نشاط المجلس المحلي في القصير وتنظيم العمل
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:12:32:17
في إحدى المرات، عندما انقطع عنا الطحين لم نعد نستطيع الحصول على الطحين، وأصبح صعبًا، وأصبح شوال الطحين يكلفنا شهيدًا، تصور هذا الثمن الذي نتحدث عنه، شوال الطحين يكلفنا شهيدًا حتى نستطيع إدخاله، و قررنا شراء القمح من الناس أو الذين يزرعون القمح، وأصبحنا نحاول إحضار القمح من القرى البعيدة عنا أيضًا، نشتريه بأسعار جيدة، و نحضر هذا القمح، و نطحنه، فكان لدينا في داخل البلد مطحنة، وكان لدينا مطحنة متنقلة على تركتور (جرارة)، والمطحنة على التركتور (جرار) كانت أمورها سهلة، وكنا نأخذها إلى المستودع الذي نضع فيه القمح، ونطحنه، و نسلم الطحين للناس، ونخلطه مع طحين "الزيرو" حتى يصبح قابلًا للأكل. وأحد الناس قام ببيع -كما ذكرت في المرة الماضية- شوال من القمح، كان سيئًا جدًا، فيه حجارة وبحص (صغار الحجارة) وشعير ومشاكل، ونحن وضعناه على طرف، والطحان كان يريد الاستفادة، وجاء أشخاص قاموا بتصوير الشوال، وطبعًا، كنا نقوم بإبعاد الطحان عن العمل، ونحن الذين نعمل، يعني جماعتنا هم الذين يعملون، وهو لم تعجبه هذه الفكرة، وفي وقتها، أجروا معه لقاء، وصوروه فيديو، وقال: كل الطحين سيء. وهو رجل كبير في العمر، وحتى أنه لا يعرف ماذا يتكلم أو لماذا طلبوه. وكان يقول: إنهم لا يعرفون كيف يكون الطحن، هكذا كان الفيديو، وكان غير واضح، وهم صوروا هذا الشوال المتسخ، ويقولون: انظروا ماذا يطعموننا. وكانت هناك حركة نشطة جدًا لتشويه العمل والتخوين وهذه الأمور التي لم تكن موجودة في عام 2011 وعام 2012، يعني كانت هناك أصوات تقوم بمظاهرة.
وفي هذه الفترة أيضًا، أصبحوا يلتقطون فيديوهات، كانوا أشخاصًا موتورين، يعني يوجد أغبياء، أُعيد، وأقول: إن الغبي كان خطرًا على الثورة أكثر من المخبر؛ لأن المخبر أنت تعرف كيف [تتحاشاه]... و لكن الغبي كان يقدم خدمة للنظام أكثر، وكانوا يصورون فيديوهات معينة، ويرفعونها بشكل متقن، وتصل، وهناك فيديوهات وصلت إلى الأمم المتحدة، ومنها ما وصل إلى البابا، هناك فيديوهات تصور شخصًا ملتحيًا داخل الجامع، ويخطب خطبة عصماء، و يريد أن يقتل، ويذبح المسيحيين، و يريد أن يفعل، ونحن قاعدة وكذا، و يتم تصوير هذه الفيديوهات خلال 5 دقائق ثم تُرفع. ونحن من البداية منذ بداية المظاهرات كان لدينا لجان مهمتها مراقبة هؤلاء الناس، إذا جاء أحد هؤلاء الناس صدفة وهو يحمل راية فإننا نمنعه من رفعها، ولا نريد راية إلا راية الثورة، وفي البداية، كان العلم السوري. وهذه هي الأمور التي كانت تحصل في هذه الفترة.
كانت هناك محاولة تشويه، وأنت كل يوم بدلًا من أن تكون مشغولًا بتأمين الخدمات وتأمين العمل للناس وبعملك الثوري فتصبح مشغولًا في الرد، واتخذنا قرارًا بعدم الرد على أحد، ومن يريد أن يتكلم فليتكلم، ونحن نريد أن نعمل وأن نؤمن العمل.
في نفس هذه الفترة أيضًا، هناك جهة أخرى أصبح لديها لجان إغاثة لوحدها، وبتوجيه من الناس -وهؤلاء الأشخاص كان المال يأتيهم عن طريق التيار السلفي- وبناء على طلب من الوجهاء [الذين قالوا]: يا دكتور، تعالوا لنضمهم، وليعملوا معكم أفضل من أن يعملوا لوحدهم. وطبعًا، هم عندما بدؤوا يعملون اكتشفوا أنهم لا يعرفون العمل، ولا يعرفون التوثيق، ولا يعرفون التنظيم، وكانوا فوضويين في العمل، ولكن يوجد الكثير من المال لديهم، وكل يوم نسمع قصة، مثلًا: الدولارات التي جاءت وكانت مزورة. وكل يوم هناك قصص عنهم، وعندما تُحكى هذه القصص فهناك أشخاص كانوا يظنون أن هذا العمل نحن نقوم به، ويسألوننا: هل صحيح أن لديكم 40000 دولار مزورة؟ فنقول: لا. أو صحيح أن من أحضر لكم الدولارات وقعت منه على الطريق؟ قصص كثيرة والأموال كثيرة وتحدث حولها مشاكل كثيرة.
