الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الواقع الطبي وحلول مبتكرة بوجه التصعيد العسكري في الغوطة الشرقية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:07:04

وعلى صعيد خطة الطوارئ المركزية نجحنا بمنع فكرة المركزية، وأن يكون هناك مرونة، وكل منطقة تنفِّذ، والمهم أن أسس الخطة تعتمد على المترسة، والتحصين، وبناء المخزون الإستراتيجي الذي يكفي ل 6 أشهر أو لسنة، وعلى تأمين الأماكن البديلة، وعلى الوصل فيما بين هذه المراكز من تحت الأرض. وكل منطقة وكل مشفى عمل. وطبعاً، كل المشافي كانت مدعومة، ولها جهات داعمة، وكلهم تفهّموا قصة الطوارئ، وكلهم دُعِموا؛ وهذا عائد لمصداقية وشفافية التنفيذ، ويوجد مستشفيات تعسرت، وأعلنت خروجها عن الخدمة من البداية. ويوجد مستشفيات لم تنفذ الخطة كما يجب، ويوجد مستشفيات نفذت الخطة على أكمل وجه. وأنا هنا أُثبِت نقطة إنجاز لطبيبتنا الدكتورة أماني [بلور] التي أنهت فترتها الأولى، وانتخبناها للدورة الثانية. وأيضاً كانت القصة قصة أغلبية ناخبة، والأغلبية الناخبة كانت لصالحها، وللمرة الثانية قالت: أنا يكفيني أول دورة ولن أترشح للثانية، قلنا: لا، لا يكفي، أكملي ونحن معك، وكان هناك نية عند شخص آخر أن يترشّح، وقلنا: ضعوا اسم فزاعة حتى يرجعوا خطوة إلى الوراء، ويلتفّوا حول الدكتورة أماني. والحقيقة تمّ الأمر لدرجة أن النتيجة كانت مقروءة مسبقاً، فالذي حضر الاجتماع هو الذي أتى ليقول: نعم، والذي هو يمثّل أكثر من 50%.

وفي فترة أزمة الغوطة، وحالات نقص التغذية الشديدة، كان هناك حملة كبيرة على حالات وفيات "نقص التغذية الشديد" في عام 2017، وحدث اجتماع في غرفة "طبية"، على "السكايب"، ضمّ مندوبي المنظمات، والفعاليات الطبية في الغوطة مع منى المعيوفي ومع"WHO" (منظمة الصحة العالمية) في الاجتماع. كانوا يتكلمون عن خطة الإخلاء الطبي، فكنت موجوداً في الاجتماع، وبدأت أسمع أنه إذا كان لدينا حالات سرطان، وحالات معقّدة، وتحتاج مراكز اختصاصية، فنُخْليها من الغوطة باتجاه العاصمة مثلاً، أو إلى الخارج، لتأخذ العلاج الطبي النوعي، ولكنني كنت أرى الذي يطرحونه هو أبعد من ذلك، فقلت: يعني أولاً تقولون: إخلاء طبي، وثانياً تقولون: إن المريض يخرج مع مرافقيه، وله حق العودة من عدمه، وأنا خائف أن تكون هذه مقدمة للتهجير، أو مقدمة لفتح باب إيقاف الدعم عن العمل الطبي في الغوطة؛ بحجة أنه صار ممكناً الإخلاء الطبي إلى المدينة.. إلى مناطق النظام. فكان عندي هذه المداخلة، وكانت صادمة لمندوبة هذه المنظمات، فقالت: لا، ليست هذه هي خطتنا. وفعلاً، بعد هذا الاجتماع بشهرين، فجأة أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" إيقاف دعمها عن عدة مشافٍ في الغوطة، واعتمادها على مراكز كثيرة؛ حتى في العمل الطبي بدأنا نقرأ الخفايا السياسية.

فعندما تقول لي: ملف احتياجات طبية، وإنسانية، وعلاقات، ومجتمع دولي، ومنظمات دولية، وفي النهاية تقول لي: خطة الإخلاء الطبي! أنا أفهم خطة الإخلاء الطبي: نقل الناس إلى الداخل (مناطق النظام). وإذا نقلت الناس إلى الداخل فلن يبقى مبرر لدعمهم، إذاً يا أهل الداخل، تعالوا إلى الخارج أو العكس. وأنا أراها مقدمة للتهجير. بصراحة، هم طرحوا الخطة طبياً، ونحن رددنا عليها سياسياً في ذلك الاجتماع، وفعلاً بعدها بشهر توقف دعم بعض المراكز.

وبدأنا نرى الأمور الميدانية في تصعيد، مثلاً: محاولات الاقتحام في جوبر، وعين ترما، وزملكا، وعربين، ومن فوق الأرض، ومن تحت الأرض. وكان يوجد أعمال بطولية لكمائن، كان يوجد مناطق يتواجد بها النظام فوق الأرض، وشبابنا تحت الأرض، ومناطق تكون فيها عمليات حفر تحت الأرض، ويفجروا لبعضهم أنفاقاً. وفي مناطق أخرى، مثلاً: كانوا ينصبون الكمائن، مثلاً: يفتعلون اشتباكاً ثم ينسحبون، وتدخل المدرعات وتقع في كمين؛ أو يكون تحتها نفق، فتنزل المدرعة وتتعطّل.

من العمليات الوازنة: سلسلة الكمائن التي نفّذوها في معركة جوبر، 14 أو 15 كميناً. مثلاً: ينسحبون من مبنى بعد تفخيخه، ويدخل النظام ويحتلّه، ويكون الشباب قد حفروا نفقاً من تحته؛ ويقع المبنى كله، يعني كانت حرباً غير تقليدية، حرباً ذكية. وهذه التفاصيل تكلّم بها من خاضها من أبناء الغوطة، بمعزل عن البيانات الرسمية التي كانت تتكلم عن الكمائن في كل يوم، كنا نلتقي مع الشباب أنفسهم الذين ينزلون في النفق، ويقومون بالحفر، ويتحدثون كيف يفخخون البناء والنفق.

كانت جبهة فيلق الرحمن مع دمشق تتضمن: زملكا، وجوبر، وعين ترما. وفيلق الرحمن كان مكوناً من ألوية المنطقة: لواء جوبر، ولواء عربين، ولواء كفربطنا، واندمجوا مع لواء البراء؛ أي إن فيلق الرحمن هو مجموعة القوى والفصائل المناطقية التي توحدت مع بعضها.

على الصعيد الطبي: كما تكلّمنا مضت خطط الطوارئ: تحصين، مترسة. كانت أياماً صعبة جداً تمرّ علينا؛ لأن الذي أتكلم عنه في عام 2017 هو التطورات السياسية والعسكرية والمؤسساتية، ولكن حالة الحرب لم تتوقف حتى يوماً واحداً، والمجازر المتنقلة لم تتوقّف كذلك، كانوا يضربون يوماً في سوق حمورية، ويوماً في سوق دُوما، ويومًا في ساحة كفربطنا، ويوماً يضربون مدرسة هنا، ويوماً يقصفون مشفى هناك، وهذه لا نذكرها؛ لأنها كانت الروتين اليومي لحياتنا... يجب أن يكون دائماً وباستمرار مجزرة في سوق ما، أو ساحة ما، أو شارع ما؛ وأنت وحظك.. يعني اليوم في كفربطنا، وغداً في حمورية، وبعدها في دُوما، ولكن حالات الإغارة على العمق المدني، وقصف الأسواق والساحات والمشافي والمدارس على وجه التحديد، كانت الأهداف الأكثر رغبة عند طيران النظام.

في عام 2017، تحت وطأة حالات نقص التغذية الشديد، وحالات السرطان التي لم نستطع أن نخليها، وكانت هناك منظمات أممية دخلت وتعهّدت بإخلائها، وكان لدينا مثلاً توأم سيامي لم نستطع أن نفعل له شيئاً، وفي النهاية خرج بطريقته الخاصة، وتوفي.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/09/06

الموضوع الرئیس

واقع الغوطة الشرقية عام 2017

كود الشهادة

SMI/OH/52-55/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2017

updatedAt

2024/08/03

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-كفر بطنامحافظة ريف دمشق-حموريةمحافظة ريف دمشق-عربينمحافظة ريف دمشق-زملكامحافظة ريف دمشق-عين ترمامحافظة دمشق-جوبرمحافظة ريف دمشق-الغوطة الشرقيةمحافظة ريف دمشق-معضمية الشام

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حركة أحرار الشام الإسلامية

حركة أحرار الشام الإسلامية

أطباء بلا حدود

أطباء بلا حدود

منظمة الصحة العالمية

منظمة الصحة العالمية

هيئة الأطباء الأحرار

هيئة الأطباء الأحرار

مديرية الصحة الحرة في دمشق وريفها

مديرية الصحة الحرة في دمشق وريفها

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

الشهادات المرتبطة