الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ظهور المجموعات العسكرية في مدينة القصير والانشقاقات

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:41:09

من أجل التسلسل الزمني، في شهر آب/ أغسطس ، كما قلت لك: صار هناك اقتحام للجيش، وأخذ (اعتقل) الأمن العسكري أكبر قسم من الناس، وأطلق سراحهم بسرعة، وأطلق سراح معظمهم، ولم يبقوا عنده 10 أيام أو 15 يومًا، وأطلق سراحهم، أطلق معظمهم بدون محاكمات، بينما باقي الفروع كانت قد أخذت عددًا أقل، فحولتهم كلهم عن طريق المحكمة، ففي وقتها، كان إما أن يُطلق سراحك من الفرع مباشرة، أو تُحوّل إلى السجن المركزي، وفي السجن المركزي، كانوا يتركون الشخص شهرًا، ثم يخرجونه. فأُطلق سراح قسم من الناس بشكل مباشر، وأذكر أحد النشطاء الذين كانوا معنا الشاعر عبد الرحمن عمار (أبو عمار)، وهو رجل في الـ 70 من عمره، اعتُقل في وقتها، وأودع السجن. الكثير من النشطاء الذين كانوا موجودين كانوا أطباء، فمعظم الأطباء اعتقلوا، ومعظم الصيادلة اعتقلوا، وجميع المثقفين اعتقلوا، ولكن -كما ذكرت- كان للأمن العسكري الحصة الأكبر من المعتقلين، وهو الذي أطلق سراحهم بسرعة، وحقق معهم فوراً، وبعد 4 أيام، بدأ الناس يخرجون، ولم تمضِ إلا 10 أيام حتى كانوا قد أخرجوا معظم الناس، ومعظمهم قالوا: لم يكن هناك تعذيب وإهانات، ولكنهم شاهدوا الكثير، شاهدوا العجائب مع غيرهم، كما حدث معي عندما اعتقلت، فأنا لم يحدث لي شيء، ولكن كنت أشاهد بعيني ما الذي فعلوه بالناس.

خرج الناس من المعتقلات، وبدأ معظم الناس في هذه الفترة بالتسويات، صاروا يقومون بالتسويات [الأمنية]، كانوا يذهبون لكتابة تعهد: "أنا لن أتظاهر". بهذا الشكل كانوا يكتبونه عند مدير المنطقة أو عند مفرزة الأمن أو في شعبة الحزب، يكتبون هذه التعهدات. وفي هذه الفترة، صار نشاط واضح لدينا كمجموعة، وصار عندنا عدد أكبر.

في شهر أيلول/ سبتمبر، حصل لدينا أيضاً اقتحام ثان من الجيش، جاء الجيش في يوم السبت من قرية العقربية، جاءت مجموعة من الجيش، كان لدينا أشخاص قد تسلحوا في هذه الفترة، صارت المظاهرات محمية، وصار أشخاص مسلحون متواجدين على أطراف المظاهرات وداخل الشوارع، كانوا ملثمين، ونحن نعرفهم، كانوا ملثمين ومعهم أسلحة ومهمتهم منع وصول الأمن إلى المظاهرة.

في هذه الفترة، بين الاقتحام الأول و... كان النشاط السري العسكري قد بدأ، تشكلت مجموعات من الشباب بقيادة نقيب مسرّح من الجيش منذ فترة، هو النقيب المهندس معن الكنج الذي استشهد -رحمه الله-، بدأ النقيب معن الكنج يجمع الناس، وكان عنده إيمان بأن هذا النظام لا يسقط بالمظاهرات، وهكذا كان يقول، وهو ابن خالي أيضاً، وكان يقول: إن هذا النظام لا يسقط إلا بالبارودة. وخصوصاً أنه كان خريج الأكاديمية العسكرية، وكان الأول فيها، ورغم ذلك، فبدل أن يعينوه مدرساً أو يعينوه في مكان ممتاز قاموا برميه في مطار السين، وجمّدوه. كان بإمكانك تقريباً أن تقول: هو أول منشق قبل أن يحصل شيء، فهرب من الجيش، وشكل فرار (هروب)، وكان معترضاً على الذي حدث له، فليس من المعقول أن يصبح هكذا (أن لا يتم تعيينه بالرتبة التي يستحقها). بعد فترة، صدر قانون عفو، ثم رجع، وبقي لفترة، ثم سرحوه، فتسرح بشكل نظامي من الجيش. وفي هذه الفترة، بدأ يشكل تنظيماً: الناس و [يقوموا بتجميع] بارودة وقاذف "آربي جي" ورشاشاً من هنا وبندقية من هناك، فصارت عندنا  نواة لما يسمونه "كتيبة الفاروق"، وهي عبارة عن النقيب معن الكنج ومعه مجموعة من العناصر التي تشكلت، وتسلحوا، وصاروا يقومون بعمليات نوعية، مثلاً:  الحواجز، يذهبون، ويقومون بكمائن، وفي البلد، لم يكن لهم أي مظهر من مظاهر التسلح على الإطلاق، كانوا يقومون بعمليات فقط، مثل قتل هذا الضابط الذي حدثتك عنه، هم الذين نفذوها، أو ضرب  سيارة "بيك أب" أو دورية وهي ذاهبة أو راجعة من دون أن يعرف أحد من [الفاعل]، ولم يعرف أحد. في الليل، ينصبون الكمين، ويقومون بالعملية، ثم يرجعون، وفي النهار الثاني، يرجعون إلى شغلهم، فلا يعرف أحد عنهم شيئاً إطلاقاً، بدأنا نعرف أن لدينا شيئاً من هذا النوع.

على اعتبار أن لي به علاقة وأنه ابن خالي، فبمجرد أن سمعت ذلك استدعيته، وجاء إلى مكتبي، وتكلمنا مع بعضنا: يجب علينا أن نتعاون معًا، ويجب أن نكون معك مساعدين، وسوف نبحث عن أشخاص كي يساعدوك، ويكونوا معكم. ومررت على كل الناس الذين كان بإمكانهم في ذلك الوقت أن ينضموا إليه، ويساعدوه، ولكن معظمهم رفض خوفاً، وهم عبارة عن ضباط مسرحين، ولا يزالون شباباً، ومررت بهم [وقلت]: يا شباب، هذا ما لدينا، تعالوا، دربوا [الشباب]، وتعلّموا. لأن الموضوع مستمر وذاهب في هذا الاتجاه. وطبعًا، لم نكن مؤمنين به، ولكنه حصل، وبعد أن حصل، وبعد استشهاد معن الكنج -رحمه الله- و سوف أذكر الحادثة، صرنا بحاجة إلى قادة عسكريين، ولم تكن الانشقاقات قد ظهرت في تلك الفترة، فنريد عسكريين ليأتوا، ويستلموا هؤلاء الشباب؛ كي يوجهوهم، ويقومون بالعناية بهم (الإشراف) عليهم، وخصوصاً أنه كان قد حدث الاقتحام الثاني أو الثالث -نستطيع أن نسميه- عندما جاءت من قرية العقربية كتيبة بالدبابات والمشاة، ويريدون أن يقتحموا البلد من جهة الغرب تصدى لهم معن الكنج وجماعته، وحصلت معركة فظيعة جداً، دمروا الدبابات وعربات "بي إم بي"، وقتلوا من قتلوا، وانسحب أولئك كما يُقال: خاسئين.

في هذه الفترة، صار عندنا شهداء، وفي المرة الثانية، جاء دعم للجيش لأنهم يريدون أن يقتحموا، فقرروا الانسحاب، لا يريدون أن يواجهوا، فكان هناك خياران: هل ننسحب أم نقاتل؟ فكان رأيه: لا، نريد أن ننسحب، لا نريد أن نقاتل. فانسحب هو وجماعته وقسم من الناس المدنيين، واختبأوا في البساتين، وخبأوا الأسلحة، وذهبوا ليختبئوا في البساتين. في تلك الفترة، كانت مجموعة [عسكرية من جيش النظام] تمشي بجانب البساتين، وأحسوا بحركة، وبدؤوا بإطلاق النار، وقتلوا 23 شخصاً معظمهم من المدنيين، وكان معهم النقيب معن الكنج فقط، وأخذوهم إلى حمص، عفواً، كان [ضحايا] المجزرة 11 شخصاً في 23 أيلول/ سبتمبر، نحن نسميها: "مجزرة العاصي". وكانت هي الانقلاب في مرحلة العمل الثوري في القصير. في مجزرة العاصي، صاروا يسلموننا إياهم (القتلى) واحداً واحداً، في أول يوم واحد، وعندما وجدوا أن أجسادهم بدأت تتفسخ، وصار عندهم عدد كبير من القتلى سلمونا إياهم على 3 مراحل: في المرحلة الأولى، سلمونا معن الكنج لوحده، وفي المرحلة الثانية: سلمونا 5، وفي المرحلة الثالثة سلمونا 5. كانت المظاهرات التي تخرج تشمل المدينة بالكامل.

هناك حادثة مرت أيضاً، عندما صارت (خرجت) مظاهرة، وهي تعتبر أكبر مظاهرة في القصير في تلك الفترة، حيث استشهد ضابط من القصير، استشهد في [مدينة] تلكلخ من بيت حربة، اسمه النقيب أحمد حربا، وهو أحد الذين رفضوا إطلاق النار في "تلكلخ"، وعندما انسحب مع رفاقه، وبحسب ما زعم النظام: إن سيارتهم انقلبت. ولكنهم قاموا بقتلهم، واستشهد، فأحضروه إلى القصير؛ حتى يجعلوا منه شهيد دولة، وجاء معه أشخاص وضباط، فأخذنا الجنازة منهم، وحولنا الجنازة إلى مظاهرة، وكانت أكبر مظاهرة على الإطلاق في القصير. وفي هذه المظاهرة، وفي ذلك الوقت، ظهر من هو مع النظام ومن ضده، وكانت مظاهرة حاشدة جدًا [جرى التشييع في 15 أيار/ مايو 2011]، وكانت في ذلك الوقت أكبر مظاهرة، وبعدها، أصبحت مظاهرة شهداء مجزرة العاصي أكبر بكثير.

وفي هذه الفترة، دخلت على الخط مظاهرات القرى، مثل: البويضة الشرقية التي دخلت معنا بشكل واضح، وخصوصاً أن قرية البويضة ظهرت بالانشقاقات، وبعد "مجزرة العاصي"، بدأت عندنا الانشقاقات، ولدينا حادثة، وهي أن أول منشق في الجيش العربي السوري على الإطلاق كان ضابطاً (ملازم أول) من القصير، وهو لم يظهر نفسه في وقتها، ولم يعلن انشقاقه، وهو عقبة عيوش -رحمه الله- استشهد، ومباشرة عندما بدأت المشاكل اعترض، وهرب، وجاء إلى القصير، وهرب والده من القصير إلى لبنان، وذهب إلى لبنان، و لكن لا يوجد فيديو لانشقاقه، وهو كان أول شخص ينشق، و يوجد ضابطان انشقا بعده أيضاً، أحدهما أبو الوليد (ملازم أول)، ويوجد ضابط ثان، كان لقبه قاسيون، انشقوا، وجاؤوا إلى البلد، وبدؤوا ينظمون العمل العسكري، وهم أول ضباط منشقين في القصير. وطبعًا، كانوا بعد مرحلة معن الكنج، وهم كانوا منشقين في هذه الفترة، ولكنهم لم يكونوا ظاهرين بعد. وبدأ إعلانات الانشقاق بعد مرحلة معن الكنج. وفي البداية، المجموعات التي تشكلت هي المجموعات التي كان يقودها معن الكنج، وأصبحت مجموعة عسكرية ومع استشهاده ظهر لدينا الحاجة إلى القيادة العسكرية، وطبعاً، في وقتها، نحن مررنا على الضباط المتقاعدين [لاستلام القيادة] وقلنا لهم ياشباب تعالوا  استلموا [القيادة]، وخصوصاً أن المجموعات هي التي بدأت تطلب منا، ويقولون: ساعدونا، نحن نحتاج إلى قائد، نريد شخصاً عسكرياُ يعرف إدارتنا، ونحن حاولنا كثيراً، ولم نستطع، وانتخبوا من بينهم شخصًا مدنيًا، وأصبح قائدهم بدلًا من معن الكنج، واستلم أبو السوس، وأصبح قائدهم. وفي الفترة الأولى، كان ملتزمًا معهم، ويعمل بشكل صحيح تقريبًا وجيد، و في هذه الفترة، كانت هناك نشاطات للحركات التي تريد أن تستغل العمل، ونحن لم نكن نعلم بها، وهم جماعة السلفية الذين بدؤوا ينشطون في هذه الفترة عن طريق أعوان لهم، كانوا مجهولين، لا نعرفهم، وكانوا يقدمون الدعم لهذه المجموعات، وبدؤوا يأخذون ولاءاتهم، ويزرعون بينهم قوادًا جددًا، وبهذا الشكل دخلوا في الصورة، وفي البداية، لم يكونوا ظاهرين إطلاقًا، وطبعًا، الدعم والمال، و أصبح بعدها حركات أخرى، يعني هناك شباب مجموعات أخرى لم تلتزم معهم، وكانوا لوحدهم، وشكلوا مجموعات منفصلة، وكان لهم دور جيد في حماية المظاهرات والعمليات ضد الدوريات الأمنية وينصبون الكمائن لها، وكانوا يقتحمون..

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في مدينة القصير

كود الشهادة

SMI/OH/112-08/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

حزيران- تموز - آب- أيلول 2011

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة القصيرمحافظة حمص-محافظة حمصمحافظة حمص-البويضة الغربية-العقربيةمحافظة حمص-البويضة الشرقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

كتائب فاروق القصير

كتائب فاروق القصير

مطار السين العسكري (الصقّال)

مطار السين العسكري (الصقّال)

الشهادات المرتبطة