هؤلاء كانوا موجودين، وجاء أشخاص وجهاء، أذكر منهم: الدكتور حسن جمول -أطال الله في عمره- والدكتور الصيدلي إحسان السمر، وقالوا: يجب عليكم التوحد مع بعضكم. وقلنا لهم: لا توجد مشكلة، لنجتمع. ثم اجتمعنا، وقلنا لهم: نحن لدينا كذا وكذا، لدينا اللجنة الفلانية، من تريدون أن يكون معنا فيها؟ قالوا: فلان. [فقلنا]: اكتبوا اسمه. وكذلك اللجنة الفلانية واللجنة الفلانية. عرضنا كل اللجان للعمل، ومن يريد أن يأتي فليأت، وعلى ما يبدو أن هناك كلامًا بين بعضهم: ماذا عن الرئيس؟ كنت أنا الرئيس بالنسبة لمجلس الإدارة، و[سألوا]: من سوف يكون الرئيس؟ فوصلوا إلى هذا الموضوع، ولم يتكلموا بعد، فقلنا لهم: وماذا عن الرئيس؟ يا أستاذ إحسان، حضرتك رئيس المجالس، ويا دكتور حسن، أنت نائبه، [وقالوا]: هذا غير ممكن. وقلنا لهم: هذا الأمر ممكن. ومن يريد أن يقوم بعمل يجب أن يتقدمه، تفضلوا هذا هو العمل، وأنا مثل العادة خرجت، ومشيت، واتفقنا.
واستلموا العمل، وبدؤوا بالعمل، وبعد 10 أيام أو 20 يوم أو شهر، اكتشفوا أنهم غير قابلين للعمل معهم، فأنت تحضر شخصًا فوضويًا، وتضعه في عمل منظم، وبعدها اكتشفنا أنه من المستحيل العمل معهم وغير ممكن، ثم بدأنا نعمل لوحدنا بدونهم، وأن الله سوف يعوضنا عن الأموال الموجودة عندكم؛ لأنهم أصبحوا يريدون مشاركتنا [عن معلومات] ما يوجد معنا، والذي معهم لا أحد يعرف عنه شيء، ولكننا نبين لكم أن معنا كذا وكذا، ونريد أن نفعل كذا وكذا، وأنت ماذا لديك؟ ولكن لا يوجد شيء لديك؟ أو ماذا تريد أن تفعل؟ أو ما هو الشيء الذي سوف أعطيه لك؟ ومثلًا: في إحدى المرات، جاءهم دعم للشهداء، قلنا لهم: هذه فوضى، إما أن تاتوا، ونعمل ضمن لجنتنا لجنة الشهداء، أو تأخذون ملف الشهداء كاملًا. فقالوا: نأخذه كاملًا. فقلنا لهم: تفضلوا، هذا هو ملف الشهداء. ونحن أعلنا أن ملف الشهداء استلمته المجموعة الفلانية. ويكون قد جاءهم مبلغ من المال، ويعطونه إلى عائلة الشهيد مباشرة، لكل عائلة 25 أو 30 ألفًا، ولكننا لم نكن نعمل بهذا الشكل، و كنا نعطي راتبًا معروفًا كل شهر، وعائلة الشهيد أو أخو الشهيد أو أبو الشهيد عندما قبض دفعة واحدة 25000 أو 50000- لا أذكر المبلغ بالضبط، أعتقد أنه 50000 - فأصبح يقول بينه وبين نفسه: هؤلاء كانوا يسرقوننا، كان المبلغ يأتيهم 50000 ، وهم يعطونا 10 أو 8 أو 3 آلاف ؛لأننا كنا نخصص راتبًا، وأعطوهم في الشهر الأول، ولكن في الشهر الثاني لم يكن هناك مال، وفي الشهر الذي بعده كذلك لم يكن هناك مال، فما هو الحل؟ فقمنا بإعادة ملف الشهداء إلينا، وقلنا للناس: إن هذه المنحة قد جاءتكم، فهناك شخص أحضر المال بهذا القدر، وقدموها لكم، وحتى إننا أقنعنا الناس بهذه الطريقة، وأن العمل بهذه الطريقة غير صحيح، وأقنعناهم أيضًا بأن عملهم بهذه الطريقة غير صحيح، فيقولون: يا أخي، نحن لا نستطيع، جاءتنا تعليمات، ونقول: التعليمات لا تفرض علينا من الخارج، ونحن الذين نعرف كيف نتعامل مع الناس، ونحن الذين نضع القانون، ونمشي عليه. وإذا أعجب الداعم فلا مشكلة، وإذا لم يعجبه فلا يدعم، ونحن سنقوم بتسيير أمورنا، وهو لا يعرف ماذا يحصل في المجلس.
فعندما كان يأتينا أي شيء كنا نرفض الإملاءات، مثلًا: افعلوا كذا أو كذا، أنت فقط يحق لك، نحن نضمن لك أن هذا المبلغ لا يذهب إلى المقاتلين، ولا يذهب إلى السلاح؛ لأن هناك أشخاصًا لا يريدون ذلك، يوجد أشخاص يقولون لك: افعل ما تريده، ولكن لا تعطيه للسلاح .... ونحن نضمن هذا الشيء، يعني "الفرنك" الذي تعطينا إياه لا نعطيه للعمل العسكري؛ لأن العمل العسكري له ناسه وله داعموه وله نظامه، وأما نحن مدني فقط، ونحن نضمن لك هذا الشيء، ولكن أنت لا تفرض عليّ أن أعطي إلى فلان، إذا أردت أن تعطي إلى فلان فأعطه أنت، لماذا تجعلني أنا أعطي فلانًا؟ وهكذا كان يتم العمل؛ لذلك كانت هناك ثقة، والناس عندها ثقة عمياء بعملنا، والناس في الخليج يخصمون من راتبهم و يرسلوه لنا، ولا يرسله إلى أخيه، علمًا بأن أخاه قد يكون معتقلًا أو شهيدًا، ولكن لا يرسله له، وإنما يرسله لكل لكل الناس (جميع أسر المعتقلين والشهداء)، وأصبح الناس يعملون بالعمل الجماعي، ويعرفون أن هذا العمل الجماعي هو الصحيح.
كان إخوتنا في الخليج مشكورون جدًا، يعني المغتربون من القصير في الخليج، قاموا بعمل رائع جدًا، كانوا يجمعون، ويوكلون شخصًا، وكل فترة يغيرون هذا الشخص، حتى لا يُقال: فلان. ويبعثونهم، ويصلوننا عن طريق اللجان، ونحن نوزعها، ونبين لهم أنه حصل كذا وكذا. بعض الناس أحيانًا يرتكبون أخطاء، مثلًا: يرسلون مالًا بشكل منفصل، ونحن نسمع أن الجمعية الفلانية تريد أن توزع في القصير إغاثة، فنتواصل معها، ونقول: يا أخي، تريد أن توزع أهلًا وسهلًا، تعالوا حتى نتعاون، [ويقولون]: نحن لا نريد إعطائكم. فنقول: لا تعطينا يا أخي. ولكن أعطنا [أسماء] الذين أعطيتهم، أو نحن نعطيكم [أسماء] الذين يجب أن تعطيهم، هل عرفت الفكرة؟ يعني أنت أخبرنا من الذي أعطيته كي لا نعطيه مرة أخرى، ولا يحصل ازدواج في العمل؛ لأننا في حاجة، أو أنت أخبرنا ماذا تريد كي نعطيك، أنت ماذا تريد أن تعطي ولمن؟ مثلًا: أنا أريد [أن أعطي أيتامًا]. تفضل، هذه هي لوائح الأيتام، هذه لوائح الأيتام خذها وأعطها. أنا أريد أن أعطي الأرامل هذه هي [لوائح] الأرامل، أو أريد أن أعطي لفقراء ومساكين أو كذا، ونحن نركض وراءهم، ونحضرهم بأي شكل من الأشكال، ونحاول تنسيق العمل بين بعضنا، بحيث لا يحصل تكرار، ونعطي فلانًا مرتين، أنت تعطي، ونحن نعطي، فكان هناك أشخاص ينبسطون من هذا العمل، وبعدها، صار هناك أشخاص يقولون: أنتم قوموا بالتوزيع، لا توجد لدينا مشكلة؛ لأننا أصبحنا على ثقة بأنكم تعملون بهذا الشكل الصحيح.
القسم الثاني من.. بعد فترة، القسم الذين انفصلنا عنهم أو الذين قلنا لهم: اعملوا لوحدكم ونحن لوحدنا. بعد فترة، عندما ضاق علينا الحصار رجعنا، واشترينا منهم الطحين، دفعنا ثمنه مالًا لهم، وهو كان في مستودعاتهم، اشترينا منهم المازوت، واشترينا منهم كل المواد التي نحن بحاجتها، [كنا نقول]: هل تريدون مالًا؟ هذا هو المال. نحن هنا نريد إطعام الناس، ونريد أن نعمل. وفعلًا، اشتريناه، ودفعنا ثمنه، والذي من المفروض أنه جاءهم كي يوزعوه، ولكن ما هو الحل؟ لأننا أصبحنا من يعمل في الأفران، وليس أصحاب الأفران، فهل تريدون المال؟ خذوا المال. وأعطونا الطحين، واشترينا الطحين، وبقينا حتى آخر يوم، ونحن نخبز، ونوزع للناس احتياجاتها من الخبز، وحتى اليوم الذي خرجنا فيه [من القصير] لم يجع الناس، ولم يحصل جوع أبدًا؛ لأن العمل كان منظمًا ويُنجز بشكل صحيح، ولم يحدث جوع، ولم نسمح بحصول الجوع في هذه المرحلة خلال وجودنا في القصير من أولها حتى خرجنا.
معلومات الشهادة
الموضوع الرئیس
المجلس المحلي في القصيركود الشهادة
SMI/OH/112-18/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2013
updatedAt
2024/04/22
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-مدينة القصيرمحافظة حمص-محافظة حمصشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية