الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تأسيس المكتب الإعلامي، ومشروع الفرن

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:49:21

في تلك الفترة، وهي نفس الفترة التي تأسس فيها المستشفى، قمنا بتأسيس شيء اسمه "المركز الإعلامي"، وأحضرنا لهم جهاز الإنترنت الفضائي والكمبيوترات. وفي البداية، أعطيناهم غرفة في بناء لدينا، كان بدون إكساء، وكان ملجأً، فأعطيناهم غرفة، وأحضرنا لهم الإنترنت الفضائي، وقمنا بتركيبه، وبدؤوا يعملون. وفي فترة من الفترات، بعض الشباب المتحمسين ومن ضمنهم ابن عمي الذي كان يعمل معهم والشهيد طراد [الزهوري] -رحمه الله- وكان هادي العبد الله يأتي أيضًا، وكان لا يزال مختفيًا، ولم يكن ظاهرًا للعلن، وكان يعمل من خارج سورية. وكان الكثيرون يعملون في هذا المركز، وبدؤوا يقومون بالتصوير بشكل جيد و بشكل أنيق ومحترف، و أصبح لديهم إنترنت فضائي يبثون من خلاله، وربطناهم مع التنسيقية بشكل جيد، و أحضرنا طواقم للعمل، مثل: الشاب الأنيق فادي سوني الذي بدأ يقوم بالمونتاج للفيديوهات، وأصبح لدينا مركز إعلامي محترف، واسمه: "المركز الإعلامي لمدينة القصير".

و بعدها أيضا جاء شباب متحمسون، قالوا: نريد إنشاء شيء اسمه المرسم الإعلامي، والمرسم عبارة عن شباب فنانين، أصبحوا يقومون برسومات ولوحات، و يستشيروننا في المجلس، ويقولون: ماذا يجب أن نكتب؟ وماذا يجب أن نفعل؟ كانوا شبابًا متحمسين، وكان التطور بشكل أنيق جدًا، بمعنى أن كل شيء أصبح تحت السيطرة، والمجلس المدني أصبح كله تحت السيطرة، سواء كان من ناحية الإغاثة أو من ناحية العسكريين والشهداء. وعندها أصبحنا بحاجة إلى إغاثات بعد الحصار، وأصبحنا نقوم بتوزيع السلال الغذائية للناس، وعندما تأتينا كنا نشتري المواد، ونقوم بتوزيعها، وكان همنا الشاغل هو الخبز، وبالنسبة لموضوع الخبز، قررنا في المجلس بيع الخبز وليس توزيعه بشكل مجاني، وكان هذا رأيي عندما تمت مناقشة الأمر، قلت لهم: لأننا إذا كلفتنا ربطة الخبز -وكانت تكلفنا ربطة الخبز في ذلك الوقت 60 ليرة، فإذا بعناها بـ 30 ليرة، فيبقى لدينا نصف عمر نمشي به، بمعنى أنه يدعمنا بشكل دائم إذا انقطع الدعم عنا في هذا الموضوع. والأمر الثاني: أننا عندما نقوم ببيع ربطة الخبز للمواطن -نحن قمنا بدراسة، وقررنا كم يحتاج الإنسان من الخبز- فإذا هو لم يكن بحاجة فإنه لا يشتري الخبز، أو إذا كانت تكفيه ربطة خبز واحدة فإنه لا يأخذ ربطتي خبز، بينما إذا وزعناها بشكل مجاني فإنه سوف يأخذ ربطتي الخبز، ويهاجمنا، ويسبب لنا مشكلة. وكان هذا القرار حكيمًا في هذه الفترة؛ لأن سعر ربطة الخبز كان مرتفعًا جدًا، ونحن نحضر الطحين والمازوت، نشتريهم من السوق الحرة، وهذا كان شيء جميلًا جدًا. وفي البداية، كنا نبيع الخبز في الأفران، وكان الناس يذهبون إلى الأفران، ويشترون منها. وفي إحدى المرات عندما حصل قصف، واستشهد طفل في ذلك الوقت على باب الفرن فإننا قررنا عدم الذهاب إلى الفرن، ونحن سوف نحضر الخبز، ونوزعه على المنازل. فوضعنا مراكز في كل حارة، كان هناك مركز يأتي، ويأخذ الخبز، ومن أجل نجاح فكرة البيع، جاء أشخاص مثل: جمعية "أهل الأثر"، وقالوا: نحن نريد توزيع الخبز بدون مقابل. قلنا لهم: لا يوجد مشكلة. نحن نعطيكم الخبز، ونحن نعطيكم الأفران التي نسيطر عليها، ونحن نخبز لكم، وأنتم تقدمون لنا المواد الأولية. قالوا: نحن نريد توزيع الخبز لمدة شهر بشكل مجاني. قلنا لهم: لا يوجد مشكلة. وقلنا لهم: أعطونا المواد الأولية، ونحن نخبز لكم، ولا نريد أجرة الخبز. وأنتم أعطونا الطحين والمازوت والمواد الأولية، وخذوا الخبز من أجل توزيعه. وهم كانوا يرصدون مشروعًا يكفيهم لمدة شهر، ولكنهم لم يستطيعوا التوزيع إلا لمدة 12 يومًا فقط، والسبب كما ذكرت: أنهم بدؤوا يوزعون الخبز بدون مقابل؛ لأن الناس الذين كانت حصتهم ربطتين كانوا يهاجموننا حتى يأخذوا الربطة الثالثة، ويأخذوا 4 ربطات. وهم فوجئوا، وقالوا: كيف كانت تكفيكم في اليوم 3000 ربطة؟ قلنا لهم: كانت تكفينا لأن العمل كان منسقًا، وكان مدروسًا بحيث تكون 3000 ربطة كافية، وهذه هي الفكرة.

نحن أيضا كنا نقدم الرواتب للجرحى والمعتقلين. وفي هذه الفترة، أريد أيضًا أن أذكر بأن هناك بعض الأشخاص الذين لم يكونوا منشقين عن النظام، لا يزالون في عملهم، مثلًا: كلفنا محامين من جماعتنا موجودين في البلد بمتابعة أمور المعتقلين من أجل متابعة أمورهم وإخراجهم، والحضور عنهم؛ لأنهم أصبحوا يحتاجون إلى محام، وعندما كانوا يحولونهم إلى القضاء في الفترة الأولى كانوا يعتقلون الشخص، ثم يحولونه إلى القضاء، وبعدها يحتاج إلى محام من أجل الدفاع عنه وإخراجه ودفع الكفالات، وكنا نتابع هذه الأمور أيضًا من خلال عملنا كمجلس. وطبعًا، المحامون كانوا غير معروفين للعلن؛ لأنهم فيما بعد قتلوهم، و أنا نشرت عن بعضهم بعد أن قُتلوا، وهناك أشخاص اتهموهم بالعمالة، وأنا نشرت عنهم، وقلت: نحن طلبنا منهم متابعة أمور المعتقلين من أجل الضرورة، وطلبنا منهم عدم ترك عملهم، وإن شاء الله نكون وفّيناهم حقهم، وهذه من الأعمال التي كنا نقوم بها في السر.

وكانت لدينا علاقات أيضًا مع أشخاص موجودين خارج المنطقة، وكنا نعمل مع بعضنا، ولهم هدف، وهم معنا في قلوبهم، ولكن لظروف معينة يجب أن يبقوا في هذا المكان؛ لأن الواحد منهم كان يفيدنا أكثر من الشخص الموجود معنا في الحصار، بمعنى أن الشخص الذي كان معنا وموجود عند النظام فائدته لنا أكبر بكثير من الشخص الموجود معنا في نفس المكان؛ لأن حركته أصبحت محدودة، وإمكانياته أصبحت قليلة.

كان هناك الكثير، وكانوا من جميع الطوائف ومن جميع الأديان، وكانوا مؤمنين بثورتنا، وكانوا معنا، ولكن حتى الآن لا يمكننا الحديث عن أحد، وإن شاء الله سبحانه وتعالى يمكّننا لنردّ لهم الجميل بالجميل. وكما ذكرت نحن عقدنا اتفاقات في هذا المجلس مع الطائفة المرشدية، وحاولنا عقد اتفاقات مع الإخوة المسيحيين في القصير، وجمعناهم، واجتمعنا معهم، وأنا ذهبت إلى منزل أكثرهم شراسة، وكانوا معروفين لدينا، هم بيت حنا، ذهبت إلى منزلهم، وكانوا مسلحين، ولديهم حاجز، وتكلمت معهم، واتفقت معهم، وأحضرناهم، وأزلنا الحواجز، واتفقنا مع الأخوة المسيحيين [وقلنا لهم]: أنتم ليس لكم علاقة، فمنهم من التزموا معنا، ومنهم من لم يلتزم؛ لأن الأقليات معروفة بشكل عام بأنها تبقى مع السلطة، وتحب أن تكون مع السلطة. فنحن لا نلتمس لهم الأعذار، ولكن هناك نجاحات، وهناك فشل، ودائمًا نكون نحن المتسببون بالفشل.

