الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ظهور المشاكل ضمن المجلس المحلي في القصير عام 2013

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:40:21

عندما عدت إلى القصير، كان هناك هرج ومرج والمجالس في كل مكان والحديث عن المجالس، واليوم سيتشكل مجلس وغدًا، وكان الشباب متفقين في النهاية على مجلسين، واتحد المجلسان معًا، وشكلا مجلسًا واحدًا. وعندما جئت، وشرحت لهم أنه يوجد لدينا شيء في المجلس -يعني لنرد عليهم بنفس الطريقة التي يفكرون بها- فعندنا النظام التأسيسي للمجالس يقول: يوجد مكتب تنفيذي، ويوجد مكتب رئاسة الذي هو المجلس. فالمكتب التنفيذي هو هذه اللجان الموجودة، تبقى قائمة، وتعمل، ونحن أنشأناها، وهي موجودة بشكل أساسي منذ البداية، والمجلس الثاني تشكل، وأصبحوا يجتمعون، وكانت الاجتماعات -نتحدث عن المجلس الذي أُنشئ- عبارة عن وجع رأس، ودخل أشخاص الكثير منهم سفهاء ومنهم أشخاص ليس لهم علاقة بهذا العمل. وعندما كانوا يجتمعون كل فترة وكل أسبوع فكان عبارة عن هرج ومرج وخلافات، وكل هذا لم يكن له تأثير على اللجان التي تعمل (المجالس التنفيذية).

المجلس الذي تشكل في حمص كان ارتباطه مع اللجان الموجودة، وهذه اللجان نفسها كانت تعمل، وهي عبارة عن اللجنة التنفيذية، وكان دعم المجلس أو العلاقات تقوم عن طريقها، ويعملون مع بعضهم. وأنا في هذه الفترة لم يكن لدي أي منصب، ولكنني كنت المستشار الروحي، و[أقوم] بكل التنظيم، وأنا من يقوم بتنظيم كل الأعمال، لدرجة أنه كان كل شيء يحدث يتم بعد استشارتي، وكان منزلي مفتوحًا، وكنت أجتمع مع الختايرية (الكبار في السن)، ونلتقي، ويأتي الناس إلي، ونتناقش في هذه الأمور بشكل كامل، و[بالنسبة] لاتصالات الناس المغتربين لم يتغير أي شيء في العمل، وبقينا نعمل؛ لأننا في الأصل كنا مع فكرة أن هذا العمل ليس تكليفًا، لم يكلفنا به أحد،  فلم يتغير أي شيء، والناس كانت تستغرب، ويقولون: أليس من المفترض أنهم استقالوا؟ يعني أنتم ماذا ترون أننا نفعل؟ وإذا كان الموضوع هو السيارة التي أعطونا إياها فخذوها، وخذوا الختم الذي أعطونا إياه، فهذا عمل ثوري، ليس عملًا... أنا أريد أن أعمل، أنا لا أقبض مالًا، ولا أقبض فلوسًا، أقدم خدمات للناس. واللجان التي تعمل عندما تحصل أي مشكلة كانت تأتي، وتستشيرنا استشارة، ما الذي نقدمه؟

وبقينا نعمل بشكل طبيعي، وكأن شيئًا لم يتغير، والعمل قائم على أكمل وجه، ولكن الصياح والمشاكل أفقدت العمل الثوري المتعة التي كانت موجودة، فسابقًا، كان لنا عدو واحد هو النظام، والآن أصبحت تترقب المشاكل، وكل يوم تأتيك مشكلة من طرف تعتقد أنه معك، يعني حصلت الكثير من القصص غير المريحة، ولكن العمل مستمر بنفس الوتيرة وبنفس الأداء وبنفس المردود، ولكنه لم يعد ممتعًا كما كان في البداية.

وفي هذه الفترة، نشأت حركات إعلامية جديدة، نشأت تنسيقية جديدة اسمها: "تنسيقية القصير وريفها"، وتبناها أشخاص موجودون، وهذا الشخص كان متعاملًا مع إيران ومتشيعًا، وضخّ أموالًا بالهبل (بشكل كبير) في هذه التنسيقية، وأحضر أجهزة إنترنت فضائي لأشخاص، وأعطاهم منابر. يعني في وقتها أحصينا تقريبًا أكثر من 100 جهاز إنترنت موجود في القصير، وعندما يبث فإنه يقوم بنشر الفوضى، يعني الإساءة إلى المتظاهرين أو الإساءة إلى الأشخاص الثائرين أصبحت هدفًا، وأصبحت تحسّ أن مهمتي أن أبين أن فلانًا حرامي وفلان كذا وفلان يسرق، وأتوقع أنك لا تستطيع أن تتهم إنسانًا، حتى أنني حاليًا أستغرب عندما يقولون: إن فلانًا كان خائنًا. يا رجل، كيف استطعت أن تعيش في هذه الظروف التي عشناها؟ فإذا لم يكن لديك هدف عال وسام ونبيل لا تستطيع أن تعيش، والموت وراءك، والموت أمامك وفوقك وتحتك وعن يمينك وعن يسارك، في كل ساعة وكل دقيقة، في الليل و النهار، والقصف بشكل مهول، وخصوصًا في فترات الاقتحامات التي حصلت، والتي حاولوا فيها اقتحام القصير في المراحل الأخيرة، ففي الدقيقة الواحدة أو في الثانية الواحدة 3 قذائف، كان شيئًا لا يعد ولا يحصى، والموت في كل لحظة، ورائحة الموت في كل مكان، فما هو الهدف الذي يجعلك موجودًا بين هؤلاء الناس، وأنت خائن مثلًا وأنت تسرق؟!  حتى الآن لا أستطيع أن أتخيل، عندما يقولون..[هذا] حتى كان هناك معنا أشخاص في القصير خونة، وكانوا يبلغون [يبلغون النظام باحداثيات الأماكن]. كيف استطاع هذا أن يقعد في هذا المكان؟! ومن يريد أن يكون خائنًا يجب أن يكون خارج هذه المنطقة، ويخون من الخارج، ولكن ما الذي يجبره على البقاء، والموت موجود في كل لحظة، والموت لا يوفر [أحدًا]. عندما تخرج الطائرة، وتقصف، فهي لا تعرف أين أنت موجود، ولا يوجد مكان آمن، ولكن -سبحان الله- هناك أشخاص لا يعرفون ماذا يحصل، في هذه المرحلة، حتى الصحابة رضوان الله عليهم لم نكن نحسدهم، و كنا نشعر أننا نعيش في مرحلة أعلى منهم، وكنا نتحدث بين بعضنا، ونقول: حتى الصحابة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أكيد (حتمًا) لم يكونوا يواجهون هذا الشيء الذي نواجهه الآن: الموت والجوع والتعب، ولكن كان لدينا نوع من الإيمان، نحسد أنفسنا عليه، وأنا أُعيد، وأقول: إننا لم نشعر بأنفسنا أننا رجال، ونستحق أن نكون رجالًا إلا في هذه الفترة التي كنا فيها في القصير، وكنا نعمل، ونناضل [سواء] كنا كمدنيين في العمل المدني أو الأشخاص المقاتلون على الجبهات. لدرجة أن الصحابة لا نحسدهم، وكنا نحس أننا وصلنا إلى مرحلة مثلهم أو أكثر.

وفي هذه المرحلة، حصل الكثير من اللغط والإشكالات الجديدة التي نشأت، لم تكن موجودة في البداية، فأصبح يوجد من الداخل... في البداية، في عام 2011 وفي عام 2012، كان الناس يأتون إليك ويثنون عليك، ويشكروك، ويساعدوك، ويساندوك، ويقولون لك: إذا كان هناك شيء مطلوب مني، ماذا أستطيع أن أفعل؟ كيف أستطيع أن أخدم؟ ومثلًا: عندما كنا نطلب حفر القبور كان يأتي أشخاص متبرعون، يحفرون رغم القصف، ولكن فيما بعد، لم تعد تستطيع، وأصبح لديك الكثير من الإشكالات، يعني حالة نفسية غير جيدة في العمل، والعمل في الأصل غير مريح، ولكنه لم يعد ممتعًا مثل قبل، حتى المستشفى الميداني الذي عندما كنا نتعب، ونشعر ببعض اليأس، كنا نذهب، ونجلس عندهم قليلًا، أنا بالنسبة لي كنت أزورهم، وأشاهد حركتهم وعملهم، وتحس أنهم مثل خلية النحل، وتنبسط منهم، وترتاح، ويتجدد نشاطك من جديد، وتخرج حتى تتابع عملك. وبعد فترة، عندما أدخل إلى المستشفى أشعر أنه مثل فرع المخابرات، فهناك أحزاب وانتخابات، ونريد أن ننتخب كذا، ونفعل، وفلان حزّب فلانًا ضد فلان. وكأنك داخل إلى فرع مخابرات، وأصبحنا نتجنب الدخول إليه، عدا عن رائحة الموت والقتل، ولكن الذين كانوا يعملون كما كنا قسمًا يعمل، ولا يسأل (يكترث) بالمجلس وغيره، وهل سيكون هناك مجلس أم لا؟ هذه اللجنة التي كنا نسميها التنفيذية، هذه الجنة تعمل، ولا تلتفت إلى شيء أبدًا، تشتغل، وتنفذ الخطة التي رسمتها، وتنفذ العمل الذي قامت به بشكل مؤسساتي وبشكل ثوري، ولا تلتفت إلى أحد أبدًا. وفي المستشفى الشيء ذاته أيضًا، كان هناك أشخاص يعملون، ولا يلتفتون إلى أحد أبدًا ومهما يحصل. فأنا عملي هو الجراحة ويجب أن أقوم بإجراء عملية جراحية كما كنت أفعلها من قبل، ولكنهم أيضًا نفس الشيء فقدوا المتعة، ولكن الواجب يقومون به بأعلى درجاته، ولكن المتعة لم تعد موجودة كما كانت قبل شهور أو في الشهور التي قبلها. ودخل شيء في الناس، فأنت في ظروف قتل ودمار وحرب، ويأتي شخص يتكلم عن انتخابات، و[يقول]: نريد أن نجري انتخابات. يا أخي، طول بالك (اهدأ)، أي انتخابات الآن؟ ماذا تريد أن تنتخب تحت القتل والدمار؟ وكنا نعلن: هناك لجنة، وهذه اللجنة الفلانية. حتى ضمن العمل لدينا كان عندنا لجنة تفتيش، أنت وفلان وفلان وفلان متى شئت يحق لك الدخول إلى أي لجنة، و أن تطلب محاسبتها بشكل كامل، و كانوا يأتون أحيانًا، ويحاولون، ولا يخرجون بشيء، كانوا يجربون، و يريدون أن يعرفوا إذا كان هذا العمل صحيحًا أم لا؟ ويدخلون، ويجدون أن العمل وكل من دخل واندمج ضمن العمل وجد أن هذا العمل يتم على أعلى درجات الإتقان، وهو عمل مؤسساتي بشكل رائع جدًا، وكان ذلك هو العمل المدني.

في هذه الفترة، كما ذكرت لك: المجلس والمجالس. آخر شيء استقررنا على رأي: أن هؤلاء المخربين والذين يعملون لا نريدهم، وسوف نعمل لوحدنا، ونحن في غنى عنهم، وعقدوا اجتماعًا، بعد الاستشارة، قلنا لهم: أنتم اللجنة التنفيذية نفسها أعلنوا أننا شكلنا المجلس، وسموا رئيس المجلس، وقوموا بإلغاء المجلس القديم، وأنشؤوا مجلسًا [مكونًا] منكم فقط، ولا نريد هذا الكلام الفاضي: أن يكون المكتب رئاسيًا.  نحن نريد أن نعمل، ولا يهمنا غير هذا الشيء. وفعلًا، أعلنوا، وخصوصًا أن هذا العمل أصبح بعدما اتخذ المكتب الرئاسي -اجتمع المكتب الرئاسي، وطبعًا كان فوضويًا -واجتمعوا، وقرروا عزل أعضاء في اللجنة التنفيذية. وطبعًا، هذا الكلام مرفوض؛ كيف تعزل؟! ومن أنت حتى تعزل؟! واتخذوا هذا القرار في عزل فلان وفلان..، وهم (المعزولون) كانوا الأساس.. [سألوني] بأي صفة [ترفض ما نفعل]...؟ [جاوبتهم]: بصفتي رئيس المجلس، وأنا أخذت 8 أعضاء من أصل 15 بهذا الشكل. واجتمعنا معهم عند الشهيد أبي عرب -رحمه الله- وقلنا لهم: هذا الكلام مرفوض، وهذا الكلام ليس له أساس من الصحة، ولا يحق لكم، [فثار الجدال] (يحق لنا، لا يحق لكم).... وهم كانوا يعتقدون أنني إذا أزلت فلانًا، وجلست على الكرسي مكانه فإن كل الأموال التي كانت تأتي إليه سوف تأتي إلي. وطبعًا، عندما جلسوا، رأوا أنه لا يوجد أموال، عندما وجد رئيس المجلس الذي سمي رئيس المجلس أو نائبه أنه لا يوجد أموال، ولا تأتيهم أموال، ولا يعرفون ماذا يأتي من المال، وعندما كانت تأتي الأموال كنا نقول: إنه جاء بقرار كذا. ولكنهم كانوا يتصورون أنني عندما أصبح رئيس المجلس يصبح كل شيء لي، وأنا أتحكم في كل شيء؛ فبدؤوا يقومون بهذه اللعبة من أجل عزل فلان، وأصدروا قرارًا بعزل فلان، وهنا قلنا لهم: هذا الكلام غير مقبول، ولن يُعزل فلان، ولا يحق لك عزل فلان، ونحن سوف ننسحب من المجلس، ولا نريد هذا المجلس. انسحبت اللجان، وأعلنت اللجان نفسها عن تشكيل مجلس، وبدأنا نعمل بدون الرد عليهم (بدون أن نسمع منهم)، وهذا الكلام في عام 2013، وطبعًا، كان عمر هذه المرحلة 5 شهور؛ لأنها بدأت في بداية عام 2013، وانتهت بالخروج من القصير، وهذه هي الإشكالات التي حصلت بعدها: كما قلت لك: أصبح لدينا ضخ إعلامي لتشويه رموز وشخصيات الثورة وتشويه العمل الذي يجري.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

المجلس المحلي في القصير

كود الشهادة

SMI/OH/112-17/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2013

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة القصيرمحافظة حمص-محافظة حمص

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

تنسيقية القصير وريفها

تنسيقية القصير وريفها

الشهادات المرتبطة