الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

نشاط المكتب الإعلامي، وطبيعة عمل اللجنة الأمنية في القصير

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:52:16

سنستذكر اليوم كيف تشكلت اللجان التي كنا نعمل فيها، وهي لجان لخدمة الثورة في مدينة القصير، وكنا نتكلم عن تشكيل المركز الإعلامي، حيث قمنا بتشكيل المركز الإعلامي، وزودناه بجهاز إنترنت الفضائي، وأُحضر عن طريق التهريب من لبنان، ورُكّب على أحد المباني، وكان المبنى تابعًا لعائلتنا، وكان البناء بدون إكساء في هذه الفترة، وكان الشباب موجودين فيه، مثل: هادي العبد الله، ولم يكن قد ظهر باسم هادي العبد الله بعد، وكان هناك الشهيد طراد الزهوري -رحمه الله- وكان الشهيد مهند محبّ الدين، وكان ابن عمي حسين محبّ الدين. وكان هذا المركز الإعلامي بإدارة أبي شمسو (محمد شمس الدين)، وكان هناك أيضًا منتجون يعملون على إنتاج الفيديوهات، مثل: جعفر محبّ الدين وفادي سوني الذي كان معروفا بهذا الاسم. وهذا بالنسبة للمركز الإعلامي الذي تشكّل في تلك الفترة، وكانت معهم أجهزة كومبيوتر "لاب توب" وكاميرات، وزوّدوا بكاميرات مع "اللاب توب" وإنترنت فضائي، وأصبح العمل منظمًا، وانقسموا إلى مجموعات: أشخاص يقومون بالتصوير الخارجي (تصوير القصف أو عندما تخرج المظاهرات)، وأشخاص مهمتهم تصوير المركز الإعلامي، وأشخاص قاموا بتصوير اللقاءات والإشراف على الصحفيين الذين أصبحوا يتوافدون، وأصبح صحفيون أجانب يأتون إلينا في تلك الفترة من عدة دول، أذكر منهم: المصور الإيطالي أليسو الذي كان يصور بكاميرته، ولأن العلاقة كانت جيدة فكان يأتي، ويريني الصور، ويقول: هل هناك مشكلة فيما لو قمت بنشر مثل هذه الصورة أو لم أقم بنشرها؟ وكان الصحفيون الذين يأتون إلينا يؤمنون بثورتنا، وتشعر بأنهم أصبحوا جزءًا منا، فكانوا يشاهدون المعاناة والمشاكل وكل هذه الأمور، وكنا نشعر بأنهم أصبحوا جزءًا منا ومؤمنين [بقضيتنا]. وكنا نعطيهم الصورة الصحيحة، كنت أوصي الناس في تلك الفترة، وأقول لهم: لا داعي للكذب، ويجب عليكم قول الحقيقة؛ لأن الحقيقة لوحدها شيء مخيف. بمعنى أنه لا داعي للمبالغة إذا أردتم نقل أو إعطاء أي خبر للصحفيين، أعطوهم الحقيقة فقط، والحقيقة لوحدها شيء مخيف، والحقيقة لوحدها تكفي. وكان هناك أشخاص يتصورون أنه.....، وخصوصًا أنهم لا يمتلكون الخبرة في الأعمال وخبرة في العمل الثوري، أو ليست لديهم خبرة في الإعلام، أولا يعلمون ماذا يمكن أن يفعل، أو ماذا يمكن أن يقدم. وأنت عندما تبالغ في أي خبر أو تبالغ في الكذبة فتظهر بأنها كذبة؛ لأن الناس لا توجد لديهم خبرة، فكانت التوصيات دائمًا هي: إن الحقيقة هي أقوى صوت، وهي كافية بمفردها. وأصبح لدينا مركز إعلامي. وفي تلك الفترة، عندما أنشأنا المركز الإعلامي كان هناك شاب من "بابا عمرو" اسمه محمود، ولقبه الديك، وكان يتواصل مع القنوات الفضائية من هذا المركز أيضًا.

أصبحت للمركز الإعلامي أيضًا -كما ذكرت- مكانة، وأصبح الصحفيون يتوافدون إلينا من كل دول العالم: من فرنسا، وأمريكا، وإيطاليا، وإسبانيا. وكان الكثير من الصحفيين يأتون، وجاءت قناة "البي بي سي"، وجاء صحفيون من لبنان، فالمركز كان عامرًا بالحركة والعمل والنشاط مثل خلية النحل، وأي فيديو يُبثّ كان يُجرى له "مونتاج"؛ حتى لا يعطي أي أثر سلبي. وعندما خرج المقاتلون من "بابا عمرو" جاء قسم منهم إلى القصير، فكان الديك يبثّ من القصير.

إذًا أصبحت لدينا في تلك الفترة لجنة أمنية قوية، وكان تشكيل اللجنة الأمنية مع تشكيل اللجان، وكانت أول لجنة هي اللجنة الأمنية، برئاسة العقيد المتقاعد أبي الفداء (يحيى الواو)، وكان القائد الميداني لها هو المرحوم النقيب أبو شهد [وائل سطوف] الذي استشهد بعد فترة، وهذه اللجنة الأمنية قامت بدورها على أكمل وجه، فقامت بالحفاظ على الأمن، وأي مشكلة تحدث كانت تُحلّ في لحظات. وعندما شكلنا هذه اللجنة أحضرنا أشخاصًا منشقين عن الشرطة، وكان العقيد أبو الفداء هو الرابط ما بين هذه اللجنة والمجلس أو لجنة الختايرة (كبار السن)، وكان المركز برئاسة -كان قائده- النقيب المنشق أبو شهد -رحمه الله- وائل سطوف، وطلبنا من الوحدات الموجودة أو الجماعات في ذلك الوقت، وقلنا لهم: نحن نريد قطع سلاح حتى يكون هؤلاء جاهزين لأي تدخل أو ليحموا أنفسهم. وفعلًا، كل مجموعة أعطتنا بندقية، وقمنا بتسليح عناصر الشرطة الموجودين، وأذكر في تلك الفترة وقوع عدة حوادث، فتمت المعالجة بسرعة خارقة، ففي إحدى المرات، اعترض أحدهم طريق أحد إخوتنا الشيعة، وسرق منه مبلغ 400000 ليرة سورية، وكان المبلغ خلال ساعات في جيب المواطن، وعندما قالوا له: اذهب واشتكِ إلى اللجنة الأمنية؛ لأنه لم يكن هناك مخفر، قالوا له: اذهب واشتكِ إلى اللجنة الأمنية. فجاء واشتكى إلى اللجنة الأمنية، وكُشف السارق من خلال التحقيقات السريعة، وأحضره الشباب، وسُجن، وأُعيد المبلغ إلى صاحبه، فكانت مفاجأة بالنسبة له، وقال: لوكان ذلك في أيام النظام فلن يحصل هذا الأمر بهذه السرعة.

وحصلت حادثة أخرى، وهي حادثة قتل، حيث قُتل شخصان أحدهما من آل الزهوري والآخر من آل العتر، وخلال 48 ساعة، كان القاتلون في قبضة العدالة، أو أن ذلك حدث في أقل من 48 ساعة، وكانوا في قبضه العدالة، واستطعنا من خلال هذه اللجنة ومن خلال عمل لجنة "الختايرة" والناس حل الموضوع قبل أن يتطور، وتصبح هناك ثارات. وكانت العائلتان كبيرتين، عائلة الزهوري وعائلة العتر. ربما لو حدث هذا الموضوع في أيام أخرى لحدثت مجازر وانتقامات وثأر بسببه، ونحن خلال فترة وعن طريق التحقيق من خلال هذه اللجنة، وعندما عرفوا السبب، وكيف وقعت حادثة القتل حصلت محكمة ومصالحات في النهاية، واتفقوا على نفي القتلة وعائلتهم المباشرة، وحُلّت المشكلة قبل أن تتطور أكثر من ذلك. وحصل الكثير من الحوادث، فعندما تقع حوادث سرقة يقومون بضبطها فورًا وإعادة الحق إلى أصحابه، وكان عملها رائعًا جدًا، وأخذت صدى، وأصبح الناس يقصدونها، وبعد ذلك، أصبحوا يخافون منها، مثلًا: كان الشخص يتجنب المشاكل؛ لأن هناك لجنة أمنية تقوم بالعمل على أكمل وجه.

حاجتنا الثالثة للمراكز هي: أنه أصبحنا بحاجة للإغاثة، وكانت لدينا لجنة الإغاثة، وبدأت لجنة الإغاثة العمل بشكل كامل في الأماكن التي تحتاج إلى ذلك. في إحدى المرات، جاءنا مهجّرون من "بابا عمرو"، واضطررنا إلى جمع البطانيات والفرش، وقدمنا الحاجات المطلوبة، وبعدها أصبحت لدينا ضوائق مالية، بمعنى أن هناك أشخاصًا يعانون الجوع والنقص في المواد الأولية، فتم  القيام بتوزيع الاحتياجات على الناس من قبل هذه اللجنة التي كان اسمها: "اللجنة الإغاثية". إذًا أصبحت لدينا لجنة الشهداء، وتطور الأمر أيضًا، وأصبحت لدينا لجنة المعتقلين لمتابعة أمور المعتقلين، وتطور ذلك فيما بعد، وأصبحت لدينا حاجة أخرى، و هي حاجة التوثيق، والتي نسميها اللجنة القانونية، و هي مجموعة من المحامين، وشكلنا هذا المكتب القانوني الذي أصبح يوثّق حالات الزواج و حالات الطلاق وحالات الولادة وهذه الأمور، بالإضافة إلى أن بعض حالات الطلاق والزواج كانت توثّق عن طريق اللجنة الشرعية، واللجنة الشرعية هي مجموعة من المشايخ الذين كانوا موجودين في تلك الفترة، وهؤلاء المشايخ كانت لديهم لجنة الإفتاء، ولجنة الإفتاء مهمتها الإفتاء في القضايا التي تحدث والتثقيف، فكانوا يذهبون إلى المقاتلين والمجموعات لإعطائهم الدروس كي لا يحصل انحراف، ولا يحصل تشدّد، وكانت هذه اللجنة عبارة عن 5 أو 6 أشخاص من مشايخ البلد الشباب، وكانوا يذهبون إلى المجموعات لإعطائهم الدروس، وكانوا متواجدين، ويتواصلون معنا بشكل دائم، ونجتمع بهم، وكنا ننصحهم، ونخبرهم كيف ينبغي أن يكون العمل. وكانت هذه اللجنة هي لجنة الإفتاء، وهذه اللجنة فتحت مكتبًا في الأوقاف القديمة، بمعنى أنها تطورت نحو الأمام، وأصبحت مكتبًا لتوثيق الزواج والطلاق وتسجيل الأولاد، وأصبح هذا الأمر عن طريقهم.

بدأ المحامون يعملون بنشاط في توثيق الانتهاكات التي تحصل في هذه الفترة. وطبعًا، كان هذا العمل كله يحدث في هذه الفترة من دون أن نعرف بأن هناك شيئًا في العالم يشبه هذا الشيء الذي نقوم به، و طبعًا، نحن نتكلم عن عام 2011، عندما كان كل هذا العمل يحدث.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في القصير

كود الشهادة

SMI/OH/112-13/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة القصيرمحافظة حمص-محافظة حمصمحافظة حمص-بابا عمرو

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة