الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الوضع الإنساني في القصير عام 2013

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:34:20

في هذه الفترة، في عام 2013 ،كان العمل المدني على أكمل وجه، وكل اللجان تعمل بشكل كامل، وحصلت كما ذكرت صعوبات داخلية وخارجية، وبدأ الحصار يزداد، وبدأت القصير تختنق، يعني حاصرونا من كل الجهات، وحفروا [قوات النظام] خنادق بالقرب من طريق حمص دمشق، وعند هذا المنفذ الذي كنا نخرج منه أقاموا خنادقًا، ووضعوا سواتر ترابية (3 خطوط تقريبًا من السواتر الترابية) أصبحت عليه، وصار العمل مضن جدًا، وزاد الاختناق جدًا أصبح بالنسبة لنا، ولم نعد نستطيع إدخال المواد الغذائية، ولم نستطيع إدخال الطحين والمازوت بسهولة، وأصبح كل فترة يحصل معنا مشكلة، يعني في الأماكن التي يعرفون أننا نستعملها يضعون لنا ألغامًا، ونتفاجأ أن سيارة الطحين تفجرت، واستشهد فيها السائق أو المرافقون معه، والسيارة التي كانت تحضر الخضار حدث لها نفس الأمر، وأصبح الموت في كل مكان، في هذه الفترة، وصار الحصار خانقًا جدًا، وخصوصًا عندما ترافق مع محاولة اقتحام الجيش مع عصابات حزب الله للقصير التي استمرت فيها هذه المعارك بحدود 20 يومًا، وبعدها، قرروا الانسحاب والجلاء من القصير.

نحن نريد التحدث عن التطورات العسكرية؛ لأن الجانب المدني تقريبًا تكلمنا عنه في كل مكتب أو لجنة: كيف تم تشكيلها ومهامها وعملها، وكيف عملت. وأذكر من الحوادث التي حصلت معنا في فترة الاقتحام التي كان فيها دور للمكتب الخدمي، عندما احتُلت مصفاة حماة التي كنا نضخ المياه إلى القصير منها، وفي هذه الفترة، احتلت، وخرجت عن سيطرتنا، وأصبحنا نعاني من خطر العطش، ولم يبقَ عندنا مياه، وبدأنا أولًا بالحل عن طريق الصهاريج، وكانت الصهاريج توزع على المنازل، وكانت لدينا مشكلة كبيرة جدًا، صحيح أن هناك صهاريجًا، وأصبحنا نملأ الماء من الآبار. ولكن كانت لدينا مشكلة أنه لا توجد لدينا خزانات؛ لأن الخزانات كلها تفجرت بسبب القصف والطيران، وأنت لا يوجد عندك شيء حتى تملأ فيه الماء، وأنت بحاجة إلى الماء، وأجرينا دراسة سريعة من خلال الشباب المهندسين والفنيين، وهي: أن لدينا خط عين التنور الذي يأخذ الماء إلى حمص، وهذا الخط نحن إذا اخترقناه من الأعلى، فإننا نأخذ منه مربطًا، ونستخرج الماء منه، ونضخه بالشبكة بشكل عكسي، نضخه من نهاية الخط إلى بدايته، وأحضرنا التجهيزات اللازمة، وقام الشباب بالعمل وضخ الماء. وطبعًا، يجب أن تلاحظ حجم الدمار الذي يحصل والقصف، ورغم ذلك كان يجب إصلاح الشبكة؛ لأنه يجب عليك الحفاظ على الماء وإيصاله إلى الناس. وطبعًا، بقيت المياه لمدة يومين حتى امتلأت الشبكة، وبعدها بدأت تذهب إلى المنازل، وهذا كان بالنسبة لنا نصر؛ لأننا استطعنا إيصال الماء إلى الناس بالحنفيات.

درسنا أين يكون أفضل مكان، وأين هو أقرب مكان وأفضل مكان إلى الشبكة، وفتحناه، وكان العمل صعبًا جدًا، وكان يجب عليك أخذ مولدات الكهرباء إلى هناك، وتفتح الخط، ثم تقوم بلحام الأنابيب عليه حتى تخرجها، وتسحب هذه الأنابيب، ثم توصلها مع نهاية الشبكة. والعمل في وقتها نحن نعتبره إنجازًا، هذه آخر فترة، واستطعنا ضخ المياه إلى القصير، و هنا لم نعد نحتاج إلى المال، ولا نحتاج إلى المازوت؛ لأن المياه تذهب من عين التنور إلى حمص (سرح) بضغط قوي لوحدها بدون مضخات، ونحن عندما أخذنا منه هذا القسم أصبحت المياه تجري لدينا في القصير بدون مضخات، ونحن عدنا، ووصلنا الماء، و طبعًا، عليك أن تنسَ الكهرباء، لم يعد هناك تيار كهربائي في هذه الفترة الأخيرة، وأصبح الناس يشتركون بالمولدات، ويمدون خطوطًا إلى بعضهم، كل حارة تمد للأخرى، لم يعد هناك كهرباء، لم يكن دارجًا موضوع الطاقة الشمسية أو الخزانات. وأذكر أنه في ذلك الوقت، كان لدي محولة، والتي تعمل "إنفيرتر"، وهو لم يكن معروفًا في سورية، وأنا أحضرته من الهند، وكانت الكهرباء تنقطع عندنا في القصير خلال فترة التقنين لمدة ساعتين، وكنت أصل منزلي والمعمل وبعض أقاربي مع هذه المولدة، وتوجد فيها بطارية، وهو يقوم بشحن البطارية من خلال الكهرباء، وعندما تنقطع الكهرباء تعود إلى الشبكة، وهذا كان عندي في منزل أهلي (هذا الجهاز الذي اسمه "إنفيرتر")، وعندما حصلت الثورة انتقلنا إلى الأماكن التي جلست فيها، وأحضرتهم أيضًا، وأعطيت واحدًا للمستشفى الميداني، وهو لا يعمل بضخامة، ولكن يعمل بإنارة خفيفة، وتشغيل شواحن الكمبيوتر وتشغيل الإنترنت الفضائي، و[أعطيت] جهازًا للمركز الإعلامي أيضًا، فأخذوه، وبدؤوا يعملون، وبعدها، بدأ الناس يعرفون، وأصبحوا يشترون منه من الصين، ونحن لم يكن لدينا ألواح الطاقة الشمسية، لم تكن منتشرة، ولم يكن أحد يعرف عنها شيئًا، وهذا بالنسبة للأعمال التي حصلت.

