الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

زيارة وفد الفنانين إلى ساحة صليبة للتفاوض مع المتظاهرين

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:26:24

أعود للتأكيد على نقطة بأن هناك من كان يدفع...، ففي البداية، الأمن أخاف الدكتور رياض حجاب من الدخول باتجاهنا، وبالتالي نحن لمسنا أنه كان هناك تعمد أو محاولة لاستلام الأمن الملف في المنطقة، ويُبعد عنه المحافظ وقيادة الشرطة؛ لأن هناك صراعًا بين المؤسسات، وبشكل أو بآخر هذا الصراع حاضر، وفيما بعد بدأنا نفهمه ونستوعبه بشكل أكبر. وبالتالي تم إرهاب الدكتور رياض حجاب ومحاولات منعه من الدخول، ونحن لا نستبعد ذلك، فهناك أصوات كانت تتحرك من داخلنا ولديها ارتباطات، ولكنها تمثل من المجموع أعدادًا بسيطة جدًا، وأنت تتحدث عن الآلاف الموجودين في هذه الساحة، فأحيانًا شخص يتحدث بكلمة، ويوجد من يردد خلفه، ويقومون بفعل غير مبني على معلومة دقيقة، ويوجد أشخاص نظرتهم، وأريد هنا تقسيم المشهد، كان هناك أشخاص فاعلون بشكل كامل في هذا الحراك ولديهم الاتصالات والقنوات، وكانوا يفهمون المشهد، و[يقولون]: نحن بهذا الشكل سوف نتحدث مع المحافظ فليتفضل المحافظ، ونوسع الدائرة. فعندما كنت أجلس مع أي شخصية كنت أعود إلى مجموعة الشباب الموجودين معي، وأقول لهم: نحن هكذا سنفعل. ونحاول أن يكون القرار جماعيًا، ولا يوجد قرار فردي؛ لأن القرار الفردي له انعكاسات وارتدادات سلبية، وسوف تكون كبيرة جدًا، وبالتالي نحاول مع أكبر عدد ممكن أن نقنعهم بأي خطوة سوف نقوم بها ومنها: إدخال الدكتور رياض حجاب حتى يلقي هذه الكلمة. 

وطبعًا، خرجت بعض الأصوات، وإذا عدنا إلى الفيديوهات فإن الدكتور رياض حجاب في خطابه لم يمثل السلطة، وإذا سألتني: كيف هو على رأس السلطة ولم يمثل السلطة؟! كان خطابًا مرتجفًا، بمعنى أن الرجل كان يحاول أن يقول: إنني شخص منكم وبكم ومطالبكم محقة ويدنا بيدكم سوف ننجز شيئًا. وأنا أفهم هذا الخطاب بأنه خطاب عاجز؛ لأنني أعرف أن السلطة في مكان آخر، ولكن هل هذا الخطاب يترتب عليه أن تمسك الحجر، وتلحق به الدكتور رياض حجاب؟ حتمًا لا. فإذًا لماذا فعلت ذلك؟ ولصالح من قمت بهذا الأمر؟ هذا سؤال يمكن طرحه.

فيما بعد وبعد أن يخرج المسؤول، كنا نجلس، ونقول: لماذا يحصل هكذا يا شباب؟ فتجد أن هذه الشخصيات التي شاغبت غير موجودة في القرار، ولكن هذه الشخصيات كيف تأتي، وتفعل، وتشيطن، وبعد ذلك تختفي، ولا تكون موجودة في الصف الأول؟ بمعنى أنها افتعلت هذه المشكلة. فنحن نقول: في المرة القادمة، سوف نحاول... و كنا نحاول كل يوم ترتيب صفوفنا، وكل يوم نرى أماكن الخلل والأخطاء حتى نعيد ترتيب الوضع بحيث لا نقع في أخطاء، ويجب أن نقدم نموذجًا جيدًا عن الحراك في محافظة اللاذقية، وهذا كان هدفًا لكل قادة الحراك في محافظة اللاذقية، وكنا جميعًا متوحدين عند هذا الهدف، ويجب علينا تقديم أجمل وأفضل صورة عن الحراك السلمي؛ وبالتالي هذه الأفعال ومنها محاولة طرد الدكتور رياض حجاب ومتابعته بالحجارة هي ليست في صالحنا، وخصوصًا أنه لم يتحدث بكلمة فيها إساءة لنا أو فيها تهميش أو استصغار متطلباتنا. وفعلًا، لم يحقق شيء من كل شيء قاله الدكتور رياض حجاب، وهذا كان واضحًا في خطاب بشار الأسد الأول فيما بعد، وكان يقول: من هم المعتقلون لديكم حتى نخرجهم؟ وفي هذه الفترة، في اليوم الأول والثاني، لم يكن هناك معتقلون، وبالتالي قدمنا لوائح عن المعتقلين السياسيين القدماء، بمعنى إذا كنت محافظًا وعندك هذا الثقل والكلمة وكذلك المشايخ كانوا يحاولون التحدث أحيانَا باسم السلطة، وأنهم يستطيعون العمل، وقدمنا مجموعة أسماء للمعتقلين السياسيين القدامى الموجودين في صيدنايا وتدمر، ولم يخرج أي شخص منهم.

نحن عندها حافظنا على إغلاق مناطقنا بشكل كامل، وأصبحنا نتعامل مع الأجهزة الأمنية ومع الطرف الآخر، وأؤكد على أن الإغلاق كان بالحاويات وإطارات السيارات والأحجار فقط، ولم نكن نمتلك أي قطعة سلاح، ولم يظهر في حراكنا في الأسبوع الأول أي قطعة سلاح في حدود مشاهدتي.

بدؤوا يتواصلون معنا، لأن هناك فنانين سيأتون باتجاه المنطقة، وبحسب ما أذكر 3 أو 4 فنانين منهم: نضال سيجري -رحمه الله- وباسم ياخور، والليث حجو، ومكسيم خليل، وكان لنضال سيجري شعبية كبيرة جدًا في محافظة اللاذقية، كانت أكثر مما تتخيل، ويمكنني التحدث الآن عن بعض المواضيع التي لم تخرج سابقًا إلى الإعلام، وأريد توضيح موقف نضال سيجري، وطبعًا الأستاذ نضال سيجري -رحمه الله- هو شقيق والدي، وبالتالي هو عمي، وبعيدًا عن كونه عمي، فقد استقبلناه في الصليبة، وكأنه جاء حتى يتحدث باسم السلطة، وكنت في صف المظاهرات، وهو جاء حتى يتحدث باسم السلطة، ولكنه لم يستطع للحظة أن ينسى أنه ابن هذا الشعب، والسلطة كانت تدرك مكانة نضال سيجري عند هؤلاء الناس، سأتكلم في البداية عن الحوار الذي دار بيننا في الاعتصام، وفيما بعد سوف أتحدت عن الكواليس بعيدًا عن الاعتصام.

عندما وصل نضال سيجري وباقي الفنانين كانوا يقولون: يا شباب، هذا وطننا، وهذه بلدنا، ونحن يجب علينا الحفاظ عليها. وطبعًا، نحن متفقون في هذه النقطة، ونحن جاهزون لهذا الكلام، ونحن منطلقنا ودافعنا في الخروج في هذه الثورة هو الحفاظ على البلد، ثم سألونا: ما هي مطالبكم؟ وحاولنا إقناعهم في اللقاء وقلنا لهم: تعالوا انحازوا بشكل كامل إلينا وابقوا في الاعتصام ولا تخرجوا، وهذا يجب أن يكون موقفكم. وهم كانوا يحاولون إقناعنا قائلين: إذا كانت لديكم مطالب فسوف نلبيها، ومهما كانت مطالبكم سنحققها، ودعونا نتكاتف حتى نقدم نموذجًا، وأنتم لديكم مطالب إصلاح ومطالب سياسية فأعطونا هذه المطالب، ونحن سنحققها. والفنانون كانوا مكلّفين ومرسلين من قبل بشار الأسد شخصيًا، وبشار الأسد كلفهم، وأرسلهم، وبالتالي سجلوا مجموعة المطالب التي كنا نتحدث فيها عن تغيير حقيقي في نظام الحكم في سورية وليس تزييفًا، مثل: إلغاء قانون الطوارئ، وكنا نتحدث عن أحزاب وحياة سياسية، وقلنا: كبادرة حسن نية يجب على بشار الأسد أن يتنازل عن السلطة. وهذا المطلب عندما كنا نقوله كان الجميع ينظر له بأنه طلب جنوني وغير منطقي، وكنا نحن نقول: أين المشكلة؟! ويجب أن يحصل هذا الأمر بعد أحداث درعا، وفي تاريخ 25 آذار/مارس الكثير من المناطق الأخرى غير اللاذقية خرجت [في المظاهرات]، ويجب أن يقدم ذلك، وهذا هو الحد الأدنى. وفعلًا، انتهى اللقاء بعد أن سجلوا مطالبنا، وغادروا المنطقة، والحصانة الوحيدة التي كانوا يمتلكونها بدخولهم إلى المنطقة هي محبة الناس، ولولا محبة الناس ما استطاعوا الدخول إلى المنطقة والتواجد فيها والخروج وهم يحافظون على كل هذا الاحترام. 

وكان من الواضح أنه يوجد تباين في المواقف بين مجموع الفنانين، بمعنى أنني هنا أريد التحدث عن نضال سيجري وليس لأنه تربطني به علاقة قرابة ولكنها حقيقة -والرجل كان قد توفي بطبيعة الحال- فقد عاش نضال سيجري صراعًا حقيقيًا ما بين إدراكه لحقوق هؤلاء الناس وأحقية مطالبها وبين العلاقة الوثيقة التي كانت تربطه بشخص بشار الأسد، وكان مريضًا بمرض السرطان، وله 3 سنوات تقريبًا، وكانت تربطه علاقة شخصية مع بشار الأسد علاقة صداقة، وهو لم يرَ من شخصية بشار الأسد إلا الوجه المشرق، وفترة علاجه والاعتناء به وكل هذا كان بشار الأسد قد تكفل بكل ذلك، وهو لم ير من السلطة إلا الوجه المشرق، ولم يرَ من بشار الأسد إلا الجانب الإيجابي، ولكنه لا يستطيع الانسلاخ عن حاضنته الشعبية، وهو ابن محافظة اللاذقية، وهو ابن الصليبة ومشروع الصليبة وحي القلعة والعوينة والطابيات، وهو ابن هذه المناطق، وتربى فيها، وعاش مثل جميع المواطنين، وعندما جاء إلى المنطقة فهو فعلًا كان يحاول إنجاز اتفاق حقيقي وليس على حسابنا، وهذا الشيء كان واضحًا للناس من خلال كلماته وتفاعله، وأنه لم يأتِ فقط من أجل تثبيت موقف، وإنما جاء حتى ينجز شيئًا. وهو فيما بعد أخبرني أنه قبل أن يوافق على المجيء باتجاه المنطقة جلس مع بشار الأسد، وقال له: يا سيادة الرئيس، هؤلاء الناس لهم مطالب محقة، ونحن سنذهب، ونلتقي بهم، وسوف نسجل هذه المطالب، وسوف نعود إليك حتى نقدم هذه المطالب، ولكن هل سوف تستجاب؟ وهل سوف تكون هناك استجابة حقيقية مع هذه المطالب؟ فكان الجواب من بشار الأسد: نعم، كل المطالب المحقة -نحن في دولة ديمقراطية- سنستجيب لها، وبناء على هذا الوعد أخذ على عاتقه الذهاب إلى مدينته وأهله ليطرح مبادرة من أجل إنقاذ المشهد وإنهاء هذا الاحتقان الحاصل؛ لأنه لا أحد كان يرغب به، ونحن كنا فعلًا نتوقع أن تسيل الدماء بين السنة والعلوية، وبعد أن غادر نضال سيجري، وذهب باتجاه القصر، والتقى مع الرئيس بشار الأسد، وقدم هذه الطلبات، ونقل وجع الناس، خرج بدون أي استجابة، وقال لي حرفيًا الجملة التي قالوها له عندما كان يغادر القصر الجمهوري؛ لأنه في الاجتماع تحدث بكل شفافية وبكل وضوح وجرأة، وعندما غادر قال له مسؤول القصر: يا أستاذ نضال، نحن نحبك ومكانتك كبيرة، ولكن بهذا الأسلوب إلى هنا ممنوع أن تأتي. وأخرجوا الوجه السيئ لهم، لدرجة أنه صُدم بهذا الوجه، وبعدها غادر باتجاه لبنان، واتخذ قرارًا بأن يستكمل علاجه، وقال لي حرفيًا: يا إبن أخي، إن بشار الأسد ليس هو صاحب القرار، وهذا ليس تبرئة لبشار الأسد، ولكن لأن بشار الأسد هو دمية، ويوجد أشخاص آخرون يقودون معه، وبالتالي حتى نضال سيجري أدرك بأن بشار الأسد ليس هو صاحب القرار، وأصحاب القرار هم أشخاص آخرون تمامًا، واختار الاعتزال والابتعاد بشكل كامل، وهو حتى يوم وفاته ليس له أي تصريح ضد المظاهرات وضد الحراك في سورية، وبالمقابل لم يؤيد النظام، ولم يعلن موقفًا مطلقًا للثورة؛ لأنه كان يحاول إيجاد مقاربة ما، ولكنه كان مدركًا في داخله بأنه لا توجد مقاربة؛ وبالتالي زيارة الفنانين باتجاه المنطقة فشلت بشكل كامل.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/25

الموضوع الرئیس

الحراك السلمياعتصام ساحة الصليبة في اللاذقية

كود الشهادة

SMI/OH/61-14/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-الصليبة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

القصر الجمهوري- قصر الشعب

القصر الجمهوري- قصر الشعب

مجلس محافظة اللاذقية - النظام

مجلس محافظة اللاذقية - النظام

الشهادات المرتبطة