فالتهور الشديد وعدم معرفة الخصم (الشباب المغرضون والموتورون) فهناك أشخاص مغرضون وموتورون بيننا، ومُرسلون من أجل التخريب. وهؤلاء أثروا على الاتفاقات التي أجريناها من ناحية الغباء أو من ناحية العمالة، فكان هناك أشخاص أغبياء، وكان هناك أشخاص عملاء، تسببوا في فشل هذه الأمور التي حصلت، فعندما عقدت الاتفاق مع المسيحيين تمّ إطلاق النار على منزلي، بمعنى أنه كان تهديدًا علنيًا بأننا سوف نقتلك. ورغم ذلك هذا لم أتأثّر، وتابعت، لأننا بعدها قررنا عندما حصل هذا الأمر-وهذه نقطة مهمة جدًا- أن هذا المجلس يجب أن تكون له حماية، فإذا كان المجلس بدون حماية فهذه مشكلة. وأنا كان عندي أشخاص تابعون لي، كانت عندي مجموعتان تابعتان لي، أشرفت عليهم، وجهّزتهم بحيث يقاتلون مع المقاتلين، وبنفس الوقت تكون تبعيتهم لي. فأنا عندما أعطي أوامر فإنها تُسمع. وهؤلاء كانت مهمتهم عندما نتعرض لخطر من المسلحين، أحيانًا، يعترض المسلحون، ونحن كان لدينا كما يقول المثل: "الوجيه يحتاج إلى ألف سفيه حتى يحميه". بمعنى أنك عندما تكون وجيهًا في قومك تحتاج إلى سفيه حتى يحميك، وتحتاج إلى أشخاص يستطيعون حمايتك، فحلمك وعلمك لا يحميانك، وتحتاج إلى شخص يضرب وقت الضرب، وأنا دكتور لا أستطيع أن أضرب، ولا أستطيع الدفاع عن نفسي، ولا أستطيع القتال، ولكن كان يجب أن يكون لي أخ أو ابن عم أو صديق يحميني بجسمه وقوته وبدنه وسفاهته، هذا معنى القول المعروف: "إن الحكيم يحتاج إلى السفيه حتى يحميه." ونحن قررنا أن يكون لدينا أشخاص يقفون في وجه هؤلاء الأشخاص عندما نطلبهم، ويعرفون أن كلامنا ليس مثل أي كلام. مثلًا: في إحدى المرات، تمت سرقة أحد المعامل على طريق حمص، وجاؤوا إلى القصير، فأحضرتهم، وأخذت منهم المواد، وأعدتها إلى المعمل. وحذرت أحد الأشخاص الموجودين عندما التقيت به قائلًا: إن هذا المعمل لا يمكنك الاقتراب منه، وهذا المكان لا تقترب منه، ولا تسرق. وهو بدأ يبرر، وبدأ ينتخي، وقال: يبدو أنك تهدد! فقلت له: أنا لا أهدد، أنا أنفّذ فورًا. لقد أوصيتك بألا تقترب من هذا المعمل، فلا تقترب منه، أنا أقول كلمة واحدة، ولا تجرب حتى تعرف إذا كنت أهدد أم لا. لأنه في المرة الثانية، وأنا في هذه المرة استدعيتك استدعاء، ولكن المرة الثانية سوف "أشحطك"(أحضرك بالقوة وبطريقة مهينة)؛ لأنني إذا لم أفعل ذلك فلن أستطيع إدارة بلد، وخاصة أن هذا الشخص ليس من القصير، فهو من خارج القصير، فهو ذهب إلى المكان الذي نضع فيه الطحين الخاص بنا، ذهب إليه، وسرقه، وسرق السيارات، وسرق المواد، وهذه هي إحدى الحالات. فحتى يكون للمجلس كلمة، ويكون مسموعًا يجب أن يكون هناك أشخاص مستعدون لحمايته، ولا نطلب الحماية من أشخاص معينين؛ لأنه أصبح لدينا حالات من ضمن اللجان التي أنشأناها، كان يوجد اللجنة الأمنية التي أصبحت بديلًا عن المخفر، وكان لدينا اللجنة الطبية، ولجنة الإغاثة، ولجنة الجرحى، ولجنة المعتقلين. وكل هذا كان عملًا منسقًا بالنسبة لعمل المجلس المدني الذي أصبح بشكل أنيق ومرتب، ونفّذ مهامه بأفضل ما يمكن. وطبعًا، لابد أن يكون هناك بعض الأخطاء، فالإنسان الذي يعمل يخطئ، ولا بد أن يكون لك الكثير من الأعداء والحاقدين الذين كانوا يحاولون وضع العصا [في العجلات]، ومثلًا: بعد أن قُطع عنا الطحين، لم نعد نستطيع إحضار الطحين من الخارج، وأصبح كيس الطحين يكلفنا شهيدًا لإحضاره؛ لأن الحصار كان شديدًا علينا، وقررنا شراء القمح من الناس، وطحنه، وأخذنا (استولينا على) المطاحن أيضًا، وأصبحنا نطحن فيها. فأحيانًا نجد شوالًا فاسدًا، هناك شخص اشترينا منه القمح ومن ضمنه شوال قمح فاسد أو متسخ، يوجد فيه الكثير من الأوساخ، وقمنا بوضعه جانبًا، وبعدها جاء أشخاص بدؤوا يصورونه، وينشرون الفيديوهات، ويقولون: انظروا ماذا يطعمكم المجلس، يطعمكم الأوساخ والسوس. هذه القصص والمشاكل التي حصلت معنا.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في القصير

كود الشهادة

SMI/OH/112-12/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة القصيرمحافظة حمص-محافظة حمص

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جمعية أهل الأثر الخيرية * ( لا يوجد ) 

جمعية أهل الأثر الخيرية * ( لا يوجد ) 

الشهادات المرتبطة