الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أحداث جُمعتي "الشهداء والصمود"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:26:13:02

وصلنا بالجزء الماضي [من الشهادة] عند الجمعة التي خرجنا فيها والتي شكلت نقلة نوعية على المستوى الشخصي والمستوى الثوري على محافظة حمص، والأسباب كانت أننا نحن استطعنا أن نخرج من حي بالإضافة الى مركز المدينة وهذا الشيء شتت الأمن ولم يكن متوقعًا أو أنه ركز على مراكز المدن ولم يتوقع أن يكون هناك خروج من أحياء باتجاه مركز المدينة فكانت توجد أكثر من نقطة تظاهر وهذا الشيء كان جديدًا ومهمًا جدًا في الانطلاقة وكثف على المدينة فخرجت له أحياء ثانية وشدد عليها لاحقًا.

بالإضافة إلى أنه بالنسبة لنا كأشخاص خرجنا في تلك المظاهرة وانكسر حاجز الخوف؛ وبالتالي كان الأسبوع كله بعد هذه المظاهرة التي خسرنا فيها معتقلين ولم يكن لدينا شهداء أو إصابات وكان الانشغال كله خلال هذا الأسبوع بالتحضير للجمعة القادمة الجمعة التي سوف تكون في تاريخ 1 نيسان/ إبريل 2011 وهي "جمعة الشهداء". وفي هذا الأسبوع كنا ننتظر بفارغ الصبر قدوم يوم الجمعة وطبعًا لم تكن توجد مظاهرات مسائية أو مظاهرات خلال أيام الأسبوع وكان اليوم فقط هو يوم الجمعة للأسباب التي ذكرناها سابقًا.

مسألة تجاوز الخروج أو عدم الخروج انتهت وأصبح التحضير هو كيف سوف نخرج؟ وكيف يمكننا التغيير؟ فاتفقنا، وأذكر أننا كنا نحاول رغم أننا شباب ولا توجد خبرة في مواجهة هكذا نظام قمعي وهو ركز جدًا وكثف كل اهتمامه على قمع أي مظاهرة سوف تخرج في الجمعة اللاحقة، ونحن كنا نعمل بتكتيك بحيث نشتته أكثر كما شتتناه في الجمعة الماضية، وحاولنا في الجمعة التي بعدها في "جمعة الشهداء" أن نخرج من جامع آخر في منطقتنا في دير بعلبة فخرجنا من جامع عباد الرحمن باتجاه المسجد الرئيسي الذي خرجنا منه في المظاهرة السابقة وهو مسجد أبو بكر الصديق الواقع على الطريق العام ونحن من خلال الحارات خرجنا من مسجد آخر حتى أيضًا نحرك الناس أكثر حتى نوسع دائرة الحراك وتكون من أكثر من مسجد، وبالتالي تخرج أعداد أكبر فخرجنا من مسجد عباد الرحمن ويوجد مسافة مشي تقريبًا ربع ساعة حتى وصلنا إلى مسجد أبو بكر الصديق وأيضًا وجدنا أن الشباب في مسجد أبو بكر الصديق الذي خرجنا منه في الجمعة السابقة أيضًا لديهم حراك وأيضًا الشباب هتفوا ورأيناهم على باب المسجد وحتى إنه حصلت ملاسنة بينهم وبين عناصر الأمن بعد خروجهم من المسجد ويوجد عدد من الأشخاص بدأوا يهتفون: "الله سورية حرية وبس.. الله أكبر". فكان يوجد عناصر من الأمن أيضًا موجودون في هذا المسجد وأيضًا حاولوا قمعهم ولم تكن أعدادهم كبيرة، ولكنهم تشجعوا عندما وجدوا أن المظاهرة لم تكن كبيرة لدرجة أن أحدهم كان يريد أن يمسك عصا، ويضرب الذين يريدون الخروج ومنعهم من الخروج من هذا المسجد، وهو لم يكن يعرف أنه توجد مظاهرة قادمة من الجامع الثاني وأمسكوه وضربوه وأخذه المختار -الذي منزله قريب من المسجد- وسحبه من أيدي الشباب حتى لا يتعرض للضرب كثيرًا وهنا نحن وصلنا وأيضًا التقينا معهم وتوجهت المظاهرة نحو الغرب باتجاه أحياء داخل البلد البياضة ثم الخالدية.

المظاهرة كانت كبيرة أكبر من مظاهرة الجمعة السابقة وكانت توجد أعداد تنضم وتتشجع ونحن كنا نحاول تشجيع الناس [ونهتف:] "يا حيف حمص يا حيف، شعبك واقف على الرصيف" وكانت مسألة الوقوف على الرصيف أو الوقوف على الطريق الرئيسي هي مسألة مهمة جدًا لدرجة أن المظاهرة تهتف لهذا الأمر لأن مستوى الخوف والرعب الذي كان موجوداَ لدى الناس وهو كان يحب المظاهرة ويحب الخروج، ولكنه يقف على الرصيف حتى لا يقال أو يسجل عنه المُخبر أنه شارك وإنما هو يقف على الرصيف ويتفرج ومتابع ولا يمشي معهم، وحتى إن هذا الهتاف انتشر في كل المناطق وكانت رمزيته تلخص ما كان يجري وتلخص مدى التحدي والقوة التي كنت تحتاجها حتى تأخذ هذا القرار وتقف على الطريق الذي يقف عليه المتظاهرون، فانضمت أعداد أكبر والموضوع كان يتوسع والناس تتشجع أكثر. ومشينا باتجاه الغرب وانضم لنا أعداداَ جديدة وصولًا إلى حي البياضة ونحن يفصل بيننا وبين البياضة شارع اسمه شارع الستين -وهو شارع معروف في حمص- وقطعنا شارع الستين ودخلنا إلى البياضة ثم انضمت البياضة لنا أيضًا والشباب الذين كانوا ينتظروننا ويعرفون أنه سوف تأتي المظاهرة من دير بعلبة فانضم لنا الشباب هناك وكبرت المظاهرة بشكل جميل جدًا ورائع وأكملنا المسير إلى أحياء أخرى عدد سكانها كبير وأعتقد عدد سكان البياضة حوالي 100 ألف إنسان وبجانبها الخالدية، وبين البياضة والخالدية أيضًا يفصل شارع رئيسي اسمه شارع القاهرة وعندما اقتربنا من الخالدية وعند دوار القاهرة كان الأمن مستعدًا ومتهيئ وحاسب حساب ليس كمثل الجمعة الماضية التي وصلنا فيها إلى داخل الخالدية عند جامع النور فقد كدنا أن نصل إلى جامع خالد ونتصل مع مظاهرة مركز المدينة، ولكن الأمن هذه المرة كان الأمن متحشد وينتظر في حال قدوم مظاهرة من الشرق من أحياء دير بعلبة والبياضة حتى لا تتصل مع مركز المدينة ولا تلتقي مع المتظاهرين هناك إن خرجوا طبعًا. في هذه الجمعة لم يخرج أحد في مركز المدينة عند الساعة الجديدة، ولكن الأحياء خرجت وخرجت عدة مناطق وخرجت المساجد ولكن لم يتح لها أن تتجمع التجمع الكبير الذي تجمعته في الجمعة الماضية في "جمعة العزة" والذي حصل فيها من ضرب صورة حافظ [الأسد] على واجهة نادي الضباط.

عندما اقتربنا من شارع القاهرة والأمن أمامنا وأنت في مواجهة مباشرة وأعزل، ولا تملك سوى هتافك وإرادتك وإصرارك وتحديك، والأمن موجود بكثافة وينتظر، ونحن عندما اقتربنا أكثر وأصبحنا على مسافة قريبة منهم من الأمن بدأ الأمن بإطلاق النار فوق الرؤوس، عندما وجد أنه لا أحد يتحرك من مكانه بدأ يطلق النار بشكل مباشر على الأرض وبدأت المظاهرة تتفرق وتدخل في الشوارع ثم تعود وتجتمع يعني يختبئ الشباب عندما يحصل إطلاق النار ثم يجتمعون مرة ثانية في الشارع الذي بعده وبالتالي نحن نتراجع تدريجيًا والأمن يقترب مع إطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع يعني هو يحاول إرجاعنا، وبالتالي كان يوجد كر وفر وعندما يهدأ إطلاق النار نعود ونجتمع ونحاول الاقتراب يعني نمشي باتجاه الغرب.

من البدايات يبدو أنه انتشرت فكرة بلا شعور عندنا أنه يجب علينا التجمع والتوجه باتجاه مركز المدينة، حصل هذا في الجمعة الماضية وتجمع الناس وهذه الجمعة أيضًا كانت المحاولات للتوجه إلى مركز المدينة وربما وأنا هكذا أفسره أنه إلهام من النموذج المصري وساحات التحرير وتجمع الناس في مراكز المدن لتعطيل أو إيقاف حركة الحياة العامة وفرض وجود الجماهير الثورية ولفت النظر لها بشكل أكبر هو ما كان يحتم علينا تقليد النموذج المصري للوصول إلى الساحات العامة والكبرى ومراكز المدن أو المركز الأهم في أي مدينة وبالتالي كان هذا هو السبب أننا كنا نتوجه نحو الغرب وهم يريدون إعادتنا نحو الشرق.

استمر الكر والفر و[هم] يطلقون النار ثم نعود ويطلقون الغاز للدموع ثم نعود، وبدأنا نتراجع إلى الوراء ضمن حي البياضة حتى وصلنا إلى شارع الستين وهنا حتى الآن لا توجد إصابات أو شهداء وفي شارع الستين أذكر تمامًا أنه جاءت باصات خضراء -ولكن هذه المرة لم يكن يركبها الثوار- (إشارة إلى عمليات التهجير من المدن السورية التي تمت باستخدام باصات النقل الداخلي الخضراء) كانت هذه الباصات ممتلئة بشكل كامل بالشبيحة وهم مدنيون يرتدون الثياب المدنية وليسوا من عناصر المخابرات وهم من مختلف الأعمار وتجد بينهم المراهقين والشباب ويبدو أنه أحضروا من الأحياء الموالية. وفي هذا التاريخ نحن رأينا بشكل مباشر وسريع ومبكرًا كيف أن شرائح اجتماعية ربما منها مهمش ولكن جميعهم موالون كيف كانوا يتدخلون لقمع المظاهرات ومنهم من كان يحمل الأعلام وهم لا يحملون السلاح ومنهم من يحمل أعلام النظام والعصي والسكاكين وهم يحاكون نموذج "البلطجية" مبكرًا الذي وجد في مصر وأحضرهم الأمن حتى يحشد باتجاهنا والأمن موجود خلفهم ومعهم بسلاحهم وكل وسائل القمع الممكنة، واستمروا بالتقدم باتجاهنا ودخلوا إلى دير بعلبة ونحن قطعنا البياضة ودخلنا الى دير بعلبة وأصبحنا في داخل دير بعلبة وهناك يوجد دوار صغير اسمه دوار الأطرش ووصلنا الى الدوار وهنا أحس أهل الحي وهي كانت حارة شعبية وناس ربما يتواجد لديهم شيء من السلاح الفردي وكان هذا شيء طبيعي في تلك الفترة وجزء من هذا السلاح مرخص أو أغلبه مرخص. وعندما وصلوا إلى هنا أحس الناس أنهم لم يفرقوا فقط المظاهرة و[إنما] يعيدونها الى دير بعلبة وانتهت القصة، ويبدو أن الناس الذين لم يخرجوا في المظاهرة خافوا من أن يدخل الأمن إلى داخل المنازل وبالتالي أصبح يوجد توتر لدى الناس الذين لم يخرجوا في المظاهرة والذين بقوا في الحي من أهل المنطقة وأذكر أنه بدأ الناس يصرخون في الشوارع ويقولون: إن الأمن دخل وسوف يدخل إلى المنازل ولا يبدو أن الأمر انتهى وهم مستمرون والشبيحة معهم ويهتفون: "الله سورية بشار وبس". وفي إحدى جولات الكر والفر نحن تراجعنا وعندما حصل إطلاق النار أصيب أحد الشباب ووقع وأصيب بقدمه ولم يستطع التراجع معنا والانسحاب معنا إلى الشوارع فركض الأمن باتجاهه ونحن تراجعنا إلى الوراء وانهالوا عليه ضربًا بعشرات من عناصر الأمن وهو مقطع مشهور جدًا انتشر بعدها بشكل كبير وهو شاب كان عمره تقريبًا 18 سنة وكان يتم ضربه بالهراوات وهو مصاب بقدمه برصاصة وبعد أن ضربوه تم اعتقاله وسحبه إلى سيارات الأمن.

بدأت الإصابات تزداد وحتى الآن لا يوجد شهداء وأحد شباب الحي بدأ بإطلاق النار باتجاه الأمن لتخويفهم حتى يتراجعوا وهو أطلق النار فوقهم ضمن إطار الدفاع عن النفس وأنا ذكرت أن مستوى الخوف الذي وصل لدى الناس [جعلهم يظنون] أن الأمن سوف يدخل إلى المنازل فأطلق هذا الشاب النار وهنا الأمن أحس واختلف الموضوع فركبوا سياراتهم وعادوا وخلال عودتهم بدأ الشبحية يركضون وطبعًا هم ركبوا السيارات وجعلوا الشبيحة يركضون ولم يكترثوا بهم وكان همهم الخروج من الحي، وأيضًا خلال خروجهم كانوا يطلقون النار بشكل عشوائي وكان إطلاق النار على الطريق العام على المنازل بهدف إرهاب الناس بأكبر قدر ممكن وخلال إطلاق النار هذا كانت توجد إحدى البنات على الشرفة في منزلها وهو قريب من شارع القاهرة الذي يفصل بين البياضة والخالدية وهي كانت على الشرفة وقد كانت تقوم بالتصوير أو المراقبة أو فضول ربما وخلال إطلاق النار العشوائي على المنازل والمظاهرات أصيبت هذه البنت واستشهدت وكانت أول شهيدة في مدينة حمص وهي الشهيدة تهاني الخالدي (تهاويل الخالدي - المحرر) التي شيعت لاحقًا ومقاطع تشييعها موجودة على "اليوتيوب" فكانت هي أول شهيدة. وعندما تراجع الأمن، أيضًا وطبعًا هذا الوقت الذي دخل فيه الأمن إلينا والتراجع البطيء الذي يحصل وكانت توجد مسافة جيدة بين دير بعلبة والمكان الذي التقينا به مع الأمن في البداية والرجوع وأذكر أنه أخذ وقتًا من بعد صلاة الجمعة وصولًا إلى قبل المغرب بقليل يعني كانت الشمس سوف تغيب في هذه المعركة بين المتظاهرين العزل وبين القوات الأمنية الكثيفة جدًا وقبل الغروب بقليل بدؤوا يتراجعون وعندما تراجعوا أيضًا خلال المساء وكرد فعل انتقامي على خروج المظاهرة من هذه الأحياء قاموا بإطلاق رصاص عشوائي فاستشهدت الشهيدة الثانية في حمص وهي الشهيدة فوزية الخلاوي وهي أيضًا كانت قريبة من منزلها فأصيبت برصاص الأمن واستشهدت فكان عندنا في يومها في حمص شهيدتان وهما من أول شهداء الثورة السورية في حمص المدينة.

انتهت المظاهرة بهذا الشكل وطبعًا أيضًا كان التطور مقارنة بالمظاهرة التي قبلها كبيرًا جدًا من ناحية العدد وهنا من الجمعة الثانية أصبح يوجد مركز من مراكز الحراك الثوري الذي يوجد فيه ثلاثة أحياء متصلة (دير بعلبة والبياضة والخالدية) وأعدادهم كبيرة وبالتالي اشتعلت الأحياء الثلاثة بشكل كبير وكامل.

