الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الصدام مع نساء حركة القبيسيات المواليات والانشقاق عن الحركة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:36:00

الشيء المميز جدًا أنني كنت مدرسة في الثانوية الشرعية، وعندما بدأ الدوام كنت أدرّس طلاب الصف العاشر مادة القومية، فدخلت إلى الصف، والذي كان يميز حصتي- وهذا الشيء تشهد عليه طالباتي - أنني كنت أعطي القومية ضد النظام، وهذا الأمر قبل الثورة، ولكنني كنت ألخصها بشخصية رئيس البلدية الحرامي (إيهاب النملي)، كنت دائمًا أتكلم عنه، وأنا أظن أنه هذا الشخص أكثر شخص تكلمت عنه، حتى أكثر مما تكلمت عن حافظ الأسد. 

دخلت إلى الصف العاشر، وكان أول يوم دراسي، وأول حصة دراسية. فكتبت: إن الثورة يقوم بها الشجعان، ويموت فيها الأبطال، ويعيش على أكتافهم الجبناء. وبدأت أتكلم عن الثورة، وكيف نشارك في المظاهرات؛ فتحمست طالبات الصف العاشر. وأذكر أنني خرجت من الصف، ثم دخلت صديقتي مدرسة مادة التاريخ. فقالت للطالبات: من كتب هذا الكلام الفارغ على اللوح؟ فقالوا لها: الآنسة بيان. وانتهى أول يوم دوام. طبعًا، هذا حدث في شهر (أيلول/ سبتمبر) 2011، فخرجت من الصف، وكنت قد وعدت البنات أن نلتقي عند باب المدرسة. فانتهى الدوام، وخرجت البنات، فخرجنا في مظاهرة، وهذه أول مرة أقوم بمظاهرة مع طالبات المدرسة من الصف العاشر، وانتشر الخبر في المدرسة أن بيان خرجت بمظاهرة مع طالبات المدرسة. فأنا الشخص" القبيسي "ومدرّسة المواد الشرعية خرجت في مظاهرة!

 ويوجد أمر مهم جدًا لم أذكره سابقًا، في أول تشييع خرجت به، بدأ الخلاف بيني وبين" القبيسيات" الذين أخذوا موقف حياديًا أو منحازًا للنظام. وبدأ أول اجتماع لي مع الحركة القبيسية؛ حيث قامت آنستي بإرسال خبر لي. فسألتني عن الوضع، فقلت لها: نحن طوال عمرنا ننتظر الثورة، وطوال عمرنا كنتم تقولون لنا: إن النظام هو من منعنا من الدين، وأن النظام هو من خلع حجاب البنات في المدارس. وهذا النظام يحاربنا الآن، ومنعنا من ممارسة شعائرنا؛ فيجب أن نحاربه، وهذا هو الوقت الذي نتكلم عنه. فكان الرد: لا، يجب أن تنتظري. وكان نوعًا من التهدئة، ولكنني كنت قد اتخذت قراري لصالح الثورة. 

أذكر في أول يوم من العيد، اجتمعنا فيه عند آنستي، وكان عندي زميلة في حلقات القرآن، وأعتقد لمدة عشر سنين. وهذه الزميلة كانت معي في الجامعة، وهي الآن معيدة في جامعة دمشق، وهذه الزميلة عندما بدأنا بالثورة بدأت تسخر منا. كانت قد تخرجت حديثًا، وبدأت تقدم لتكون معيدة في الجامعة. ونحن كنا في الثورة، وبدأت تسخر منا، وتهزأ بنا، وتقلل من احترامنا بشكل كبير دائمًا. وكنا جالسين في الاجتماع الأول، في العيد. طبعًا، كان الجميع قد نبهني: ألّا أحتد معها؛ لأن فلانة صارت مخيفة؛ فآراؤها متطرفة جدًا مع النظام، فكنا نخاف أن تكون مخبرة لصالح النظام. فجلسنا، وكنا نتكلم بشكل طبيعي، فبدأت بالحديث؛ لأنه من المستحيل أن أسكت. فقلت لرفيقاتي: هل تذكرن في أحد الجلسات، في تلك السنة، أخذنا حديثًا للرسول، وأنا لا أذكر الحديث جيدًا، ولكن خلاصة الحديث: "هناك جيل يُنصر بالتكبير" فقلت لهم: هل تذكرون هذا الحديث؟ هؤلاء نحن لقد خرجنا من المساجد، وصرنا نكبر. كنت أقنع رفيقاتي بالمشاركة معي في المظاهرات. فقالت فلانة التي تؤيد النظام: هل أنتم من ستنتصرون بالتكبير؟ وبدأت تذكر لي أحاديث البوطي. فقلت لها: انتظري، فأنا ملتزمة دينيًا قبلك، كيف تقولين لي: إن البوطي يقول: إنهم لا يعرفون الصلاة. فأنا أحد هؤلاء الأشخاص الذين يشاركون في المظاهرات. وأنتم تقولون إن أغلب من يخرج هم من الكفار ومع إسرائيل وأمريكا. فقلت لها: ألا تعرفين من أنا؟ فأنت معي منذ سبعة عشر عامًا- فكنت منذ سبعة عشر عامًا ملتزمة مع" القبيسيات" -ألا تعرفين من أنا؟ لماذا هذا التناقض؟

 وأذكر بنتًا أخرى أيضًا من اللواتي كنّ معي، وكانت معي مدرسة في المدرسة الشرعية. هذه البنت عندما خرجت في أول مظاهرة، وعرفت أنني خرجت، بدأ الشقاق داخل البيت" القبيسي" بين البنات اللواتي انضممن من الحركة للثورة، وبين اللواتي وقفن ضدها؛ فأصبحت الحرب داخلية، ومشروعًا يستخدم فيه كافة أنواع الأسلحة. فجاءت الأنسة ريما التي كانت تدعي أنها متدينة، وفي أول مظاهرة، وعندما عرفت أنني في المظاهرات، قالت لي: هؤلاء سيئون. أساسًا، أنت منذ دخولك إلينا -كنا مجتمعين في مكان- أصبح وجهك أسودًا، وكان واضحًا عليك أنك تغيرت. فقلت لها: هل وجهي أسود؟ قبل قليل كنت تقبلينني، كيف أصبح وجهي أسودًا؟ فقالت: نعم، عندما انضممت إلى هؤلاء الذين يريدون أن يخربوا الدين. فقلت لها: أي دين؟ الحمدالله كل شيء لدينا في البلد مخرّب. فماذا تقصدين؟ وهنا بدأ الشقاق بيني وبين البنات في الجلسة، وليس فقط مع الحركة، وهذه الإنسانة نفسها بعد أسبوع اتصلت بي، وقالت لي: لم تباركي لي. فقلت لها: لماذا؟ فقالت: أصبح خالي وزير الاقتصاد في الحكومة الجديدة مع أول تغيير وزاري. فقلت لها: هل تقصدين مع حكومة المجرم القاتل بشار الأسد؟ فأغلقت الهاتف بوجهي. 

هذه الإنسانة بقيت تترصدني لفترة. طبعًا، يهمني أن أتكلم عن ذلك؛ لأبين كيف صاروا يحاربون البنات، فقد كان هناك موضوع سيء جدًا، قام البعض به في الثورة، وهو موضوع تشويه السمعة. فأنا ملتزمة دينيًا منذ سبعة عشر عامًا، لا أعرف أي شخص، والجميع يعرف أن تاريخي نظيف، وكان يشهد لي، ولكن بنات الجلسة هن أول من طعن بي: إحداهن اتهمتني بديني وإيماني، والأخرى (الآنسة ريمة) عندما بدأ التنسيق بشكل أكبر في المظاهرات، وصار وجودي أكبر على الساحة، وكانت حياتي مستمرة سواء في الثانوية الشرعية أو حتى في الجامعة. وفي أحد المرات، كنت في الجامعة وهي تعرف أنه لدي امتحان الفصل الأول، فاتصلت بأهلي، وكانت تسأل عني. فقالت لها والدتي: إنها في الجامعة. فقالت لها: لا، أنا رأيتها في العدوي مع شاب، كانت تمشي معه. وهذا الموضوع يعتبر شيئًا سيئًا جدًا بالنسبة لنا، وشيء غير مقبول في البلد؛ فعندما عدت، قالت لي أمي: هل كان لديك امتحان؟ فقلت لها: نعم. فقالت لي أمي: كيف كان الامتحان؟ فقلت لها: الحمدالله، أفضل من المرات السابقة. فقالت لي: إن فلانة يجب ألّا تتكلمي معها. وهنا أريد أن أنوّه إلى أمر مهم جدًا، وهو أن أهلنا كانوا يفهموننا بشكل صحيح، وهم من كان يقوم بحمايتنا بشكل جيد. فقالت لي: لا تتكلمي مع فلانة؛ لأنها اتصلت، وقالت: كذا وكذا عنك. وهذا ما حصل بالضبط. المعروف -مع الأسف- أنه [نتيجة] للتشويه الذي كان يحصل، كان البعض يقول: إن أهلنا كانوا يقفون ضدنا، ويضربوننا، ويتهموننا بجرائم الشرف. ولكن والدتي قالت لي: إن فلانة قالت عنك: كذا وكذا.

 والشيء المهم في هذه الحادثة أنه بعدها حصل اجتماع مع آنساتي، ودعوني إلى الاجتماع، وكان لدي خلفية عن الاجتماع؛ فدخلت، وبدأ الموضوع بحديث لطيف جدًا، ووجدت فلانة من رفيقاتي أيضًا، كانت تجلس معهن، فعرفت أنهنّ يجهزن لي شيئًا، فدخلت إليهنّ باستهتار كامل، وجلست، وبدأن يسألنني: عن كذا وكذا. فقلت لهنّ: ادخلن في الموضوع، لا داعي للدخول في أسئلة جانبية عن جامعتي وعملي؛ لأن أموري كلها بخير. وبدأ الحديث عن مسيرتي الأخلاقية، فقلت لهنّ: إنني كما أنا لم أتغير من حيث حجابي، أو صلاتي، أو عبادتي، أو أي شيء آخر. فقلت لهن: أنتن أين شاهدتموني؟ فقلن: إن فلانة رأتك مع شخص في الطريق. فقلت لهن: لماذا لا تخبرنني؟ فأنا ليس لدي مشكلة. لماذا لا تدلني عليه؟ هل فعلًا كان يمشي معي أم أنني كنت أمشي لوحدي؟ فكانت هذه أول ضربة لهم. والأمر الثاني، قلن لي: أنت فعلت كذا. فقلت لهم: لا، لم أفعل. وقلت لهن: إنني خرجت في المظاهرة، وأنا سعيدة جدًا بهذا الأمر، والثورة بالنسبة لي خط أحمر، أنتن من علمنا أنه يجب علينا عدم السكوت على الغلط، وأنه يجب أن ننتصر لأخينا المظلوم، ونقول كلمة حق في وجه سلطان جائر، وأنتنّ قلتنّ لنا كذا، وعندما حصلت حادثة السيدة عائشة -بدأت أسترجع كل القصص- قلت لك: إن فلانًا قال كذا عن البوطي. وأنت قلت لي: لا، هذا الكلام غير صحيح. هل البوطي كذاب؟! يعني أنني هنا دخلت إلى المحرمات في الحركة القبيسية، وفلانة فعلت كذا، وأنت تعرفين أن هذا خطأ، وفلانة فعلت كذا. فهم كانوا يردن مهاجمتي، ولكن أنا فتحت الدفتر كاملًا، وهاجمت، وقلت لهن: هذا فراق بيني وبينكن، أنا ماضية بهذا الطريق، فمن أعجبه فأهلًا وسهلًا به، ومن لم يعجبه فالله معه. والموضوع محسوم عندي، ولكن لا داعي لتشويه سمعتي بشيء أنتم لا تعرفونه، أو تلفقونه عليّ. وقلت لهنّ: إن فلانة -وهي كانت جالسة، وكانت تتكلم عني، وهي الآن معيدة في جامعة دمشق- هي أكثر بنت تعرف أنها تكذب، وهي أولًا تكذب على نفسها. وخرجت من المكان، وكان هذا آخر اجتماع لي مع "القبيسيات"، وأعلنت الانشقاق عن الحركة، واجتمعت مع بعض البنات مثلي من المنشقات، وأصدرنا بيانًا، وأنزلناه على الإنترنت باسم:" انشقاق فتيات من مجموعة القبيسيات عن الحركة". وأذكر أن هذا البيان كان إما في آخر 2011، أوفي بداية 2012.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/09/12

الموضوع الرئیس

مظاهرات الحراك النسائي الثوري

كود الشهادة

SMI/OH/101-09/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة دوما

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

جامعة دمشق

جامعة دمشق

القبيسيات 

القبيسيات 

الشهادات المرتبطة