المظاهرة الأولى في البوكمال في جمعة الصمود ومابعدها
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:50:01
وتحرك هذا الأمر أكثر عندما قام الأمن باعتقال أحد الشباب وهو بلال الدبس بعد أن قال في المسجد في صلاة الفجر: ومتى يأتي دورنا؟ وبعد أن تناقل الشباب المتواجدون في المسجد أنباء عن فرار زين العابدين بن علي رئيس تونس، فقال بلال: متى يأتي دورنا؟ وكان في المسجد -كما هو حال جميع المساجد في سورية- مخبر بالمعنى المعروف لدى السوريين لكلمة مخبر، وأوصل هذا الخبر إلى الأمن العسكري، فقام الأمن العسكري باستدعاء بلال الدبس والتحقيق معه، واعتقل بعد اعتراف أحد المصلين عليه أنه قد قال هذه الكلمة (الجملة): متى يأتي دورنا؟
بدأت الأنباء تتوارد عن قيام مظاهرات في درعا، وهذه المظاهرات أتت بعد أن شُحن الجو في منطقة البوكمال بالأخبار وتناقل الأخبار عما يجري في تونس ومصر، والناس كانوا على ترقب أن يحدث شيء في سورية، وبعض الناس استبعدوا حدوث هذا الشيء نتيجة الرعب الذي عاشته سورية خلال العقود الماضية، ولكن هناك من الشباب من تحمس لتغيير ما عليه [الحال]في سورية، وأخذ الشباب يتناقلون فيما بينهم أخبار الثورة في درعا وما آلت إليه الأوضاع في درعا، وكيف أن القائمين على الأمر في درعا بطشوا بأهالي درعا وأطفال درعا.
وسط هذا المشهد استعدّ شباب البوكمال للخروج في أول مظاهرة، وكانت في بداية شهر نيسان، ولكن لم تخرج هذه المظاهرة لوجود صلاة جنازة في المسجد الكبير، وفي الأسبوع الذي يليه، تجمع الشباب بنفس التوقيت، وخرجت مظاهرة، وخرجت مظاهرة تصرخ صراخًا، دون ترتيب وبدون قيادة وبدون أهازيج موحدة، فتجمع الناس في وسط الساحة العامة المعروفة عندنا: الفيحاء. وأخذوا يصرخون: "حرية ..حرية، الله أكبر ..حرية". وتجمع الناس في ساحة الفيحاء التي سميت فيما بعد بساحة الحرية، وأخذوا يهتفون: "بالروح بالدم نفديك يا درعا. الله أكبر حرية الله سورية حرية وبس". ولعل أحد المتظاهرين حصل على العلم السوري ذو النجمتين (العلم السوري الرسمي) وليس علم الثورة، فرفع هذا العلم بين المتظاهرين، ولم تكن هناك أية لافتات أو هتافات معينة تخص تظاهرة البوكمال، واحتشد الناس في الساحة، وتوجهوا إلى منزل مدير المنطقة، فخرج مدير المنطقة وهو يُعتبر أعلى رتبة موجودة في المنطقة، وهو عميد ركن، فخرج مدير المنطقة إلى مبنى النفوس القريب من منزله، والتقى بالمتظاهرين، وأخذ المتظاهرون يصرخون في وجهه، ويقولون: نريد أن ينتهي هذا الظلم، وماذا فعلتم في درعا؟ ولماذا تقتلون الأطفال في درعا؟ وكان الصراخ بشكل عفوي، فقال لهم مدير المنطقة: نريد شخصًا يتحدث باسمكم. فقام أحد الأشخاص واسمه نمر الأشعب بشق ثوبه أمام مدير المنطقة، وقال له: نحن نريد الحرية. فقال مدير المنطقة للمتظاهرين: نريد مطالبكم واضحة ومكتوبة. وطبعًا، لم تكن هناك أهداف ومطالب محددة وواضحة؛ لأن الضغط الذي عاشته سورية في العقود الماضية لم يسمح لجيل الشباب حتى أن يعرفوا إلى أين هم متجهون، والناس صرخوا في وجهه: نريد الحرية، ونريد الانتهاء من هذا الظلم. ولم يتجرأ أحد أن يلفظ اسم بشار الأسد على العلن، أو أن يقول: إسقاط النظام.
وانفضت هذه المظاهرة، و أصاب بعض الناس وجل وخوف من الاعتقال والملاحقات الأمنية، ولم تجرِ أية ملاحقات أمنية في نفس الأسبوع، وفي الأسبوع الذي يليه، وفي بداية الأسبوع، و خلال الأسبوع وقبل الجمعة الثانية، قام مدير المنطقة باستدعائنا، و كنت أحد الأشخاص الذين قابلنا المدير المنطقة في مكتبه، وأخذ يتحدث معنا بأننا نريد تهدئة الشارع، ولا نريد أن يزداد غليان الشارع، وإننا نريد الحفاظ على البوكمال، ولا نريد للبوكمال أن يحدث بها ما حدث في درعا، ودرعا الآن أصبحت نقطة معادية للدولة، قالها بهذا الشكل: درعا تعتبر حاليًا معادية للدولة، ولا نريد للبوكمال أن تصطف بجانب درعا. فصرخنا في وجهه، بل نريد للبوكمال أن تصطف بجانب درعا، وعار على البوكمال إن لم تصطف بجانب درعا، وكان الشعور آنذاك في أوجه بالتعاطف مع كل صوت حر يخرج ضد هذا النظام، وتحاورنا مع مدير المنطقة طويلًا، ونحن نعرف أنه ليس صاحب سلطة قرار، والقرار موجود لدى الأمن العسكري حصرًا، وقال مدير المنطقة: والله إذا جاء جامع جامع إلى البوكمال سيحرقها، ويا شباب، لا تجعلوا جامع جامع يحرق البوكمال. وهو كان على علم ببطش الأمن العسكري.
انتهت الجلسة بدون أن نخرج بشيء من لقائنا مع مدير المنطقة، وقلت له باللفظ: متى تحققت مطالب أهل درعا تتحقق مطالب أهل البوكمال. فعرف بأن الأمر خرج من يده، فانفضّ اجتماعنا مع مدير المنطقة.
معلومات الشهادة
الموضوع الرئیس
الحراك في البوكمالمظاهرات جمعة الصمودكود الشهادة
SMI/OH/134-11/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
نيسان 2011
updatedAt
2024/03/21
المنطقة الجغرافية
محافظة دير الزور-مدينة البوكمالشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
فرع الأمن العسكري في دير الزور 243
فرع الأمن العسكري في البوكمال