كان عندنا مولد كبير في المستشفى الميداني فقط، والذي كان يغذي المستشفى الميداني، ويغذي المركز الإعلامي، ويغذي الملجأ الذي هو بجانب بيتي أو البيت الذي كنت أسكن فيه، والذي هو بيت ابن عمي، وكنا قد جعلنا قسمًا منه ملجأً للناس، وهو ليس تحت الأرض، ولكنه منزل مكون من 3 طوابق، ومبني بنظام حديث، ولم يكن مكسيًا، كان بدون إكساء إلا شقتين منه، أحدها كنت استعملها لي ولعائلتي وإخوتي، وشقة أخرى للمجلس الذي كنا نجتمع فيه، والباقي كله كان عبارة عن قبو للنساء وقبو للرجال أو ملجأ للنساء وملجأ للرجال. وفي البداية، كان المركز الإعلامي فيه، وبعدها انتقل إلى جانب المستشفى الميداني، وجزء من المستشفى الميداني أصبح هو المركز الإعلامي، وهذا بالنسبة للأعمال المدنية، وهي أعمال كانت تتم على أعلى درجة من الإتقان والإخلاص، ولا يوجد جوع، ولم يحدث حتى آخر يوم خرجنا فيه.

في هذه الفترة، كان لدينا مكتب اسمه: "مكتب الريف"، وهذا نسينا ذكره، وكان يستلمه الدكتور-رحمه الله- نصر الزهوري من قرية الموح التابعة للقصير، وكان هذا المكتب  لتنسيق اللجان في الريف مع مجلس المدينة، وكان يتم إرسال الدعم إلى الريف بحسب ما هو مطلوب، وكانت في تلك الفترة كل أرياف القصير تابعة لنا، ونعمل معهم، وبعدها انفصل مجلس البويضة الشرقية عن مجلس القصير، وأسس مجلسًا لوحده في فترة مشكلة المجلس، فخفف علينا العبء كثيرًا في الحقيقة؛ لأن دعمنا ليس من المجالس، وإنما كان دعمنا مستقلًا من ناسنا، ونحن كنا نساعدهم، ونرسل لهم الخبز، لهم حصة من الخبز، ندعم عوائل الشهداء، ونعطيهم رواتب للجرحى والمعتقلين، وكانت لهم رواتب مثل النظام الذي طبقناه في القصير، وهم كانوا يظنون أنه بانفصالهم سيصبح لهم شأن ثان، وانفصلوا، وأصبح دعمهم يأتيهم من مجلس المحافظة مباشرة، ونحن ارتحنا في الحقيقة في تلك الفترة من همّ كنا نحمله.

في هذه الفترة، لم نكن نهتم بالنازحين الذين خرجوا من عندنا، يعني مجلسنا لم يكن يهتم بهم، ولكننا كنا نرسل لعوائل الشهداء فقط، نلحقهم أينما يكونوا، ونرسل لهم، وأما الباقي (العوائل نازحة) نحن كمجلس لم نكن نهتم بهم، ولا نتابعهم، فلم يكن من ضمن مخططاتنا أن نلحق بهم، ونتابعهم، كان هناك قسم كبير قد خرج، وفي النهاية، بقي عدد بسيط، يعني بحدود 20 بالمئة  أو 30 بالمئة من أهل المدينة بقوا. كانت المعنويات عالية، وكنا نفكر وخصوصًا الكبار في العمر أنا وأبو الكاظم -أطال الله في عمره- وأبو صخر (الأستاذ مصطفى محب الدين) والنشطاء أنه إذا حصل شيء يجب أن نختار أن نكون مثل عرب الـ 48، لا نريد الخروج، ونحن كنا نظن أن هذا النظام لم يصل إلى هذه المرحلة من العنف والدموية، وبعدها اكتشفنا أنه إذا بقينا ستتم تصفيتنا؛ لذلك قررنا الخروج مع الخارجين، فتركنا البلد وخرجنا.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

المجلس المحلي في القصير

كود الشهادة

SMI/OH/112-19/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2013

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة القصيرمحافظة حمص-محافظة حمصمحافظة حمص-البويضة الشرقيةمحافظة حمص-الموح

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة