الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

انعكاس نموذج الدولة الأمنية على المرافق التعليمية والتربوية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:34:19

سأذكر حادثة مهمة جدًا على مستوى الوطن العربي بشكل كامل، وهي حادثة عام 2006، أو 2007، وهي حادثة ياسر الحبيب، أو كنا نسميه ياسر البغيض، الذي هو شيخ، أو نائب في البرلمان الكويتي. فخرج، وشتم السيدة عائشة بشكل علني، وفي وقتها حصلت فورة [غضب] في المجتمع الإسلامي والسني كله بسبب هذه الحادثة، وكنت في ذلك الوقت، في الثانوية الشرعية، وبسبب الشرخ العظيم الذي حصل في المجتمع، في تلك الفترة؛ عُقد مؤتمر في سوريا، في دمشق، على طريق المطار. أظن في فندق الشام أو فندق البتراء، استمر المؤتمر ثلاثة أيام لعلماء العالم الإسلامي بشكل كامل، وجاءت دعوة خاصة لنا. طبعًا، نحن الجمهور "الكومبارس" لحضور المؤتمر، وطُلب من المديرة أن تأخذ ست معلمات فقط إلى المؤتمر؛ فأرسلت المديرة لي خبرًا، أو عرضت عليّ الذهاب إلى المؤتمر، وكان لدي ميزة جميلة جدًا أنه لمدة ست سنوات في الثانوية الشرعية، كنت المعلمة الأصغر عمرًا في كل المدرسة، فهذه كانت ميزة مهمة جدًا. فذهبت إلى المؤتمر، وكان هناك النابلسي (محمد راتب النابلسي)، ومحمد سعيد رمضان البوطي، وعلي جمعة (مفتي مصر)، وعدة علماء من العالم الإسلامي، وأذكر الآن الأسماء البارزة، وكنا نحضر المؤتمر، وفي أول نصف ساعة تكلم البوطي، وفي بداية حديثه تكلم عن أمريكا وإسرائيل، كان نفس الكلام الفارغ الذي نسمعه كل مرة والمؤامرة. طبعًا، لم يأت على سيرة ياسر الحبيب أبدًا، ولا موضوع سب السيدة عائشة، ركز في حديثه على إسرائيل وأمريكا فقط -وهذه النقطة تهمني؛ لأنني سأذكر أنني سمعتها من شخص آخر، عن عدونا المشترك-. 

تكلم البوطي نصف ساعة، وكنت أكتب وراءه، وأغلب الجمهور كان نائمًا كالعادة، وبعد البوطي تكلم الشيخ راتب النابلسي، فجأة أغلقت أبواب القاعة بشكل كامل، ودخل نعيم قاسم نائب رئيس حزب الله، وعندما دخل توقف الجميع، كنت أتساءل: من هذا؟ فعرّف عن نفسه أنه نعيم القاسم، وكان معه مرافقة كاملة، وكنت من الشخصيات المتأثرة بالمقاومة الإسلامية، وفي حرب تموز عام 2007 (2006) كنت في الثانوية الشرعية، وتطوعت من أجل خدمة العائلات اللبنانية التي نزحت إلى مدينة دوما، وهذا أمر مهم جدًا، سأتكلم عن تلك الفترة فيما بعد. 

عندما دخل نعيم قاسم بدأ يتكلم عن إسرائيل والعدو الواحد، العدو الغاشم، العدو المشترك، وعن أمريكا، واللعنة لأمريكا، وكان يتكلم عن التقارب الشيعي السني، وسكت، وخرج. فجاء حسون، وبدأ يتكلم، وكان خطابه أكثر خطاب متناقض سمعته في حياتي. وحتى الآن أتذكره، خرج حسون، وقال: أنا شيعي الهوى، سني المذهب، درزي العقيدة. وبدأ يتكلم بهذا الشكل، ويذكر كل الطوائف الإسلامية، ولكن نحن أتينا من أجل موضوع معين وهو: حادثة سب السيدة عائشة- رضي الله عنها-، وتجاوز هذا الشخص على اعتقاد مجموعة كاملة، وهذا الشيء خاطئ. فأنتم ماذا تتكلمون؟ ولماذا لا تذكرون المشكلة؟ ودخول نعيم قاسم أثر بي كثيرًا، واعتبرته نوعًا من الاستفزاز، مع أنني كنت أؤمن بالمقاومة، وفي يومها عدت من المؤتمر، ورغم أننا عدنا متأخرين في الساعة الثامنة ليلًا اتصلت بآنستي، وقلت لها: أريد أن أراكِ. فذهبت إلى آنستي، وأخبرتها بما حصل في المؤتمر، وحدثتها عن البوطي، وفي يومها كان لدي ردة فعل عكسية، لماذا تكلموا بهذا الشكل؟ والأمر ليس كذلك، بمعنى كان الأمر مجرد تمييع، ونحن نتعرض في حياتنا للتمييع والكذب في الحقائق التاريخية والأرقام. 

