هجوم قوات الأمن على المتظاهرين في جمعة الصمود في بدرعا
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:06:57:05
نحن كلجنة خارجية ننسق مع أهالي درعا أو اللجنة المنظمة في محافظة درعا للخروج والتظاهر في درعا لتثبيت ورفع معنويات المتظاهرين، وأن هناك حضوراً من القرى والمدن المجاورة لمدينة درعا، وكان هذا واجباً اجتماعياً بحكم أن أهالي القرى أو المدن بحكم النسب والتلاحم الاجتماعي والعشائري وبحكم وجود مصادر رزق للقرى في هذه المحافظة كان لابد من مساندة هذه المحافظة و الوقوف إلى جانب الاحتجاجات الموجودة في كل يوم جمعة في محافظة درعا، وكنا نخرج للمشاركة في هذا اليوم، رأينا قوة عسكرية قبل دخول مسجد المحطة الذي كان يخطب فيه الشيخ محمد أبا زيد، وكان الشيخ في ذلك اليوم مريضاً، ولم يخطب فقام وخطب في المسجد - رحمه الله- الأخ الشيخ مصلح العياش، وحرض على التظاهر، وقال... وكانت القوة الأمنية المركزية وقوى الأمن التي استُقدمت من دمشق، وكان منهم من نراه، ولم نشاهده في الجيش العربي السوري، ورأينا اللحى الكبيرة أو الطويلة، وهي كانت من ممنوعات الجيش العربي السوري، وكان المواطن يُعتقل بتهمة تنظيم سلفي إذا كان ذا لحية، فما بالك أن قوة أمنية مركزية تأتي من دمشق، وتحمل هذه الصفات التي لم نكن نشاهدها في الجيش العربي السوري.
عند دخولنا المسجد، حدثت مشادات كلامية بيننا وبين القوة المركزية، وقلنا لهم: إن القدس أو فلسطين لا تبعد عنكم إلا بضع كيلومترات، لماذا أتيتم إلى هنا؟ ماذا يوجد في درعا؟ فصاروا يسبون.
تمت الجمعة، وبعد الانتهاء من خطاب يوم الجمعة خرجنا إلى التظاهر والاحتجاج، وبدأت القوة الأمنية المركزية مباشرة بإطلاق الغازات المسيّلة للدموع، وأُطلق النار الحي، وحصلت هناك حالة من الرعب والخوف، وكنا نسمع أصوات الهتافات بين درعا المحطة ودرعا البلد من شدة الأصوات أو حماس المتظاهرين، فمنع الأمن المركزي المظاهرة من ملاقاة أهل درعا البلد ومساندتهم؛ لأن هذه الأيام كانت أيام حصار، ووضعت القوات الأمنية أو المركزية الحواجز بين درعا المحطة ودرعا البلد، وخصوصاً في منطقة وادي الزيدي أو منطقة الكهرباء كما يقال. وتفاجأنا بعد لحظات بإطلاق الرصاص الحي والمباشر من هذه القوة الأمنية عند خروجنا باتجاه درعا البلد، وحُوصرت هذه القوة من قبل الأهالي للدفاع عن أنفسهم بالحجارة، ولم نشاهد أي مظاهر مسلحة، وكنا نقوم برشق القوى الأمنية بالحجارة، وكانوا يهربون؛ لأنهم كانوا يخافون من الهتاف بشكل لا يوصف، سقط في هذا اليوم شهداء، وتعرضت لإصابة وحالة اختناق غازي، وأُسعفت إلى مدينة الحراك، و كانت هناك أيضاً مجموعة، وكنا نشاهد حالات اختناق كثيرة، وكنا نظن في اللحظات الأولى أنهم شهداء، وكانت النساء ترمي من الطوابق العلوية البصل أو زجاجات الكولا والسفن أب (مشروبات غازية) وتُغسل وجوه هؤلاء المتظاهرين، بحيث لا يُعتقلون أو تحدث حالات إغماء، ويُسحبون كما شاهدنا في جسر درعا البلد، حيث كان الأطفال يُسحبون، ويُسحلون، و فيما بعد يتم اعتقالهم وضربهم بعشرات الهراوات أو العصي الكهربائية في ذلك الوقت.
في ذلك اليوم، كان الشهيد الدكتور طه السلامة موجوداً ضمن المتظاهرين، وكان يقوم بإسعاف بعض الجرحى، حيث أُطلق الرصاص الحي والمباشر عليه ليكون شهيداً في هذا اليوم، وفي هذه الجمعة العظيمة، وأنا أُسعفت إلى مدينة الحراك، وتلقيت العلاج في الحراك، وحصلت حالة من الخوف والهلع بيني وبين الشخصيات التي ذهبت إلى درعا، حيث فُقد الاتصال والتواصل فيما بيننا بسبب قطع الاتصالات، ثم التقينا بعد صلاة المغرب والعشاء، وفكرنا في اليوم الثاني، عندما تلقينا نبأ استشهاد الدكتور طه السلامة: ما هو الواجب الذي يترتب علينا كأهالي مدينة الحراك؟ وماذا يجب علينا أن نفعل أثناء التشييع من قبل اللجنة المنظمة أو المتظاهرين الذين يقومون على خيمة الاعتصام في مدينة الحراك؟
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/11/17
الموضوع الرئیس
مظاهرات جمعة الصمودكود الشهادة
SMI/OH/96-24/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
8 نيسان 2011
updatedAt
2023/11/03
المنطقة الجغرافية
محافظة درعا-الحراكمحافظة درعا-درعا البلدمحافظة درعا-درعا المحطةمحافظة درعا-مدينة درعامحافظة درعا-محافظة درعاشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
قوات الأمن المركزي في دمشق