الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الحراك المشيخي بعد المظاهرة الأولى في اللاذقية وبيان علماء الشام

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:16:15

بعد الاجتماع الذي اجتمعناه(حضرناه) في الأوقاف كمشايخ، ونزلنا إلى ساحة الشيخ ضاهر، وبدأت في الحقيقة أول نقطة دم، أصبح يستدعي وجوبًا علينا كمشايخ اللاذقية أن نجتمع، وتكون لنا كلمة، ويكون لنا رأي. اتصلت بالشيخ حسن صاري، وكنت منقطعًا عنه لفترة طويلة، وخصوصًا بعد أن رأيت منه الموقف البطولي في مديرية الأوقاف، وسنه أيضًا كانت تساعده على أن يتكفل بقيادة الحراك المشيخي في اللاذقية، قلت له: أريد أن آتي إليك. وذهبت إليه (إلى منزله)، قلت له: نحن أين دورنا كمشايخ؟ قال: أنا أفكر مثلك، ابق عندي. وأمسك هاتفه، واتصل بجميع المشايخ، ودعاهم إلى منزله، واجتمعنا في المنزل مجموعة كبيرة من المشايخ، منهم المؤيد للمظاهرات والمعارض لها والذي ما بين؛ لأن هذا شعبنا لا نستطيع أن نقول له شيئًا، واجتمعنا، [وكنا] عددًا كبيرًا من المشايخ، واتفقنا أن يكون هناك اجتماع شبه يومي لمدارسة... وعقب اجتماع الأوقاف الذي حدث، والذي على أساس أن دورنا كمشايخ هو أن نخفف ونقوم بتهدئة (غضب) الشارع، أو نهدئ الشارع. وفعلًا، اجتمعنا في اليوم الأول عند الشيخ حسن صاري، في اليوم الأول من اجتماعنا، كان هناك حديث عن دور مشايخ أهل اللاذقية، ماذا ينبغي أن نفعل؟ وخطب الجمعة التي ينبغي أن تكون موجهة، وهل من مصلحتنا أن نهدئ الشارع أم نبقى معهم حتى نحقق مطالبنا؟ كان هناك خلاف كبير بين المشايخ، ولكن الجميع كان متفق على أنه يجب أن يكون لنا دور، وصارت الاجتماعات تتوالى، أغلبها كانت في منزل الشيخ حسن صاري أو في مكتبه، ولا أعتقد أننا اجتمعنا في منزل آخر، [اجتمعنا] في منزله فقط، وكنا نجتمع تقريبًا إما على الاتصال أو في مواعيد محددة، كل مشايخ اللاذقية الكبار كانوا يجتمعون في الاجتماعات الأولى، طبعًا، كان الشيخ فهد راعي، الشيخ أيمن راعي، الشيخ هيثم حداد، الشيخ يوسف بيروتية، الشيخ عماد الطريفي، الشيخ صلاح شالاتي، الشيخ عبد الغني بكاري، رحمه الله- هم كثيرون- والشيخ فواز الصوفي، هؤلاء الذين أذكرهم الآن.

وفي أحد الاجتماعات، اقترحنا أن يتطوّر دورنا، ليس في خطبة الجمعة فقط، وتمحور الحديث[ليس] عن الإصلاحات وضرورة الإصلاحات، وإنما لماذا لا ننزل إلى الشارع مع الناس، ونقف في الصف الأول في المظاهرات؟ والبعض وافق، والبعض لا (رفض)، بعض المشايخ كانوا ينزلون إلى المظاهرات، مثل: الشيخ حسن صاري، وخصوصًا في مظاهرة الشهيد الصمادي- رحمه الله- والبعض كان يدعم من الوراء، الشيخ أيمن راعي شارك في أكثر من مظاهرة، والشيخ فهد راعي شارك في المظاهرات الأولى، وكان البعض لا يشارك، و[بينما] نحن مجتمعون دخل شاب، تعرفت عليه في المرة الأولى، قال الشيخ حسن صاري: سوف أعرفكم الآن بشاب، خرج اليوم من السجن المدني. وكانوا في تلك الأيام يعتقلون الشخص يومين أو 3 أيام، ثم يُخرجون الواحد(الشخص)، وإذا بطبيب يدخل، الطبيب تخرج حديثًا، اسمه الدكتور حسان وزان، دخل الدكتور حسان وزان، وقلنا له: يا دكتور، تكلم، ماذا حصل معك في السجن؟ وحكى لنا قصصًا جعلتنا نتشجع أكثر أن نأخذ دورنا كمشايخ، وحكى لنا عن التعذيب النفسي والجسدي، والاضطهاد، وقلة الأدب مع الناس، والكلام البذيء الذي يقولونه، هذا الكلام في السجن المدني، وليس في الأمن، فما بالك بالذي يحدث في الأفرع الأمنية؟ وهنا في الحقيقة تضايقنا جدًا، وقررنا التصعيد، وكان هناك تواصل مع مشايخ دمشق عن طريق الدكتور النابلسي(محمد راتب النابلسي) ومشايخ حمص أيضًا، وهذه الاجتماعات أثمرت بمشاركتنا في إصدار "بيان علماء الشام" الذي صدر في منتصف شهر نيسان/ أبريل، وقعنا عليه نحن من اللاذقية 8 مشايخ أو 9 فقط من جميع مشايخ اللاذقية الذين قبلوا التوقيع.