فعليًا، وجودي مع" القبيسيات" كان هو عبارة عن ثورة مصغرة للأفكار التي تطرح، ويطبق عكسها. ويوجد حادثة مهمة جدًا في عام 2009، في بداية تطوير التعليم في سوريا، بدأ موضوع دمج" التكنولوجيا" بالتعليم، دخلت إلى أول دورة، وشاركت، وبشهادة الأساتذة الذين قاموا بتقييم درسي، كان درسي من الدروس الأولى التي يجب أن تكرم في المسابقة، ولكن تم تكريم نائبة المديرة مع أنها لم تعمل على [تحضير] الدرس، ولم تصممه، فهناك من صممه لها، وتم تكريمها؛ لأن زوجها كان يعمل في وزارة الأوقاف، وهي نائبة مديرة. والأمر الأهم هو الدكتورة بارعة الطرابيشي التي كانت أحد أعمدة" القبيسيات" والتي جاءت بقرار رئاسي إلى الثانوية الشرعية، حتى تستلم ثانويتنا، حيث كان يوجد توجيه من النظام بعدم استلام الثانوية الشرعية في دوما من قبل معلمة من دوما، وبارعة الطرابيشي دخلت إلى الثانوية الشرعية، وأحدثت ثورة في المدرسة بشكل كامل، وكانت عبارة عن كتلة من الظلم، وكانت عبارة عن نظام استبدادي، واستخدمت ثلاث معلمات عملاء لها لكتابة تقارير في المعلمات الأخريات، مثل المخابرات تمامًا. والشيء المهم أنها حاولت الإيقاع بنا (نحن بنات دوما حصرًا). وهذه القصة مهمة جدًا؛ حيث استدعتني المديرة، وأعطتني ظرفًا، وطلبت مني أن أسلمه إلى وزارة الأوقاف. شككت في هذا الظرف؛ حيث أخرجتني من حصتي الدراسية، وطلبت مني الذهاب إلى وزارة الأوقاف مع أنه ليس عملي أن أكون مراسلة في المدرسة، وطلبت لي سيارة أجرة، وعندما ركبت في السيارة، وجدت معلمة أخرى من دوما أيضًا، ونحن في الطريق قررنا أن نفتح الظرف، وقلت: إنني لست مرتاحة لهذه الحركة، وفتحنا الظرف، فوجدنا أن ما بداخله عبارة عن تسريبات لفواتير مالية باسم المحاسبة ومجموعة معلمات ، بالإضافة إلى تقارير أخلاقية موقع عليها من قبل المعلمات، فسحبنا الورقة التي كتب عليها التقارير، وأخفيناها، وذهبنا، وطلبنا أن ندخل إلى رئيس هيئة الرقابة والتفتيش، في وزارة الأوقاف، ودخلنا إلى رئيس هيئة الرقابة والتفتيش ، وهو شخص مخيف جدًا، وكان موجودًا في الطابق التاسع، وسلمته الظرف، ففتح الظرف. طبعًا، الظرف في الأساس غير مغلق-الظرف البني الكبير- ولكن يوجد أوراق بداخله؛ لذلك استطعنا أن نفتحه، فأمسك الأوراق، ونظر إليها، وقال: هذه فواتير أنا لا أريدها. وقال: إن الدكتورة بارعة قالت بأنها سترسل شيئًا أهم. فقلت له: هل تقصد هذه الورقة؟ فأخرجت له ورقة التقارير. فقلت له: إن هذه الورقة موقعة من قبل المعلمات، ولكن المعلمات لا يعرفن على ماذا وقعن؛ لأن التقرير مكتوب في أول الصفحة، والصفحة الثانية مجموع عليها التواقيع. وقلت له: إن المديرة لم تسألني، وإنما دعتني بينما كنت في حصتي الدراسية، وأخرجتني، وأنا أعرف أن هذه الورقة باطلة قولًا واحدًا، والأمر كذا وكذا. وأثناء كلامي معه أصبحت أبكي. فقال لي رئيس هيئة الرقابة والتفتيش: ألن ننتهي من مشاكلكم جماعة ثانوية الشامي؟ فقلت له: ولكن نحن ليس لنا علاقة، وإنما المديرة هي من تفتعل هذه المشاكل. وهذه أول مرة أقوم بثورة مصغرة. فعدنا في وقتها إلى دوما، فصاحت لي المديرة، وقالت لي: ماذا فعلتن؟ فقلت لها: كما قلت لنا. وقمت بتبليغ المعلمات المذكورة أسماءهن في الورقة، وأخبرتهن أنهن قد وقّعن على الأوراق، فأصبحت أسألهن عن التواقيع، ولكن كنّ قد وقعن من دون أن يعلمن؛ حيث استدعتهنّ المديرة للتوقيع على رواتبهن، على ورقة بيضاء، حتى يتم إرفاقها بجدول الرواتب. فقلت لهن: أنتن موقعات على ورقة مكتوب عليها كذا وكذا. هذا الذي حصل، ولم يعد يهمني الأمر، حتى وإن طردتني أو أخرجتني؛ فأنا لم أعد أكترث بشيء. وفي وقتها أصبح لدي قاعدة شرعية في حياتي هي: "من كان رزقي عليه الله يعجل عليه" وهذه العبارة أخذتها من جدتي. وهذه القصة كانت مهمة جدًا، وكانت ثورة مصغرة بالنسبة لي، وانتهت هذه الثورة بعقد اجتماع كامل لمعلمات الثانوية الشرعية، وفصل بارعة الطرابيشي بعد الحركة التي قمنا بها، وأثبتنا أن المديرة بارعة الطرابيشي هي من ألف هذه القصص، وهذه التقارير المزورة، وفصلت بارعة الطرابيشي. وبعد سنة بدأت الثورة السوريّة، وكان لدي دورة مصغرة عن الثورة، وعندما دخلت إلى الثورة كانت عيناي مفتوحتين، وأعرف إلى أين أذهب.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/09/12

الموضوع الرئیس

التعليم قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/101-05/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل 2011

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-منطقة دوما

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

وزارة الأوقاف السورية (نظام)

وزارة الأوقاف السورية (نظام)

القبيسيات 

القبيسيات 

ثانوية أحمد الشامي الشرعية في دوما

ثانوية أحمد الشامي الشرعية في دوما

الشهادات المرتبطة