الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

نشاط "اللجنة العربية" في محافظة الحسكة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:25:05

في عام 2011، وبعد أن وضحت الثورة في الحسكة، ووضح أشخاصها الذين يؤيدونها، والأشخاص الذين يمكن العمل معهم لبناء خطوات مرتبة؛ من أجل تحقيق أهدافها، بدأنا نتحرك. في وقت مبكر تحدثت عن اللجنة العربية في محافظه الحسكة التي أسسناها كتنسيقية، وأعطيناها هذا الاسم لأسباب واضحة؛ حتى يكون هناك هوية متنوعة للحراك الثوري في المحافظة. وكان لها نشاط يمتد من شارع التظاهر- في إطار تنظيم المظاهرات ودعمها- وحراك سياسي أيضاً مع الجهات الفاعلة. وبدأنا نلتقي في حوارات متعددة، في مناطق متعددة، خارج إطار الحسكة جغرافياً كمدينة، وذهبنا إلى الأرياف والقامشلي. وحصل تواصل: بعض التواصلات كانت بمبادرة منا، وبعضها من أطراف سياسية أخرى قديمة موجودة في المنطقة، أو تشكلت حديثاً في أشهر الثورة الأولى. وكان من اللقاءات المهمة: التجمع الوطني للشباب العربي وهي مجموعة من الشباب العرب، نخب ثورية، وشخصيات مهمة. وقبل أن أقول نخب ثورية، هم نخب اجتماعية قبل أن يتضح دورهم في الثورة، يعني من حملة الشهادات، ومنهم من عوائل معروفة، ومن أماكن متعددة في المحافظة، وشكلوا التجمع الوطني للشباب العربي، وكان عندهم نفس الهاجس الموجود عند الأخرين، ونحن أيضاً عبرنا عنه في أكثر من بيان، ونص، ورسالة، والذي هو: مزاعم أن هذه المنطقة كردية، وأن الحراك فيها كردي، ورفع أعلام مختلفة عن علم الثورة؛ وبالتالي أدلجة المنطقة باتجاه أهداف بعيدة عن مطالب الحرية، وحقوق الإنسان، والمواطنة المتساوية من أجل جميع الأطراف. مع الاحترام والتقدير للأخوة الأكراد، ودورهم، وعملهم، وتضامنهم معنا. مظلوميتهم المتعلقة بالحقوق الثقافية واللغوية، وأيضاً حرمان البعض منهم من الجنسية. كل هذه الأمور لا نختلف عليها، ولكن بدأت الطروحات تأخذ شكلاً آخر مختلفاً؛ وبالتالي كان عندنا حرص على أن تكون" المنطقة الكردية" واضحة في هويتها المتنوعة؛ يعني نحن أيضاً لا نحاول أن نقول: أن هذه المنطقة عربية، علماً بأنه يوجد معطيات موضوعية نستطيع أن نبرزها تجاه ذلك، ونحرص على أن تكون المنطقة للجميع: عرب، وسريان، و آشوريون، وأكراد، وتركمان وشركس، وشيشان، وأرمن، وجميع المكونات الموجودة في هذه المنطقة؛ لذلك شكلت مجموعة من الشباب (التجمع الوطني للشباب العربي)، وبدؤوا يصدرون بيانات، ويحاولون عقد لقاءات مع الجهات السياسية الأخرى.

طبيعة التعاون بين التجمع الوطني للشباب العربي والجهات السياسية المحلية:

وحصل بيننا وبينهم تعاون، ونحن أصدقاء، يعني يوجد صداقات ما بين أفراد في اللجنة العربية و"التجمع"، وكان هناك مشاريع مشتركة لتوضيح هوية المنطقة: أولاً- ديموغرافياً وتاريخياً، وهوية الحراك الثوري فيها أيضاً: بأنه متنوع إضافة إلى التنوع الديموغرافي الموجود والتاريخي. ولا ننكر هذا أبداً، ونحرص عليه، حتى لو كنا نبالغ في إبراز هذا التنوع؛ من أجل أن نعطي رسائل إيجابية تدفعنا إلى العمل المشترك.

وتم التواصل وبدأنا وكان اللقاء الأول في القامشلي، وذهبت لزيارة الشباب في منزل أحدهم في بناء، في الطابق الرابع أو الخامس، جلسنا في شقتهم، وكانوا جميعاً موجودين. وكان الحوار ما بيننا وبينهم باتجاه واحد فقط لا غير، لم يكونوا قد أعلنوا موقفهم المنسجم مع موقف الثورة والمطالب بإسقاط النظام بشكل واضح حتى شهر آب ٢٠١١، وكانوا أقرب إلى هيئة التنسيق، ومطالبهم إصلاحية، وكانت دون ما كنا نهتف به ونعمل لأجله. وكنت أحاول إقناعهم أنا وكل زملائي: بأن الشارع سبقكم، ويجب أن تمشوا مع نبض الشارع وإيقاع الشارع؛ حتى يقبلكم الشارع. وكان عندهم فكرة: أن هذا الشيء يمكن أن يعطيهم مجالاً حتى يعملوا. ويصرحوا (في الغرف المغلقة): نحن مع إسقاط النظام ولا يمكن أن نقبل بأن يستمر هذا النظام، ولكنهم اختاروا هذا حتى يعطيهم مجالاً، ولا يتم اعتقالهم. ونحن تجاوزنا ذلك منذ زمن، منذ أشهر من البداية (من الشهر الثالث) كان هذا الموضوع واضحاً لنا.

في شهر آب2011 أصدروا أول بيان يطالبون فيه بإسقاط النظام؛ لأنهم لم يعودوا يحتملون. واستمر التعاون ما بيننا وبينهم ولم يحصل اندماج. وهم فضلوا أن يبقوا في هذا الإطار، واستمروا في حوار المكونات الأخرى للمجلس الوطني الكردي؛ من أجل أن يصلوا إلى صيغة مشتركة في مجال السلم الأهلي. كما استمرينا أيضاً في حوار هذه المكونات، وحصلت لقاءات ما بيننا وبين المجلس الوطني الكردي.

الدعوة إلى خطاب ثوري وطني جامع لا قومي:

في ذلك الوقت، كنا نجنح إلى فكرة الدعوة لإلغاء جميع المكونات الضيقة، والقومية، ولا أحد يتكلم بالعروبة، وبالمقابل نطلب من شركائنا في وطننا، وتاريخنا، ومستقبلنا أن يتخلوا عن هذه المسميات. ليكن لدينا: ثورة سورية، وتنسيقية سورية، وحزب سوري، ويكون فيه عرب وأكراد وغيرهم. وأنه علينا القيام بهذه المبادرة. وطرح شبابنا هذا الشيء عندما كنا في اللجنة، في اجتماعات متعددة، أخذت منا وقتاً طويلاً. وبدأنا بإجراءات عملية: كُلِف المحامي ممتاز الحسن والدكتور سيف الجربا بفتح هذا الحوار. وذهبوا إلى القامشلي، وقابلوا الأحزاب الكردية جميعها، ولا يوجد سكرتير حزب كردي، أو أمين عام، أو مسؤول، أو غيره إلا وعقدوا معه اجتماعاً. وقالوا: تعالوا. نحن حالياً نتكلم فقط بالثورة، ونترك القضايا الثانية؛ لأن مكانها ليس هنا، وهي تفرق ولا تجمع. وأنتم تعرفون أننا جميعاً مع الحقوق الكردية الواضحة التي لا يمكن أن نتجاوزها، التي تتعلق بالحريات، وحقوق الإنسان، والقضايا الثقافية، واللغوية. ولكن لم نجد استجابة- مع الأسف- بعد أن استنفذ الشباب كل الفرص، وعندما عادوا قالوا: إننا لم نجد استجابة أبداً. يعني يوجد نهج معين يسيرون عليه: بأن هذا الظرف يجب أن نستفيد منه؛ حتى نحقق مطالب أخرى لصالح الأخوة الكرد. ونحن لم نتفق معهم، وبقي هذا الخلاف موجوداً، مع التعاون في أطر أخرى، في مجالات أخرى، على صعيد آخر. ولكن لم نستطيع إصدار بيان. وكان الهدف إصدار بيان مشترك، وبعدها نقول: هذه المبادرة سوف تضع كل القضايا الضيقة القومية على طرف، وننتقل إلى الحالة الوطنية الأكبر.

الهاجس الأمني يعوق الاستجابة لدعوة اللجنة:

التقينا أيضا مع المنظمة الآشورية، وكانت لقاءات مهمة جداً. التقينا في القامشلي مع الأستاذ كبرائيل موشى، سكرتير المنظمة في ذلك الوقت، وآخرين من أعضاء القيادة في المنظمة. وردوا لنا الزيارة: زارونا في مكتبنا في الحسكة، وكان في مكتبي حضور أيضاً، وتناقشنا في كل القضايا، وبدأ الخلاف، وطبعاً، ليس خلافاً معهم، وليس خلافاً عريضاً، ولكن في وجهات النظر حول لقاءاتهم مع الـ " بي واي دي"؛ لأن الـ " بي واي دي" كانوا مع النظام، وكانوا يشبحون على الثورة، وكانوا يرتكبون مع النظام جرائم بإطلاق النار على المتظاهرين، وكانوا يقتلون الناس، ويعتقلون الناس. وكانت المنظمة(الآشورية) في ذلك الوقت، لازالت تلتقي مع الـ "بي واي دي"، وكنا نطالبهم بتحديد موقفهم منهم: لأنه ما هو الفرق بين الـ " بي واي دي" وما بين الميليشيات العشائرية أو العربية الأخرى التي كانت تعمل مع النظام ومع الأمن؟ ونحن قطعنا علاقاتنا معهم، علماً بأنه يوجد علاقات دم بيننا، ومصاهرة، وقرابة. من العشيرة الواحدة والعائلة الواحدة يخرج[منها] من يشكل ميليشيات دفاع وطني مع النظام؛ فترى شباب العشيرة أو العائلة أو المنطقة الذين مع الثورة يقطعون علاقاتهم معه: الاجتماعية، وأواصر القربى والدم؛ ولم يعد يوجد [بينهم] حتى التحية، حتى في التعازي؛ أصبح هناك فجوة كبيرة.

بينما بقوا في هذه العلاقات، وهذا الموضوع كان مستنكراً من قبلنا. وكان جواب الأصدقاء في المنظمة أنهم مضطرون لهذا الشيء؛ لأنه يوجد عندهم قرى موجودة ضمن مناطق سيطرة هذه المجموعات، ويريدون الحفاظ على الأقليات الموجودة، سواء في شمال العراق أو تركيا أو سوريا. ونحن لم نكن نقبل هذا الطرح أبداً. وقلنا لهم: كنا راعينا هذه الاعتبارات بموقفنا ضد النظام الذي يسحقنا، ورأيتم ماذا حصل في درعا، أو حمص، أو دير الزور، أو مناطقنا الأخرى. وبقي التعاون موجوداً مع المنظمة، وما يزال باحترام، ولكن كان هناك خلافات حول هذا الموضوع، إضافة إلى الخلافات الأخرى ؛ حيث كانوا يقللون من شأن مخاوفنا تجاه هذه المصطلحات التي يستخدمونها في الأحزاب الكردية يعني: " كردستان الغربية" و "روج آفا" و"غربي كردستان" و "مجلس شعب غرب كردستان"، وهذه القضايا التي كانوا يطالبون بوضعها في الدستور، وكأنه كان يوجد تحالف عميق استراتيجي ما بين المنظمة والأحزاب الكردية، دون أي اعتبار لمخاوفنا نحن المكون العربي، وهي كانت مخاوف حقيقية، يعني نحن رأيناها في الحقيقة، وتألمنا لدرجة أنه عندما كانت ترتكب مجازر بحقنا، لم نكن نرى تعاطفاً أبداً، يعني على سبيل المثال: أكثر من مرة كانوا يقمعون مظاهراتنا، وفي المقابل في الطرف الآخر، في الشارع الذي بجانبه ترى كيف يسمحون بالمظاهرات: المظاهرات التي كان يخرج بها الأخوة الكرد، والنظام لم يكن يتعرض لهم، وكان يضع لهم سيارة في أول الشارع وسيارة في آخر الشارع؛ حتى لا يحدث شيء خارج السيطرة، ولم يكن هناك إطلاق نار، ولا قنابل دخانية، ولا رصاص مطاطي، ولا اعتقال! وبالمقابل في شارعنا كانت تخرج مظاهراتنا، ولا يوجد مظاهرة إلا ويتم إطلاق النار عليها، واعتقال، وضرب وتعذيب للشباب الذين يتظاهرون. وبعدها يتم ملاحقتهم إلى منازلهم ويتم مداهمتهم، وبعدها يختفون خارج منازلهم، ويذهبون إلى القرى ويعيشون حياة صعبة. واستمرت الأمور على هذا الشكل، وكان التعاطف معنا أقل: يعني كانوا يستطيعون- سواء الأحزاب الكردية أو المنظمة- الوصول والخروج على الإعلام والتلفاز. ويقولون: المناطق الكردية، والمظاهرات الكردية كذا وكذا، ولكنهم لا يتكلمون عن المظاهرة التي حصلت بجانبهم، التي حصل فيها إطلاق نار وسقط فيها شهيد! وهذا كان يؤلمنا. وأنا كنت أناقشهم في هذه القضايا ولم نكن نجد الاستجابة الكافية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/14

الموضوع الرئیس

النشاط السياسي في الحسكة

كود الشهادة

SMI/OH/3-45/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-محافظة الحسكة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

المجلس الوطني الكردي

المجلس الوطني الكردي

المنظمة الآثورية الديمقراطية

المنظمة الآثورية الديمقراطية

اللجنة العربية في الحسكة

اللجنة العربية في الحسكة

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

الشهادات المرتبطة