تصاعد الحراك في البوكمال واعتقال بعض أعضاء الوفد الذي قابل الأسد
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:06:22:19
خرجت من السجن في نهاية شهر أيار، وتوافد الشباب إلى منزلي لإلقاء التحية، والجميع يتحدث عن المظاهرات وخروج المظاهرات، وفي الجمعة التي قبلها، كان الشباب قد خرجوا في مظاهرة، وحصلت اشتباكات عند شعبة الحزب، وأطلق الشبيحة الذين كانوا متواجدين في شعبة الحزب (حزب البعث) الرصاص عليهم، والجميع كان يتحدث عن هذه المظاهرة، والجميع مشحون للجمعة التي بعدها وأننا سنخرج بقوة، ونردّ عليهم نتيجة لإطلاق النار الذي حصل على الشباب من شعبة الحزب.
عندما خرجت من السجن تفاجأت بالجرأة الموجودة في الشارع، وكانت جرأة شديدة جدًا، والشباب كانوا يلتقون، ويتحدثون، وتوافد إلى منزلي مئات الشباب لتهنئتي بالخروج، ويقولون: نحن مستمرون، ولن نلين، وموعدنا في الشام (دمشق)، وسوف نُسقط النظام. وأصبحت كلمة إسقاط النظام موجودة وتغيير هذا النظام، وهذا النظام منذ سنوات وهو يجثم على صدورنا، ويتحدثون عن مجازر حماة وتدمر، وأصبحت هناك جرأة في الكلام أكثر من الأيام الأولى للثورة.
خرجت في بداية الأسبوع، واختلطت مع الناس، والأجواء كانت مشحونة، والجميع ينتظر يوم الجمعة، وخرجت مظاهرة ممتازة في يوم الجمعة، وكان هناك نوع من التنظيم في المظاهرة، ويوجد أشخاص محددون يهتفون، وأشخاص يردّدون وراءهم، وأحضروا سيارة "سوزوكي" صغيرة، ووضعوا في داخلها بافلات (مكبرات الصوت) و" ميكروفونًا " لاقطًا، والصوت كان واضحًا، والهتافات واضحة، والمظاهرة تجولت في شوارع المدينة، ثم عادت، واستقرت في ساحة الفيحاء (ساحة الحرية). وكان هناك تصوير، في أول مظاهرتين، ربما كان القليل من الناس يصورون، شاهدت الكثير من الهواتف تقوم بالتصوير، وأصبح هناك هتاف: "اللي ما بيشارك ما فيه ناموس". وكل الناس كانوا يشاركون، وكانت الأجواء صيفية مشتعلة والجو حار، ومن فوق أسطح المنازل، كان الناس يرشون الماء على المتظاهرين، ومئات طرود الماء المبردة تُوزع على المتظاهرين من قبل أبناء المدينة، والمحلات كانت تفتح البرادات، وتعطي المتظاهرين الماء بشكل مجاني، ويوجد أشخاص يحملون مرشات المياه لمغاسل السيارات، ويرشون الماء على المتظاهرين، فكان هناك تعاطف شعبي كبير جدًا مع المظاهرة.
والمظاهرة كانت تتمركز في الساحة قليلًا، ثم تنطلق إلى شارع بغداد، وتمشي ما يقارب كيلو متر واحد، ثم تعود إلى الساحة مرة ثانية، وتبقى المظاهرة مستمرة تقريبًا من بعد صلاة الجمعة إلى أن يقترب العصر بالهتافات، واستمر هذا الأمر لأيام معينة حتى جاءت حادثة، وطلب بشار الأسد وفدًا من أهالي البوكمال لمقابلته، فجاء أحد الأشخاص المقربين من السلطة والنظام، وقال: ما رأيكم أن يذهب أحدكم؟ وهو التقى بنا عندي في منزلي، فقال: ما رأيكم أن يذهب أحدكم ويقابل بشار الأسد؟ فكان الجواب القطعي: لا. وأنا كنت مصرًا ألا يذهب أحد من الشباب لمقابلة بشار الأسد، وقلت له: نحن لا نثق بهذا النظام، ونحن لا نريد تسكيتًا أو مجرد ضحك على الذقون كما يقال، نحن نريد تغييرًا حقيقيًا في النظام، ونريد خطوات عملية، ولماذا حتى يقابلنا والمطالب واضحة. ولم يذهب أحد من المتظاهرين، وشُكّل وفد من أبناء المنطقة، أتذكر أنهم 10 أشخاص، وذهبوا، وقابلوا بشار الأسد، وعندما عاد هؤلاء الأشخاص الـ10 تم اعتقال بعضهم، فخرجت مظاهرة كبيرة في غير يوم الجمعة، أثناء النهار أمام قيادة الشرطة وأمام مديرية المنطقة، وطالب المتظاهرين بإخراج المسجونين لدى النظام. وطبعًا، اعتُقل 3 أشخاص أو 4 أشخاص وأذكر أنه اعتُقل 3 أشخاص من الوفد وشخص رابع من أهالي البوكمال، فأصبح الناس يطالبون بإخراج المتظاهرين، وأقمنا أول اعتصام لنا في ساحة الحرية، وقلنا: لن نفضّ هذا الاعتصام حتى يخرج المتظاهرون (يطلق سراحهم). وبقينا معتصمين، وكنا نريد قطع الطرقات، ولكن تدخل بعض وجهاء المدينة، وقالوا: يا أخي، إذا قطعتم الطرقات فسوف تؤثرون على أرزاق الناس وعملهم، فلا داعي لقطع الطرقات. فاستجبنا لمطالب أبناء المدينة أو الوجهاء، ولم نقطع الطرقات، ونحن من قام بفضّ هذا الاعتصام، وبقينا الليل كله وفي النهار فضضناه. أوقفهم (اعتقلهم) جامع جامع لمدة أسبوعين أو 3، ثم خرج هؤلاء الأشخاص الـ4.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/07/16
الموضوع الرئیس
الحراك في البوكمالكود الشهادة
SMI/OH/134-14/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
نيسان- تموز - حزيران 2011
updatedAt
2024/04/08
المنطقة الجغرافية
محافظة دير الزور-مدينة البوكمالشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حزب البعث العربي الاشتراكي