الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أحداث مظاهرة جمعة العزة باللاذقية في آذار 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:18:12

عندما خرجت مظاهرات بانياس ودرعا قلنا: من الضروري جدًا جدًا أن نواكب هذا الحدث العظيم، ونخرج مظاهرات كغيرنا من المدن السورية، في الحقيقة، في يوم 25 آذار/مارس 2011 (جمعة العزة)، لم نكن نتوقع أبدأ أن تخرج اللاذقية بهذا الحجم، لم يبق شاب على ما أعتقد في بيته إلا وشارك في هذه المظاهرات العارمة التي أدهشت النظام، فيما بعد سمعت أن النظام كان يعيش في حالة خوف، وأنه لم يكن يتوقع أبدًا هذه المظاهرات الكبيرة أن تخرج في مدينة اللاذقية، نزل الشباب جميعهم إلى الشوارع، خرجت الأمور عما كنا متفقين عليه، وبدأت الأمور تُساق إلى غضب جماهيري شعبي واسع أصبح بحاجة إلى ضبط وتنظيم، وكانت أفكارنا في البداية أن نُخرج المظاهرات، وكانت الفكرة التي اجتمعنا عليها أكثر من 8 أو 9 أشخاص، فيما بعد كل شخص اجتمع مع 5 أشخاص، وقررنا أن يكون هناك خروج للمظاهرة في اليوم الأول من 5 مساجد وهي: جامع الرحمن في "الطابيات"، وجامع البازار في "الصليبة"، و جامع العجان في "الشيخ ضاهر"، و جامع خالد بن الوليد، و جامع المهاجرين. هذه المساجد الخمسة المتوزعة في مدينة اللاذقية، والتي نعتقد أن الناس سوف يخرجون منها بمظاهرات. كانت الفكرة أن كل مسجد نرسل له 5 أشخاص، ويكبّرون مباشرة بعد الانتهاء من الصلاة، ويكون التكبير: أولًا- يكبر على اليمين ثم على اليسار، ثم في الوسط، ثم يكبر الخمسة مع بعضهم، وعندما يكبر الخمسة فالناس سوف يكبرون معهم، وهؤلاء الشباب لبسوا شيئًا يمنع رؤية حركة فمهم عند[قولهم] كلمة: "الله أكبر". حتى لا يُعرفوا فيما بعد، من الأمور التي تفاجأنا بها أنه بمجرد أن قال: "الله أكبر". الجامع كله كبّر، لم نكن نحتاج إلى الخطة البديلة التي يكبّر فيها على اليمين واليسار وفي منتصف المسجد.

وتغيرت الخطة أيضًا قبيل صلاة الجمعة، كانت من المفترض أن تخرج من عندي، من جامع الرحمن في حي "الطابيات"، ولكن عندما نزلت قبل الصلاة من عادتي أن أدخل إلى غرفتي قبل نصف ساعة؛ حتى أحضّر الخطبة، فرأيت تجمعًا كبيرًا لعناصر الأمن حول المسجد، وهذه أول مرة أراه في الحقيقة. طبعًا، بعد الثورة رأيناه دائمًا، رأيت تجمعًا كبيرًا، و أكثر من 40 أو 50 عنصر أمن يتجمعون، و يقفون أمام باب الجامع قبل الجمعة، وعلمت أن الخبر تسرب، بأن جامع الرحمن سوف تخرج منة مظاهرات، وأنا في الأساس كانت جميع خطبي السابقة في الشهر الذي قبله عن تونس ومصر والتغيير، وأنا في الأساس كنت أخطب عن هذا الموضوع، فالنظام كان يخاف في الحقيقة من أفكاري، ويخاف من خروج مظاهرات من مسجد الرحمن؛ لذلك مباشرة أخبرت الشباب على الهاتف أن مسجد الرحمن أوقفوه، واخرجوا في مظاهرات من مساجد أخرى؛ لأنه لو خرجت مظاهرة من مسجد الرحمن سوف تقمع قمعًا شديدًا -كما رأيت أنا- بسبب التجمع الأمني الذي كان موجودًا. وفعلًا، توقفت المظاهرات، ولم تخرج مظاهرات من جامع الرحمن في ذلك اليوم، وإنما خرجت من جامع خالد بن الوليد والبازار وغيره، وفي جامع العجان أيضًا، قررنا أن نوقف[خروج] المظاهرات منه، و السبب أن أكبر مخفر في اللاذقية هو مخفر الشيخ ضاهر، كان موجودًا و ملاصقًا لجامع العجان، فقررنا أيضا أن نوقف[خروج] المظاهرات من هناك، وربما كانت الحكمة في عدم إخراجها من تلك المنطقة.

خرجت المظاهرات، والناس نزلوا إلى الشوارع، ومشينا مع المتظاهرين كأشخاص مثلهم، لم نكن نُعرف بأن لنا شأن بهذا الأمر، أو قد نكون فيما بعد موجهين، الناس يحترموننا فقط كشيوخ خطباء مساجد خرجوا معهم، احترمونا جداً، ويعرفون قربنا من جيل الشباب، نحن كنا قريبين من جيل الشباب، سواء حين نلعب معهم كرة القدم، أو نذهب معهم إلى البحر، وكنا ندرسهم مثلًا: في الثانويات وغيرها. وكنا قريبين من جيل الشباب، ولم نكن نجعل ذلك الفارق المشيخي الطبقي بين الشيوخ والمُريد، لم يكن لدينا هذا الأمر.

المظاهرات انتقلت، وجابت جميع شوارع مدينة اللاذقية، وكانوا ينادون بأعلى أصواتهم: "اللي ما يشارك ما فيه ناموس". وكان الشباب ينزلون من البيوت، ويشاركون معهم، حتى وصلوا إلى قصر المحافظ. طبعًا، بدأت من جامع المهاجرين، ومشينا في طريق المحافظ حتى وصلت إلى قصر المحافظ، وهنا[عبر] الهواتف جميعها كان كل شخص يقول: خرجت المظاهرة، تعالوا، وشاركونا، نحن في المكان الفلاني. وكانت الناس يأتون إلينا من جميع الأماكن، ويمشون، وفي كل متر، يزداد العدد، وكنت أرى عناصر الأمن يمشون جانبًا، ولا يتكلمون شيئًا، والنظام والجيش ابتعدا تمامًا، وصل الشباب إلى قصر المحافظ، واعتلوا الأسوار، وأرادوا أن يقتحموه لولا أن تدخل العقلاء[قائلين]: يا شباب، هذا ليس عملنا، وعملنا ليس مع المحافظ، دعونا نخرج سلميين، ثم اتجه الشباب إلى جامع الرحمن في "الطابيات" ونزلوا إلى الصليبة، حتى وصلوا إلى ساحة- أو أنهم لم يصلوا في اليوم الأول إلى ساحة الشيخ ضاهر- حتى وصلوا في اليوم الأول إلى جامع الصوفان قبل ساحة الشيخ ضاهر، وهنا في الحقيقة، الشباب من الطائفة العلوية -طبعًا- بتحريض من النظام أن الشباب السنة جاؤوا لقتلكم، ونحن لم نكن نستهدف أبدًا شباب الطائفة العلوية؛ فتجمعوا، وكان الاجتماع عند جامع صوفان قبل ساحة الشيخ ضاهر، وهنا في الحقيقة، حصل احتكاك بين الشيعة والسنة، وكانت هناك بعض الشتائم، و الشباب قاموا بحرق سيارة مخابرات، كانت موجودة في هذه المنطقة، و تراجع الشباب إلى الوراء، إلى الصليبة، عند مبنى وكالة "أديداس". وهذا الكلام في وقت العصر، وبدؤوا يقتربون شيئا فشيئًا إلى أماكن تواجد الشباب من الطائفة العلوية، وتدخلت سيارات الإطفاء برش الماء وبعض العناصر من حفظ النظام.

في المساء، قال الشباب: لن ننام، سنبقى معتصمين في الساحات. وأنا اتصلت بأحد الشباب، أو اتصل بي شاب اسمه طارق وهوب، وقلنا له: ينبغي أن نكسر تمثال حافظ الأسد في سوق التجار. وهو تمثال نصفي يعني الرأس والجسم فقط، أقصد البطن، وذهب الشباب، وكسروا التمثال في سوق التجار، هذا التمثال الثاني، وليس التمثال الأول الذي كسره شاب من بيت برو- أعتقد- قبل الثورة بشهرين، وبعد أن كسره الشاب من بيت برو أعادوا صنع تمثال جديد، ووضعوه في نفس المنطقة في سوق التجار، وعدنا، وكسرناه في اليوم الأول، أعتقد أن أول من كسر تمثالًا هم شباب اللاذقية، رجعنا، وكسرناه في اليوم الأول في يوم 25 آذار/مارس.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/07

الموضوع الرئیس

محافظة اللاذقيةجمعة العزة

كود الشهادة

SMI/OH/60-03/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

25 آذار/مارس 2011

updatedAt

2024/04/20

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-الطابياتمحافظة اللاذقية-الصليبة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة