الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سيطرة الفصائل على حواجز النظام والقطع العسكرية المحيطة في القصير

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:38:23

نرجع إلى اقتحامات الجيش، وكما قلنا عن اقتحامات الجيش للقصير، في يوم 27 حزيران/ يونيو 2011 كان الاقتحام الأول، وجاء الجيش، ولم يدخل إلى المدينة؛ لأنه وجد أن المدينة مفعمة بالحياة، ولا يوجد فيها أي مشاكل، وفي يومها، حصل خلاف بينهم وبين قائد التشكيل الذي جاء ورئيس المفرزة، وجمعوا الوجهاء في وقتها، وبهدله (أنبه)، وقال له: نحن غير متفرغين حتى تحضرنا كل يوم على شيء بسيط. ولم يتم الاقتحام، ولم يتم التفتيش في هذه الفترة، وأعود لأذكر أنني بعد يومين اعتقلت، وبقيت لمدة 10 أيام في المعتقل في فرع أمن الدولة، وخرجت بعدها أنا وأخي، وتم الاقتحام الثاني في شهر آب/ أغسطس، في شهر رمضان، في 11 آب/ أغسطس 2011، حيث اقتحم الجيش، وقتل قسمًا وشهداء قتلوا بهمجية، أثناء دخولهم، كان يرش (يطلق النار)؛ حتى يدب الرعب والذعر، وكان الناس يتوقعون أنه مثل الاقتحام السابق، أو لم يكونوا يعرفون أنه يوجد اقتحام، وخرجوا، كان منهم عمال جبالة [اسمنت]، كانوا يخرجون باكرًا في الساعة 5 و 6 صباحًا، وأثناء خروجهم تم قنصهم، وقتل شخصين منهم، و استشهدوا -رحمهم الله- أحدهما ابن ابنة عمي، كان في البستان، وكان ذاهبًا ليرى ما يجري، وبينما كان ينظر أصابته طلقة في بطنه فقتلته، واستشهد هذا القسم. اقتحم الجيش، وقام بالتفتيش، واعتقلوا بعض الأشخاص، وفي وقتها، في المرحلة الأولى، في الصباح، لم أكن أشعر بذلك، كنت نائمًا عندما فتشوا المنطقة، لم يدخلوا إلى بيتي لأن بيتي كان متطرفًا (بعيدًا)، وبعدها خرجت إلى البساتين ريثما انتهوا، وانسحبوا مباشرة، وخرجوا، وذهبوا إلى خارج القصير بشكل نهائي.

في محاولة الاقتحام الثانية، كان جميع الناس قد قرروا عدم القتال، المحاولة التي كانت يوم السبت مساء، حيث جاءنا خبر بأن الجيش وصل. وفي وقتها، هربت إلى قرية ربلة، وهي قرية مسيحية لإخواننا المسيحيين، ذهبت، ونمت عند أحد أصدقائي هناك في تلك الليلة، وفي اليوم الثاني، رجعت، كانت قد حدثت مجزرة العاصي التي قتل فيها 13 شابًا من خيرة شبابنا، وهذه كانت نقطة تحول في القصير، والقصير في وقتها أعلنت التمرد، وقررت اللاعودة.

وبعدها حصلت عدة اقتحامات للجيش، ولكن الجيش في هذه الفترة صار يأتي ويظل، ولا يأتي ويذهب مثل السابق. وفي أحد الاقتحامات، احتلوا المستشفى الوطني، ووضعوا حواجز حول القصير بالكامل من الجهة الغربية، وبدأت الحواجز منها: حاجز الصوامع، وبعدها حاجز الجسر، وحاجز حامد عامر، وحاجز الغيضة، وحاجز السروات، وبعده حاجز المشتل. فطوّقت القصير تقريبًا من جهة الغرب بالكامل، ومن جهة الجنوب بالكامل، ومن جهة الشرق بالكامل. وهذا الجيش الذي جاء قرر البقاء، وطبعًا، أنا خلال فترة الاقتحامات التالية، هربت أول مرة إلى البساتين، وفي المرة الثانية إلى ربلة، وبعدها اكتشفنا أن لدينا في المنزل مغارة بناها أجدادنا سابقًا، كانوا يخبئون فيها القمح عندما.. على حسب ما ذكروه لنا، كان يوجد في كل منزل مغارة، وعندما يحصل جمع القمح أو حين يأتي الميرة كانوا يخبئونه فيه أو يختبئون عندما كانوا يأتون (الجهات الحكومية) من أجل جمع "الأخذ عسكر" (الإلحاق بالخدمة العسكرية)، وهذا الكلام منذ مئات السنين، [كانت المغارة] ضمن بيتنا (بيت العائلة)، فعندما قام والدي -رحمه الله- بهدم البيت القديم، وبنى البيت الجديد تركها للذكرى، وأغلق مدخل المغارة، وترك مدخلًا ثانيًا كانوا يعرفون أنه تحت الدرج موجود، ونحن في فترة من الفترات بحثنا عن هذه الفتحة، ووجدناها، ونزلنا إليها، ورأيناها، وكانت هي عبارة عن غرفتين تحت الأرض، تدخل إليهما، قسم منهما تنزل إليه نزولًا، وبعدها تمشي في سرداب بطول عشرة أمتار تقريبًا، وتصل إلى غرفة أو قاعة أخرى، وهذا المكان قمنا بتجهيزه، وقمنا بتمديد الكهرباء فيه، وعندما قمت بتبليط البيت، حسبت حساب هذا المكان، فأمنت له خط (فتحة) هواء -هذا الكلام قبل الثورة بكثير- فأمنت له خط هواء، ونقلته عن طريق أنابيب بلاستيكية بطول 10 أمتار تقريبًا، أخرجته، وجهزت له مكانًا، بحيث تبقى تعمل، لم نكن نعرف أنها سوف تلزمنا بعد فترة. وفعلًا، عندما كانت تأتي اقتحامات الجيش أنزل أنا وإخوتي وأحد أصدقاء أخي الصغير، كان يأتي معنا، ونبقى في المغارة حتى يذهب الجيش، وطبعًا، التعليمات كانت تأتينا بثًا مباشرًا، يتكلمون عن طريق أنابيب التهوية، مثلًا: جاؤوا، أو ذهبوا، أو لا يوجد أحد، أو لا يزال الوقت باكرًا.  نتواصل مع الموجودين خارج المغارة حتى نعرف ما يحصل، وطبعًا هي كانت عميقة، عمقها تحت الأرض تقريبًا 4 أو 5 أمتار، كانت مكانًا أمنًا جدًا، وكنت أختبئ مع إخوتي في هذا المكان، كلما حصل اقتحام للجيش.

كانت فيها بئر، آخرها ينتهي ببئر، والبئر أيضًا تصل له بسرداب، فوالدي -رحم الله والدك- عندما عمّر البيت الجديد قام بردم البئر إلى سرداب المغارة، وقام بالبناء فوقه، والمغارة لم تتم إزالتها، وبقيت على وضعها. بعد عشرات السنين، وعمّر والدي البيت في عام 1968 و1969، فأنا في عام 1995 اكتشفتها، عندما كنا نقوم بإعادة تبليط المنزل فسألت: أين مكان المغارة؟ فقال: مكانها تحت الدرج، ولها فوهة. فحفرت عليها، حتى وجدتها، وركّبت لها سلمًا، ونزلت، ورأيتها، وتفقدتها، ثم خرجت منها، وبقيت حتى عام 2011، حتى استعملناها في المرة الثانية ولكن ليس للقمح، فقمت بتمديد الكهرباء لها، أمّنت لها خط كهرباء، وأصبحنا نجلس فيها عندما يحصل اقتحام، وكانوا يتفاجؤون عندما يأتي الجيش ويقوم بالتفتيش، وبعد أن يذهبوا بدقائق، أكون في الشارع، هنا كنا نختبئ، وكانت سرية، ولم نخبر أي أحد عنها أبدًا، فلا أحد يعرف أننا ندخل إلى المغارة؛ لأن السرية مهمة في موضوع كهذا، والحمد لله، كل الاقتحامات التي حصلت بعدها كنا نختبئ فيها، ونخرج منها سالمين بفضل الله، هذا بالنسبة لاقتحامات الجيش.

في الاقتحام الذي بعده، صدرت إشاعات، في البداية، كان الرجال يهربون ويتركون النساء والأولاد في البيوت، وكان الجيش يدخل ويخرج. وفي الفترة التي قبلها في آخر اقتحام تقريبًا، خرجت إشاعات أنه في باب هود -أو أنها ليست إشاعات- حصل في باب هود وفي حمص في باب الدريب اغتصابات ودخول على النساء، واغتصبوهن وكذا، فارتعب الناس، وصارت النساء تخاف، وتقول: أين ستذهبون وتتركوننا في هذه المرة؟ وأثّر هذا الموضوع كثيرًا، وأذكر عندما جاء الاقتحام فكان الشباب وكان الشهيد -رحمه الله- استشهد في يومها، كنت أقول له: انتبه، في هذه المرة، لا يوجد انسحاب؛ فالموضوع لم يعد كما كانوا سابقًا يفتشون، ويخرجون، الآن يوجد اغتصاب، وهؤلاء نساؤنا، ما هو الحل؟ فقال: إن شاء الله اطمئن لن يدخلوا طالما يوجد واحد منا حي، وفعلًا، حصلت محاولة الاقتحام، وتم تدمير الدبابات، وفي وقتها، عرفوا أنه لم يعد هناك مجال لدخول القصير مثل السابق، وبعدها، لم يحصل دخول إلى القصير، بعد هذه المعركة وهذا الحادث، لم يحصل دخول إلى القصير، بقوا ضمن الحواجز التي حولنا، وكان لدينا طريق شمالًا مربوط مع قرية الضبعة والبويضة والصالحية وهذه القرى، وهذا هو الطريق الوحيد الذي مازال يعمل عندنا، وكان هناك منفذ في الحارة الشرقية، كنا نخرج منه إذا أردنا الذهاب إلى حمص أو إلى الشام، كان الناس يخرجون، والطريق مهدد بالقناصة، وأحيانًا يرمون بالرشاشات، وأحيانًا يصيبون، وأحيانًا لا يصيبون، ولكن المهم أنه كانت عندنا طرق نخرج منها.

بعد فترة، قرر الشباب [الكتائب العسكرية] تطهير القصير من هذه الحواجز، وفي الحقيقة، مقاتلو القصير كانوا شرسين جدًا وأقوياء جدًا، وبالهجوم كانوا يسطّرون ملاحمًا لا توصف؛ لأن الهجوم لا يحتاج إلى خبرات عسكرية، والهجوم يحتاج إلى شجاعة، ويحتاج إلى جرأة ويحتاج إلى رجولة، وهذه لم تكن تنقصهم أبدًا كلهم بكل أصنافهم، [سواء] كانت جماعة الجيش الحر أو جماعة الكتائب الأخرى التي كان اسمها في وقتها: "كتائب الفاروق". قرروا تطهير الحواجز، فبدؤوا بالحواجز من جهة الغرب التي تصلنا مع بساتيننا ومناطق قرى غرب العاصي التي كنا عندما نريد الوصول إليها كنا نقطع ساعتين حتى نقدر أن نمشي مسافة كنا نقطعها بخمس دقائق [قبل الحواجز]، وحصلت معركة تحرير الحواجز، وفي البداية، حرروا المستشفى الوطني بعملية رائعة جدًا، حيث حُفر خندق تحت الأرض (سرداب) حتى وصلوا إلى مكان المستشفى، ووضعوا متفجرات، وفجروه، ودخلوا عليه، وكان تحرير المستشفى الوطني، وأذكر في وقتها كان المحلل العسكري المصري [صفوت الزيات]، فذكر هذه العملية، وقال: يجب تدريس هذه  الأشياء في الطرق الهجومية. في الهجوم، كانوا لا يعلى عليهم أبدًا، ونفذوا هذه هي العملية عملية تحرير المستشفى، وبعدها قرروا تحرير الحواجز، وتنظيف القصير من الحواجز، وحرروا حاجز الصوامع، وحرروا حاجز حامد عامر وحاجز السويد و الغيضة، نظفوها، و اغتنموا الدبابات والأسلحة، وحرروا القصير من الحواجز، وأصبح الغرب بالكامل حر، أصبحت القصير حرة، وكان عندنا مشكلة البلدية التي هي أعلى مكان موجود فيه، وكان عليه قناصين، وكان الجيش قد استولى عليها، وبعدها قرروا أيضًا تحريرها... ودمروا بناء البلدية، وحرروها، وبعدها قرروا تحرير حاجز سمير رعد، حرروه أيضًا، فأصبحت القصير محررة في قسم كبير منها، ولا أحد يستطيع الدخول إليها من الجيش أو من الأمن إطلاقًا في هذه الفترة. وبعدها، بدؤوا يقومون بعمليات خارجية، ذهبوا إلى كتيبة الضبعة، وطهروها، وذهبوا إلى كتيبة المدفعية وحرروها، وغنموا منها 4 مدافع "فوزديكا، وغنموا منها أسلحة كبيرة جدًا، يعني العملية التي يقومون بها خلال 3 ساعات ينتهون منها بأحسن ما يكون وبأقل الخسائر الممكنة.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في مدينة القصير

كود الشهادة

SMI/OH/112-20/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

حزيران 2011/ أيار 2013

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة القصيرمحافظة حمص-محافظة حمصمحافظة حمص-باب الدريبمحافظة حمص-باب هودمحافظة حمص-المشتلمحافظة حمص-ربلة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

كتائب فاروق القصير

كتائب فاروق القصير

الشهادات المرتبطة