خرجت بنفس اليوم مظاهرات من عدة أحياء أخرى في حمص من بابا عمرو والعشيرة وباب سباع ومن الكثير من الأحياء خرجت في هذا اليوم وبالتالي بدأت حمص تنتفض بشكل حقيقي وفعلي وعلى مستوى مجموعة كبيرة وواسعة من الأحياء التي لمعت أسماؤها لاحقًا في أحداث الثورة السورية.

انتهت المظاهرة وبعد تاريخ 1 نيسان/ إبريل على المستوى الشخصي أذكر وخلال أيضًا انتظارنا للجمعة اللاحقة التي سوف تكون "جمعة الشهداء" [جمعة الصمود - المحرر] في 8 نيسان/ إبريل وبعد هذه المظاهرة بيومين أو ثلاثة أيام تقريبًا اتصل معي والدي وقال لي: أين أنت؟ فقلت له: في المحل. فقال: تعال إلي. فذهبت وكان موجودًا أحد أقربائي يعني له مسؤولية أو مكانة أو منصب وهو كان مدير شركة الغاز في حمص وهو على صحبة مع المسؤولين فاتصل معه رئيس فرع أمن الدولة وقال له: أحتاجك بشكل ضروري فذهب إليه إلى فرع أمن الدولة في حمص وقال له: أنتم للجمعة الثانية على التوالي في دير بعلبة تخرجون بالمظاهرات وما هي قصتكم؟ ونحن نريد حل هذا الموضوع بأي طريقة. فقال له: ما هو المطلوب؟ فقال: المطلوب هو أن جميع المطلوبين من عندكم من حيكم ومنهم ابنك الكبير وأخوالي الثلاثة وأنا. وقال له: انظر إلى هذا التقرير وهؤلاء الأشخاص الخمسة يجب إيقافهم ومطالبتهم بعدم الخروج في مظاهرات. والأمن كان لا يزال يحاول أخذ هذا الدور ويقول: لا تخرجوا. وحتى حمدان الذي اعتقل في الجامعة الأولى كان قد خرج بعد هذه الجمعة، وحتى المعتقلون كان يتم اعتقالهم لمدة أسبوع أو 10 أيام وهم حاولوا إخراج أولى الدفعات من أجل محاولة الاحتواء للحراك.

فقال له: توجد هذه الأسماء الخمسة وعندما ذهبت إلى منزلي وجدتهم مجتمعين وينتظرونني فقالوا لي: تفضل أنت أصبحت مطلوبًا، وهذا كان من الأمور التي أنا حتى الآن أفرح بها يعني ربما كنت من أوائل الناس الذين أصبحوا مطلوبين في حيي وهذا الشيء حتى الآن وسأبقى أفتخر به. وقال لي: إن التهمة كانت هي التحريض على التظاهر والارتباط بحزب سيئ السمعة لا أعرف إذا كانوا يقصدون الإخوان [المسلمين] او غيرهم ولكن يعني كانت تهم فضفاضة وسخيفة، ولكن اعتبروا أنني من المحرضين وقال له: إن هذه الشخصيات ومن بينها أنور يجب أن يتوقفوا عن أي شيء ونحن سوف نحل الأمور ولكن يجب عليهم التوقف وإذا لم يتوقفوا وإذا خرجت مظاهرات أيضا فنحن سوف نعتقلهم. وهو كان يهدد ولكن بنفس الوقت كان يقول: أنت بما أنك رجل معروف لديهم ولك تقديرك. وهذا الرجل هو قريبي وهو موجود الآن وهو كان يريد حل الموضوع، ولكن يوجد فيها تهديد بنفس الوقت فقلت لهم: وأنا بالعكس ارتحت أكثر والآن أصبحت أعرف أنني لن أمر على الحواجز وأصبحت مطلوبًا وربما هكذا أقوم بتنظيم حركتي أكثر. فتوقفت عن الجامعة والوظيفة بعدها وتفرغت بشكل كامل لتنظيم الحراك والمشاركة فيه مع بقية الرفاق والشباب في الحي.

ذهبت الأمور إلى الجمعة القادمة، وحتى إنهم أخذوا مني وأنا سألتهم: ما هو المطلوب؟ وهم كبار بالعمر وهم خائفون جدًا يعني أنت أصبحت مطلوبًا شخصيًا وهم خائفون فسألتهم: ما هو المطلوب؟ وهم كانوا يظنون أنني أقوم بإخراج المظاهرات، ولكنني لا أفعل ذلك، ولكن أنا فقط أشارك بالمظاهرات، ولكن أنا أقل من أن أستطيع إخراج مظاهرة للناس والناس خرجوا وسوف يخرجون شاء من شاء وأبى من أبى، ولكن أنا جزء من هؤلاء الناس فخرجت معهم وسألتهم ما هو المطلوب؟ فقالوا: إن المطلوب هو ألا تخرج أنت وسوف نرى هل سوف تخرج المظاهرات. وقالوا: يجب أن تخرج في هذه الجمعة القادمة. فقلت لهم: أنا لن أخرج ولكن أنا لا أضمن ولا أتدخل ولن أقول لأحد ألا يخرج. وهكذا كان الاتفاق بيني وبين أهلي حتى يحسوا نوعًا ما بالأمان لأنه أصبح يوجد باتجاههم تهديد مباشر ووالدي كان متوترًا ويريد أن يعرف إلى أين ذاهبة الأمور وهو أحس أن التصعيد أصبح على شكل مختلف ومحدد وشخصي.

في الجمعة التي بعدها أذن أيضًا رب العالمين وخرجت مظاهرات أكبر وفي دير بعلبة حصل هناك في محاولة الخروج حصل هناك نوع من أنواع يعني حاول بعض الرجال الكبار بالعمر وبعض الوجهاء إقناع الشباب بعدم الخروج كمحاولة احتواء عن طريق وجاهات، ولم ينفع الأمر وفي باقي الأحياء في حمص لم تكن… على خط دير بعلبة والبياضة والخالدية لم تكن في المظاهرة الثالثة على المستوى الذي كانت عليه في الجمعتين السابقتين، ولكن تفجر أيضًا في الكثير من الأحياء الأخرى وبالتالي خرجت حمص بمعظم أحيائها بشكل كبير، ولم يتغير شيء فكان الحراك يزداد وفي تصاعد مستمر.

طبعًا بعد جمعة الشهداء جاءت جمعة الصمود [الإصرار - المحرر] أيضًا في نيسان في تاريخ 15 نيسان/ إبريل وهنا خرجنا أيضًا بكثافة وخرجت المظاهرة أيضًا من جامع أبو بكر الذي أصبح معلمًا ومركزًا لخروجنا، وخرجنا منه باتجاه الغرب، ووصلنا إلى البياضة والخالدية ووصلنا إلى السوق وفي هذه المرة استطعنا تجاوز حي الخالدية ودخلنا إلى السوق واقتربنا من مركز المدينة، وهنا في مركز المدينة يوجد بنائين كبيرين أحدهما اسمه "السيتي سنتر" وبجانبه [مبنى] قيادة الشرطة في مدينة حمص وهو في مركز البلد عند الساعة القديمة، فكنا قبل أن نصل إليهم بقليل كانت المظاهرات تمشي، ونحن سوف نرد في جمعتنا الرابعة ونحاول أن نجتمع في مركز المدينة وعندما اقتربنا قُمعنا وأُطلق الرصاص بشكل كثيف جدًا وحصلت مواجهات (مواجهات غير عسكرية) ولكن نحن بدأنا نهتف ونمزق الصور وهم قمعونا وتراجعنا وانتهت جمعة 15 نيسان/ إبريل على هذا الشكل ، وبهذا نكون اتمينا المشاركة في أربع جُمع من الثورة السورية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/09/21

الموضوع الرئیس

مظاهرات جمعة الصمود

كود الشهادة

SMI/OH/161-04/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2011

updatedAt

2024/09/03

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-البياضةمحافظة حمص-الخالديةمحافظة حمص-دير بعلبةمحافظة حمص-مدينة حمص

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع أمن الدولة في حمص 318

فرع أمن الدولة في حمص 318

فرع الأمن الجنائي في حمص

فرع الأمن الجنائي في حمص

الشهادات المرتبطة