتظاهرين. وفي آخر الليل، ذهبت إلى منزل محمد، فقال لي: إن الوضع غير مطمئن، وأنهم أحكموا السيطرة بقوة، وأي حركة تقوم بها يجب أن يكون لي علم بها؛ لأن وضعك أصبح سيئًا جدًا، وأنت شاهدت بعينك ما حدث بيني وبين رئيس الفرع (عدنان إبراهيم). في الحقيقة، لم أطمئن للموقف نفسه مع عدنان إبراهيم؛ لأنه ليس أي شخص يستطيع الوصول إلى هذه المرحلة، ويسب رئيس فرع على أمه وزوجته، فقد وصل السّبّ إلى هذا الشكل، فكنت قلقًا، ولست مرتاحًا.

في اليوم الذي بعده، في التاسع والعشرين من الشهر، استمرّ الحال على ما هو عليه (الحصار)، كانوا محيطين بكل المنطقة من كل الجهات، فكانت هذه الدائرة الكبيرة، وأغلق الشباب مداخل الصليبة، ولكن بكل الأحوال، هم غير قادرين على الوقوف في وجههم؛ لأنه لا يوجد سلاح لديهم، يوجد القليل من العِصي وإطارات وبراميل في الطرقات، ليس أكثر من ذلك. وحديقة "أبي تمام" كانت ممتلئة، يوجد فيها على الأقل 500 عنصر من الأمن، ولكنهم لم يقتربوا من أحد، فنخرج من ساحة الاعتصام، ونذهب في هذا الاتجاه، ونمرّ بجانبهم، ولا يتكلمون مع أحد. يبدو أنه كانت لديهم مهمة محددة، كانوا بانتظارها، وكانوا جالسين في الحديقة ليلًا ونهارًا، ويأتيهم الطعام إلى الحديقة، وفي كثير من الأحيان أخرج إلى الشرفة من بيت محمد، وأراقب ما يحدث.

في الثلاثين من الشهر، ذهبت إلى مصنع رياض الطبي؛ لأني كنت مضطرًا للذهاب، وجاء أخي من القرية للقائي، وتكلم معي صاحب المصنع الدكتور أيمن بدوي -هو الآن في أمريكا- وقال لي: طلبني مختار الصليبة، وذهبت إليه، وشاهدت مقاطع فيديو لك، والأمن أعطاه المقاطع، وقال له: نريد هذا الشخص. فقلت له: هم يعرفون أين أنا، وأنا متأكد أنهم يعرفون أين أنام، وأين أجلس. قال لي: هذا الكلام الذي حدث، وشاهدت مقاطع الفيديو، وأنا حتى تلك اللحظة لم أكن أعرف أنهم قاموا بتصويري، لم أكن قد رأيتها أبدًا. وقال لي: إنهم جاؤوا إلى المصنع البارحة، وسألوا عنك. وقلت لهم: أنا لا أعرف عنه شيئًا. وقالوا له: إنه يستخدم هاتف المصنع. فقلت له: بالنسبة للعمل، اعتبر أنني تركته. فقال: لا، فكّر كيف تتعامل مع ظرفك، وأنا معك لآخر لحظة، واترك الهاتف معك. فقلت له: حسنًا، وفي هذه الأثناء، خطب بشار الأسد خطابه في الثلاثين من الشهر، وبدأ يهدد ويتوعد، وقبل أن يكتمل الخطاب، قال لي الدكتور أيمن: اركب سيارتك، واذهب، وحاول أن تجد مكانًا لك؛ لأن الوضع ذاهب إلى انفجار كبير جدًا، وركبت أنا وأخي في السيارة، وذهبنا، وكان أخي موظفًا معي في نفس الشركة، وركبت سيارة أخي، وذهبنا، ووصلنا إلى محطة القطار في اللاذقية، كان الناس قد خرجوا بجنون كبير، وكان المتظاهرون يشتمون، فهذه المرة الأولى التي بدأ المتظاهرون فيها يشتمون السلطة و الأسد بشكل فج، وكانت الشتائم تنال من عرض بشار وعائلته، كانت بهذه الروح، كانت أعداد المظاهرات مقبولة، وكانت هذه المنطقة بين نادي حطين و نادي تشرين، إلى جانب محطة القطار، كانت المنطقة خارج إطار الدائرة التي يعرفها الناس، وهؤلاء أغلبهم من أهل اسكنتوري. 

وطبعًا، يوجد تفصيل لم أذكره، عندما بدأت المظاهرة الأولى خرج أهل "الرمل" من "الرمل"، والتقوا ببعضهم في ذلك اليوم، وبعدها تحوّل الوضع، وأصبح هناك اعتصام في "الرمل" واعتصام في "الصليبة"، وخلال هذه الفترة، زرت "الرمل" مرتين في ساحة "الرمل"، كان العدد أقل، وبعد الخطاب أصبح هناك مركز، في ذلك اليوم مساء، أصبح مركزًا كاملًا في ساحة "الرمل" ومركزًا كبيرًا للاعتصام. وفي ذلك اليوم، اتصلوا بي ليلًا، وقالوا لي بالحرف الواحد كان المتصل بي ضابطًا في الأمن العسكري: "ياعرصا وين ما كنت بدنا نجيبك ونشحطك". وتشاجرنا على الهاتف، وقلت له: تعال وخذني.

 وذهبت إلى أيمن، في المنزل، وقال لي أيمن: يجب أن تذهب اليوم. وقال: إن هناك تفاصيل لا يمكنني أن أقولها لك، ولكنك اليوم ستذهب. فقلت له: سأخبر محمد. فقال لي: لا تقل لمحمد أنك سافرت أبدًا، واذهب. فقلت له: كيف سأذهب؟ فقال لي: لا أعرف، يجب أن تذهب، واليوم يجب أن تخرج من اللاذقية. فذهبت مع أخي بالسيارة، أو بالأحرى بعثت أخي إلى المنزل الذي كنت أضع به أشيائي في "الرمل"، وجلب لي جواز سفري، وركبنا السيارة، وخرجنا من اللاذقية بحدود الساعة 11:00 ليلًا، وذهبنا إلى الضيعة (القرية)، وطوال الوقت وأنا أحمل قلبي بيدي (خائف جدًا)، وأغلقت الهاتف بشكل كامل، وأغلقت هاتف أخي بشكل كامل، وذهبنا إلى الضيعة، ووصلنا إلى القرية، ولم يوقفنا أحد في الطريق. لا يوجد شيء، لا توجد حواجز، وصلت إلى القرية وعرفت أن الأمن جاء. كان تواصلي مع محمد معروفًا، فهل هي محاولة تخويف أم أنهم فعلًا يفكرون بالقبض على محمد؛ لأن محمد اختلف مع رئيس فرع الأمن العسكري، وبدؤوا يريدون إحضاري بأي طريقة، ولكن هم يعرفون أنني موجود ومتواجد في منزل محمد، ولماذا كل هذه الحركات؟ لم أفهم، حتى اليوم لم أفهمها، وعرفت أنهم جاؤوا إلى الضيعة، وسألوا عني، وتكلموا كلامًا خطيرًا في الضيعة وذهبوا. مع لحظة وصولي، اتصل والدي مباشرة بقريب لي في جسر الشغور، والضيعة تبعد عن جسر الشغور حوالي ثلاثين كيلو مترًا تقريبًا، ولكنها تابعة لريف اللاذقية، وجاء قريبي حوالي الساعة 02:30 ليلًا بالسيارة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/11

الموضوع الرئیس

اعتصام ساحة الصليبة في اللاذقية

كود الشهادة

SMI/OH/49-17/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-الرمل الجنوبيمحافظة اللاذقية-الصليبة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

مجلس محافظة اللاذقية - النظام

مجلس محافظة اللاذقية - النظام

فرع الأمن العسكري في اللاذقية

فرع الأمن العسكري في اللاذقية

فرع حزب البعث في اللاذقية

فرع حزب البعث في اللاذقية

الشهادات المرتبطة