الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اجتماعات تشكيل المجالس المحلية في أنقرة واسطنبول

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:58:15

كان هناك أناس قادمون ويطلبون المجالس، ويريدون تشكيل مجالس، وفي المساء، كان العقيد أبو فداء الواو (يحيى الواو)، جاء، وقال لي: الناس هكذا، يريدون أن يشاركوا، فقلنا له: أعطنا ما عندك من أسماء. و أعطاني الأسماء، كانوا تقريبًا بحدود 60 شخصًا ناشطًا، وقلت له: حسنًا يا أخي، بما أنهم يريدون سوف نشكل مجلسًا على هذا الشكل، و ضممنا جميع الأعضاء، ووزعناهم على اللجان الموجودة، وكان العمل قائمًا، و لسنا بحاجة إلى أي شيء، ووزعنا هذه الأسماء: فلان وفلان و فلان يريدون أن يعملوا، ونحن نشكل مجلسًا اسمه: "مجلس الـ 60"، وهؤلاء الـ 60 شخصًا، من يريد أن يعمل فهذا هو العمل، يعني هذا تكليف وليس تشريف، ومن يريد أن يعمل هذا هو العمل موجود، ونحن لدينا 10 أو 12 لجنة تقريبًا، وإذا وضعنا في كل لجنة 3 أو 4 [أشخاص] بالإضافة إلى الموجودين يصبح جميع الموجودين يعملون.

نحن كنا نفكر في العمل، ولا نفكر كما وصلتهم الأخبار بأنه سوف يتم تشكيل المجلس، وسوف تأتي الأموال في الشوالات من فرنسا وأوروبا ومن دعم الثورة ومن قطر وغيرها، هكذا كانت الإشاعة بينهم. فاتفقنا مساء أننا غدًا سوف نجتمع مع هؤلاء الناس، ونعرض عليهم الفكرة: أن هذا هو المجلس، ومن يريد الدخول أهلًا وسهلًا، ليتفضل.

وذهبنا إلى هناك، فبعثنا الكبارية (الشخصيات الاعتبارية) [قالوا]: اذهبوا إلى أبي السوس وفلان حتى تعرفوا ما هو الوضع والقصة. وذهبوا، وجاؤوا منزعجين جدًا، يعني وجههم لا يفسر، و[سألتهم]: ماذا حصل؟ قالوا: القصة كذا وكذا، الوضع ليس جيدًا، والجماعة ليسوا جيدين. ونحن لا نسمح لأحد أن يبهدلنا في نهاية هذا العمر. و[سألتهم]: ما هو المطلوب؟ فقالوا: نحن نريد أن نستقيل، ودعهم يشكلوا... فالبلد ليست لنا فقط. ودعنا نرى ماذا سوف يحصل معهم. فقلت لهم: حسنًا. وفي وقتها، أجرينا استقالة للجنة الختايرة (الشخصيات الاعتبارية)، وأعلنوا استقالتهم، تنازلنا، وأعلنا: نحن لجنة الختايرة استقلنا، ونتمنى التوفيق للذي يريد أن يعمل، ونحن جاهزون للاستشارة في أي وقت، كما كانت مهمتنا في البداية، ونحن جاهزون للاستشارة، وتفضلوا، من يريد تشكيل مجالس فليفعل.

وطبعًا، في هذه الفترة، كانت اللجان تعمل، ولا تلتفت إلى أحد، ولا يهمها هذا الكلام كله، يعني من جاء إلى المجلس فليأتِ، اللجان قائمة وموجودة، وعلاقاتها فعّالة، وتوثق، وتفعل كل شيء.

في هذه الفترة، ذهبت إلى تركيا، وكانت مدة السفر طويلة جدًا، بقينا 5 أيام حتى وصلنا إلى الحدود، كان فيها مشي، وكان الطريق.. حتى تصل إلى إدلب فأنت يجب أن تذهب إلى القلمون، ومن القلمون تتجه إلى البادية، وتمر من جانب مهين، وتنزل إلى منطقة اسمها جباب حمد، بحسب ما أذكر، وتنتظر قوافل المازوت التي كانت تخرج، و تهرّب المازوت، ونحن في "جباب حمد" حصل هجوم بالطائرات علينا، وفي النهاية، وصلنا إلى سراقب، ومن سراقب ذهبنا إلى الحدود، إلى باب الهوى، ودخلنا من باب الهوى إلى تركيا، واتجهنا إلى اسطنبول، والتقيت بهذا الشاب الأستاذ عمر الشواف في وقتها، وكان قد طلب مني [قائلًا]: تعال قبل المؤتمر بوقت من أجل أن نتناقش، وأنت لديك خبرة. طبعًا، وصلت، وتكلمنا، ولكن لم يكن هناك داع لحضوري قبل وقت، وهم كانوا قد جهزوا أمورهم، وتعرفنا على بعضنا، وقال: أنا تفاجأت عندما رأيتك على التلفزيون في هذا اللقاء، وكنا نخطط لمثل ما قمت به، ولكن وجدنا أنك قمت به وأفضل من الذي كنا نريد فعله. وتوقعت أننا سنجلس، ونتناقش، ونتكلم، ولم يحصل أي شيء، وأنا بقيت موجودًا في الأوتيل، في وقتها، أخذت فندق وجلست فيه؛ لأنني لم أكن أعرف أحدًا في إسطنبول. وبعد فترة، عُقد المؤتمر في أنقرة، وذهبت إليه مرتين أو 3 من أجل النقاش والكلام، ولكن لا يوجد نقاش ولا يوجد كلام؛ لأن الأمور جاهزة، يجب أن تحضر فقط، ذهبنا للحضور، وكان  المؤتمر عبارة عن 3 أيام، ودعا إليه أشخاصًا من المعارضين، أذكر في وقتها كان مصطفى الأسعد وزير الزراعة السابق في سورية، كان بسام العمادي، وكانت الدكتورة رانيا قيصر، هؤلاء الذين دعوهم من المعارضة، ويوجد قسم أيضًا من المشهورين من المعارضة، ودعا سفراء بعض الدول الأوروبية، وهؤلاء السفراء جاؤوا، و حضروا جلسة واحدة وليس بشكل دائم، وكان المؤتمر عبارة عن جلسات، وكنا نجلس، وكانوا قد أقاموا مثل الدستور أو البيان التأسيسي، وزعوه علينا، وكل فقرة نتناقش حولها، وما الذي ستقوله، والذي لن تقوله، لم يكن بهذا القدر [من الأهمية]، يعني الأمور جاهزة، والإضافات عبارة عن أمور بسيطة، و أنت لن تضيف أي شيء.

وفي هذه الفترة، عندما كنت موجودًا في إسطنبول كنت أتابع عملي مع الأشخاص في الداخل، وأتواصل معهم، وكنت أتكلم مع الدكتور قاسم الزين، اتصلت به عبر "السكايب"، قلت له: يوجد شيء نريد أن نفعله، ويجب أن نفعل كذا وكذا، فقال لي: الحمد لله، الأمور تمام (جيدة) وأولادك بخير. فقلت له: ماذا بهم أولادي؟ ما هي القصة؟ فقال: أليس عندك خبر؟! فقلت له: لا، ليس عندي خبر. فقال: سقطت قذيفة على أولادك، ولكن الحمد لله جاءت سليمة. كان هناك اثنان من أولادي يركبان سيارتي، وكنت قد ركنت السيارة عند باب الدار، يعني فتحوا السيارة، وجلسوا فيها، وأحدهما يمثل دور السائق والآخر زبون، فهي كانت نكتة بسيطة، قال له: إلى أين تريد [الذهاب]؟ إلى أين تريدني أن أوصلك؟ ونزلت القذيفة، وجاءت على سطح البناء بجانب المستشفى، فجاءت القذيفة، ونزلت على السيارة، ورشمتها (تطايرت الشظايا عليها)، وهم في داخلها، وطبعًا، أصابتهم جروح كثيرة، ولكنهم الحمد لله.، وابنة عمي كانت في الغرفة بجانبهم أصابت القذيفة رقبتها فقصت رقبتها، وماتت في مكانها.

كان ابني يسأله: إلى أين تريد؟ فقال له: إذًا خذنا إلى المستشفى. نزل ابني الكبير ليسعف أخاه الصغير، وطبعًا، أخوه الصغير إصاباته خفيفة جدًا، أما الكبير فقدمه مكسورة بشكل كامل، وهو يحمل أخاه، ويأخذه إلى المستشفى، وهو لا يشعر أنه هو الذي يحتاج إلى الإسعاف. فحملوهم، وأدخلوهم إلى المستشفى، في تلك الساعة، دخلت إلى الإنترنت، ورأيت الفيديو، رأيت ولداي في المستشفى، يقومون بإجراء عملية لهم، والحمد لله رب العالمين أنهم نجوا، ولكن كان الموقف [صعبًا].. فأنت تأتي إلى هنا وأولادك يُصابوا هناك.

حضرنا هذا المؤتمر، في نفس اليوم أو قبله بيومين، كان الطرف الثاني قد عقد المؤتمر، ولكن الطرف الثاني كان أقوى، يعني أحضروا الأموال في حقائبهم، وجاؤوا ليعقدوا المؤتمر. وفي نهاية الأيام الـ 3، وزعت مبالغ مالية، [وتم] تشكيل المجالس، وتوزيع مبالغ مالية لكل مجلس، مثلًا: مجلس مدينة دمشق، شكلوه، [يسألون]: من [المسؤول] عن مجلس دمشق؟ فلان وفلان وفلان، فيعطيهم 600 ألف دولار، ومن يمثل مجلس حمص؟ فلان وفلان. فيعطيهم 200 أو 300 ألف دولار. كانت الأموال موجودة معهم في الحقائب، نحن هناك في أنقرة، وهذا الكلام في إسطنبول، لم نكن في هذا القسم، وليس لدينا خبر أصلًا، كما قلت لك: نحن جئنا، ولا نعرف شيئًا، دعانا عمر الشواف، وذهبنا إلى هناك، وحضرنا في أنقرة 3 أيام، وعندما جاء الصحفيون والسفارات تحدثت عن تجربتنا، كما أتكلم الآن، أننا فعلنا كذا وكذا، وكانوا معجبين بهذا الموضوع، وسألتني إحدى السفيرات، لا أذكر إذا كانت من هولندا أو دولة أخرى: أنتم ماذا فعلتم حتى تستعدوا إذا حصل عندكم قصف كيماوي؟ فقلت لها: نحن حتى الآن لا يوجد لدينا حماية إلا الخط الأحمر الذي تتحدثون عنه، لأنه لا يوجد عندنا لوح بلور في القصير أبدًا؛ لأن القصير كلها تدمرت نتيجة القصف، ولا يوجد عندنا زجاج ونوافذ، فكلما جاءت قذيفة تحطم الزجاج كله، ولا يوجد لدينا بديل، فكل شيء لدينا عبارة عن نايلون نغلق به الأبواب والنوافذ، فإذا ألقى قنبلة (تحدث دمارًا)؛ لأنه لا يوجد لدينا حماية أبدًا، نحن محميون لأننا نصدق أن هناك خطًا أحمر، ونتمنى أن يكون خطكم الأحمر حقيقيًا، ولا يكون مثل باقي الخطوط، هكذا كان ردي في هذا اللقاء. وفي النتيجة، قاموا في النهاية بتصويت: ما هي المشاريع التي تريدونها؟ وعرضوا علينا 4 أو 5 مشاريع من ضمنها مشروع التدريب، وهم قاموا بتجهيز صالة للتدريب، وكانوا يريدون إجراء انتخابات ونتيجة الانتخابات سوف تنجح 3 مشاريع، وكان هناك مشروع الأفران ومشروع الإغاثة ومشروع السلل الغذائية. يعني كلها مشاريع جيدة، وتفاجأنا بأنه في المرحلة الأولى فاز مشروع التدريب، وأنا استغربت من الذي سيصوت على التدريب، يعني أنت أحضرتنا من الداخل، عن أي تدريب تتحدث؟ وانتهى المؤتمر، ورجعنا، وأنا رجعت إلى إسطنبول، وحاولنا التواصل مع الناس، وقبل ذلك كان عندي تواصل مع الأستاذ نبيل الحلبي من بيروت، وهو سمع عن طريق أحد الأصدقاء والمعارف أن لدينا في القصير عمل كذا، ويوجد الدكتور عباس محب الدين يعمل في هذا الطريق، وأخذ رقم هاتفي و"الواتساب" -لم يكن "الواتساب" في تلك الفترة- كان "السكايب"، وتواصل معي، وتعرفنا على بعضنا، وصارت بيننا استشارات، وأننا نفعل ذلك ونفعل ذلك، فقال لي: عظيم، أنا متفاجئ أنكم تقومون بهذا العمل، أنا أعمل على هذا الشيء مع الزبداني. وهذه كانت فكرته، وهو بحسب ما قال لي: إن المعارضين في بيروت قالوا له: أنت لبناني وما علاقتك بهذه الأمور؟  فأخذ مشروعه، وهم تبنوه، وتبنته فرنسا، وهو كان يعمل على هذا المشروع، وهذه هي القصة التي حكاها لي.

هنا انتهينا من المؤتمر، فجئت، وكان لديه صديق هنا أو شخص يعرفه، وقال له: خذ الدكتور عباس حتى تعرفه على فلان وفلان. وبدأنا نقوم بالجولات، ونتعرف على الناس هنا والمعارضين والذين لهم علاقة، ومن ضمن الأشخاص الذين طلبوا اللقاء قنصل في السفارة الأمريكية أو ملحق معين، لم أعد أذكر، رجل كبير في السن، في الـ 60 من عمره، يتكلم اللغة العربية بطلاقة، ويفهم العربية، ويتكلم العربية بشكل جيد، والتقينا معه في مقهى في "ليفنت"، أو "فورليفنت"، ذهبنا إلى هناك، وزرناه، وحدثته عن وضعنا ومشاكلنا، وتكلمت عن الثورة السورية بشكل عام، وأن النظام من عهد حافظ الأسد وهو يحاول أن يجعلنا نكره أمريكا، وأنهم جعلونا نعتبر أمريكا العدو الأول، وكنا نعيش في هذا الوهم، وهذه فرصتكم إذا أحببتم إصلاح صورتكم أمام الشعوب العربية أو أمام الشعب السوري، فيجب عليكم أن تتدخلوا الآن، وتحلوا هذه القصة (المشكلة)، وتساعدونا. وكنت أتصور أنه هذا الأمر ممكن، وفي النهاية، عندما انتهينا من اللقاء وهو كان متحمسًا، ويتحدث، بعدها قال: كل شيء أستطيع أن أفعله لك هو أن ترسل لي 20 شخصًا أدربهم، وأجري لهم دورة إعلامية، تحضرهم إلى هنا، إلى إسطنبول، ويقيمون في فندق 5 نجوم، ونعطي كل واحد منهم إنترنت فضائي وكمبيوترًا وجوالًا حديثًا، ونعطي كل واحد منهم 1000 دولار وهذا كل ما أستطيع أن أفعله. قلت له: هذا الكلام مستحيل، أنا لم أصل إلى هنا إلا بطلوع الروح (بصعوبة كبيرة)، والقصير ليست منطقة حدودية لتركيا حتى نحضرهم إلى هنا أو نبعثهم إلى هنا، هل هذا كل ما تستطيعون فعله؟! قال: هذا كل ما نستطيع أن نفعله، ونحن نهتم بهذا المجال فقط (تدريب الناس وتوعيتهم إعلاميًا).

طبعًا، هم كانوا يعطونهم كمبيوترات مخترقة، ولا نريد الدخول في هذه التفاصيل، المهم أننا لم نقبل بهذا الكلام، يعني الخروج من القصير كان مكلفًا في ذلك الوقت، ويوجد أشخاص جاؤوا من قرية البويضة الشرقية معنا، حضروا المؤتمر، كلفهم 700 أو 800 دولار في ذلك الوقت؛ لأنه كان عندنا في القصير نخوة، يعني إذا أردت أن تخرج فإن الناس يخرجونك بالنخوة، ولا يأخذون منك ليرة. وعندما جئنا إلى إدلب، إلى الشمال السوري، هنا عرفت أن الثورة لن تنتهي، وفي وقتها، قلت لهم: إن الثورة لن تنتهي. عندما جئنا إلى هنا، إذا كنت تريد الانتقال 5 أو 7 كيلو متر كانت تكلفك 20 أو 30 ألف ليرة سورية، فكيف ستنتهي الثورة؟ يوجد هنا أشخاص مستفيدون، وتوجد مصالح، ولم يعد هناك باصات نقل أو أي شيء، تصور أنه انتقل هؤلاء الذين رجعوا، فكانوا لا يسيرون بهم مسافة 5 أو 6 كيلو متر في سيارة إلا ويأخذون 10000 و 20000 أو 30000 ليرة، و لم يصلوا إلى البويضة حتى دفعوا دم قلبهم كي يصلوا. وهنا عرفت أن الثورة ستطول، وهؤلاء الشباب كل شخص فيهم حرر قرية، ووضع فيها مفتيًا شرعيًا، وأصبحت مملكته، ولا يسأل عن غيره أبدًا.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

تشكيل المجالس المحلية في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/112-15/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/08/29

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة القصيرمحافظة حمص-محافظة حمصمحافظة حمص-الفرقلس

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة