دخلنا في إعلان الأمانة العامة وانتخاباتها، وتمّ انتخاب الـ 6 أشخاص، ونجحت بها، والـ 6 أشخاص المدنيون: 3 منهم من الطيف الوطني العادي و 3 من طيف الإخوان، فكنا 3 مقابل 3، وبقي الـ 5 الذين سيسميهم فيلق الرحمن، وهنا في مداولاتنا مع قائد فيلق الرحمن سمعنا طرحاً ناضجاً منه، وقال: أنا لن أسمي الخمس أشخاص العسكريين، وأنا أرى في الـ 6 أشخاص المدنيين الذين نجحوا قد تكون هناك مناطق وازنة مدنياً في الغوطة لم ينجح منها مرشح، وأنا أسمي من حصتي شخصاً يمثّل هذا المجتمع. وفعلاً كان هذا طرحاً متقدماً، وقد كان يوجد منطقتان لم ينجح منهم مرشحون وهما حمورية وزملكا، فسمّى من حمورية وسمى رئيس المجلس المحلي لزملكا، وهو لم يكن مرشحاً، ولكن سمّاه من حصة فيلق الرحمن، يعني أدخله كعنصر مدني، وكان يوجد طرح متقدم أنه حتى حصة المرأة ندعها تكون من حصة فيلق الرحمن، ونحن لم يكن لدينا قدرة إدخال المرأة في العملية الانتخابية بسبب أن الجو السائد في الغوطة لم يكن قد تجاوز عقبة المرأة، وكان هناك مروحة خيارات لشخصيات من النساء، وكون العسكر هو من سيسميهم قام بمقابلات معهن، ونحن كنا نزكي بعضهن، وفي النهاية نزولاً عند منطقة دُوما المنطقة الكبيرة التي بها طيف كبير وهو ليس مع جيش الإسلام، فكانت تسمية حصة المرأة وتسمية عضو القيادة المرأة من دُوما، وكان رئيس مكتب العلاقات العامة الشيخ أبو محمد الفاتح الذي هو كان في الأساس رئيس الاتحاد الإسلامي الذي اندمج مع فيلق الرحمن، قدّم استقالته من الفيلق وسماه عضواً، وسمى الشيخ أبو نعيم يعقوب، [و] أبو نعيم يعقوب من عربين وسمّاه بصفته العسكرية من فيلق الرحمن، فكان لدينا في مجلس القيادة الـ 6 المنتخبون المدنيون، إضافة للمرأة وعضوين مدنيين عن حمورية وزملكا، وإذا قسمناها مدني وعسكري فإنه إضافة إلى الـ 6 حصتنا تم تسمية مدنيين من حصة الفيلق، وإذا أردنا أن نسميها تيارات فالـ 6 الذين نجحوا في المدني نصفهم إخوان والنصف الآخر لون وطني.

وهنا كان يوجد مداولات، وأذكر أنه جاءني أبو محمد الفاتح إلى المستشفى وقال لي إنه يريد أن يتكلم معي، فقلت له: تفضل. وأنا في وقتها كنت محجماً قبل هذه الانتخابات عن الترشح، وكان رأيي أنه إن كانت القاطرة هناك من يشدّها من الأمام وهناك من يدفعها من الخلف، فأنا أريد الدفع من الخلف، فقال: أنا طُرح علي بصيغة التفاهمات أنه ممكن أن نكون، ولكن أنت لماذا لا تريد أن تكون؟ فقلت له: أنا شعبة صحة، وأدفع من الخلف وأساعد، ولدي التزاماتي ووقتي. فقال لي: أنا مقترَح علي أن أترشّح لرئيس مجلس القيادة. فقلت له: أنا أشجّعك لسببين -وهو كان يقول لي: أنا تصنيفي إخوان- فقلت له: أنا بالذات لهذا التصنيف أشجّعك، فعندما يكون لدينا في القيادة الطيف الوطني والطيف الإسلامي الإخواني فنحن نقدّم النموذج البديل، ويوجد المرأة، فنحن نقدّم مروحة وهي ليست ذات لون واحد، هذا من جهة، ومن جهة ثانية قلت له صراحة: إن ما يسمى مؤسسات ومنظمات إغاثية ومدنية كلها طيف إخواني، وأنت لك القدرة على التأثير فيها، وأنت مقبول من هذه المؤسسات، وأنت ابن المؤسسة العسكرية ومقبول من المؤسسة العسكرية، وبنفس الوقت لن تكون لوناً واحداً، سيكون معك الطيف الوطني. فقال لي: أنا لدي شرط، أريد أن تكون معي في التجربة. فقلت له: أنا ليس لدي مشكلة. وفعلاً في وقتها اتفقنا على أن نكون متعاونين.

بعد إعلان القيادة في 15 أيلول... دعني أتحدث عما دار في الكواليس قبل إعلان القيادة.. اجتمعنا نحن الـ 6 وكنا ننتظر مروحة الـ 5 الذين سيسميهم فيلق الرحمن، وعرفنا فيما بعد المدنيين والمرأة منهم، وتمّت تسمية مندوبيهم العسكريين، والآن نريد أن نعلنها حيث اكتمل المشروع بشقّه المدني الانتخابي الذي هو الأمانة العامة، وفي وقتها رئيسها انتُخِب بالإجماع الأستاذ سليمان الدحلا، وكان هو نفسه رئيس الهيئة العامة والهيئة السياسية، والشق العسكري سمى مندوبيه وأصبح يجب أن نعلن ميلادها، واتفقنا هنا في اجتماع يعني نحن المنتخَبين، طبعاً حتى مسمى "القيادة الثورية في دمشق وريفها" أخذ مداولات طويلة، وكان يوجد فكرة "القيادة الثورية في الغوطة" أو "الغوطة وجوبر"، وممكن في مشروعنا أن نمدّ أيدينا للمناطق الأخرى ونكون نواة سواء مع دُوما سواء مع جنوب دمشق الذي لم يكن قد سقط بعد، يعني كان لدينا طموح أنه يجب نقدم نموذجاً بديلاً ونكون سبّاقين فيه ونطرحه، وكان لدينا رجاء من الذين نجحوا في الانتخاب أو الذين تمت تسميتهم، أنه إذا أردنا أن نمثّل القيادة الثورية لدمشق وريفها يجب أن نتكلم في المؤهل الجامعي، وكنا نقول: يعني أنت شيخنا وكبيرنا الأستاذ أبو محمد الفاتح مثلاً أو أنت الشيخ أبو حفص... أنت الآن اسمك الأستاذ عمر ربيعة الذي نجح في الانتخاب، وقلنا لهم: لا يجب أن ننسى هذه الأمور، وكل شخص يحفظ كيف سيقدّم نفسه بما يتضمّن مؤهلاته، فمثلاً الأستاذ محمد البقاعي خريج علوم سياسية، والثاني مثلاً الأستاذ عمر ربيعة [خريج] شريعة إسلامية، وكل شخص عرَّف عن نفسه والآنسة غادة أبو دقة ذكرت مؤهّلها.. ووصل الدور لعندي، وعندما رأيت المشايخ يقدّمون أنفسهم باسم الأستاذ قلت لهم: أنا الشيخ صخر، وضحكوا جداً وقالوا: يعني عندما أصبحنا علمانيين أنت أصبحت إسلامي، وهي كانت مجرد مزحة.

اتفقنا أن نعمل بالتوافق، والحقيقة الجميع وكل من دخل في هذا المشروع كنا مخلصين للمشروع، وتم الإعلان عنه في 15 أيلول 2017، والإعلان كان مدروساً جداً بطريقته والكلمات التي ألقيت فيه، واجتمعنا أول اجتماع بعد الإعلان، وأنا في أول اجتماع أظهرت حدّة تجاه التكتل المشايخي الذي كان يهدف لإسقاطي، وقلت لهم: يجب أن نطوي هذه الصفحة. ولكن هكذا حصل، وأنا هذا الكلام أعرفه ولم يستطع أحد أن ينكره بصراحة.

تجاوزنا صفحة الانتخابات وبدأنا أول جلسة اجتماع، وتعاهدنا أن نعمل بروح الفريق، وهنا كان يلزمنا نائب رئيس، وكان يوجد دفع لي أن أترشح لنائب الرئيس، وكان يوجد دفع لي بدايةً أن أكون أنا رئيس المجلس، وكنت مصراً ومتمسكاً بفكرة أن يكون أبو محمد الفاتح هو الرئيس رغم أنه يوجد لدينا أصوات، ونحن أساساً سنتعامل بروح الفريق ولا يهمّنا الرئيس أو نائبه، فكان يوجد إصرار عند الآخرين وعند أبو محمد الفاتح أن أكون أنا نائب الرئيس، وأنا قرأتها كرسالة جميلة جداً من الجميع أنه إذا كنا سنعمل بالتصنيف فاللون الإسلامي والوطني يعملان مع بعض رئيساً ونائب رئيس، ولكن نحن كمجموع نحن فريق يمثل طيفاً واسعاً يوجد فيه اللون الشعبي والمرأة والمكون العسكري بتمايزه السياسي ويوجد المكون العسكري.