الدكتور النابلسي تكلم مع الشيخ حسن صاري، وقال له: نحن نحضر للتوقيع على بيان لكل علماء سورية، ونحن كنا في الأساس نجتمع في منزل الشيخ حسن صاري، وعرض علينا الشيخ حسن صاري التوقيع على هذا البيان، وقلنا: ينبغي أن نقرأ البيان أولًا حتى نوافق عليه. وفعلًا: كان البيان مناسبًا جدًا لذلك الوقت، لم يتحدث عن إسقاط النظام، وإنما كبيان علماء سورية، ويوقّع عليه كل هؤلاء العلماء من أمثال الشيخ أسامه الرفاعي، والشيخ سارية[الرفاعي]، والشيخ النابلسي، والشيخ أبو الخير شكري وغيرهم بالإضافة إلى علماء حلب واللاذقية، فكانت على ما أعتقد خطوة مهمة جدًا، وُقّع البيان في تاريخ 26 نيسان/أبريل 2011 فيما أذكر. طبعًا، في أول الأمر، أخرج علماء مدينة دمشق بيانًا، ثم توسع حتى يوقّع عليه جميع علماء سورية، وسمي: "بيان علماء سورية أو بيان علماء الشام".

مدير الأوقاف في ذلك الوقت تغيّر، و وضعوا الشيخ فواز الصوفي مدير الأوقاف الجديد، وكان مدير الأوقاف في كل خطبة يستدعيني هو والأمن السياسي، والشيخ فواز صوفي هو أحد الأشخاص الذين وقّع معنا البيان، وعندما استلم مدير الأوقاف تغيرت تمامًا معاملته معنا، وكأنه لم يوقّع على هذا البيان، وأن هذا الشيء ينبغي أن نوقفه، وهذا الشيء الذي يحدث في البلد يؤدي إلى الخراب، وأنا طلبت منه مقابلته في منزله (أن أزوره في المنزل) و الشيخ فواز الصوفي صديقي جدًا؛ لأنني أعتقد، ولا زلت أعتقد أن غرفة مدير الأوقاف فيها كاميرا مباشرة مع الأفرع الأمنية، يعرفون تمامًا ما يحدث، و مدير الأوقاف إنما هو موظف مأجور عادة لصالح الأفرع الأمنية، وتقابلت معه في البيت في غرفة صغيرة، قلت له: الآن لا أحد يسمعنا إلا الله، أنت تعرفني جيدًا، و أنا أعرفك جيدًا،[أنا] أسمح لك بمعاتبتي بحكمك مدير أوقاف، إذا أردت معاقبتي لا يوجد عندي مشكلة، وإذا منعتني من الخطابة أنا أتفهم موقفك تمامًا، ولكن بيني وبينك عندما نتكلم الكلام يجب أن يكون الكلام مختلفًا عن الكلام الذي تتكلم به معي كمدير أوقاف. فقال لي: لا أبدّا، أنا الكلام الذي أقوله لك الآن في منزلي هو نفس الكلام الذي أكلمك به في مديرية الأوقاف، هذا موقفي، ولن أغيره. وأنا أطلب منك أن تغير أسلوبك الخطابي، وأن تخطب عن الفقهيات والاجتماعيات والأخلاق لديك كتاب للشيخ ابن القيم الجوزية أو مختصر منهاج القاصدين أو مدارج السالكين، اخطب فيها عن الأخلاق والصدق والمحبة والأخوة وعن بر الوالدين. قلت له: أنا لا أستطيع أن أخطب هذه الخطب، يوجد مشايخ غيري يخطبون هذه الخطب، ينبغي أن أتكلم عما يحدث في الساحة، قال: إذن سوف نضطر إلى أو سوف تضطرنا إلى عدم الدفاع عنك. قلت له: لا تدافع عني، أنا أتفهم موقفك، ولكن اتركني لنفسي، إذا كنت خائفًا عليّ أن أعتقل فمرحبًا بها، وإذا خفت عليّ من الاستشهاد فمرحبًا بها، أنا صاحب موقف، ولن أتراجع عنه، يعني للأسف تغير موقفه 180 درجة.

اجتماعاتنا في الحقيقة أثمرت أن نوحد فكرة الخطاب الديني في فترة الثورة، وهذا الشيء ساعد على ألا يبقَ الأمر فقط محصورًا في جامع أو جامعين، وأصبحت جميع الجوامع تتكلم، وجميع الشيوخ يتكلمون، مثلًا: تكلمنا عن القصة التي حصلت مع الدكتور، [وقلنا]: لماذا تعذبون؟! وتكلمنا عن فكرة أننا ينبغي أن نطالب بمطالب (واحد إثنان ثلاثة أربعة)، وبنفس الوقت كنا نضطر أن نجامل النظام، ونتحدث أننا لا نريد إسقاط النظام، ولكن في الحقيقة اجتماعاتنا كانت مثمرة جدًا لتوحيد الخطاب الديني في أغلب مساجد المدينة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/07

الموضوع الرئیس

محافظة اللاذقيةالحراك المشيخي في اللاذقية

كود الشهادة

SMI/OH/60-07/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار - نيسان 2011

updatedAt

2024/04/20

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة